"عُمان": يسدل الستار غدًا الثلاثاء فعاليات النسخة الرابعة عشرة من أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي 2025، الذي تنظمه عُمان للإبحار بدعم رئيسي من مجموعة أسياد، وبشراكة مع منتجع بارسيلو المصنعة، وشركة مزون للألبان، ومياه تنوف، والمشغل الوطني كشركاء برونزيين، وشهدت نسخة هذا العام مشاركة دولية واسعة، إذ تنافس أكثر من 120 بحّارًا وبحّارة يمثلون سبع دول هي: سلطنة عُمان، والصين، والهند، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وسنغافورة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي.

وسيقام حفل الختام وتتويج الفائزين برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، وبحضور الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، إلى جانب عدد من المسؤولين والشركاء الاستراتيجيين والفرق المشاركة.

وشهد اليومان الأول والثاني من منافسات أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي 2025 مستويات عالية من التنافس بين البحّارة المشاركين، تألّق خلالها البحّارة العُمانيون بشكل لافت، متمكنين من اعتلاء صدارة ثلاث فئات رئيسية من القوارب: إلكا 6، وإلكا 7، وهانسا 303. ففي فئة قوارب إلكا 6، واصل البحّار العُماني المعتصم الفارسي عروضه القوية بعد أن حقق الفوز في جميع سباقات اليوم الثاني، ليعزز صدارته بفارق سبع نقاط عن الإماراتي محمد الحمادي صاحب المركز الثاني، فيما جاء البحّار العُماني جهاد الحسني ثالثًا. أما البحّارة الكويتية أمينة شاه فقد واصلت تألقها بأداء متزن ومنافس، لتحتفظ بصدارتها في فئة الإناث، وتحقق المركز الرابع في الترتيب العام بالنقاط نفسها عن صاحب المركز الثالث، بينما أنهت البحّارة العُمانية ابتسام السالمية المنافسات في المركز الخامس في الترتيب العام والثانية بين الإناث.

أما في فئة قوارب إلكا 7، فقد واصل البحّار العُماني حسين الجابري تألقه اللافت محققًا الفوز في جميع سباقات اليوم الثاني، ليبتعد بصدارة الترتيب العام عن زميله البحّار علي السعدي صاحب المركز الثاني، فيما جاء السالم الحمداني ثالثًا، وحلّ الكويتيان يعقوب شاه وسالم قلي في المركزين الرابع والخامس على التوالي.

وفي فئة قوارب هانسا 303 المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، انتزع الثنائي العُماني مالك القرطوبي وأحمد زعل نبوت صدارة الترتيب العام بعد فوزهما بجميع سباقات اليوم الثاني، ليزيحا الفريق المكوّن من البحّار زاهر العتبي والبحّار عبدالرحمن الحمداني الذي تصدر اليوم الأول بالعلامة الكاملة. بينما حافظ الثنائي حسن اللواتي وعادل السيابي على مركزهما الثالث في الترتيب العام.

أما في فئة قوارب الأوبتمست، فقد حافظ بحّار الفريق الإماراتي جان لوك سورين على صدارة الترتيب العام، تليه البحّارة السنغافورية أنيا زاهدي التي تساوت معه في النقاط، لتواصل بذلك تصدرها على مستوى الإناث. وصعدت البحّارة الصينية يوشوان لي إلى المركز الثالث في الترتيب العام والثانية بين الإناث، تلتها البحّارة الهندية شريا كريشنا لاكشمنارايانان في المركز الخامس في الترتيب العام والثالث بين الإناث، فيما تقدّم البحّار الإماراتي خليفة الرميثي إلى المركز الرابع في سلم الترتيب العام والثاني بين الذكور، والسنغافوري إيثان تشيا إلى المركز السادس في الترتيب العام والثالث بين الذكور. وعبّرت البحّارة السنغافورية عن سعادتها بالمستوى المتميز الذي قدمته خلال السباقات وتصدرها فئة الإناث، مؤكدة تطلعها إلى الحفاظ على هذا الأداء القوي ومواصلة التقدم نحو صدارة الترتيب العام.

وفي فئة قوارب إلكا 4، واصل البحّار الإماراتي عبدالله الزبيدي أداءه القوي محافظًا على صدارة الترتيب العام، بينما احتلّ البحّار العُماني تميم البلوشي المركز الثاني، وتقدّم زميله عبداللطيف القاسمي إلى المركز الثالث بعد أداء مميز توّجه بمركزين ثالث وثانٍ في السباقين الأخيرين. تجدر الإشارة إلى أن ستة بحّارة عُمانيين يحتلون مراكز ضمن العشرة الأوائل، وتسعة ضمن العشرين الأوائل في هذه الفئة، ما يعكس قوة حضور البحّارة العُمانيين في المنافسة.

