أخطر اختراق استخباراتي إسرائيلي في قلب القيادة الحوثية.. تل أبيب تخترق الحلقة الأشد نفوذا
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إنه رغم مقتل عدد من كبار مسؤولي الحوثيين سابقًا في غارات جوية إسرائيلية، إلا أن مقتل الغماري يُمثل الضربة الأخطر حتى الآن للقيادة العسكرية للحركة.
وبحسب تقرير للصحيفة، يُمثل مقتل محمد الغماري خسارةً لهيكل قيادة الحوثيين، ومن المرجح أن يكون له أثرٌ استراتيجيٌّ أكبر من أيٍّ من عمليات الاغتيال السابقة.
وأشار التقرير إلى أن الغماري شغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة الحوثية، وكان الخبير الاستراتيجي العسكري والقائد العملياتي الأعلى للحركة.
ويُعتبر من أكثر الشخصيات نفوذاً في الجماعة المدعومة من إيران، حيث أشرف على التنسيق بين الوحدات البرية والبحرية والصاروخية اليمنية، وقاد حملات رئيسية ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وأهداف إسرائيلية.
في أواخر أغسطس/آب، شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على تجمع لمسؤولين حكوميين حوثيين في العاصمة صنعاء.
وفي ذلك الوقت، صرّح الحوثيون بأن الغارة أسفرت عن مقتل 12 مسؤولًا حكوميًا رفيع المستوى، بينهم رئيس الوزراء، لكنهم نفوا تضرر أي شخصيات عسكرية بارزة.
وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن قادة عسكريين حوثيين كبارًا كانوا حاضرين أثناء الغارة، لكن لم يتضح ما إذا كانوا قد أصيبوا أم قُتلوا. ويوم الخميس، أكد الجيش الإسرائيلي أن الغماري كان هدفًا للغارة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الضربة التي شنت في أغسطس/آب كانت نتيجة لجهود بذلتها إسرائيل لتحسين معرفتها بالجماعة المتمردة، والتي كانت بمثابة نقطة عمياء بالنسبة لإسرائيل قبل حرب غزة.
وبحسب التقرير، فحتى الهجوم على حكومة الحوثيين، اقتصر الرد الإسرائيلي على هجماتهم إلى حد كبير على البنية التحتية كالموانئ ومحطات الطاقة.
ورأى بعض خبراء اليمن آنذاك أن الهجوم كان رمزيًا أكثر منه جوهريًا، مشيرين إلى أن ميليشيا الحوثي - وليس حكومتها - هي مصدر القوة الحقيقي.
وفي هذه السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مقتل اللواء الغماري مع أنه يُمثل ضربة رمزية كبيرة للحوثيين، إلا أنه من غير المرجح أن يؤثر على قدراتهم العسكرية. فقد بدأوا كقوة قتالية تعتمد على حرب العصابات، وهجماتهم تنفذ بواسطة جهاز لامركزي للغاية.
الضربة الأكبر
من جانبها قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن مقتل الغماري يمثل أعلى رتبة قتلت في الصراع مع إسرائيل.
وقال محمد الباشا، مؤسس مركز "باشا ريبورت" للاستشارات في مجال المخاطر ومقره الولايات المتحدة، إن مقتل الغماري كان الضربة الأكبر للحوثيين منذ عقد من الزمان، وأكد على الاختراق المتزايد للمخابرات الإسرائيلية في اليمن.
وأضاف الباشا أن من المعتقد أن الغماري أصيب في هجوم إسرائيلي على العاصمة اليمنية صنعاء في يونيو/حزيران الماضي.
وقال محلل الشؤون اليمنية الباشا إن الهجوم "يظهر أن أعمالهم الداخلية يتم كشفها ببطء من قبل المخابرات الإسرائيلية".
وأضاف أن "الأمن العملياتي للغماري كان مرتفعا للغاية، وبالتالي فإنهم من خلال الوصول إليه سيكونون قادرين على استهداف مسؤولين عسكريين كبار آخرين".
وقال الباشا إن الغماري كان من الجيل الأول من القادة العسكريين الحوثيين وقائد سابق لكتيبة الموت التابعة للمتمردين وهي قوة كوماندوز من النخبة.
