صحيفة الاتحاد:
2025-06-10@12:42:02 GMT

خبراء: الإمارات رائدة في مواجهة تغير المناخ

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

شعبان بلال (القاهرة) 
اعتبر خبراء مناخ وبيئة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه الإمارات، دفعة قوية نحو استخدام واسع للابتكار والتكنولوجيا للتكيف مع تداعيات تغير المناخ وتخفيفها، وأن التقنيات الجديدة والمبتكرة تساهم في تحقيق تقدم كبير في مجال الطاقة المتجددة والتخفيف من الانبعاثات، وتحسين استدامة القطاعات الاقتصادية المختلفة، ومن المقرر أن يعرض مؤتمر COP28 منصة للابتكار وتبادل التكنولوجيا في مجال التكيف مع التغيرات المناخية والتي تعد الإمارات رائدة في هذه المجالات.

 
وقال الدكتور محمد داوود مستشار أول الموارد المائية بهيئة البيئة بأبوظبى والأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه في مصر: إنه بالتزامن مع استعداد الإمارات لاستضافة COP28 سيتم إطلاق منصة للابتكار وتبادل التكنولوجيا بهدف تواصل العقول والمبتكرين لصنع مستقبل أفضل للإنسان وكوكب الأرض.
 ولفت إلى أن ذلك يساهم في التقدم البشري وتحقيق الريادة في مجال الاستدامة وطرح حلول تسهم في خفض وإزالة الكربون في القطاعات المختلفة، إضافة إلى زيادة مساهمته في دعم جهود العمل المناخي محلياً وعالمياً.

عام الاستدامة
وأوضح داوود لـ«الاتحاد»، أن ذلك ينسجم مع أهداف «عام الاستدامة 2023» في الإمارات، ومبادرة استراتيجية تحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، ويشهد COP28 مشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والمبتكرين، وروّاد الأعمال وجهات تمويلية، ومستثمرين ومؤسَّسات صناعية رائدة.
وأشار إلى أن الدولة أطلقت «ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ: نحو نقلة نوعية وتنمية مستدامة لخفض الانبعاثات ومواكبة المستقبل لتحقيق الحياد المناخي» في أبوظبي يومي 10 و11 مايو الماضي استجابة للضرورة الملحة لخفض الانبعاثات على نطاق واسع ودعم العمل المناخي بالتزامن مع تمكين النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والاجتماعي.

ولفت إلى أنه تم عرض مجموعة من التقنيات المتطورة بما في ذلك الحلول منخفضة الكربون لقطاع النفط والغاز والقطاعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات وتقنيات التقاط الكربون والذكاء الاصطناعي والروبوتات والرقمنة والهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة والنظيفة، بالإضافة إلى التمويل الأخضر.

التكنولوجيا والمناخ
وأشار دكتور داوود إلى أنه في ظل تصاعد التوقعات بتأثير التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية من مياه وأراض وطاقة، فإن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في التكيف مع هذه الآثار من خلال الاتصال والمعلومات وتوفير منصة لتغير نمط الاستهلاك للموارد الطبيعية بما يقلل من تضررها نتيجة التغيرات المناخية ويساهم في الحفاظ عليها من الهدر، وانعكاس ذلك على منظومة أمن الطاقة والمياه والغذاء البيئة بشكل عام.
وأضاف، أن التكنولوجيا يمكن أن توفر تطبيقات وحلولاً جديدة ومبتكرة للتكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية والتي يطلق عليها بالتكنولوجيا الخضراء، في القطاعات المختلفة لزيادة كفاءة استخدام الموارد والحد من تأثيرات التغير المناخي وزيادة المرونة في التكيف معها. 
ولفت إلى أن التكنولوجيا الخضراء تمثل نقلة مهمة في التوظيف الأمثل للموارد الطبيعية وتحقيق كفاءة أكبر في استخدامها وتحسين العائد منها، وتحقيق الأهداف التنموية بأقل تكلفة أو تأثير على البيئة وأكثر استدامة، وساهمت بدور فعال وقوي في بروز «الاقتصاد الأخضر» كمدخل جديد في التعامل عالي الكفاءة للتكنولوجيا في مجال الصناعة والتنمية ومعالجة الأضرار البيئية والصحية على الإنسان.  ورغم المكاسب التي من المتوقع أن تحققها التكنولوجيا في التأقلم والتكيف فإن هناك عددا من التحديات التي تواجه التحول بالقدر المطلوب نحو التكنولوجيا الخضراء -بحسب داوود- أهمها أنه مع استخدام هذه التكنولوجيا ستكون هناك حاجة إلى المزيد من استخدام الطاقة والمياه، غير أن الطاقة المتجددة والنظيفة يمكن أن تساهم في التغلب على هذه العقبة بشكل كبير.

