فساد الكيزان وجبنهم: حين يُحاسَب المواطن على كهرباءٍ لم يرَ نورها!
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
حسن عبد الرضي الشيخ
في بلدٍ أنهكته الحروب والفساد، تواصل حكومة ولاية الجزيرة، بقيادة بقايا النظام البائد (الكيزان)، ممارسةَ أسوأ أشكال الاستغلال ضد مواطنيها، في وقتٍ يفترض فيه أن تكون في صفّهم لا ضدّهم.
فبعد شهورٍ من النزوح والدمار، وبعد أن فقد الناس منازلهم ومصادر رزقهم تحت نيران “كيكل” — الذي شبّهوه زورًا بـ”خالد بن الوليد” — من قوات الدعم السريع، تفاجأ المواطنون في الحصاحيصا وغيرها بقراراتٍ عبثية تُجبرهم على دفع فواتير كهرباءٍ ومياهٍ عن فترةٍ كانوا فيها نازحين، بينما كانت الكهرباء نفسها مقطوعة تمامًا!
إن حكومة الظلم تقتات من عرق المنكوبين.
“الولاية حكومة كلها مرضى نفسانيين شغالين جبايات من المواطن. الناس بعد الكهرباء جات وجزء كبير منهم جابوا المحولات بجهدهم الذاتي، ولمن تمشي تنزل رصيد كهرباء ما بدوك إلا تدفع رسوم الماء بتاعة الشهور الماضية أيام سيطرة الدعم السريع بقيادة كيكل، والناس كانت نازحة والماء والكهرباء قاطعة!”
أيُّ عقليةٍ مريضةٍ هذه التي تُحمِّل المواطنَ تكلفةَ خدمةٍ لم يحصل عليها؟!
وأيُّ سلطةٍ تجرؤ على نهب جيوب الفقراء الذين لم ينجوا بعد من ويلات الحرب؟!
يا له من عار! جبنٌ في مواجهة الدعم السريع… وشراسةٌ في مواجهة الشعب!
لم تحمِ حكومةُ الولاية مواطنيها من قوات الدعم السريع بقيادة “خالد بن الوليد” — استغفر الله العظيم، كيكل — ولم تدافع عن كرامة الناس حين كانت القرى تُنهب والمنازل تُحرق، لكنها اليوم تستأسد على النازحين والعائدين، وتفرض عليهم رسومًا جائرة باسم “الخدمات” التي لم تُقدَّم.
هكذا هو نهج الكيزان: جبناءُ أمام السلاح، شجعانٌ في إذلال الضعفاء.
لا يعرفون معنى المسؤولية، ولا يدركون أن الحكم تكليفٌ لا تشريف، وأن المنصب ليس أداةً للجباية، بل وسيلةٌ لخدمة الناس وصون كرامتهم.
إنه فسادٌ غير مسبوق؛ أن تُجبر أسرةٌ عادت لتجد بيتها محطَّمًا وممتلكاتها منهوبة على دفع فواتير كهرباءٍ وماءٍ عن شهور النزوح، فذلك ليس مجرد خللٍ إداري، بل فسادٌ موصوف وعدوانٌ على الكرامة الإنسانية.
وما يحدث في الجزيرة اليوم لا يمكن تفسيره إلا بأنه استمرارٌ لعقلية “التمكين” التي ما زالت تتحكم في مفاصل الحكم، تمتصّ دماء المواطنين باسم الدولة.
يا والي الجزيرة الـ”ما عنه والي يهديه”، ما يحدث في ولايتنا المحتلة من قبلك عارٌ إداري وأخلاقي.
المواطن لا يمكن أن يدفع ثمن ما لم يستهلك، ولا يجوز أن تُربط الكهرباء برسوم ماءٍ من فترة انقطاعٍ كامل.
العدالة تقتضي أن تُلغى هذه الجبايات فورًا، وأن يُفكّ حظر العدادات، وأن تُراجع كل القرارات الجائرة التي فُرضت على الناس ظلمًا.
ومؤكدٌ أنك — بدل الإصلاح — ستُسلِّط عليهم قوات كيكل لتُرغمهم على الدفع… إنه النهب المسلّح بعينه!
فالناس لم تعُد تحتمل المزيد من القهر.
وإن كان الكيزان قد عُرفوا بالجبن أمام الطغيان، وبالغلظة أمام الشعب، فإن التاريخ لا يرحم، والوعي الشعبي اليوم أقوى من أن يُخدع بالشعارات القديمة.
الوسومحسن عبد الرضي الشيخالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
30 قتيلا بقصف للدعم السريع على الفاشر
قال مصدر طبي في مدينة الفاشر شمال دارفور غربي السودان للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت بمسيرة مقر إيواء للنازحين بمدينة الفاشر مما أدى لمقتل 30 شخصا وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال.
من جانبها قالت "تنسيقية لجان المقاومة" في بيان لها "إن نحو 30 مدنيا يقتلون، يوميا، بمدينة الفاشر بالقصف بالمدفعية الثقيلة والمسيرات".
ووصفت التنسيقية، في بيانها، الوضع داخل الفاشر بأنه "فاق حد الكارثة والإبادة، والعالم في حال صمت".
وكانت مصادر عسكرية قالت للجزيرة إن الفاشر تعرضت، أمس، لأطول وأعنف عملية قصف بالمدفعية والمسيرات، منذ اندلاع القتال فيها، في النصف الأول من عام 2024.
ودان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك استمرار قتل وإصابة المدنيين، بمدينة الفاشر، وقال في تصريحات أوردتها المفوضية على منصة إكس، إنه "يشعر بالفزع" إزاء استهتار قوات الدعم السريع اللامتناهي والمتعمد بحياة المدنيين.
وأضاف "على الرغم من الدعوات المتكررة، بتوخي الحذر الشديد لحماية المدنيين، فإن قوات الدعم السريع تواصل قتل وإصابة وتشريد المدنيين".
وجاءت تصريحات تورك في أعقاب تقارير وردت للأمم المتحدة تفيد بمقتل 53 مدنياعلى الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين بالفاشر، على يد قوات الدعم السريع، في الفترة ما بين 5 و8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وحده، كما جاء في بيان مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وتتعرض الفاشر لحصار من قبل الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم. وخلال هذه المدة، ظلت تشهد معارك متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، ونزوح أكثر من 500 ألف من سكان المدينة إلى المدن والبلدات المجاورة.
وتكمن أهمية الفاشر في أنها مركز سياسي وعسكري واقتصادي، وتمر عبرها طرق إمداد حيوية تربط شمال الإقليم وغربه.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه السودان حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء ما يزيد على 15 مليونا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
إعلان