مصطفى أبو زهرة: حسام حسن سيقود منتخب مصر في المونديال.. واتحاد الكرة يملك خطة طموحة للمستقبل
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أكد مصطفى أبو زهرة، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسام حسن مستمر في عمله حتى نهائيات كأس العالم 2026، مشددًا على أن اتحاد الكرة يرى في حسام حسن الرجل المناسب لقيادة الفراعنة في المرحلة المقبلة، بعد النجاحات التي تحققت منذ توليه المسؤولية.
وقال أبو زهرة في تصريحات عبر برنامج الكابتن الذي يقدمه الصقر أحمد حسن على قناة DMC، إن قرار بقاء حسام حسن على رأس الجهاز الفني محسوم تمامًا، مضيفًا: “حسام حسن هو المدير الفني لمنتخب مصر في كأس العالم، وهذا أمر نهائي لا نقاش فيه.
وأضاف عضو مجلس إدارة الاتحاد أن المنتخب الوطني يعيش مرحلة استقرار فني وإداري غير مسبوقة منذ سنوات، بفضل الانضباط الذي فرضه حسام حسن في المعسكرات وروح الالتزام التي باتت تميز اللاعبين داخل الفريق، موضحًا أن “المنتخب يسير بخطى ثابتة نحو هدفه الكبير وهو الظهور المشرف في المونديال، والجميع داخل الاتحاد يدعم الجهاز الفني في سبيل تحقيق هذا الحلم.”
وأشار أبو زهرة إلى أن الاتحاد المصري لكرة القدم يتعامل مع المنتخب باعتباره “مشروعًا قوميًا”، قائلاً: “منتخب مصر يمثل كل بيت في هذا الوطن، لذلك من الواجب على الجميع أن يقف خلفه، سواء إعلام أو جماهير أو مسؤولين. نحن لا نتعامل مع الأمر كأنه بطولة فقط، بل كقضية وطنية اسمها مصر.”
وتطرق عضو مجلس إدارة الاتحاد للحديث عن شخصية حسام حسن الفنية والقيادية، مؤكدًا أن المدير الفني للفراعنة يمتلك الحماس والانتماء المطلوبين لقيادة المنتخب، إلى جانب خبراته الواسعة داخل وخارج الملعب. وقال: “حسام حسن يعرف جيدًا ما يريد وكيف يسعى لتحقيقه. هو مدرب لا يرضى إلا بالنجاح، ويغرس في اللاعبين نفس الروح القتالية التي كانت تميزه كلاعب أسطوري في تاريخ الكرة المصرية.”
وتابع أبو زهرة موضحًا أن اتحاد الكرة لا يُقيّم المدربين بمعايير سطحية تعتمد فقط على النتائج، بل يأخذ في الاعتبار الظروف المحيطة وأداء الفريق في البطولات المختلفة، مؤكدًا: “هل يعقل أن نحاسب حسام حسن لو وصل إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية وخرج بسبب إصابات أو إيقافات؟! نحن نؤمن أن التقييم يجب أن يكون شاملاً وعادلاً، ولا يمكن إنكار المجهود الكبير الذي يقوم به الرجل وجهازه الفني.”
وأشار عضو مجلس الإدارة إلى أن المنتخب الوطني يسير وفق خطة إعداد متكاملة تم وضعها بالتعاون بين اللجنة الفنية والجهاز الفني بقيادة حسام حسن، وتهدف للوصول إلى أفضل جاهزية ممكنة قبل انطلاق المونديال، موضحًا أن الخطة تشمل مباريات ودية قوية ومعسكرات إعداد متقدمة داخل مصر وخارجها، إلى جانب تطوير منظومة التحليل والأداء الفني داخل الاتحاد.
