تتواصل احتفالات المصريين بـ ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين في مصر وهي أحد أهم المناسبات الدينية التي ينتظرها محبو آل البيت من العام للآخر، وتحلّ غدا الثلاثاء موعد الليلة الختامية لـ مولد الإمام الحسين حيث يتوافد للاحتفال بها عدد كبير من مختلف على مسجد الحسين.

ويُقيم المصريون احتفالين بسيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما طوال العام الهجري، الأول بخصوص ذكرى مولد الإمام الحسين والمُوافق 3 شعبان من العام الهجري، والثاني في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر احتفالاً باستقرار رأس الحسين في مصر.

موعد الليلة الختامية لـ مولد الإمام الحسين

وينتظر المصريون غدا إحياء الليلة الختامية لـ مولد الإمام الحسين للمشاركة في الفعاليات الروحية والعلمية التي تنظمها الطرق الصوفية بالتعاون مع وزارة الأوقاف وإدارة مسجد الحسين. 

وستقام حلقات الذكر والمدائح النبوية وسط أجواء إيمانية بين محبي آل البيت القادمين من مختلف المحافظات.

دليل وجود رأسه الشريف في مصر

وكان الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أكد أن المؤرخ «عثمان مدوخ»، قال: إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار: مشهد بدمشق دفن به الرأس أولًا، ثمَّ مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض، نقل إليه الرأس من دمشق، ثمَّ نقل إلى المشهد القاهري لمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر، ويقول المَقْرِيزِيُّ: إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548هـ، وبقيت عامًا مدفونة في قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصًا قبة هي المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549هـ.

ونقل المفتي السابق، شهادة الدكتور الحسيني هاشم، وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث، تعليقًا على ما دَسَّهُ النَّسَّاخون على كتاب الإمام السيوطي «حقيقة السنة والبدعة» ما ملخصه: وقد أَكَّدَ استقرار الرأس بمصر أكبر عدد من المؤرخين، منهم: ابن إياس في كتابه، والْقَلْقَشَنْدِي في «صبح الأعشى»، والمقريزي الذي عقد فصلًا في خططه المسمى «المواعظ والاعتبار» ص427، وص428، وص430 يؤكد رواية (ابن مُيَسَّرٍ) أن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، هو الذي حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيًا حيث وصل مصر يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة 548 هجرية، وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر يوم الثلاثاء 10 من جمادى الآخرة سنة 548 هجرية عند قُبَّةِ باب الديلم، حيث الضريح المعروف الآن بمسجده المبارك، وكذا السَّخَاوِي -رحمه الله- قد أثبت رواية نقل رأس الحسين إلى مصر.

وعرض الرأي الرسمي لمصلحة الآثار، حيث قالت «عطيات الشطوي»، المفتِّشة الأثرية الثقة والمشرِفة المقيمة على تجديد القبة الشريفة في عصرنا: «تؤكد وثائق هيئة الآثار أنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نُقِلَ من عسقلان إلى القاهرة -كما يقول المقريزي- في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمئة، الموافق (31 أغسطس سنة 1153م)، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، وحضر في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور (الموافق 2 سبتمبر 1153م)».

واستند عضو هيئة كبار العلماء، إلى ما قاله «المقريزي»: فقدم بـه (الرأس) الأستاذ مكنون في عشارى من عشاريات الخدم، وأنزل به إلى الكافوري (حديقة)، ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفن في قبة الديلم بباب دهليز الخدمة (المقر الحالي).

وأوضح أنه تم الإجماع على أنَّ الرأس الطاهر وصل إلى القاهرة من عسقلان في (يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة خمسمئة وتسع وأربعين) فحمله الأمير (سيف المملكة مكين)، والقاضي (ابن مسكين) إلى السرداب الخليفي العظيم بقصر الزمرد، فحُفِظَ مؤقتًا بالسرداب من عاشر جمادى الآخرة في خلافة (الفائز الفاطمي) على يد وزيره (الصالح طلائع بن رزيك)، حتى بُنِيَ القبر الحالي والقبة عند باب الديلم، الواقع وقتئذ في الجنوب الشرقي من القصر الكبير، والمعروف الآن بالباب الأخضر، فحمل الرأس الشريف من السرداب العظيم إلى هذا القبر، ودفن به في الثلاثاء الأخير من ربيع الآخر على المشهور من العام التالي، وهو موعد الذكرى السنوية الكبرى بمصر للإمام الحسين "رضى الله عنه".

