نجحت مصر فى إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة ورضخت إسرائيل للضغوط المصرية والأمريكية والوسطاء الضامنين لخطة السلام. فيما تواصل القاهرة جهود الإعمار بشمال قطاع غزة بتشييد عشرات المخيمات للنازحين.
وأعادت أمس حكومة الاحتلال الصهيونى إعادة فتح معبر كرم أبوسالم والقرارة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك عقب شنها غارات جوية على القطاع وعبرت مئات من شاحنات المساعدات معبرى كرم أبوسالم والقرارة «كيسوفيم» بين خان يونس ودير البلح جنوب القطاع.

فيما لا تزال آلاف الشاحنات فى انتظار الموافقة الإسرائيلية بدخول القطاع.
وأعلن مسئول عسكرى إسرائيلى إن المعبر أعيد فتحه بشكل كامل وفقا للاتفاق الموقع الذى بدأ تنفيذه فى 10 أكتوبر. ولا تزال إعادة فتح معبر رفح، المقررة ضمن خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لوقف إطلاق النار فى غزة، معلقة رغم دعوات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية.
وتشهد القاهرة اجتماعات رفيعة المستوى مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس الذى وصل وفدها فى وقت سابق لعقد محادثات مع المسئولين بشأن مصير وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وسط انتهاكات إسرائيلية لاتفاق السلام.
يرأس الوفد القيادى البارز «خليل الحية» رئيس الحركة التى نفت مسئوليتها عن الهجوم الذى وقع فى رفح جنوب القطاع فى وقت سابق واتهمت حماس حكومة الاحتلال بأنها الطرف الذى خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ 10 أكتوبر الجارى.
وأوضحت مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات رفضت الكشف عن هويتها أن المباحثات ستتركز على سبل إنقاذ وقف إطلاق النار تزامنا مع اجتماع مرتقب تقوده مصر لمناقشة الحوار الفلسطينى الداخلى، الذى تستضيفه القاهرة قريبا، بهدف لم شمل الفصائل الفلسطينية فى المرحلة المقبلة. 
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور «أحمد مجدلانى»، وقف إطلاق النار الذى تم التوصل اليه فى قطاع غزة بارقة أمل لوقف العدوان وإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، على قاعدة أن منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية السياسية والجغرافية والقانونية على القطاع والضفة والقدس المحتلتين. وحذر المتحدث باسم حركة فتح «عبدالفتاح دولة»، من أى محاولات لإبعاد السلطة الفلسطينية من إدارة قطاع غزة.
وقال دولة - فى تصريح صحفي إن إسرائيل تحاول بكافة الطرق والوسائل إبقاء غزة تحت الاحتلال وعدم انسحاب الجيش من مناطق القطاع مع إقامة مناطق عازلة. وشدد المتحدث باسم حركة «فتح»، على أن تواجد غزة داخل نطاق الاحتلال يعوق حق الشعب الفلسطينى للوصول إلى إقامة دولة مستقلة.
وأكد الدكتور «شفيق التلولى» عضو المجلس المركزى الفلسطينى فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» أن مصر الحاضنة للقضية الفلسطينية مشيدا بوجود القاهرة على الخريطة السياسية، وأشار إلى الحراك الكبير الذى قاده الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لوقف حرب غزة وصولا لمؤتمر إعادة إعمارها وتطويرها. قائلا «لدينا تجربة سابقة ذهبت فيها مصر إلى أقصى الدرجات لإعادة إعمار غزة».
وأكد رئيس الوزراء الكندى «مارك كارنى»، أن بلاده ستحترم أمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» ووزير الحرب السابق «يوآف جالانت»، على خلفية اتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة.
وقال «كارنى»، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية: «إذا وصل نتنياهو إلى كندا فسيتم اعتقاله». وتمثل تصريحات «كارنى» أول موقف رسمى من نوعه لدولة كبرى فى مجموعة السبع، يؤكد الالتزام الصريح بتنفيذ أوامر المحكمة الجنائية الدولية بحق مسئولين إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم حرب.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد اعترفت فى 5 فبراير 2021 بـ فلسطين كدولة طرف فى نظام روما الأساسى، ما منحها اختصاصا قضائيا يشمل الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها غزة والضفة المحتلة.
أعلن مكتب المدعى العام للمحكمة فى 3 مارس 2021، عن بدء تحقيق رسمى فى الوضع الفلسطينى، شمل الانتهاكات الموثقة ضد المدنيين الفلسطينيين.
قدمت إسرائيل فى 23 سبتمبر الماضى اعتراضا على اختصاص المحكمة بموجب المادة (19/2) من نظام روما الأساسى، لكن المحكمة رفضته لاحقًا.
وبتاريخ 21 نوفمبر الماضى أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة مذكرتى اعتقال دوليتين بحق «نتنياهو» و«جالانت»، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية. 
ويرى مراقبون أن الموقف الكندى الجديد قد يفتح الباب أمام موجة من المواقف المماثلة فى الدول الأوروبية، ما يضع قادة الاحتلال أمام عزلة دولية متزايدة وملاحقات قضائية قد تقيد تحركاتهم المستقبلية خارج الأراضى المحتلة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأراضي المحتلة المحكمة رئيس الوزراء الكندي قطاع غزة حركة المقاومة الفلسطينية حماس الرئيس الأمريكى حركة فتح الفصائل الفلسطينية وقف إطلاق النار فى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أحزمة نارية وغارات مكثفة ضمن خروقات جيش الاحتلال الجديدة في غزة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ونفذت أحزمة نارية كثيفة في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، وذلك ضمن خروقات الاحتلال المتصاعدة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وزعم جيش الاحتلال أنه استهدف نفقا في خانيونس كان يستخدم لأسر الجنود الإسرائيليين، قبل صفقة التبادل الأخيرة والتي أفرجت بموجبها حركة حماس عن 20 أسيرا إسرائيليا حيا، مقابل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد، وأكثر من 1700 من معتقلي قطاع غزة.

