عربي21:
2025-12-14@03:41:05 GMT

إيطاليا تتجه إلى حظر البرقع والنقاب في الأماكن العامة

تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT

إيطاليا تتجه إلى حظر البرقع والنقاب في الأماكن العامة

قدّم حزب "إخوة إيطاليا" (FDI)، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، مشروع قانون جديد إلى البرلمان يقضي بحظر ارتداء البرقع والنقاب والحجاب في الأماكن العامة، وفرض رقابة مالية مشددة على المساجد ومصادر تمويلها، والحد مما سماه "أسلمة إيطاليا"، بحسب موقع بوليتيكو .

Italy wants to ban Islamic face coverings and regulate mosque funding.



The ban would prohibit wearing face-covering garments in all public spaces. Those who violate the ban would face a fine of up to €3,000.https://t.co/nqyTRMqVdL — POLITICO (@politico) October 8, 2025
وأوضحت النائبة سارة كيلاني من حزب الجبهة الديمقراطية الإيطالية، وهي واحدة من المؤيدين لهذا الاقتراح إلى جانب المتحدث باسم الحزب جالياتسو بيجنامي، أن هذا الإجراء "سيعمل على مواجهة إنشاء جيوب ومجتمعات مضادة حيث يتم تطبيق الشريعة الإسلامية بدلاً من النظام القانوني الإيطالي، وحيث تزدهر الأصولية الإسلامية".

وقال ووكيل وزارة العدل أندريا ديلماسترو، وهو أحد المبادرين لمشروع القانون المخطط له، في منشور على فيسبوك: "الحرية الدينية مقدسة، ولكن يجب ممارستها في العلن، مع الاحترام الكامل لدستورنا ومبادئ الدولة الإيطالية".


وأشار ديلماسترو إلى أن إيطاليا استلهمت من فرنسا العلمانية المتشددة، أول دولة أوروبية تفرض حظرا كاملا على النقاب في عام 2011، ومنذ ذلك الحين، فرضت بلجيكا والدنمرك وسويسرا والعديد من الدول الأخرى في أوروبا وحول العالم حظرا كاملا أو جزئيا على ملابس النساء المرتبطة بالإسلام، وأضاف" لدينا قناعة راسخة بأن أي تمويل أجنبي لا ينبغي له أبدا أن يقوض سيادتنا أو حضارتنا".

مقترح القانون
وفقا لصحيفة إيه بي سي الإسبانية، يقترح النص التشريعي، المكوّن من خمس مواد، في نقطته الخامسة على أنه "يُحظر استخدام الملابس التي تغطي الوجه، أو الأقنعة، أو أي وسيلة أخرى تعيق تحديد الهوية الشخصية في الأماكن العامة، والمراكز التعليمية بجميع مستوياتها، والجامعات، والمكاتب، والمنشآت التجارية"، ويُعاقَب المخالفون بغرامات تتراوح بين 300 و3000 يورو.

علاوةً على ذلك، يُنظّم مشروع القانون تمويل وبناء دور العبادة، بذريعة ضمان الشفافية في مصادر الأموال ومنع وصولها من منظمات أو دول ذات أغراض مخالفة للقانون الإيطالي، مشددا على ضرورة الإبلاغ صراحةً عن التبرعات الخارجية إلى وزارة الداخلية.


وقد أثار المشروع موجة من القلق لدى منظمات حقوق الإنسان والجهات المدافعة عن الحريات الدينية والفردية، حيث حذرت من أن مثل هذه التشريعات تُغذي خطاب الكراهية وتعزز الانقسام المجتمعي، ورغم عدم تحديد موعد لعرض مشروع القانون على البرلمان، إلا أن هيمنة الأحزاب اليمينية على المشهد التشريعي تشير إلى إمكانية تمريره، ما ينذر بمرحلة جديدة من التوترات بشأن حقوق الأقليات في إيطاليا

ويأتي المقترح بعد مبادرة مماثلة تقدّم بها في كانون الثاني/يناير الماضي حزب الرابطة اليميني المتطرف، أحد شركاء ميلوني في الائتلاف الحاكم، يقضي بحظر الملابس التي تغطي الوجه، مثل النقاب والبرقع، في الأماكن العامة. إلا أن مشروع الرابطة كان أضيق نطاقًا من مشروع حزب "إخوة إيطاليا"، ولا يزال قيد المراجعة في اللجنة البرلمانية المختصة، ولا يُعرف بعد ما إذا كان سيتم دمج المشروعين في صيغة موحّدة قبل عرضهما للتصويت في البرلمان.

