مدير «جيزويت الإسكندرية»: السينما ليست كاميرا.. بل آلة زمن لتجميد اللحظة وفتح آفاق الحلم
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
أعرب الأب ماريو بولس اليسوعي، مدير مركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية، عن سعادته البالغة بتخريج دفعة جديدة من طلاب مدرسة سينما الجيزويت لعام 2024 - 2025، مؤكدًا أن الحفل يحمل دلالة خاصة لتزامنه مع مرور ربع قرن على تأسيس المدرسة التي أسهمت في تكوين أجيال من صناع السينما المستقلين في المدينة.
وقال الأب ماريو، في كلمته خلال الحفل اليوم الجمعة إن تخريج هذه الدفعة يمثل تتويجًا لعام من الجهد والإبداع والعمل الجماعي، مشيدًا بالشباب الذين “تعبوا وسهروا وكافحوا لتحقيق أحلامهم، وقدموا عبر أفلامهم قصصًا تعبّر عن روحهم وعن مدينتهم الإسكندرية بلغة السينما”.
وأضاف الأب ماريو أن مدرسة سينما الجيزويت منذ تأسيسها مطلع الألفية الجديدة سعت إلى ترسيخ دور السينما كأداة للتعبير عن هوية المدينة وثقافتها، موضحًا أن الإسكندرية، مدينة البحر والثقافات المتعددة، تستحق أن يكون لها صوت سينمائي حر”.
وأكد الأب ماريو أن المركز ظل على مدار السنوات داعمًا لكل مبادرة شبابية تسعى للتعلم والمغامرة في هذا الفن معتبراً أن السينما ليست مجرد كاميرا تسجل اللقطات، بل آلة زمن قادرة على تجميد اللحظة الهاربة وفتح آفاق الحلم بالمستقبل و أن كل فيلم يقدمه الشباب هو تجربة تأمل واكتشاف جديدة.
وتحدث مدير المركز عن تحديات صناعة السينما للشباب، مستشهدًا بتجربة المخرج التركي نوري بيلغ جيلان، رئيس لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي المقبل، الذي بدأ مسيرته الفنية بإمكانيات محدودة، معتبرًا أن “البساطة التي فرضتها الظروف أصبحت جزءًا من بصمته الجمالية”.
وأوضح أن الهدف هو تحويل قلة الإمكانيات إلى دافع للإبداع لا عائق للأحلام، مشيرًا إلى أن مركز الجيزويت الثقافي حرص منذ تأسيس مدرسة السينما على دعم إنتاج الأفلام القصيرة باعتبارها منبرًا يتيح للشباب فرصة التعبير والانطلاق، مؤكدًا أن عددًا من أفلام المدرسة شارك في مهرجانات محلية ودولية، ما يعكس ثراء المشهد السينمائي السكندري.
وفي رسالته إلى الخريجين، شدد الأب ماريو على أن صناعة السينما تقوم على القيم الإنسانية وروح التعاون، قائلاً: “الفيلم ينطلق من مجتمع إنساني يتعاون فيه الأفراد، يتفقون ويختلفون، ويتعلمون التواضع والحوار، من أجل خلق عمل فني مشترك”.
وفي ختام كلمته، وجّه الأب ماريو التحية لروح الأب فايز سعد اليسوعي، مؤسس مدرسة سينما الجيزويت الذي وافته المنية قبل عشرين عامًا، كما قدّم شكره للأستاذ إسلام كمال، مدير برنامج ومدرسة السينما، وللأستاذ علي نجاتي، منسق المدرسة ومبرمج نادي سينما الجيزويت، ولكل فريق العمل الذي واصل دعم رسالة الفن والإبداع في المدينة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية مدرسة السينما مركز الجزويت الثقافي افلام قصيرة
إقرأ أيضاً:
الملفات النهائية لإبستاين تُرفع للعلن: تصرف دراماتيكي للقاضي في اللحظة الأخيرة
أصدر القاضي الفيدرالي في نيويورك ريتشارد بيرمان في العاشر من ديسمبر ٢٠٢٥ قراراً بالسماح بإتاحة مواد هيئة المحلفين الكبرى وسجلات تحقيقية تتعلق بقضية جيفري إبستاين لعام ٢٠١٩ ..
للعلن جاء هذا القرار بعد صدور قانون شفافية ملفات إبستاين في نوفمبر ٢٠٢٥ الذي الزم وزارة العدل الأمريكية بنشر الوثائق غير المصنفة المتعلقة بالتحقيقات ضد إبستاين وشريكته السابقة جيزيلين ماكسويل ويعد قرار بيرمان الثالث من نوعه بعد أن أذن قاضيان آخران في فلوريدا ونيويورك بإتاحة أجزاء مشابهة من الملفات وتشمل الوثائق التي ستُنشر نصوص هيئة المحلفين الكبرى ومرفقات تحقيقية مثل تقارير مكالمات هاتفية وربما عروض قُدمت خلال التحقيق ..
لكن القاضي بيرمان حذر من أنها قد تكون مقتطفات سماعية وليست بالضرورة أدلة مدوية كما أن نطاق المواد محدود نسبياً ولا يكشف بالضرورة عن قائمة زبائن كاملة أو أدلة غير معلنة تربط إبستاين بشخصيات نافذة وفي نفس الوقت شدد القضاء على ضرورة حماية خصوصية الضحايا من خلال حذف أو طمس أية معلومات تعريفية قد تسبب ضرراً لهم رغم التصريحات بأن كل الوثائق غير المصنفة يجب أن تُنشر يبقى جزء كبير من الملفات الحقيقية غير مكشوف ..
وتشمل أرشيفات أقراص صلبة تسجيلات رسائل بريدية وسجلات مالية ومحتوى أرشيفي ربما مصنّف أو حساس ويعتبر بعض المراقبين أن القرار الأخير قد يكون خطوة رمزية لأن ما سيُفرج عنه ربما يكون أقل من المتوقع ولا يكشف عن الجزء الحقيقي من الجرائم ولا عن أسماء أو علاقات أشخاص نافذين كما يسمح القانون بحجب أو طمس أي وثائق ذات طبيعة حساسة وقد يخفي أجزاء مهمة من التحقيق ..
يمثل نشر هذه الوثائق رد فعل على ضغوط واسعة سياسية وشعبية تطالب بالكشف عن كل الحقائق حول شبكة الاتجار بالجنس التي كان يديرها إبستاين وهي قضية أثارت جدلًا كبيراً لسنوات حول مدى تورط أشخاص من النخبة في الولايات المتحدة وخارجها وقد يساعد النشر على إعادة تقييم قضايا قديمة ..
فتح تحقيقات جديدة أو إعادة الاعتبار لضحايا كانوا ينتظرون رؤية المستندات الكاملة لكنه في الوقت نفسه قد يثير جدلاً حول الخصوصية حماية الضحايا وربما محاولات لإخفاء الحقيقة خلف طمس أجزاء من الوثائق بذريعة السرية أو حساسيتها ..
قرار القاضي بيرمان بفتح ملفات إبستاين يمثل علامة فارقة على مسار طويل من الغموض حول قضية كبرى هزت الرأي العام العالمي لكنه ليس النهاية فالنشر الفعلي للوثائق ومدى شفافيتها أو ما ستكشفه حقًا سيحدد قيمة هذه الخطوة ..
وقد تكون البداية نحو كشف أوسع وأعمق أو قد تسفر عن إفراج معزز بتطمينات قانونية دون الكشف عن كامل الحقيقة .