جوجل تغير شكل نتائج البحث.. فصل الإعلانات في قسم جديد قابل للإخفاء
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أعلنت شركة جوجل عن تعديل شامل في طريقة ظهور النتائج الدعائية داخل محرك البحث الأشهر في العالم. وتهدف الشركة من هذا التغيير إلى جعل التصفح أكثر وضوحًا وسلاسة، خاصة بعد أن لاحظت أن المستخدمين باتوا يجدون صعوبة في التمييز بين النتائج الإعلانية والمحتوى العضوي في ظل التطورات الأخيرة التي أضافت أدوات الذكاء الاصطناعي إلى واجهة البحث.
وبحسب إعلان جوجل، فإن الإعلانات النصية التي كانت تظهر سابقًا متفرقة بين النتائج ستُعرض الآن في قسم مخصص بعنوان "النتائج الدعائية"، يظهر في أعلى صفحة البحث داخل مربع منفصل بواجهة واضحة. وأكدت الشركة أن عدد الإعلانات داخل هذا القسم لن يتجاوز أربعة فقط، دون أي زيادة في حجمها أو تغيير في تصميمها البصري، ما يعني أن الشكل العام سيبقى مألوفًا للمستخدمين، لكن بطريقة أكثر تنظيمًا.
ولمن يفضل تصفح نتائج البحث دون مشاهدة الإعلانات، أضافت جوجل خيارًا جديدًا يتيح للمستخدمين إخفاء هذا القسم بالكامل بعد تجاوزه، مما يمنحهم سيطرة أكبر على ما يرونه أثناء التصفح.
وقالت الشركة في بيانها: "إن التصميم الجديد يجعل التنقل عبر أعلى الصفحة أكثر سهولة وبساطة"، مشيرة إلى أن الفكرة جاءت استجابةً لعادات المستخدمين الذين أصبحوا يميلون إلى التمرير بسرعة لتخطي نتائج الذكاء الاصطناعي المولدة تلقائيًا، والتي تظهر الآن في مقدمة الصفحة تحت تبويب "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي".
وأشارت جوجل أيضًا إلى أن قسم "النتائج الدعائية" الجديد قد يظهر أحيانًا فوق أو أسفل هذا الملخص الذكي، تبعًا لطبيعة البحث نفسه. وتوضح الشركة أن الهدف من ذلك هو إيجاد توازن بين تقديم المعلومات المفيدة بسرعة وبين الحفاظ على مصادر الدخل الإعلاني التي تُعد المحرك الرئيسي لنظام جوجل الاقتصادي.
وللتأكد من أن المستخدمين لا يفوتون أي محتوى مدفوع ذي صلة، ستضيف جوجل أيضًا قسمًا مماثلًا في أسفل الصفحة يحتوي على مجموعة إعلانات إضافية، غير أن هذا القسم لا يمكن إخفاؤه إلا بعد تصفح النتائج كاملة. بذلك، تُحاول الشركة الجمع بين الشفافية في عرض الإعلانات وضمان بقاء المعلنين في دائرة الاهتمام.
يأتي هذا التغيير في وقت تشهد فيه جوجل إعادة هيكلة شاملة لتجربة البحث، بعد إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعيد صياغة نتائج البحث بطريقة تلخص المعلومات وتقدمها للمستخدم بشكل مباشر دون الحاجة لفتح الروابط. ومع هذا التغيير، بدأت الشركة تواجه انتقادات من بعض المعلنين الذين يخشون أن تؤثر هذه التعديلات على معدلات النقر، خاصة إذا اختار المستخدمون إخفاء الإعلانات من الواجهة.
لكن محللين في مجال التكنولوجيا يرون أن هذه الخطوة قد تكون مفيدة على المدى الطويل، لأنها تخلق تجربة أكثر وضوحًا وشفافية. فبدلًا من تداخل الإعلانات مع النتائج الطبيعية، سيسهل على المستخدمين الآن التعرف على الإعلانات مباشرة والتفاعل معها بمحض اختيارهم، وهو ما قد يعزز الثقة في محرك البحث ويقلل من الشكاوى المتعلقة بالخداع الإعلاني أو سوء التوجيه.
التحديث الجديد بدأ بالفعل بالوصول إلى المستخدمين حول العالم على منصات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية، ومن المتوقع أن يصبح الشكل الجديد للنتائج هو المعيار الافتراضي خلال الأسابيع المقبلة.
وتشير هذه الخطوة إلى أن جوجل تحاول الموازنة بين تطوير واجهة بحث ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وبين الحفاظ على مصدر دخلها الأساسي من الإعلانات، في وقت تتزايد فيه المنافسة من شركات أخرى تسعى لاقتحام سوق البحث الذكي. وبذلك، تؤكد الشركة أنها ماضية في تطوير تجربة أكثر شفافية وتنظيمًا دون التضحية بعائداتها التجارية أو راحة مستخدميها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
قانون جديد يحظر الإعلانات الصاخبة على نتفليكس لحماية راحة المشاهدين
في خطوة تُرضي ملايين المشاهدين حول العالم، أقرّت ولاية كاليفورنيا قانونًا جديدًا يهدف إلى وضع حدٍ للإعلانات المزعجة التي تفاجئ المستخدمين أثناء متابعة برامجهم المفضلة على منصات البث مثل نتفليكس وهولو وديزني بلس.