المصريون يحتفلون بـ ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين بالتواشيح |بث مباشرمحبو آل البيت يحيون ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين.. فيديو وصورالمصريون يبدأون احتفالاهم بذكرى استقرار رأس الإمام الحسينتلاوة فجر النصر.. حين صدح صوت الشيخ شبيب بآيات القتال من الحسين يوم 6 أكتوبر

 متى وُلد الإمام الحسين؟

والإمام الحسين هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عبد الله ريحانة النبي ﷺ وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه ولما ولد أذن النبي ﷺ في أذنه وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء .

أمه السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ سيدة نساء العالمين، وأبوه سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه.

ولد الإمام الحسين (أبو عبد الله) رضى الله عنه، في الثالث من شعبان سنة أربع من الهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضى الله عنه، فعاش مع جده المصطفى ﷺ نيفًا وست سنوات .

عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل حسن " . فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل هو حسين " .

أين استقرت رأس الإمام الحسين؟ 

وعن رأس الإمام الحسين رضى الله عنه، فقد تعددت المصادر واختلفت فى تواجدها فبين كربلاء بالعراق وأخرى فى دمشق وفلسطين والقاهرة، ليقول الأديب والمفكر عباس العقاد جملته الشهيرة "فأيّا كان الموضع الذى دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو فى كل موضع أهل للتعظيم والتشريف"، بكتابه أبو الشهداء الحسين بن على.

واتفقت الأقوال فى مدفن جسد الحسين عليه السلام، وتعددت أيما تعدد فى موطن الرأس الشريف.

الرأى الأول: الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها.

الرأى الثانى: إنه أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص وإلى يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء.

الرأى الثالث: إنه وجد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدِفن بدمشق عند باب الفراديس.

الرأى الرابع: أنه كان قد طيف به فى البلاد حتى وصل إلى عسقلان فدفنه أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج فى الحروب الصليبية.

الرأى الخامس: بعد استيلاء الإفرنج بالحروب الصليبية على الرأس بذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة، حيث دفن بمشهده المشهور، وقال الشعرانى فى طبقات الأولياء: «إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه فى كيس من الحرير الأخضر على كرسى من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن فى المشهد الحسينى قريبًا من خان الخليلى فى القبر المعروف.

الرأى السادس: ذكر سبط بن الجوزى فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وأنه لما جىء به بين يدى يزيد بن معاوية قال: «لأبعثنَّه إلى آل أبى معيط عن رأس عثمان.» وكانوا بالرقة، فدفنوه فى بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع، وهو إلى جانب سوره هناك.

واقعة استشهاد الإمام الحسين

واستشهد الإمام الحسين، وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، واستُشْهِدَ في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربلاء بالعراق، عام إحدى وستين من الهجرة.

قتله حولي بن يزيد الأصبحي، واجتزَّ رأسه الشريفَ سنانُ بن أنس النخعي، وشمر بن ذي الجوشن، وسلب ما كان عليه إسحاق بن خويلد الخضرمي.

وقد شهد سيدنا الحسين مع والده واقعة (الجمل)، و(صِفِّينَ)، وحروب الخوارج وغيرها، كما شارك بعد وفاة أبيه في فتح أفريقيا وآسيا، كما سجَّله سادة المؤرخين.

ودفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق، أمَّا الرأس الشريف فقد طيف بها إرهابًا للناس حتى استقر أو حُفِظَ بعسقلان، من ثغور فلسطين على البحر المتوسط، ثم لما اشتعلت الحروب الصليبية، وخاف الخليفة الفاطمي على الرأس؛ فأذن وزيره (الصالح طلائع بن رزيك) فنقلها إلى مصر بالمشهد المعروف بها الآن، بتحقيق أعلم المؤرخين وأصدقهم .

