مرارة مضاعفة.. عندما يتراجع الاحتلال عن إطلاق سراح أسير مؤبد
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
نابلس- عشرون عاما مرّت على عائلة الأسير الفلسطيني رائد أبو سريس (47 عاما) وهي تنتظر بارقة أمل بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، حتى عاشت ذلك واقعا قبل أيام، بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والبدء بصفقة التبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
ومع بدء الحديث عن الصفقة تداولت مواقع التواصل ووسائل الإعلام أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم، خاصة من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، وعددهم 250 أسيرا، إضافة إلى 1718 أسيرا من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن 48 من الأسرى الأحياء والأموات الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
وطوال 4 أيام من الحديث عن اتفاق وقف الحرب وصفقة التبادل، عاشت عائلة أبو سريس، التي تقطن مخيم بلاطة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، قلقا وترقبا عصيبا بانتظار تأكيد الإفراج عن ابنها فعلا.
أخيرا، قطع ترقّب العائلة اتصال سُمح للأسير رائد بإجرائه من داخل سجنه، وأبلغهم بأنه سيكون ضمن المفرج عنهم في تلك الصفقة، وعليهم الاستعداد لاستقباله ولكن "دون أية مظاهر للفرح والاحتفال" تنفيذا لأوامر مخابرات الاحتلال وجيشه.
وعزَّز ذلك الاتصال، اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة رائد في اليوم التالي، والعبث بمحتوياته، وتهديدهم بعدم إقامة أية مظاهر للفرح، حتى أنهم أزالوا صوره عن الجدران، ومسحوا الرسومات والشعارات المؤازرة.
وعلى وقع الخوف والأمل، بقيت العائلة تنتظر الإفراج، الذي "بدَّده الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين الماضي، الموعد المقرر لإطلاق الأسرى، بعد أن أزال اسمه من قائمة الأسرى المنوي إطلاق سراحهم" كما تقول شقيقته سلمى أبو سريس.
وتضيف للجزيرة نت التي زارتها في منزلها بمخيم بلاطة، أنها كانت أول من علم بالخبر الذي ضجَّت به مواقع التواصل، حيث قرَّر الاحتلال استبعاد شقيقها رائد ومعه الأسير موسى زهران من مدينة رام الله من قائمة الأسرى المدرجة بالصفقة.
عائلة الأسـ ـير الفلسـ ـطيني خيري سلامة تستقبله بالزغاريد والذبائح عقب وصوله لمدينة #نابلس بعد تحريره ضمن صفقة تبادل الأسـ ـرى بين الاحتلال والمقـ ـاومة الفلسـ ـطينية#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/woIShzpmdu
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 14, 2025
رسائل رائدمثل الصاعقة وقع الخبر على سلمى وعائلة الأسير، التي استبدلت فرحها بالحزن، وضحكاتها بالبكاء، وزاد قلقها على ابنها الأسير الذي انقطعت أخباره بعد قرار الاحتلال، وما "إذا كان يُضرب ويُعذب على أيدي السجانين" حسب مخاوف شقيقته.
إعلانوفي مدينة نابلس التي حظيت بتحرر 24 أسيرا ضمن الصفقة الأخيرة، كان نصيب مخيم بلاطة حيث ينحدر رائد عدد لا بأس به منهم، ومعظم المحررين كانوا ممن يعرفونه وعاشوا معه في مختلف السجون، ونقلوا رسالته لعائلته بعد استبعاده من الصفقة بأن "لا يحزنوا وأن يبقوا على الأمل متقدا، وأن يؤازروا عائلات الأسرى المفرج عنهم ويشاركوهم فرحتهم بالتحرر"، كما قالت سلمى.
وتضيف شقيقته "يقول رائد إنه ورغم الحزن الذي أصابه فلم يفقد الأمل، وأن وقف الحرب والإبادة في غزة أهم من حريته".
عام 2006 اعتقل رائد أبو سريس، وخضع لتحقيق إسرائيلي قاسٍ، ذاق خلاله أصنافا شتى من التعذيب، حتى قضى الاحتلال بحكمه بالسجن المؤبد (100 عام)، لترفض المخابرات الإسرائيلية الحكم، وتستأنف ضده، ليحول لاحقا إلى "السجن مدى الحياة".
وخلال حبسه، فقد رائد والديه واثنتين من شقيقاته، وآخرين من بنات وأبناء عائلته المصغرة، التي لم تتمكن كباقي أهالي الأسرى من زيارته منذ اندلاع الحرب على غزة قبل أكثر من عامين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية
#سواليف
في تطوّر أثار جدلاً واسعاً وكشف تناقضات عميقة في السردية الإسرائيلية الرسمية، تداولت صفحات عبرية مقاطع فيديو عُثر عليها في #أنفاق قطاع #غزة، تُوثّق تفاصيل من #حياة #الأسرى #الإسرائيليين أثناء احتجازهم لدى #المقاومة.