وعقب الإعلان عن مقتل الغماري، عين الحوثيون اللواء يوسف المداني رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع التابعة للجماعة.
ويعد المداني، الذي يتولى قيادة المنطقة العسكرية الخامسة للحوثيين المسؤولة عن العمليات على طول البحر الأحمر، أحد أكثر القادة الميدانيين نفوذاً في الحركة.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية المداني على قائمة العقوبات باعتباره إرهابيا عالميا لدوره الرئيسي في تصعيد الحرب الأهلية في اليمن.
ورغم أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي بموجب خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة أثار الآمال في أن يوقف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل، فإن مقتل الغماري قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، وفق وول ستريت جورنال.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: مقتل الغماری
إقرأ أيضاً:
من هو الغماري رئيس أركان الحوثيين الذي اغتالته دولة الاحتلال؟
يعد محمد الغماري (43 عاما) أحد القيادات العسكرية البارزة في جماعة الحوثي اليمنية، والتي كان لها دور بارز في حملة الإسناد لغزة خلال العدوان.
نشأ الغماري في منطقة "عزلة ضاعن" بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرج في سلم القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين إلى أن وصل إلى رئاسة أركان "القوات المسلحة" كآخر منصب تقلده قبل الإعلان عن رحيله رسميا في عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أشهر.
لا يُعرف عنه الكثير عربيا ودوليا فقد تردد اسمه على نطاق واسع محليا، لكن صيته ذاع أكثر بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضمن حملة الإسناد التي قادتها الجماعة للمقاومة في غزة، ما جعله هدفا لقوات الاحتلال التي اتهمته مع قادة آخرين بالوقوف خلف مئات العمليات والضربات الصاروخية التي طالت مواقع حيوية في "إسرائيل".
دور رئيسي
وتقول المعلومات المتاحة عنه، إنه اضطلع بالدور الرئيسي في تنسيق الجهود العسكرية للحوثيين، سواء في اليمن أو خارجها، خصوصا تلك العمليات التي طالت مصالح لدولة الاحتلال، بصفته رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الحوثيين.
برز اسمه كقيادي محلي برز اسمه منذ أحداث محافظة صعدة عام 2013 وسقوط العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر2014، حيث كان أحد المشاركين في تلك الأحداث.
تقول مصادر يمنية إلى الغماري كان ناجحا في أداء مهامه المكلف بها، ما دفع به إلى الصفوف الأمامية، حيث تولى في كانون الأول/ ديسمبر 2016 رئاسة هيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين 2016.
على إثر نشاطه العسكري الداخلي، أدرج اسمه على قوائم العقوبات من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بسبب دوره في الحرب اليمنية، حيث تتهمه التقارير الدولية بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان وقيادة عمليات عسكرية تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية.
ففي آيار/ مايو2021، صنفت الولايات المتحدة الغماري على أنه "تهديد للاستقرار والسلام"، وفرضت عقوبات عليه، كما أُدرج اسمه على قائمة العقوبات الأممية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
اغتياله
نفذت طائرات الاحتلال غارة في نهاية آب/ أغسطس الماضي، مستهدفة ما قالت إنه اجتماع لعدد من القيادات الحوثية الرفيعة، داخل مبنى فيه أكثر من عشرة من كبار القادة العسكريين والسياسيين للحوثيين. بينهم الغماري.
نعته فصائل فلسطينية عدة، على رأسها حركة حماس وجناحها العسكري، كتائب القسام، التي قالت إن الغُمَاري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، "ارتقى شهيدًا على طريق القدس".
وأكّدت الكتائب في بيانها أنَّ الشهيد الغُمَاري ارتقى "في أشرف المعارك، دفاعاً عن الأقصى وفلسطين"، وضمن "معركة الإسناد المباركة التي تصدرتها اليمن العظيمة واستمرت فيها حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف العدوان".
كما قدمت حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة الأحرار، تعازيها للشعب اليمني وقيادة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية في استشهاده.