وتحدث أبو زهرة كذلك عن الوضع المالي والإداري لاتحاد الكرة، قائلاً: “الاتحاد غني بأفكاره وأبنائه قبل أن يكون غنيًا ماديًا، ولكن من ناحية الموارد، الحمد لله نحن في وضع جيد. هناك أكثر من جهة أبدت رغبتها في رعاية اتحاد الكرة والمنتخبات الوطنية، ولدينا طلبات كثيرة من شركات كبيرة ترغب في الاستثمار في الكرة المصرية. هذا يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح.”
وأضاف: “نحن اتحاد عريق بتاريخ طويل، وهدفنا الأساسي ليس فقط التأهل للمونديال، بل بناء منظومة قوية تضع الكرة المصرية في مكانتها التي تستحقها على المستويين القاري والعالمي. لدينا خطة واضحة تمتد لسنوات قادمة لتطوير المنتخبات السنية ومراكز التدريب.”
وفي ختام حديثه، وجه أبو زهرة رسالة إلى الجماهير المصرية، داعيًا إياها لمواصلة الدعم والثقة في الجهاز الفني واللاعبين، قائلاً: “المنتخب في أيدٍ أمينة. حسام حسن يعمل بضمير وبروح وطنية عالية، والجهاز المعاون يضم أسماء خبرة وكفاءة. طموحنا جميعًا أن نرى مصر تقدم أداءً يليق بتاريخها في كأس العالم، وأن نواصل البناء على ما تحقق من نجاحات.”
بهذه التصريحات، أغلق مصطفى أبو زهرة الباب أمام أي تكهنات بشأن مصير الجهاز الفني للفراعنة، مؤكدًا أن الاتحاد متمسك باستقراره الفني، وأن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من العمل الجماعي والتخطيط لعودة الكرة المصرية إلى مقدمة المشهد القاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الکرة المصریة الجهاز الفنی اتحاد الکرة أبو زهرة عضو مجلس حسام حسن
إقرأ أيضاً:
الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح
لم يكن خروج المنتخب المصري من كأس العرب الأخيرة مجرد تعثر رياضي عابر، بل جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الإخفاقات التي تضرب كرة القدم المصرية منذ سنوات، بدءا من السقوط المدوي لمنتخب الشباب في كأس العالم، وصولا إلى الأداء المرتبك والنتائج المخزيه للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاته، وآخرها فضيحة المنتخب الثاني بقيادة حلمي طولان فى كأس العرب.
الإقصاء من كأس العرب ليس مجرد نتيجة مخيبة، بل مؤشر إضافي على أزمة شاملة تطال المنظومة بأكملها من دون استثناء، بأداء باهت، غياب استقرار فني، تراجع مستوى الدوري المحلي، وضعف في إنتاج المواهب الشابة.
وازدادت حالة الإحباط بعد المشهد المقلق الذي فرضه خروج منتخب الشباب قبل أشهر، ما فجر موجة انتقادات واسعة تجاه أداء المنتخبات الوطنية وبرامج التطوير التي باتت شبه غائبة.
فالمنافسة لم تصبح فقط مع القارة الإفريقية، بل مع كرة عربية تتطور بسرعة فائقه، ومصر لم تعد تحتمل إخفاقا جديدا، فالمشهد العام يوحي بأن الكرة المصرية تقف اليوم في مفترق طرق وسط مخاوف جماهيرية متصاعدة من تكرار الصدمات في الاستحقاق القاري المقبل “كأس الأمم الإفريقية”، في ظل حالة عدم الثقة بقدرة المنتخب الحالي على استعادة أمجاد بطولات 2006 و2008 و2010 حين كان الفراعنة رقما صعبا في القارة السمراء.
ولا يخفى على القائمين على كرة القدم أو الجماهير أن المنتخب الأول تحت قيادة حسام حسن لم يصل بعد إلى مستوى الجاهزية الفنية أو الإدارية للمنافسة على اللقب القاري.