وفي 20 آذار/مارس 2025، أقرت منطقة فريولي فينيتسيا جوليا الإيطالية قانونًا يمنع ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة والمدارس، بدعم من أحزاب اليمين. ونظرًا لأن الأمر من صلاحيات الدولة، فقد تم رفعه إلى البرلمان لمناقشته على المستوى الوطني.

ونشر موقع "إل جورنالي" تقريرا سلّط فيه الضوء على القانون، قائلا إن المجلس الإقليمي لمنطقة فريولي فينيتسيا جوليا أعطى الضوء الأخضر لمشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب الكامل (النقاب والبرقع) في الأماكن العامة أو الأماكن المفتوحة للجمهور. وبما أن الموضوع من اختصاص الدولة على المستوى الوطني، فإن النص، الذي قُدم من قبل الأغلبية المنتمية إلى يمين الوسط، سينضم إلى المقترحات المماثلة التي تم تقديمها بالفعل في البرلمان.

وعلى الرغم من أن إيطاليا لا تملك حتى الآن قانونًا يحظر صراحةً الحجاب الإسلامي، إلا أن القانون رقم 152 لعام 1975 يقيد بالفعل استخدام الملابس أو الإكسسوارات التي تحجب هوية الشخص في الأماكن العامة، إلا لأسباب مبررة أو في الفعاليات الرياضية. عمليًا، شكّل هذا القانون أساسًا قانونيًا لتقييد استخدام النقاب في ظروف معينة، وإن لم يُنظّم بشكل دقيق حتى الآن.

ميلوني تحذر من "أسلمة أوروبا"
وتعرف جورجيا ميلوني بمواقفها المتشددة إزاء الهجرة والرموز الدينية الإسلامية في الأماكن العامة، وتتبنى خطابًا يصفه خصومها بأنه “معادٍ للتعددية الثقافية”، وفي شباط/فبراير  2018، وقبل أن تتولى قيادة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، الذي حقق مكاسب في انتخابات عام 2022، والذي ساعدها في تشكيل الحكومة، أطلقت ميلوني تحذيرًا لأوروبا، قائلة: هناك عملية أسلمة مستمرة في أوروبا، وهي بعيدة كل البعد عن قيم حضارتنا".


في الفيديو، تقول ميلوني: "أعتقد أن هناك مشكلة في التوافق بين الثقافة الإسلامية، أو تفسير معين لها، وحقوق وقيم حضارتنا، لا يغيب عن ذهني أن معظم المراكز الثقافية الإسلامية في إيطاليا ممولة من المملكة العربية السعودية. فالسعودية دولة تطبق الشريعة الإسلامية في الداخل". وأضافت: "هذا لا يعني التعميم، ولكن هناك تعارضًا مع ثقافتنا"، وتواجه ميلوني انتقادات بكراهية الأجانب والتعبير عن آراء منتقدة للإسلام، لكنها خففت تصريحاتها منذ توليها المنصب. وتُوصف بأنها "يمينية متشددة"، لكنها تنفي ذلك وتقول إنها "محافظة"، بحسب شبكة سي أن أن.  