وأعرب البحّار حسين الجابري متصدر فئة قوارب إلكا 7، عن سعادته بأدائه خلال منافسات اليوم الثاني، قائلًا: أشعر برضا كبير عن المستوى الذي قدمته حتى الآن، فقد كانت فترة الإعداد قبل البطولة صعبة ومليئة بالتحديات، لكنها منحتني الجاهزية الكاملة لخوض المنافسات بثقة.

وأضاف: تجربة المشاركة في أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي رائعة بكل تفاصيلها، فهي تمنحنا فرصة ثمينة للاحتكاك ببحّارة من مختلف دول العالم واكتساب خبرات جديدة. ما زلنا في منتصف السباقات، وسأواصل العمل بجد لتحسين أدائي والمحافظة على مستواي حتى نهاية البطولة.

من جانبه، قال أحمد الوهيبي مدرب فئة قوارب إلكا بعُمان للإبحار: يتمثل هدفنا الأساسي كمدربين في تحقيق التطور المستمر لبحّارتنا الشباب. فالنتائج الإيجابية مهمة بلا شك، لكنها جزء من مسيرة طويلة من التعلم والنمو. وبكل تأكيد نحرص في كل بطولة على أن يطبق البحّارة ما تعلموه في المعسكرات التدريبية، وأن يطوروا مهاراتهم التكتيكية والفنية والبدنية والذهنية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أسبوع المصنعة للإبحار الشراعی صدارة الترتیب العام فی الترتیب العام الیوم الثانی فی فئة قوارب إلى المرکز البح ارة ع مانی

إقرأ أيضاً:

الإعلام العُماني بين القالب والفاعلية

 

 

 

د. خميس المقيمي

 

في منتصف القرن العشرين، اكتشف اليابانيون أن صُحُفهم فقدت قدرتها على التأثير، رغم أن انتشارها لم يتراجع أبدًا، وقد أثار هذا الواقع قلقًا واسعًا داخل المؤسسات الإعلامية، ودفع المعنيين بالحقل الصحفي إلى مراجعة مُعمَّقة لفهم ما يحدث.

وبعد سلسلة من المتابعات والبحث، تبيّن أن جزءًا كبيرًا من الجمهور كان يشتري الصحف احترامًا للتقليد أكثر من اهتمامه بما تحمله من مضمون. وتلك لحظةٌ كشفت عن ظاهرة تكوَّنت عندما فقد الخطاب المؤسسي صلته بجمهوره بينما بقي شكله قائمًا كما هو. هذه الظاهرة- بالغة الدلالة- أصبحت مدخلًا لفهم بيئات الإعلام المُشابِهة والتي يستمر فيها الشكل بالعادة، بينما يتراجع أثرها حين تتسع الفجوة بين الرسالة والوسيط والجمهور.

والحديث حول هذا الظاهرة يقودني كمدخل للحديث حول المشهد الإعلامي العُماني اليوم؛ فالمتابع المُتخصِّص يرى بوضوح أن الساحة تمُر بمرحلة تستدعي التوقُّف والتأمُّل؛ فعلى الرغم من اتساع أدوات التعبير وتطورها، إضافة إلى التغير الدائم لطبيعة الجمهور، ظلّت المنصّات الرسمية متمسكة بنمط لم يعد قادرًا على حمل التوقعات الجديدة للناس أو جذب انتباههم. ومن هنا تبدو الحاجة إلى مراجعة هادئة تُعيد تعريف مهمة الإعلام ودوره بما ينسجم مع التحولات التي تعيشها البلاد، ومع تطلعات جيل يبحث عن هوية أكثر قربًا منه ومنصة إعلامية أكثر قدرة على جذبه وتمثيل تجربته اليومية.

من هذا المنطلق، نحاول في هذه الزاوية قراءة المشهد الإعلامي العُماني عبر سلسلة مقالات  من أبعاد مختلفة، تفتح بابًا لفهم العلاقة بين الإعلام والمجتمع، من أجل تقريب الفجوة بين ما يتوقعه الجمهور وما تُنتجه المنصّات الرسمية، في سبيل إعادة النظر في موقع الإعلام باعتباره فضاءً لتشكيل المعنى الوطني وصناعة الثقة، لا مجرد قناة للخطاب المؤسسي. فالمشهد يتغير على نحو سريع، والجمهور المحلي يتحرك وفق نسق وإيقاع غير منفصل عن الجمهور العالمي واهتماماته، بينما يظل الإعلام في أي دولة في العالم مُطالَبًا بتجديد أدواته كي يحافظ على دوره في صياغة المشتركات التي يقوم عليها الوعي العام.