ورغم أن النقاش العام يتركز غالبا على اللاعبين والمدربين، إلا أن جوهر الأزمة يتجاوز ذلك بكثير، فالمنظومة الرياضية لم تعد قادرة على مواكبة التطور العالمي في كرة القدم، فيما تراجع الدوري المصري بفعل اضطراب جدول المباريات فى الدوري الممتاز ودروي الدرجة الثانية، والضعف البدني الواضح، وغياب التخطيط طويل المدى.
في الوقت الذي تعاني فيه الكرة المصرية من التراجع، تعيش الكرة المغربية طفرة مبهره، سواء في كأس العالم أو تتويجات قارية متتالية لأنديتها، بجانب صعود لافت للمستوى الفني في السعودية وقطر والإمارات.
النجاح المغربي لا يعود فقط إلى وفرة المحترفين في أوروبا، بل نتيجة مشروع بدأ قبل أكثر من عشر سنوات يعتمد على بنية تحتية حديثة، وأكاديميات لرعاية الموهوبين، واستقرار فني وإداري، بينما لا تزال الكرة المصرية عالقة في دائرة الأخطاء المتكررة.
النهضة المغربية أصبحت نموذجا يحتذى به بعد أن اقترنت بالتخطيط الطويل ومحاربة الفساد، وهو ما تفتقده الرياضة المصرية التي لا تزال بحاجة إلى إصلاحات جذرية تعيدها إلى موقع الريادة.
فالأزمة باتت هيكلية بسبب التغيرات المستمر في الأجهزة الفنية، وغياب رؤية طويلة المدى، المسئول عنها اتحاد الكرة الذى يدير المشهد بشكل غير احترافي بقرارات ارتجالية تربك المنتخبات في مختلف الأعمار، بجانب عدم الاهتمام ببرامج تطوير الناشئين وتراجع إنتاج المواهب القادرة على المنافسة الدولية.
وفي ظل هذا المناخ المضطرب يصبح من الصعب بناء مشروع كروي حقيقي، بينما يزداد الضغط على المنتخبات قبل الظهور في بطولات عالمية وقاريه، لينتهي بنا المطاف بالخروج صفر اليديدن من معظم البطولات طوال السنوات الماضية.
يؤكد خبراء الإعداد البدني أن الفارق بين اللاعب المصري ونظيره الإفريقي أو العربي لم يعد مهاريا بقدر ما هو بدني، فمع توقف الأندية عن الاستثمار في برامج اللياقة الحديثة تراجع الأداء البدني للاعبين بشكل واضح، وهو ما يظهر عند مواجهة منتخبات شمال إفريقيا الأكثر جاهزية وقوة.
بينما يرى خبراء التدريب أن الأزمة الأكبر تكمن في تراجع منظومة الناشئين، إذ تعتمد أغلب الأندية الكبرى على شراء اللاعبين بدل صناعة جيل جديد، وفي وقت تبني فيه الدول العربية وعلى رأسها المغرب مراكز تكوين تضاهي الأكاديميات الأوروبية، ما زالت قطاعات الناشئين المصرية تدار بأساليب تقليدية تفتقد للرؤية.
أكبر نجاحات الكرة المصرية في تاريخها جاءت حين كان هناك مشروع واضح واتحاد مستقر وأهداف طويلة المدى، أما اليوم فالمشهد مختلف تماما: لا رؤية، ولا تخطيط، ولا استمرارية، بل قرارات متلاحقة معظمها وفقا للأهواء والانتماء، وهو ما يعمق الفوضى داخل المنتخبات والأندية.
الأزمة الحالية أعمق من مجرد خروج من بطولة، فهي نتيجة غياب مشروع حقيقي يربط بين المنتخبات والأندية، وتبني معايير واضحة للتطوير الفني والبدني والإداري، وإذا أرادت الكرة المصرية أن تستعيد موقعها الطبيعي فعليها التخلي عن الحلول المؤقتة والبدء في بناء المنظومة من القاعدة إلى القمة.