قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إنه رغم مقتل عدد من كبار مسؤولي الحوثيين سابقًا في غارات جوية إسرائيلية، إلا أن مقتل الغماري يُمثل الضربة الأخطر حتى الآن للقيادة العسكرية للحركة.

 

 وبحسب تقرير للصحيفة، يُمثل مقتل محمد الغماري خسارةً لهيكل قيادة الحوثيين، ومن المرجح أن يكون له أثرٌ استراتيجيٌّ أكبر من أيٍّ من عمليات الاغتيال السابقة.

 

وأشار التقرير إلى أن الغماري شغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة الحوثية، وكان الخبير الاستراتيجي العسكري والقائد العملياتي الأعلى للحركة.

 

ويُعتبر من أكثر الشخصيات نفوذاً في الجماعة المدعومة من إيران، حيث أشرف على التنسيق بين الوحدات البرية والبحرية والصاروخية اليمنية، وقاد حملات رئيسية ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وأهداف إسرائيلية.

 

في أواخر أغسطس/آب، شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على تجمع لمسؤولين حكوميين حوثيين في العاصمة صنعاء.

 

وفي ذلك الوقت، صرّح الحوثيون بأن الغارة أسفرت عن مقتل 12 مسؤولًا حكوميًا رفيع المستوى، بينهم رئيس الوزراء، لكنهم نفوا تضرر أي شخصيات عسكرية بارزة.

 

وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن قادة عسكريين حوثيين كبارًا كانوا حاضرين أثناء الغارة، لكن لم يتضح ما إذا كانوا قد أصيبوا أم قُتلوا. ويوم الخميس، أكد الجيش الإسرائيلي أن الغماري كان هدفًا للغارة.

 

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الضربة التي شنت في أغسطس/آب كانت نتيجة لجهود بذلتها إسرائيل لتحسين معرفتها بالجماعة المتمردة، والتي كانت بمثابة نقطة عمياء بالنسبة لإسرائيل قبل حرب غزة.

 

وبحسب التقرير، فحتى الهجوم على حكومة الحوثيين، اقتصر الرد الإسرائيلي على هجماتهم إلى حد كبير على البنية التحتية كالموانئ ومحطات الطاقة.

 

ورأى بعض خبراء اليمن آنذاك أن الهجوم كان رمزيًا أكثر منه جوهريًا، مشيرين إلى أن ميليشيا الحوثي - وليس حكومتها - هي مصدر القوة الحقيقي.

 

وفي هذه السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مقتل اللواء الغماري مع أنه يُمثل ضربة رمزية كبيرة للحوثيين، إلا أنه من غير المرجح أن يؤثر على قدراتهم العسكرية. فقد بدأوا كقوة قتالية تعتمد على حرب العصابات، وهجماتهم تنفذ بواسطة جهاز لامركزي للغاية.

 

الضربة الأكبر

 

من جانبها قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن مقتل الغماري يمثل أعلى رتبة قتلت في الصراع مع إسرائيل.

 

وقال محمد الباشا، مؤسس مركز "باشا ريبورت" للاستشارات في مجال المخاطر ومقره الولايات المتحدة، إن مقتل الغماري كان الضربة الأكبر للحوثيين منذ عقد من الزمان، وأكد على الاختراق المتزايد للمخابرات الإسرائيلية في اليمن.

 

وأضاف الباشا أن من المعتقد أن الغماري أصيب في هجوم إسرائيلي على العاصمة اليمنية صنعاء في يونيو/حزيران الماضي.

 

وقال محلل الشؤون اليمنية الباشا إن الهجوم "يظهر أن أعمالهم الداخلية يتم كشفها ببطء من قبل المخابرات الإسرائيلية".

 

وأضاف أن "الأمن العملياتي للغماري كان مرتفعا للغاية، وبالتالي فإنهم من خلال الوصول إليه سيكونون قادرين على استهداف مسؤولين عسكريين كبار آخرين".

 

وقال الباشا إن الغماري كان من الجيل الأول من القادة العسكريين الحوثيين وقائد سابق لكتيبة الموت التابعة للمتمردين وهي قوة كوماندوز من النخبة.