ويُعد هذا القانون الأول من نوعه في الولايات المتحدة الذي يُلزم خدمات البث عبر الإنترنت بخفض مستوى صوت الإعلانات التجارية بحيث لا يتجاوز مستوى الصوت الطبيعي للمحتوى المعروض.
القانون الذي وقّعه حاكم الولاية غافن نيوسوم سيدخل حيز التنفيذ رسميًا في الأول من يوليو عام 2026، ليضع بذلك حدًا لمعاناة استمرت سنوات طويلة من الشكوى من ارتفاع صوت الإعلانات على المنصات الرقمية مقارنة بالمحتوى الأصلي.
وبموجب التشريع الجديد، لن يُسمح لأي خدمة بث بعرض إعلان تجاري يتجاوز مستواه الصوتي صوت الفيديو الأساسي المرافق له، في محاولة لتوفير تجربة أكثر سلاسة وراحة للمستخدمين.
استجابة لمطالب المشاهدينلطالما اشتكى المستخدمون من الارتفاع المفاجئ في صوت الإعلانات على المنصات الرقمية، خصوصًا أثناء مشاهدة البرامج في ساعات متأخرة من الليل أو أثناء نوم الأطفال. وجاء هذا القانون استجابة لهذه المطالب المتكررة، إذ كتب الحاكم نيوسوم عبر حسابه الرسمي على منصة X (تويتر سابقًا): "سكان كاليفورنيا لا يريدون سماع إعلانات تجارية بصوت أعلى من المحتوى الذي يستمتعون به. لقد وقّعت تشريعًا يُطبّق هذه القاعدة على منصات البث لضمان تجربة أكثر هدوءًا للمشاهدين".
وأشار نيوسوم إلى أن هذه الخطوة جاءت لسدّ فراغ تشريعي استمر لسنوات، حيث لم تكن منصات البث الحديثة خاضعة لقانون "تخفيف صوت الإعلانات التجارية" (CALM Act) الذي أقره الكونغرس الأمريكي عام 2010 لتنظيم مستوى الصوت في الإعلانات التلفزيونية التقليدية.
وبموجب القانون الجديد، ستُجبر خدمات البث على الالتزام بالمعايير نفسها التي تخضع لها شبكات التلفزيون، وهو ما يُعد تطورًا طبيعيًا مع تغير أنماط المشاهدة وانتقال الجمهور إلى المنصات الرقمية.
صاحب مشروع القانون هو السيناتور توم أمبرج، الذي قال إن الفكرة جاءت من تجربة شخصية وصفها بأنها "مأساة منزلية صغيرة تتكرر كل ليلة"، موضحًا: "استلهمت الفكرة من كل والد مرهق نجح أخيرًا في تهدئة طفله بعد يوم طويل، ليصحو فجأة على إعلان صاخب ينسف لحظة الهدوء تلك تمامًا".
وأضاف أمبرج أن القانون الجديد لا يستهدف الإعلانات نفسها، بل يسعى فقط إلى جعلها أكثر انسجامًا مع تجربة المشاهدة، حتى لا تتحول إلى مصدر إزعاج دائم.
وأكد أن الشركات التكنولوجية ومنصات البث تمتلك بالفعل الأدوات التقنية التي تمكّنها من موازنة مستويات الصوت بسهولة دون التأثير على جودة الإعلانات أو على أرباحها.
تأثير واسع محتمل على صناعة البثنظرًا لأن كاليفورنيا تُعتبر القلب النابض لصناعة الترفيه العالمية، فمن المرجح أن يمتد تأثير القانون إلى ولايات أمريكية أخرى وربما حتى إلى الأسواق العالمية. فغالبًا ما تُعتبر تشريعات كاليفورنيا مرجعًا في مجالات التكنولوجيا والإعلام وحماية المستهلك، مما يعني أن شركات البث الكبرى قد تختار تطبيق السياسة الجديدة على مستوى عالمي لتفادي التحديات القانونية مستقبلاً.
ويرى خبراء الإعلام أن هذا القرار قد يشكّل بداية عهد جديد في تجربة المشاهدة الرقمية، خاصة مع ازدياد التنافس بين المنصات على جذب المستخدمين عبر تجربة أكثر راحة وأقل إزعاجًا. كما يمكن أن يشجع القانون مطوري المنصات على تبني تقنيات ذكية لضبط الصوت تلقائيًا، بحيث تبقى مستويات الصوت متناسقة طوال فترة المشاهدة دون تدخل يدوي من المستخدم.
ورغم أن البعض قد يعتبر القانون الجديد مجرد تعديل بسيط في تجربة المشاهدة، فإن كثيرين يرونه انتصارًا صغيرًا للمشاهدين في وجه الإزعاج الرقمي الذي يفرضه التسويق المفرط. فبينما قد يختلف الأمريكيون في قضايا كثيرة، إلا أن هناك شبه إجماع على أمر واحد: الإعلانات الصاخبة غير مرحب بها إطلاقًا.
ومع دخول القانون حيّز التنفيذ في صيف 2026، يبدو أن سكان كاليفورنيا — ومن بعدهم العالم — على موعد مع تجربة بث أكثر هدوءًا وانسجامًا، دون الحاجة لخفض الصوت المفاجئ كل بضع دقائق.