أخبار ذات صلة %25 زيادة في حرائق الغابات بسبب الاحترار الإمارات: مصلحة الشعب اللبناني والمنطقة فوق أي اعتبارات مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

تقنيات وطاقة جديدة
قال عمر الشوشان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بالأردن: إن التكيف مع تأثيرات التغير المناخي المتزايدة يتطلب ابتكارات وحلولا جديدة، لها أهميتها في معالجة تداعيات التغير المناخي والتكيف معها في المجالات الحيوية والاقتصادية تبرز في تقليل الانبعاثات الضارة، ويمكن للابتكارات أن تلعب دورا حاسماً في تطوير تقنيات ومصادر طاقة جديدة ونظم تشغيل أكثر كفاءة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأوضح الشوشان لـ«الاتحاد» أنه من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية، يمكن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وبالتالي تقليل الانبعاثات الضارة، وتظهر أهمية الابتكارات أيضاً في إمكانية تطوير الزراعة المستدامة، التي تواجه تحديات كبيرة نتيجة التغير المناخي، مثل نقص المياه والآفات وانخفاض محاصيل الغذاء، لذا يمكن للابتكارات أن تساعد في تطوير أنظمة الري والزراعة العضوية وتطوير المحاصيل المقاومة للظروف القاسية.
ويمكن من خلال الابتكارات أيضا حماية الموارد المائية لأن التغير المناخي يؤدي إلى الجفاف وتلوث المياه وتدهور جودتها، كما تتم إدارة المياه وتحليتها وتطوير حماية الموارد وتوفير المياه النظيفة للاستخدام البشري والزراعة خاصةً في الدول النامية.

الذكاء الاصطناعي
ذكر رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بالأردن، أن الابتكارات تساهم في تطوير تقنيات فعالة لإدارة النفايات وتقليل كمياتها ومعالجتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أهمية التعاون الدولي في امتلاك التكنولوجيا الحديثة بين الدول المتقدمة والنامية. 
واتفق أستاذ الموارد المائية وخبير المياه الدولي الدكتور أسامة سلام حول أن COP28 بالإمارات سوف يعرض منصة للابتكار وتبادل التكنولوجيا في مجال التكيف مع التغيرات المناخية وتخفيفها، وتساهم التقنيات الجديدة والمبتكرة في تحقيق تقدم كبير في مجال الطاقة المتجددة والتخفيف من الانبعاثات وتحسين استدامة القطاعات الاقتصادية المختلفة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ الإمارات التغير المناخي تغير المناخ مؤتمر المناخ مؤتمر المناخ العالمي مؤتمر الأطراف التغیرات المناخیة الطاقة المتجددة التغیر المناخی التکیف مع فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

تصحر ولاتة: منازل مهدمة ومخطوطات تحت رحمة المناخ

يتعرض إرث المخطوطات الهش في ولاتة للدمار مع زحف رمال الصحراء على البلدة الموريتانية العريقة. وتشكل ولاتة جزءًا من أربع مدن محصنة، أو قصور، مُنحت مكانة التراث العالمي لليونسكو لأهميتها التاريخية كمراكز تجارية ودينية. واليوم، تحتفظ هذه المدن بآثار ماضٍ غني من العصور الوسطى.

زار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة مدينة ولاتة (أسماها "ولاتن") في عام 753 هـ / 1352 م، حيث أقام فيها قرابة خمسين يومًا وتحدث عن دورها التجاري في إمبراطورية مالي، وقد شهدت المدينة ازدهارًا كبيرًا في القرنين الـ13 والـ14 الميلاديين، حيث أصبحت مركزًا ثقافيًا عربيًا إسلاميًا مرموقًا، جذب إليه أعدادًا كبيرة من العلماء والمفكرين من مناطق مختلفة مثل تومبكتو، فاس، مراكش، وتلمسان.

في جميع أنحاء ولاتة، تتخلل الواجهات الطينية أبواب مصنوعة من خشب السنط، مزينة بتصاميم تقليدية رسمتها نساء محليات. وتحمي المكتبات العائلية مخطوطات تعود لقرون، وهي سجلات لا تقدر بثمن للتراث الثقافي والأدبي المتوارث عبر الأجيال.

ومع ذلك، فإن قرب ولاتة من الحدود المالية يجعلها عرضة بشدة لبيئة الصحراء القاسية. وقد خلفت الحرارة الحارقة والأمطار الموسمية أكوامًا من الحجارة وثقوبًا واسعة في أسوار المدينة التاريخية، وهي آثار أمطار غزيرة بشكل خاص هطلت مؤخرًا.

إعلان

وقالت خدي، وهي تقف بجانب منزل طفولتها المنهار، والذي ورثته الآن عن أجدادها: "لقد انهارت العديد من المنازل بسبب الأمطار".

وقد أدى تناقص عدد السكان إلى تسريع تدهور ولاتة. وأوضح سيديا، وهو عضو في مؤسسة وطنية مكرسة للحفاظ على المدن القديمة في البلاد: "أصبحت المنازل أطلالاً لأن أصحابها تركوها".

منظر جوي لمدينة ولاتة (الفرنسية)

على مدى أجيال، تناقص عدد سكان ولاتة باطراد مع رحيل السكان بحثًا عن عمل، تاركين المباني التاريخية مهملة. وقد صُممت الهياكل التقليدية، المغطاة بالطوب اللبن المحمر المعروف باسم "بانكو"، لتحمل مناخ الصحراء، ولكنها تتطلب صيانة بعد كل موسم أمطار.

وبات جزء كبير من المدينة القديمة مهجورًا الآن، إلّا نحو ثلث مبانيها. وقال سيديا: "مشكلتنا الكبرى هي التصحر. ولاتة مغطاة بالرمال في كل مكان".

وفقًا لوزارة البيئة الموريتانية، يتأثر ما يقرب من 80٪ من البلاد بالتصحر – وهي مرحلة متقدمة من تدهور الأراضي ناجمة عن "تغير المناخ (و) ممارسات التشغيل غير الملائمة".

بحلول الثمانينيات، كان مسجد ولاتة نفسه مغمورًا بالرمال. ويتذكر بشير باريك، وهو محاضر في الجغرافيا بجامعة نواكشوط: "كان الناس يصلون فوق المسجد" بدلاً من داخله.

على الرغم من الرمال والرياح التي لا هوادة فيها، لا تزال ولاتة تحتفظ بآثار من أيامها كمحطة رئيسية على طرق القوافل العابرة للصحراء ومركز مشهور للتعليم الإسلامي.

وبصفته إمام المدينة، يتحدر محمد بن باتي من سلالة مرموقة من علماء القرآن وهو المؤتمن على ما يقرب من ألف عام من العلم. وتضم المكتبة العائلية التي يشرف عليها 223 مخطوطة، أقدمها يعود إلى القرن الرابع عشر.

مخطوطات قديمة في مكتبة طالب بوبكر (الفرنسية)

في غرفة ضيقة ومكتظة، فتح نصف خزانة لعرض محتوياتها الثمينة، وثائق هشة تعود إلى قرون، بقاؤها على قيد الحياة ليس أقل من معجزة.

إعلان

وقال بن باتي مشيرًا إلى صفحات عليها بقع ماء، ومخزنة الآن في أغلفة بلاستيكية: "هذه الكتب، في وقت ما، كانت سيئة الصيانة للغاية ومعرضة للتلف". وأوضح: "في الماضي، كانت الكتب تُخزن في الصناديق، ولكن عندما تمطر، تتسرب المياه إليها ويمكن أن تفسد الكتب"، متذكرًا عندما انهار جزء من السقف قبل ثماني سنوات خلال موسم الأمطار.