واحد من بين كل 3 مهاجرين مسلم الهوية
ومع تزايد أعداد المهاجرين المسلمين القادمين إلى إيطاليا، في العقود الثلاثة الأخيرة، أصبح الإسلام يمثل الديانة الثانية في البلاد، حيث وصل عدد المنتسبين إليه بما يقرب الثلاثة ملايين مسلم، ووفقًا للمركز الإيطالي للإحصاء ويشكلون حوالي 4.9 بالمئة من السكان، ما جعلهم في مرمى الحكومة الحالية التي يقودها حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المحافظ ، بحسب وكالة فرانس24، التي تقول إن إيطاليا المسيحية ترى أن من حقها حرية ممارسة دينها، ورغم أن إيطاليا تعدّ الدولة الأوروبية الرابعة من حيث عدد المسلمين بها إلا أن عدد المساجد ودور العبادة بها ضئيل للغاية


يُذكر أن إيطاليا منذ تخلت عن سياسة "الحدود المفتوحة" عام 1981، ارتفع عدد المهاجرين إليها من 321 ألفًا بما نسبته حوالي 0.5 بالمئة من السكان، إلى 625 ألفًا عام 1990 بما يعادل 1.1 بالمئة من تعداد الدولة، وصولًا إلى 5 ملايين أجنبي عام 2016 يشكّلون 8.4 بالمئة من مجموع السكان، وهناك واحد من بين كل 3 مهاجرين إلى إيطاليا مسلم الهوية، وهو ما نسبته 2.6 بالمئة من السكان، ويرجَّح أن تتضاعف تلك النسبة بحلول 2030، بحسب بيانات وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية

وخلال فترة 2005-2017 دشّنَ ساسةُ إيطاليا ونخبتها الحاكمة استراتيجية جديدة للتعامل مع المسلمين، تميل جزئيًّا إلى التعامل معهم على أُسُس من التحفُّظ والترقُّب، ما يعني فرض الرقابة الكاملة على كافة أنشطتهم الدينية وتحركاتهم السياسية حتى الحاصلين على الجنسية الإيطالية، تعززت تلك الاستراتيجية أكثر فأكثر مع موجة الهجرة عام 2015، حينها تمَّ التعامل مع الجالية المسلمة كإحدى أولويات الأمن ومكافحة الإرهاب، وتحوّل المسلمون من شركاء في الوطن إلى مواطنين درجة ثانية، وربما أعداء داخليين كما هي سياسات الأحزاب اليمينة المتطرفة التي زاد نفوذها أكثر خلال السنوات السبع الماضية.

الباحث في قسم الدراسات الأوروبية في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، ليونارد فيتر، يرى أن السياسة الأمنية التي تتّبعها السلطات الإيطالية تحول دون تبنّي سياسات تعاونية وتشاركية حول الإسلام، تجعل من المسلمين حلفاء يمكن تدشين اتفاقيات وتشاركات معهم بهدف النفع العام.

وتتلخّص رؤية فيتر في أن هناك توجُّهًا رسميًّا من الدولة لتدجين الإسلام وأدلجته بما يفرغه من أصوليته التي يرى فيها الإيطاليون تهديدًا لأمنهم القومي، البداية كانت في يناير/ كانون الثاني 2017 حين تمَّ الإعلان عن تدشين "مجلس جديد للعلاقات مع الإسلام في إيطاليا"، عن طريق وزير الداخلية الأسبق أنجلينو ألفانو، وهو عبارة عن هيئة استشارية مهمّتها الأساسية "تحسين اندماج المسلمين في البلاد"، وكان ألفانو يعوّل على هذا المجلس في تشكيل ما سماه بـ"إسلام إيطالي يتماشى بشكل أكبر مع التقاليد المسيحية والإنسانية للبلاد"، ووضع خارطة زمنية لتدريب الأئمة والوعَّاظ ورجال الدين على أُسُس الدين المدجَّن، فضلًا عن تشديد الرقابة على عملية بناء المسجد بما يجعلها تحت السيطرة الكاملة من أجهزة الدولة

ويعتقد الباحث في الدراسات الأوروبية أن الهدف الرئيسي من وراء تلك المشاريع الممنهَجة تشكيل خارطة للمسلمين تجعل عبادتهم وأسلوب حياتهم بالطريقة التي تريدها إيطاليا، وتحقق أهدافها وتحول دون استخدام الإسلام يومًا ما لتحقيق أهداف سياسية مستقبلية، وقد شارك في هذا الهدف كافة مؤسسات الدولة لا سيما التعليمية والتربوية والاجتماعية، فضلًا عن الأجهزة المحلية والتنفيذية.

