اقتحم مسلحون تابعون لميليشيا الحوثي الإرهابية، السبت، سكنًا مخصصًا لموظفي الأمم المتحدة الأجانب في صنعاء، واحتجزوا نحو 20 موظفًا بعد مصادرة هواتفهم وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم، في خطوة وصفت بأنها أخطر اعتداء على موظفي المنظمات الأممية منذ بدء الحرب.

ويأتي هذا الهجوم عقب يومين فقط من تصريحات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي اتهم منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في “أنشطة تجسسية وعدوانية” لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي مزاعم اعتبرها مراقبون تمهيدًا لتبرير حملة اعتقالات واستهداف ممنهج للعاملين في المجال الإنساني داخل مناطق سيطرة الحوثيين شمالي البلاد.

بحسب مصادر متطابقة، فإن عناصر حوثية مدججة بالسلاح داهمت السكن الأممي الواقع في أحد أحياء صنعاء الراقية، وأجبرت الموظفين على النزول إلى الطابق الأرضي أثناء عملية تفتيش استمرت لساعات.

وأكدت المصادر أن من بين المحتجزين ثلاثة موظفين من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مشيرة إلى أن المسلحين الحوثيين صادروا المعدات الإلكترونية للموظفين وبدأوا في التحقيق معهم داخل المبنى، بزعم "التحقق من أنشطتهم".

وتعد هذه العملية الأحدث ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا ضد العاملين الدوليين، بعد أن اقتحمت خلال الأشهر الماضية عدداً من مكاتب المنظمات الأممية، واحتجزت عشرات الموظفين المحليين والدوليين.

بدورها أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بشدة هذه الانتهاكات، معتبرة أن مزاعم عبد الملك الحوثي ضد الأمم المتحدة "افتراءات هدفها تبرير حملة قمع متصاعدة ضد المنظمات الدولية".

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "الادعاءات التي أطلقها زعيم الميليشيا ليست سوى محاولة لتغطية على سلسلة الإجراءات التعسفية ضد مسؤولي وموظفي الإغاثة الدولية"، موضحة أن تلك الإجراءات شملت "اقتحام مكاتب المنظمات، واحتجاز موظفيها، ومصادرة معداتهم، وفرض قيود مشددة على حركتهم".

وأكد البيان أن "هذا النهج العدائي يمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد استمرار البرامج الإغاثية المنقذة للحياة لملايين اليمنيين"، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف حازم" للضغط على الحوثيين ووقف اعتداءاتهم بحق العاملين الإنسانيين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ"الادعاءات العلنية غير المقبولة" التي يوجهها الحوثيون ضد موظفي الأمم المتحدة في اليمن.

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن “الأمين العام يرفض رفضًا قاطعًا جميع هذه الاتهامات، ويؤكد تضامنه الكامل مع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني”، مشيرًا إلى أن “مثل هذه المزاعم تعرض حياتهم للخطر وتُقوّض عمليات إنقاذ الأرواح”.

ودعا غوتيريش إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحتجزين تعسفًا لدى الحوثيين منذ عام 2021، مطالبًا الجماعة بإخلاء مقرات الأمم المتحدة وإعادة المعدات المصادرة.

ووفق تقارير أممية، تحتجز ميليشيا الحوثي نحو 60 موظفًا أمميًا وعاملًا إنسانيًا منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل تدهور العلاقة بين الجماعة والمنظمات الدولية وفرض قيود متزايدة على أنشطتها في مناطق سيطرتها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: موظفی الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة ترفض اتهامات الحوثيين بتورط موظفيها بأي شكل من أشكال التجسس

أكدت الأمم المتحدة رفضها القاطع لاتهامات الحوثيين بتورط موظفيها أو عملياتها في اليمن بأي شكل من أشكال التجسس أو أي من الأنشطة التي لا تتوافق مع مهمتها الإنسانية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس، بشأن التطورات المتصلة بموظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين "هذا أمر غير مقبول".

 

وعبر عن قلق وانزعاج المنظمة الشديد إزاء هذه الاتهامات المغرضة الصادرة عن الحوثيين بما فيها وصفهم موظفي الأمم المتحدة بـ "الجواسيس والإرهابيين"، كما فعلوا في سياقات أخرى.

 

وحذر من أن هذه الاتهامات تعرض حياة موظفي الأمم المتحدة في كل مكان للخطر.

 

وقال إن الأمم المتحدة ستواصل مطالبتها بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ 53 من زملائه الدوليين، إلى جانب موظفي المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن بعضهم محتجز لسنوات دون السماح بأي اتصال معهم .

 

وأكد أن عمل الأمم المتحدة في اليمن، على غرار جميع الأماكن التي تعمل فيها، يسترشد بمبادئها الأساسية وهي الإنسانية، والنزاهة، والحياد، والاستقلالية وذكر بأن سبب وجود الأمم المتحدة وفرقها الإنسانية في اليمن يكمن فقط في مساعدة الشعب اليمني.


مقالات مشابهة

  • جوتيريش يدين بشدة اتهامات الحوثيين العلنية ضد موظفي الأمم المتحدة في اليمن
  • الأمم المتحدة مطالبة بالتحقيق في استغلالها للتجسس
  • معركة بين جماعة الحوثي والمنظمات الدولية في صنعاء .. اتهامات وإجراءات ونفي
  • الأمم المتحدة ترد على اتهامات عبدالملك الحوثي
  • الأمم المتحدة ترفض اتهامات الحوثيين بتورط موظفيها بأي شكل من أشكال التجسس
  • الأمم المتحدة: معبر رفح شريان حياة للمساعدات المتجهة إلى غزة
  • جواسيس في الإعلام وشركاء بالمشاريع.. الحوثي في مهمة مزدوجة مع المنظمات الأممية
  • الحوثيون يعلنون عزمهم إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع المنظمات الإغاثية
  • زعيم الحوثيين يتهم موظفي المنظمات بالتجسس ورفع إحداثيات لإستهداف حكومة الرهوي