قدمت إسبانيا تمويلاً في التسعينيات لإنشاء مكتبة في ولاتة، ودعمت ترميم أكثر من 2000 كتاب وحفظها رقميًا. ومع ذلك، يعتمد الحفاظ المستمر على هذه الوثائق الآن على تفاني حفنة من المتحمسين مثل بن باتي، الذي لا يعيش في ولاتة على مدار العام.

وقال: "تحتاج المكتبة إلى خبير مؤهل لضمان إدارتها واستدامتها لأنها تحتوي على ثروة من الوثائق القيمة للباحثين في مختلف المجالات: اللغات، وعلوم القرآن، والتاريخ، وعلم الفلك".

تعيق عزلة ولاتة تطوير السياحة، فلا يوجد فندق، وأقرب بلدة تبعد ساعتين سفرًا عبر تضاريس وعرة. كما أن موقع المدينة في منطقة تحذر العديد من الدول من السفر إليها، مشيرة إلى تهديد عنف المتمردين، يزيد من تعقيد الآفاق.

شملت جهود مكافحة زحف الصحراء زراعة الأشجار حول ولاتة قبل ثلاثة عقود، لكن سيديا يعترف بأن هذه الإجراءات لم تكن كافية.

تم إطلاق عدد من المبادرات لإنقاذ ولاتة والمدن القديمة الثلاث الأخرى المدرجة معًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1996. ويُقام كل عام مهرجان في إحدى المدن الأربع لجمع الأموال للترميم والاستثمار، وتشجيع المزيد من الناس على البقاء.

مع غروب الشمس خلف جبال الظهر وبرودة هواء الصحراء، تمتلئ شوارع ولاتة بأصوات الأطفال وهم يلعبون، وتعود المدينة القديمة لفترة وجيزة إلى الحياة.

وهي واحدة من أربع مدن قديمة محصنة، أو ما نصفها بقصور القصور، مدرجة في قائمة الاشتراك المتخصصة. في أوج ازدهارها كانت بها مراكز تجارية ودينية (الفرنسية) إعلان المصلون المسلمون يغادرون المسجد بعد صلاة الجمعة في ولاتة (الفرنسية)في جميع أنحاء قرية ولاتة، تُزيّن أبواب مصنوعة من خشب الأكاسيا، مزينة بتصاميم تقليدية رسمتها نساء محليات، الواجهات الترابية (الفرنسية)مدير المكتبة محمد بن باتي يعرض خطوط قديمة وكتابات أخرى تخص عائلته في منزله في ولاتة (الفرنسية)مخطوطات قديمة في مكتبة طالب بوبكر (الفرنسية)على مدى أجيال، انخفض عدد سكان ولاتة بشكل مطرد مع رحيل السكان بحثا عن عمل، مما أدى إلى إهمال المباني التاريخية (الفرنسية) إعلان امرأة تمشي في حيّ البلدة القديمة في ولاتة (الفرنسية)معظم المدينة القديمة مهجور الآن، ولم يسكن سوى ثلث مبانيها تقريبا (الفرنسية)من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تصحر ولاتة: منازل مهدمة ومخطوطات تحت رحمة المناخ
  • تعاون بين «الإمارات دبي الوطني» و«سيمنز» لتسريع تمويل مشاريع البنية التحتية الخضراء
  • مدارس السيتي وأكاديمية نادي الجزيرة.. شراكة رائدة لتطوير المواهب
  • صنداي تايمز: المسيرات القاتلة تغير الحروب
  • في قمة المحيطات بفرنسا.. العراق والأردن يبحثان ملف التغير المناخي
  • جنوب الشرقية تنفذ مشروع محطة خدمية رائدة في جعلان بني بوعلي
  • تحكّم في جودة تنزيل الوسائط على واتساب.. ميزة قادمة تغير قواعد اللعبة!
  • بمواصفات رائدة.. طرح أفضل هاتف لشركة هونر
  • النقل الدولي: السعودية تقدم تجربة عالمية رائدة في إدارة لوجستيات الحج
  • في ذي قار تحالفات انتخابية تريد ان تغير الواقع السياسي في المحافظة.