الاعتراف بالإسلام رسميًّا
وبعد ماراثون طويل من السجال بين الجالية والدولة، وقّع وزير الداخلية الإيطالي الأسبق، فرانكو مينيتي، في شباط/فبراير2017 اتفاقية شاملة لمحددات العلاقة بين السلطة والمسلمين، تمهيدًا للاعتراف رسميًّا بالدين الإسلامي في البلاد، وقد وُقِّعت الاتفاقية بمشاركة 9 مؤسسات إسلامية ومسجدَي روما وباليرمو كونهما الأكبر في إيطاليا.

حزب تأسس على  أنقاض فاشية موسوليني
تأسس حزب إخوان إيطاليا في عام 2012، ولدى الحزب جذور سياسية في الحركة الاجتماعية الإيطالية (MSI)، التي نشأت على أنقاض فاشية موسوليني، وشعار الحزب مماثل لشعار أحزاب اليمين المتشدد في فترة ما بعد الحرب، وهي اللهب ثلاثي الألوان، الذي يُنظر إليه غالباً على أنه النار المشتعلة في قبر موسوليني.

يقول جيانلوكا باساريلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابينزا في روما لبي بي سي: "لا تريد جورجيا ميلوني إسقاط الرمز لأنها الهوية التي لا تستطيع الهروب منها؛ إنها تمثل شبابها"، وأضاف: "حزبها ليس فاشياً... الفاشية تعني الاستئثار بالسلطة وتدمير النظام. هي لن تفعل ذلك وليس بمقدورها فعل ذلك. لكن هناك أجنحة في الحزب مرتبطة بالحركة الفاشية الجديدة... وجورجيا بطريقة أو بأخرى كانت دائما في الوسط".

ورغم أن حكومة ميلاني اليمينية تُعد من أشد المؤيدين لإسرائيل، فإن ميلوني وصفت الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه "غير متناسب"، لكنها لم تقم بقطع أي علاقات تجارية أو دبلوماسية مع دولة الاحتلال، ولم تعترف بالدولة الفلسطينية، في المقابل يعد الحراك الشعبي المؤيد لفلسطين في إيطاليا، هو الأكثر نشاطا أوروبيا من بين 42 ألف فعالية شهدتها القارة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة  المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام (إيبال)، وحتى الأسبوع الماضي فقد شهدت إيطاليا مظاهرات واسعة خرج فيها مئات الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً على حرب الإبادة، وسط انتقادات حادة لميلوني من قبل المتظاهرين ودعوات لتغيير سياساتها تجاه تل أبيب.

بعد رفض الحكومة الاعتراف بدولة فلسـ ـطين، إضراب عام في إيطاليا للمطالبة بقطع العلاقات مع الاحـ ـتلال pic.twitter.com/iJA57ASMCv — عربي21 (@Arabi21News) September 22, 2025
ميلوني في مرمى الاتهام
وقبل يومين، أدلت ميلوني بتصريحاتها خلال مقابلة مع شركة التلفزيون الحكومية "راي"، في أول تعليق علني لها كشفت فيه أنها متهمة بـ "التواطؤ في الإبادة الجماعية" في شكوى قدمهانحو 50 إيطاليا، بما في ذلك أساتذة قانون ومحامون والعديد من الشخصيات العامة، إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن دعم روما لإسرائيل في هجومها على غزة.

La mia intervista di poco fa a Cinque Minuti pic.twitter.com/Fp4x4q7MCt — Giorgia Meloni (@GiorgiaMeloni) October 7, 2025
محاولة تدجين المسلمين في أوروبا، جاءت مع تصاعد الضغط الشعبي في إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية ضد الحكومات بسبب اتهامها بمواصلة دعمها دولة الاحتلال، ووجد نتنياهو في مخاوف اليمين المتشدد منفذا للتحريض، حيث هاجم اللاجئين المسلمين في الدول الأوروبية، محملاً إياهم مسؤولية ما وصفه بـ"انقلاب الحكومات الأوروبية" على إسرائيل.