 

وعقب الإعلان عن مقتل الغماري، عين الحوثيون اللواء يوسف المداني رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع التابعة للجماعة.

 

ويعد المداني، الذي يتولى قيادة المنطقة العسكرية الخامسة للحوثيين المسؤولة عن العمليات على طول البحر الأحمر، أحد أكثر القادة الميدانيين نفوذاً في الحركة.

 

وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية المداني على قائمة العقوبات باعتباره إرهابيا عالميا لدوره الرئيسي في تصعيد الحرب الأهلية في اليمن.

 

ورغم أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي بموجب خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة أثار الآمال في أن يوقف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل، فإن مقتل الغماري قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، وفق وول ستريت جورنال.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: مقتل الغماری

إقرأ أيضاً:

“إما تفاوض أو لا تفاوض”.. بري يضع شروطا صارمة أمام إسرائيل

لبنان – أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تعذر المضي في اجتماعات لجنة “الميكانيزم”، ما لم تظهر إسرائيل استعدادها للانسحاب من موقع واحد على الأقل من المناطق التي تحتلها، وتوقف النار.

وأكد بري في تصريحات له امس الجمعة، تعليقا على اجتماعات لجنة “الميكانيزم”، المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أن “أول ما ينبغي حصوله هو وقف إطلاق النار، وإظهار إسرائيل استعدادها للانسحاب من موقع واحد على الأقل من المناطق التي تحتلها جنوب لبنان.

وقال: “ليس ذلك فحسب ما نرغب في الوصول إليه، بل سيتعذر علينا من دونه القبول بالمضي في الاجتماعات. إما تفاوض أو لا تفاوض”.

وأوضح بري أن “في المفاوضات ليست هناك نيات حسنة، وإنما إجراءات ملموسة ضرورية، وقد نفذ لبنان ما عليه في اتفاق وقف النار، والجيش اللبناني انتشر ويقوم بواجبه كاملا، ونظف كل جنوب نهر الليطاني. في المقابل، إسرائيل لم تلتزم ما يترتب عليها في الاتفاق، بل تستمر في الاعتداءات اليومية على الجنوب بلا توقف”.
وأشار بري إلى “أننا لا نراهن على الآلة العسكرية الإسرائيلية لأن أحدا لا يمون عليها، بل نتتبع المواقف السياسية، وآخرها كلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل باعتماد الحلول الدبلوماسية. لنر إلى أين ستفضي هذه الضغوط”.

وعما إذا كان يعتقد أن إسرائيل جاهزة لإعطاء شيء ما، أجاب: “هذا ما نركز عليه”.
وحول ما إذا كان يوافق على إحياء اتفاق الهدنة، لفت بري، الذي يترأس البرلمان اللبناني منذ العام 1992، ويتزعم حركة “أمل” الشيعية، إلى “أنه حاضر للعودة إلى اتفاق الهدنة فورا”.

وقال: “أنا والرئيس السّابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكثيرون سوانا مع العودة إليه. لنعد إلى اتفاق الهدنة على الأقل”.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الجمعة سلسلة غارات استهدفت بلدات عدة في جنوب وشرق لبنان، وفق ما أفادت مراسلتنا.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إنه استهدف منشأة تدريب تابعة لوحدة الرضوان في حركة الفصائل اللبنانية.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتحدث عن قيادي بالقسام - شهداء في قصف إسرائيلي لمركبة جنوب غزة
  • “إما تفاوض أو لا تفاوض”.. بري يضع شروطا صارمة أمام إسرائيل
  • بعد مقتل زميلته وإصابته بطلقة في الرأس.. ماذا حلّ بعنصر الحرس الوطني الأمريكي بإطلاق النار بواشنطن؟
  • المشير يحذر من مؤامرة كبيرة.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 66»
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • هاكابي يشبه اعتذار إسرائيل لقطر بعملية اغتيال بن لادن.. تصريحات تزيد الجدل
  • معركة العقول: كيف تسيطر إسرائيل على السردية العالمية؟
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • مقتل 9 جنود تايلانديين جراء الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا
  • اتساع الهوة بين إسرائيل وسوريا.. خلاف نادر بين تل أبيب وواشنطن حول مسار الاتفاق الأمني