منذ أكثر من نصف قرن، حمل الإعلام العُماني رسالة بناء الدولة الحديثة؛ فكان أحد أعمدة النهضة العُمانية التي انطلقت في عام 1970، ومرآةً لخطابها الوطني الموحّد ركيزةً أساسية في مشروع تشكيل الهوية الوطنية؛ إذ أسهم في ترسيخ صورة الدولة الواحدة واللغة الجامعة والرموز السيادية التي تشكّل النواة العاطفية للأمة. وقد نجح هذا النموذج المركزي- منذ بواكيره الأولى- في أداء وظيفته بامتياز؛ إذ أرسى ثقافة الولاء والانتماء للدولة ووفّر لغةً مشتركة للتعبير عن الذات الوطنية في مرحلةٍ كانت البلاد بأمسّ الحاجة فيها إلى سردٍ موحّد يجمع الناس حول رؤية التأسيس. وتزداد أهمية هذا التوصيف حين يُنظر إلى النظام الإعلامي بوصفه نموذجًا مناسبًا لبيئة إعلامية هرمية واتجاهًا واحدًا، قبل أن تتبدّل البنية الاتصالية عالميًا.

لكن مع تغيُّر العالم الذي انفتحت فيه النوافذ الإعلامية على اتساعها، تغيَّر الجمهور، بما في ذلك الجمهور العُماني؛ فالبيئة الإعلامية التي كانت ذات اتجاه واحد تحوّلت اليوم إلى فضاءٍ تفاعليٍّ مفتوحٍ تتقاطع فيه المنصّات والخطابات واللغات. وتحوَّل فيه الجمهور من مجرّد متلقٍّ إلى مُنتِجٍ للمحتوى وشريكٍ في صياغة الخطاب العام، يقوده وعيه وثقافته وأدواته الرقمية التي جعلته في قلب المشهد. هذا التحوّل البنيوي جعل الرسالة الإعلامية الرسمية في شكلها الحالي- رغم رمزيتها- تبدو في أحيانٍ كثيرة خارج إيقاع العصر وبعيدة عن تفاصيل الحياة اليومية؛ لأن النظام الإعلامي المركزي بطبيعته محكومٌ بآلياتٍ تُقيِّد سرعة الاستجابة، في حين يقوم الفضاء الرقمي على مبدأ التفاعل الفوري والمشاركة. وتتجلّى الفجوة هنا في وتيرتين متباينتين: وتيرة مؤسسية تتقدم بخطوات محسوبة، ووتيرة رقمية تتسارع بفضل التقنية وثقافة "الترند". هذا التباين ما هو إلّا اختلاف إيقاعات لا يحتاج سوى إدارة واعية.

والحديث حول النظام المركزي والفضاء الرقمي- السائد حاليًا- هو حديث حول نموذجين متباينين في التناول: نموذجٍ يرى في الإعلام أداةَ ضبطٍ واتساق، وآخر يراه مساحةً للحوار والتنوّع. الأول يتشبّث بالرسالة الواحدة حرصًا على الانسجام الوطني، بينما يدعو الثاني إلى دمج الأصوات الجديدة التي تُعبِّر عن المجتمع في تعدّده الجيلي والمناطقي والثقافي. وبين تباين النموذجين، تتجلّى تحدياتٌ متعدّدة يواجهها الإعلام الوطني. ويمكن رصد آثار هذا التباين في أنماط التفاعل اليومية؛ فحين تتأخر المنصة الرسمية عن التعليق على حدث مجتمعي مُهم، تتصدر المنصات الرقمية النقاش، ما يعكس تغيُّرًا في مصدر المبادرة الإعلامية.

فمن جهة، لا يمكن إنكار جهود الإعلام الرسمي في حماية الرموز الوطنية والمحافظة عليها، لكنه من جهةٍ أخرى لم يَبلُغ بعد الوتيرة اللازمة للحصول على القبول المجتمعي الشامل؛ حيث لم ينجح في عين المتابع المختص من الوصول إلى المرحلة التي تُمكِّنه من تجديد خطابه وآلياته ليخرج من أَسْرِ الدور الاحتفالي أو البروتوكولي. الجمهور اليوم- لا سيما فئة الشباب وتحديدًا "جيل زد (Z)"- يبحث عن التفاعل اللحظي والمهنية حتى ولو كان في أبسط أدواته، وعن منصةٍ تمنحه مساحةً للمساءلة والتعبير؛ حيث لا يخفى على أحد كيف أن فئات واسعة من الجمهور تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مصدرها الأول للأخبار والنقاش العام، ليس لغياب الثقة بالمنصات الإعلامية الرسمية بالضرورة، ولكن لأن هذه الفئات تجد في وسائل التواصل الاجتماعي مساحة لحرية التعبير والتفاعل الفوري التي يفتقدونها في المنصة الإعلامية الرسمية.