???????????????????????? Israeli Prime Minister Netanyahu to Euronews:

"Europe has been absent because Europe has basically caved in to Palestinian terrorism, to radical Islamist minorities in their midst.

And they basically said, let's just give them a Palestinian state, which would be the… pic.twitter.com/eCfk81XjRx — HOT SPOT (@HotSpotHotSpot) October 6, 2025
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي إن :"اللاجئين المسلمين في البلدان الأوروبية يقفون وراء تغيير مواقف الحكومات الأوروبية الداعمة لإسرائيل، وإن إيقاف صادرات الأسلحة جاء نتيجة مباشرة للضغوط التي يمارسها هؤلاء اللاجئون على تلك الحكومات".


ووافقه في ذلك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، والذي أبدى انزعاجه من المواقف الأوروبية سواء الشعبية أو السياسية تجاه إسرائيل، مرجعا ذلك لتزايد أعداد المسلمين في القارة الأوروبية، وحذر بينت، المعروف عنه مواقفه اليمينية المتشددة كباقي القيادات السياسية الإسرائيلية، من "تزايد أعداد المسلمين في أوروبا"، معتبرا أن التزايد الملحوظ "غير قابل للتصديق" وله "تبعات عالمية ودراماتيكية على إسرائيل".

وعلى ما يبدوا فأن قوة الإسلام العددية أصبحت تؤرق الحكومات الإيطالية، وهو ما دفعها لسن قوانين في محاولة لتقنين دور المسلمين وتحجيم أنشطتهم بحسب المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية جورجيا ملوني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الأماکن العامة فی إیطالیا أن إیطالیا بالمئة من فی أوروبا قانون ا إلا أن

إقرأ أيضاً:

تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.. نهاية للحرب أم تصعيد للصراع في السودان؟

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإدراج الإخوان المسلمين “الحركة الإسلامية” في السودان ضمن قائمة المنظمات الإرهابية موجة من الجدل والتساؤلات حول تأثيره على الوضع السياسي والاجتماعي في السودان. فهل سيكون هذا القرار بداية لنهاية الحركة الإسلامية في السودان، أم سيزيد من تعقيد الأوضاع في البلاد؟

تقرير: التغيير

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من وزيري الخارجية ماركو روبيو والخزانة سكوت بيسنت بدء بحث تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين بالإرهابيين، في خطوة من شأنها التمهيد لفرض عقوبات على الفروع المستهدفة.

وذكر البيت الأبيض في نص بيان الأمر التنفيذي، أن ترامب أمر ببدء “عملية يتم بموجبها اعتبار بعض أقسام الجماعة منظمات إرهابية أجنبية”، مع الإشارة خصوصا إلى فروعها في لبنان ومصر وتونس والأردن. ووجّه روبيو وبيسنت بتقديم تقرير عمّا إذا كان سيتم تصنيف أي من فروع الجماعة، كما طلب منهما المضي قدما في تطبيق أي تصنيفات في غضون 45 يوما من صدور التقرير.

حاكم تكساس

وقبل إجازة القرار بشكل رسمي سارع حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) رسميًا كمنظمة إرهابية أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية.

ويمنع هذا التصنيفُ الجماعةَ من شراء أو امتلاك الأراضي في تكساس، ويمنح المدعي العام في تكساس سلطة اتخاذ إجراءات قانونية لإغلاقهما.

كما تستمر الجهود الأوروبية للحد من نفوذ جماعة الإخوان في القارة، مع ارتفاع الوعي بخطر انتشار التطرف داخل المجتمعات، وفي خطوة غير مسبوقة، شهدت مدن مثل فيينا وبراج ولندن وباريس وبرلين وبروكسل وسويسرا، وصولًا إلى هولندا وأيرلندا، تجمعات احتجاجية طالبت بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات دولية على شبكاتها المالية ووقف مصادر تمويل الإرهاب المرتبطة بها.
اخوان السودان

في السودان، طالبت كيانات سياسية بتصنيف الحركة الإسلامية كتنظيم إرهابي، من بينها تحالف صمود برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك، وتحالف تأسيس برئاسة قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”. ويأتي هذا المطلب بهدف تقليص دور الإخوان المسلمين في السودان، خاصة الحركة الإسلامية بزعامة علي كرتي، التي يتم اتهامها بإشعال حرب منتصف أبريل 2023.