هذه المشاهد، التي لم تُنشر كدعاية من قبل المقاومة، بل ضُبطت من قِبل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي نفسه أثناء توغله البري في رفح، تحوّلت إلى دليل غير متوقَّع يكذّب مزاعم الاحتلال المستمرة حول تعرّض الأسرى للتعذيب.
ويظهر في المقطع الأسرى وهم يمارسون أنشطة يومية اعتيادية، مثل لعب “الشدّة” (ورق اللعب)، والتحدّث “بكل أريحية”، كما وثّق وجود مقاوم يجهّز لهم المائدة، في دلالة على توفر حدٍّ أدنى من الرعاية والتعامل الإنساني حتى في ظل الظروف الصعبة داخل الأنفاق.
مقالات ذات صلةولعل المشهد الأكثر دلالة على التسامح الديني الممنوح للأسرى تمثّل في احتفال ستة منهم بعيد ” #الحانوكاه ” اليهودي داخل #الأنفاق، وهي ممارسة لمعتقداتهم الدينية لم تُمنَع رغم وجودهم في الأسر بقطاع غزة.
هذه الصورة تتعارض بشكل صارخ مع ادّعاء الاحتلال المستمر بأن المقاومة هي “تنظيم إرهابي يريد قتل اليهود لدينهم”، إذ إن سماح المقاومة بممارسة الشعائر الدينية يوجّه رسالة واضحة مفادها أن الصراع موجّه ضد الاحتلال، لا ضد الوجود اليهودي أو معتقداته الدينية.
والمفارقة أن هؤلاء الأسرى الستة قُتلوا لاحقاً نتيجة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على القطاع، ما يضع علامات استفهام حول حماية “إسرائيل” لأسراها وتعمدها استهدافهم خلال حرب الإبادة على غزة.
ويأتي هذا التوثيق ليعكس صورة تتناقض بشدة مع المعاملة اللاإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها ومراكز تعذيبها، فبينما يتم توفير مساحة للأسرى الإسرائيليين للعب والاحتفال، يتعرّض الأسرى الفلسطينيون لحرمان متعمّد من الطعام، وتعذيب شديد أدّى ببعضهم إلى الموت، وحرمان من أبسط حقوقهم، بما في ذلك الحديث مع بعضهم البعض.
وقد كشفت التقارير عن حالات اعتداءات مروّعة، وصلت إلى الاغتصاب، تعرّض لها مدنيون فلسطينيون داخل مراكز الاعتقال الإسرائيلية. وهذه المقارنة بين المشاهد الموثّقة في الأنفاق والممارسات الإسرائيلية في السجون تكشف ازدواجية المعايير، وتشير إلى أن إسرائيل تسعى لشرعنة إعدام الأسرى الفلسطينيين في الوقت الذي تكذب فيه على العالم حول طبيعة تعامل خصومها مع الأسرى.
في الوقت ذاته، لم يُراعِ الاحتلال الإسرائيلي الخصوصية الدينية للفلسطينيين، إذ قصف ودمّر مئات المساجد إلى جانب الكنائس في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 10 أكتوبر 2025.
وسائل إعلام إسرائيلية تنشر مشاهد لـ 6 من الأسرى الإسرائيليين خلال وجودهم في أنفاق قطاع #غزة، قبل مقتلهم في أغسطس 2024، حيث زعمت أن الجيش الإسرائيلي عثر على تلك التسجيلات في أحد الأنفاق#حرب_غزة pic.twitter.com/e2SZqrTEp0
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 12, 2025في حياتي لم أرَ تنظيمًا يُوصف بالإرهابي الديني يتعامل مع أسراه ،وهم أعداؤه وجنود شاركوا في حصار وقتل شعبه بهذه الطريقة.
يلعبون “الشدة”، يحتفلون بعيدهم اليهودي، يتحدثون بكل أريحية، لم تُجبر النساء على ارتداء الحجاب، رغم ارتفاع درجات الحرارة داخل الأنفاق، ومقاوم يجهّز لهم المائدة!… https://t.co/wLH7I24vES pic.twitter.com/UOAGwadAe0
وسائل إعلام إسرائيلية تنشر مشاهد لـ6 من الأسرى الإسرائيليين خلال وجودهم في أنفاق قطاع #غزة قبل مقتلهم في أغسطس 2024 حيث زعمت أن الجيش الإسرائيلي عثر على هذه التسجيلات داخل أحد الأنفاق pic.twitter.com/kgaAmOuUpm
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 12, 2025