وخلال ساعات الأحد، استشهد 7 فلسطينيين على الأقل جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقتين وسط قطاع غزة، وذلك ضمن تصاعد وتيرة الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأشارت مصادر طبية إلى أن 5 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي غربي بلدة الزوايدة وسط القطاع، فيما قصفت طائرات الاحتلال بوابة مقهى غربي البلدة في منطقة مأهولة بالفلسطينيين، وتقع في محيط عدد من المستشفيات الميدانية وبين خيام النازحين.

واستشهد فلسطينيين على الأقل في استهداف وقع محيط "النادي الأهلي" في مخيم النصيرات وسط القطاع، تزمنا مع شن طائرات الاحتلال غارات جوية في المنطقة، التي تعد من المناطق التي لا تخضع لسيطرة جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.



وجاءت هذه الغارات، بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان شن غارات جوية ومدفعية على منطقة مدينة رفح جنوبي القطاع، بدعوى "إزالة تهديدات وتدمير فتحات أنفاق عملياتية وأنفاق عسكرية". ومدينة رفح من المناطق التي لم ينسحب منها جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار ويسيطر عليها بشكل كامل.

ومع سريان اتفاق وقف النار، انسحب جيش الاحتلال جزئيا من مناطق مختلفة بقطاع غزة إلى مواقع تمركز جديدة داخل القطاع باتت تُعرف بمناطق "الخط الأصفر" والتي تغطي أكثر من 50 بالمئة من القطاع، وفق تأكيدات جيش الاحتلال.

وشملت انسحابات الجيش مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من حيي التفاح والزيتون. وفي مدينة خان يونس، انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح، وبحر القطاع.

وادعى الجيش في بيانه، أن فلسطينيين "أطلقوا قذائف مضادة للدروع والنار نحو آليات هندسية تابعة للجيش عملت لتدمير بنى تحتية إرهابية في منطقة رفح بناء على شروط الاتفاق"، وفق ما أورد البيان.

وسبق وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن سلاح الجو هاجم رفح، بعد ما ادعت أنه تبادل إطلاق نار وقع مع مقاتلين من "حماس" في المدينة.وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن الغارات جاءت بعد وقوع انفجار برفح، سبق وصول مركبة هندسية تابعة للجيش.

وتعقيبا على ذلك، أكدت كتائب "القسام"، في بيان، التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، وأن لا علم لها بالاشتباكات في مدينة رفح، فيما شدد القيادي بحركة "حماس"، عزت الرشق في بيان، على أن إسرائيل تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، السبت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 47 خرقا لاتفاق وقف النار، ما أسفر عن استشهاد 38 فلسطينيا وإصابة 143 آخرين، واعتقال مدنيين.

ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقوم إضافة لوقف الحرب، على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس، وإدخال مساعدات إلى القطاع.

وأنهى الاتفاق حرب إبادة جماعية بدأها جيش الاحتلال بدعم أمريكي في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وخلفت 68 ألفا و159 شهيدا، و 170 ألفا و203 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • كوشنر يصف حال قطاع غزة: كأن قنبلة نووية انفجرت فيه
  • مباحثات لوضع آلية ملزمة لمعالجة خروقات وقف إطلاق النار في غزة
  • غزة - 97 شهيدا في 80 خرقا لقرار وقف الحرب على القطاع
  • مقتل قائد سرية في لواء ناحال وجندي للاحتلال في رفح
  • المقاومة الفلسطينية: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار
  • أحزمة نارية وغارات مكثفة ضمن خروقات جيش الاحتلال الجديدة في غزة
  • قصف جوي على القطاع يوقع شهداء وجرحى.. وتحريض على استئناف الحرب
  • طيران الاحتلال يُحلق فوق سماء غزة.. وسماع دوي انفجارات عنيفة داخل القطاع
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يشن غارات على رفح الفلسطينية بعد تبادل إطلاق النار