ويرى مراقبون أن تصنيف الحركة الإسلامية كجماعة إرهابية قد يعقد الأزمة في السودان ويطيل أمد الحرب، خاصة وأن الحركة لديها مقاتلون إلى جانب الجيش في حربه ضد الدعم السريع، التي تقترب من دخولها عامها الرابع، والتي خلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم وفقًا للأمم المتحدة.

تأخر القرار

ويرى السياسي والمفكر السوداني دكتور النور حمد، أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تأخر كثيرًا جدًا. وقال النور حمد لـ(التغيير) إن كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأخيرا المملكة الأردنية، صنفت هذه الجماعة جماعة إرهابية، منذ سنوات.

وأضاف أن كل العنف والاضطراب والزعازع التي تحدث في العالمين العربي والإسلامي، وحتى في الدول الغربية، تقف وراءها هذه الجماعة.

وتابع: لقد نشأت هذه الجماعة في عشرينات القرن الماضي وتقارب الآن أن تكمل قرنا كاملا. ولا بد من ملاحظة أن هذه الجماعة أخطبوطية متعددة الرؤوس. وهذا التعدد في الرؤوس جزء من خطتها لإرباك الحكومات العربية والإسلامية والقوى الدولية بصورة تجعل محاصرتها أمرًا صعبا.

وأشار إلى أن كل عمل إرهابي حدث في العقود الأخيرة وقفت وراءه هذه الجماعة المتطرفة المعسكرة. ولذلك، لا أرى أي فرق بين جماعة الإخوان المسلمين في السودان، أو في مصر، أو في تونس، أو في الأردن، أو في اليمن، أو في باكستان، وبين جماعة بوكو حرام، أو القاعدة، أو الشباب الصومالي، أو داعش، وغيرها.

وأوضح أن كل هذه المسميات التي تتكاثر كما يتكاثر الفطر في البرية تضمها مظلة واحدة ماكرة. فهي جميعها جماعات عنفية تؤمن بالوصول إلى السلطة عن طريق العنف وتؤمن بأن من حقها إخراس أي صوت غيرها صوتها.

وقال حمد لقد سبق أن استخدمت المخابرات الأمريكية هذا التيار في مقاومة المد اليساري الشيوعي في العالم العربي في خمسينات وستينات القرن الماضي. كما استخدمتها في محاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان في السبعينات. وأضاف وقد جرى ذلك من قبل المخابرات الأمريكية بمساعدة المملكة العربية السعودية والمؤسسة الدينية الوهابية حين كانت مهيمنة على الخطاب الديني في المملكة العربية السعودية.

وتابع لكن، لقد اكتوت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية بنار ذلك الدعم الذي قدمتاه للمتطرفين. فقد جرى نسف مباني الأمريكيين في الخبر في المملكة العربية السعودية، وجرى نسف السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا، كما جرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وغير ذلك. وكما جاء في الشعر العربي: (ومن يجعل الضرعام بازًا لصيده تصيَّده الضرغام فيما تصيدا).

وأردف: فمن يستخدم المتطرفين لخدمة أجندة تكتيكية سيجيء يوم ينقلب فيه عليه أولئك المتطرفون. وفق تعبيره.
وزاد ولذلك، أرجو أن يكون التصنيف الذي جرى من قبل الإداراة الأمريكية، حتى الآن، لبعض الجماعات، في بعض الأقطار، مقدمة لكي يصبح هذا التصنيف شاملاً لكل الجماعات التي تنشط في العالمين العربي والإسلامي، بل وفي في أوروبا.

وقد اتضح للأوربيين أن هذه الجماعة تعمل على بث روح التطرف وسط أبناء المسلمين في الدول الغربية بل كانت وراء إرسالهم إلى دول الشرق الأوسط ليحاربوا مع المتطرفين. وقال إن في السودان بلغوا حد إرسال طالبات الجماعات إلى مناطق حروب المتطرفين ليسهموا بما أسموه (جهاد النكاح) فهذه الجماعة متعددة الرؤوس تتخفَّى خلف مختلف المسمَّيات ومختلف الأنشطة الخيرية الخبيثة.

باختصار، هذه أكبر من أعاق العالمين العربي والإفريقي من الإمساك مبادئ الحداثة المتمثلة في الحرية والديمقراطية. فهي جماعة تعمل، بطبيعتها، ضد السلام، وضد الاستقرار، وضد الديمقراطية، وضد التقدم، وتستخدم العنف لتحقق رؤيتها القروسطية الفاشية هذه.

تمرير القانون

بدوره، يرى الصحفي والمحلل السياسي ماهر أبو الجوخ أن تأثير القرار الأمريكي الذي أجازته لجنة العلاقات الخارجية في انتظار اجازته من الكونغرس “مجلس النواب” ومجلس الشيوخ ليصبح قانونًا بعد توقيع الرئيس ترامب عليه فعليًا.

وقال أبو الجوخ لـ(التغيير) إن هذا الإجراء تجاوز المرحلة الأولى ولا يتوقع أن يجد معارضة باعتباره تشريع مقترح من ترامب المسنود بالاغلبية الجمهورية في كل من مجلسي النواب والشيوخ ولذلك فلا يتوقع أن يجابه القانون أي عقبات لتمرير القانون شكلاً.

وأشار إلى أن تأثير هذا القرار سيكون مرتكز بشكل أساسي على الرباعية بداية لكون الدول المشكلة لها بعد هذا القانون كلها قد أصدرت قوانين صنفت جماعة الاخوان المسلمين “تنظيمًا إرهابيًا” حيث سبق لكل من مصر والامارات والسعودية هذا التصنيف وهو ما يعزز بيان 12 سبتمبر الصادر عن الرباعية الذي ينص على ابعاد الاخوان المسلمين والحزب المحلول والمجموعات الارهابية عن تدابير المستقبل للسودان وهذا يغلق كوة الضوء التي يحاول الحزب المحلول التسلل من خلالها بطرح نفسه في المشهد السياسي مجددًا.

تصعيد الصراع

وفي المقابل، يرى المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد ميرغني، أن تصنيف الإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية في السودان كجماعة إرهابية قد يؤدي إلى تصعيد الصراع. حيث قد ترى الحركة الإسلامية أنها مستهدفة من المجتمع الدولي وتزيد من مقاومتها. كما قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي، مما قد يعيق الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.

وقال ميرغني لـ(التغيير) إن قيادات الحركة لن ترضخ لهذا القرار وستحاول مقاومته بجميع الوسائل، خاصة بعد أن فقدت خيرة شبابها في الحرب الحالية. وأضاف أن الحركة الإسلامية لن تتخلى عن خيار الحرب وتحقيق السلام في السودان إلا إذا وجدت ضمانات من المجتمع الدولي بعدم تعرض مصالحها وقياداتها لمحاكمات مستقبلية.

ورأى أن المخرج من الأزمة الحالية هو جلوس جميع السودانيين في حوار جامع لا يستثني أحدًا، يتم فيه تناسي مرارات الماضي إذا أردنا سودانًا واحدًا موحدًا.

التضييق في تركيا

وراجت أنباء في الأيام الماضية عن بدء تركيا التضيق على الإسلاميين السودانيين بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام الماضية بتصنيف الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
ويقول النور حمد إن ما يتردد حول أن تركيا بدأت إجراءات صد المقينين لديها من الإخوان المسلمين فلا توجد معلومات مركدة حوا هذا الامر.

وأضاف لكن كلفت الإدارة الأمربكية وكالتها للاستخبارات CIA بمراقبة تدفق السلاح على السودان وتدفق الأموال إضافة إلى صادرات الذهب وذلك لتجفيف المعينات التي تساعد على استمرار الحرب. وهذه خطوة جيدة نحو أنهاء الحرب.
من جهته، يقول ماهر أبو الجوخ معلوم أن التصنيف الأمريكي للجماعة وواجهاته يعد قانونًا وطنيًا وبالتالي فإن نطاق سريانه ينطبق على الدولة الصادر عنها ولا ينتقل أثره بشكل إلزامي على غيرها من الدول ما لم يتضمن تنفيذه وسريانه اتفاق مشترك ومثل هذا الاجراء ملزم في حال صدوره من مجلس الأمن الدولي.

وأشار إلى أن هذا التباين لا يخلق تناقضًا في العلاقات ما بين الدول إذا ما اختلفت تقديراتها والدليل على ذلك علاقات انقرة مع الدول الثلاثة الأخرى بالرباعية التي تصنف الجماعة “كياناً إرهابياً” ولكن النقطة ذات التأثير هي المرتبطة بعدم السماح باطلاق انشطة يمكن أن تفسر بأنها عدائية تجاه اي من الدول الصديقة وهذه الانشطة نفسها يرتبط تفسير وتعريف “عدوانيتها” من طرف وقبل الدولة الأخرى.

وعليه فإن أمر وقف الانشطة سواء كانت إقتصادية أو إعلامية محكوم بأمرين مقدار الضرر والاعتراضات على تلك الانشطة وثانيها علاقة الطرف المتضرر بأنقرة نفسها واقناعها بضرورة وقف تلك الأنشطة.
واوضح أن هذا يجعل مسألة الالتزام في ظل التباين من الموقف من “إرهابية” جماعة الاخوان أو عدمه قائم على اساس مستوي العلاقات والتفاهمات بين الحكومات وفي هذه الحالة سيكون مقدار التفاهم مع أنقرة.

وتابع: من المؤكد أن التوجه التركي الحالي لن يتخلي عن الاخوان عمومًا وتنظيم الحزب المحلول على وجه الخصوص المتواجد في أراضيهم لكن إذا وجدوا أنفسهم أمام طلبات أمريكية أو إقليمية أو من الرباعية قد يحجموا أنشطتهم السياسية والاعلامية والاقتصادية إذا طُلب منهم ذلك.

واستدرك قائلًا: لكن حتى اللحظة على المستوي المنظور لا توجد مؤشرات على اللجوء لهذا التوجه والخيار لا على مستوي الرباعية أو الادارة الامريكية نفسها في ما يتصل بوضعية تنظيم اخوان السودان والحزب المحلول.

اختلاف الآراء

في الختام، يظل تصنيف الحركة الإسلامية كجماعة إرهابية محل جدل وتساؤل حول تأثيره على الحرب في السودان. بينما يرى بعض الخبراء أن هذا التصنيف قد يضعف قدرة الحركة على مواصلة الحرب، يعتقد آخرون أنه قد يؤدي إلى تصعيد الصراع. وفي كل الأحوال، يبقى الأهم هو أن يكون هذا التصنيف جزءًا من خطة شاملة لتحقيق السلام والاستقرار في السودان، وليس وسيلة لزيادة تأجيج الأزمة.

الوسومالإخوان المسلمين الإرهاب الولايات المتحدة الأمريكية

مقالات مشابهة

  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • بحوزته ١٤ ألف حبّة كبتاغون.. أمن الدولة يوقف مطلوباً في الزهراني
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • خطيب المسجد الحرام: ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.. نهاية للحرب أم تصعيد للصراع في السودان؟
  • «نحو رؤية شاملة لاستعادة الدولة اليمنية».. إصدار جديد للدكتور علي غانم الشيباني
  • فلوريدا وتكساس تصنفان الإخوان المسلمين وكير منظمتين إرهابيتين.. لماذا؟
  • رواتب وامتيازات السلطة المتضخمة مفتاح الفساد!