هنا تبدو مسؤولية الإعلام الرسمي العُماني مضاعفة: أن يعكس روح التحديث دون أن يفقد أصالته، وأن يبني جسور الثقة بين الدولة والمجتمع عبر خطابٍ متوازنٍ وواعٍ، بما يعكس تنوُّع هذه البلاد وغناها الثقافي والإنساني، وأن يستثمر- بأدوات مدروسة- في النهج الذي دعا إليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لترسيخ السمت العُماني الأصيل القائم على الاعتدال، والتمسك بالجذور مع الانفتاح على العصر؛ وهي مهمة نحن في أمسِّ الحاجة إلى تبنّيها ودعمها والترويج لها.

هذا الانتقال لا يعني التواجد في الفضاء الرقمي فقط، وإنما التحوُّل في شكل المؤسسة الإعلامية الرسمية من "جهاز إعلامي" إلى منظومة إعلامية وشبكة متكاملة، تُحدِّث أدواتها ولُغتها وتَرعى الحوار وتتوازن في التوجيه، وأن تتعدد رسائلها تحت مظلة هوية عُمانية جامعة بدلًا من أن تكون جهازًا ذا رسالة أُحادية الاتجاه، تلغي هذا العصر الاعلامي الحيّ بكل أداوته ومفرداته وتقنياته.

لا يتطلبُ هذا التحوُّل بطبيعة الحال تفكيك المركزية التي تقوم عليها المؤسسة الإعلامية الرسمية حاليًا، إنما إعادة توزيعها بطريقة تُتيح لكل منظومة ومؤسسة إعلامية وفئة اجتماعية وأفراد، أن يكونوا شركاء في إنتاج السرد الوطني؛ فالمجتمع المُتنوِّع يحتاج إلى صوتٍ متعدد. وهذا التنوع لن يمسّ ثوابت الهُوية، وإنما سيمنحها- متى ما هيأت له المساحة الحقيقية- حياةً وتجديدًا وقدرة على مواكبة العصر.

وكما كشفت التجربة التي استُحضرَتْ في مقدمة هذا المقال أن المشكلة لم تكن في الصحف ولا في القُرّاء، إنما في المسافة التي اتسعت بين الرسالة والوسيط والمتلقي، إلى درجة بقاء الشكل حاضرًا في غياب الأثر المطلوب.

تتكرر اليوم في المشهد الإعلامي الوطني الإشارة نفسها؛ إذ يقف المتابع لما يقدمه الإعلام الرسمي أمام سؤال محوري: متى سيبادر الإعلام الرسمي العُماني لاستعادة دوره الحقيقي في أن يكون صانعًا للوعي العام ومُعيدًا لتوازن الخطاب الوطني؟! فالقوة الحقيقية تنبع من قدرة المؤسسة الإعلامية الرسمية على قيادة السرد الوطني وإنتاج خطاب يجذب المتابع، ويُكوِّن قاعدةً جماهيريةً وطنيةً تُتَرْجَم من خلالها رؤية القيادة وطموح المجتمع.

مقالات مشابهة

  • تصرف لافت من مدرب الأردن مع حلمي طولان بعد إقصاء مصر من كأس العرب
  • كجوك: السياسات المالية لابد أن تستهدف زيادة الإنتاجية والصادرات بجانب تحسين مؤشرات المديونية
  • تطور لافت  .. الإطار التنسيقي يحصر المرشحين لمنصب رئيس الوزراء بثلاثة أسماء
  • اعتذر وقبّل رأس مدربه.. تصرف لافت من عبدالله الحمدان بعد إهداره ركلة جزاء أمام المغرب
  • بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة تسدل الستار بإعلان النتائج
  • الأربعاء.. تخريج 837 طالبا في "جامعة التقنية" بالرستاق والمصنعة
  • الإعلام العُماني بين القالب والفاعلية
  • المصنعة وفنجاء في منافسة على صدارة دوري الدرجة الأولى
  • غدًا.. تتوج أبطال بطولة العالم للإبحار الشراعي لذوي الإعاقة
  • من المنازل إلى الحملات الإعلانية.. صعود لافت للألوان الحيادية في العراق (صور)