طباعة شارك ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين استقرار رأس الإمام الحسين في مصر مولد الإمام الحسين استقرار رأس الإمام الحسين دليل استقرار رأس الإمام الحسين في مصر الحسين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين مولد الإمام الحسين استقرار رأس الإمام الحسين الحسين مولد الإمام الحسین الرأس الشریف رضى الله عنه إلى القاهرة رأس الحسین من عسقلان

إقرأ أيضاً:

حزب الله: إسرائيل تحاول زعزعة استقرار الجنوب اللبناني

حذر النائب عن حزب الله حسن فضل الله، من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وخصوصا على الجنوب، قائلًا إنها محاولة لاستكمال تحقيق مجموعة من الأهداف التي فشل العدو في تحقيقها خلال عدوانه.

 

وأوضح فضل الله في تصريح أن أبرز تلك الأهداف هو طرد سكان الجنوب واحتلال منطقة جنوب الليطاني وتهجير القرى الجنوبية، مؤكدا أن "هذه المخططات أفشلتها تضحيات المقاومين وصمود الشعب اللبناني".

 

وأشار إلى أن "إسرائيل تحاول اليوم زعزعة استقرار الجنوب وبث القلق والخوف في نفوس السكان لمنعهم من العودة إلى بلداتهم وقراهم وأعمالهم، كما تسعى إلى عرقلة جهود إعادة الإعمار للضغط على الدولة اللبنانية ودفعها نحو مفاوضات سياسية"، لافتا إلى أن "العدو يبعث برسائل غير مباشرة بأنه يريد اتفاقا سياسيا مع لبنان".

 

وقال فضل الله بأسف إن تسليم هذا الملف للدولة اللبنانية كشف عن "الاستباحة الإسرائيلية"، مشددا على أن الحكومة ما زالت قادرة على القيام بالكثير من الإجراءات إذا تولت مسؤولياتها بالشكل المطلوب.

 

وشدد على أن "حزب الله، في مواجهة أهداف العدوان المستمر، أكثر تمسكا اليوم بخيار المقاومة وبالأرض والجنوب والقرى، وبإعادة الحياة والإعمار إليها".

 

وتطرق فضل الله إلى ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، واصفا إياه بأنه "قضية وطنية وإنسانية ذات أولوية لدى المقاومة ويجب أن تكون أيضا ضمن أولويات الدولة اللبنانية".

 

وأوضح أن "هذا الملف يرتبط بنتائج العدوان الإسرائيلي، إلى جانب ثلاثة ملفات أساسية أخرى هي انسحاب العدو من الأراضي المحتلة، ووقف الاعتداءات، وإعادة الإعمار"، مؤكداً أنه لا يمكن الدخول في أي قضايا أخرى قبل حل هذه الملفات الجوهرية.

 

ودعا فضل الله الحكومة إلى وضع خطة واضحة لإعادة الإعمار، مؤكدا أنه يمكنها إيجاد طرق متعددة للحصول على التمويل اللازم لتوصيل الأموال مباشرة إلى المتضررين لبدء أعمال الترميم والبناء، حتى لو تم ذلك على مراحل وفقاً لما هو معتاد في الموازنات العامة.

 

مقالات مشابهة

  • فعاليات وموعد الليلة الختامية لإحياء ذكرى قدوم رأس الحسين لمصر
  • بيان من نقابة الأشراف بشأن الاحتفال بمولد السيد أحمد البدوي ونسبه الشريف
  • غلق الحسين وخان الخليلي أمام حركة السياحة لمدة ٢٤ ساعة
  • حزب الله: إسرائيل تحاول زعزعة استقرار الجنوب اللبناني
  • بقبلة على الرأس.. الإمام الطيب يشهد مرحلة تعاون جديدة بين جامعتي الأزهر والقاهرة
  • محبو آل البيت يحيون ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين في مصر بالتواشيح |بث مباشر
  • محبو آل البيت يحيون ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين.. فيديو وصور
  • سنن الفطرة وحكم الالتزام بها في الشرع الشريف
  • ما حكم رد السلام بالإشارة أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب