حنفي جبالي من جنيف: العدوان على غزة إبادة جماعية كشفت ازدواجية المعايير الدولية
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
استعرض الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه «على مسؤوليتي» المذاع على قناة صدى البلد مشاركة المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، والنائب محمد أبو العينين، وكيل المجلس، في أعمال الجمعية العامة الـ151 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في مدينة جنيف.
وشارك المستشار الدكتور حنفي جبالي في أعمال المؤتمر، حيث ألقى كلمة مؤثرة تناول فيها موضوع المناقشة العامة تحت عنوان «الالتزام بالمعايير الإنسانية ودعم العمل الإنساني في أوقات الأزمات».
في مستهل كلمته، أشار جبالي إلى أن العالم يشهد تفاقمًا غير مسبوق في حجم وشدة الأزمات، سواء كانت ناتجة عن النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية أو الأوبئة العالمية، مما يفرض ضرورة إعادة تقييم منظومة العمل الإنساني الدولي باعتبارها خط الدفاع الأول عن الشعوب المتضررة من هذه الأزمات.
وتساءل رئيس مجلس النواب حول مدى نجاح منظومة العمل الإنساني في الحفاظ على حيادها والابتعاد عن التسييس، مؤكدًا أن الواقع مؤسف، إذ أصبحت هذه المنظومة في كثير من الأحيان أسيرة التجاذبات السياسية والمصالح المتعارضة، وهو ما ظهر جليًا في أزمات الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار جبالي إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يمثل عدوانًا وحشيًا وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية، قائلاً إن ما يحدث يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، في ظل صمت المجتمع الدولي وازدواجية معاييره، وهو ما وصفه بـ«نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية والعمل الإنساني لن تسقط بالتقادم».
كما استعرض رئيس مجلس النواب جهود الدولة المصرية في دعم العمل الإنساني على كافة المستويات، مؤكدًا أن مصر تمثل نموذجًا متكاملًا للدبلوماسية الإنسانية الفاعلة، التي تسعى لترسيخ ثقافة السلام وتعزيز التضامن الدولي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وأوضح أن الموقف المصري من أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة جسد أسمى صور الالتزام الإنساني، حيث بذلت مصر جهودًا مكثفة لوقف الحرب، توجت بالتوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، إلى جانب قيادتها لعمليات الإغاثة الدولية وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وأضاف جبالي أن مصر تحملت العبء الأكبر من المساعدات الإنسانية، حيث شكلت المساعدات المصرية نحو 70% من إجمالي ما دخل إلى قطاع غزة، بإجمالي 550 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، دعمًا للأشقاء الفلسطينيين في مواجهة الكارثة الإنسانية التي يعيشونها.
وفي ختام كلمته، شدد المستشار الدكتور حنفي جبالي على ضرورة إجراء مراجعة شاملة لمنظومة العمل الإنساني العالمي لضمان كفاءتها واستقلاليتها، بعيدًا عن أي مصالح سياسية أو عسكرية، مؤكدًا أن تحسين آليات الاستجابة للأزمات بات ضرورة حتمية لضمان مستقبل أكثر إنسانية وعدلاً للشعوب كافة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حنفي الجبالي مصر شرم الشيخ الجهود قمة السلام صدى البلد العمل الإنسانی حنفی جبالی
إقرأ أيضاً:
«أوتشا» لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك أساسي في العمل الإنساني العالمي
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات (أوتشا)، أن الأمم المتحدة تعتبر الإمارات شريكاً أساسياً وفاعلاً في العمل الإنساني العالمي، فلقد أثبتت الإمارات التزامها القوي بالمبادئ الإنسانية من خلال دعمها المستمر للعمليات الطارئة، وتمويلها المرن، واستثماراتها في الحلول المستدامة.
أخبار ذات صلةوقال في تصريح لـ«الاتحاد»: إن «التعاون مع الإمارات خلال السنوات الماضية كان مثمراً وبنّاءً، حيث أسهم في تعزيز تأثير الاستجابة الإنسانية، ودعم جهود التعافي المبكر، وتمكين المجتمعات من بناء قدراتها على مواجهة الصدمات المستقبلية.
وأشار إلى أن الدعم الذي أعلنت عنه دولة الإمارات لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية لعام 2026 يمثل خطوة بالغة الأهمية، فهو يأتي في وقت يواجه فيه العالم مستويات غير مسبوقة من الاحتياجات الإنسانية.
وكانت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت دولة الإمارات عن تعهد جديد بقيمة 550 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين.
ووصفت ساجدة الشوا، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات، في تصريح لـ«الاتحاد»، هذا الدعم، بأنه «نموذج للشراكات الفاعلة» التي تربط بين العمل الإنساني والاستدامة، ويستشرف الاحتياجات المستقبلية بطريقة مسؤولة وشاملة.
وقالت: «يعكس الدعم التزام الإمارات الراسخ بالعمل الإنساني الدولي، ويتيح لمنظومة الأمم المتحدة تعزيز قدرتها على توفير المساعدات المنقذة للحياة والتدخلات العاجلة في المناطق الأكثر تضرراً بالأزمات، كما أن هذا النوع من التمويل المرن والمبكر يسمح لـ«أوتشا» وشركائها بالتحرك السريع والاستجابة بفعالية قبل تفاقم الأوضاع».
وأضافت: «نوجّه تقديراً كبيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة على ريادتها الإنسانية ودورها البارز كأحد أكبر المانحين عالمياً وشريكاً أساسياً في الميدان. فبدعمها المتواصل، تُعزّز الإمارات قدرة الأمم المتحدة على الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً، وتؤكد مجدداً مكانتها كنموذج عالمي في التضامن الإنساني والمسؤولية المشتركة».
وحول تأثير الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات على تنفيذ خطط وبرامج المنظمة حول العالم، بما في ذلك تنسيق العمل الإنساني، ذكرت الشوا، أن الدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات يمثل دفعة قوية لقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ خطط وبرامج العمل الإنساني حول العالم.
وأفادت أنه يتيح لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تعزيز فعالية الاستجابة للأزمات الطارئة، وتوسيع نطاق التدخلات في القطاعات الحيوية، مثل الصحة والغذاء والحماية والمياه والتعليم، كما يعزز هذا الدعم تنسيق العمل الإنساني بين وكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والدوليين، مما يضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً بكفاءة وسرعة أكبر، ويعزز قدرة المنظومة الإنسانية على التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ العمليات بصورة متكاملة ومتسقة.
وعن تقدير عدد المستفيدين من الدعم الإماراتي من بين 135 مليون شخص تستهدفهم الأمم المتحدة في 23 عملية إنسانية، أجابت الشوا: من المبكر تحديد رقم دقيق للمستفيدين من مساهمة الإمارات إلى أن يتم توزيع التمويل على الخطط القطاعية والعمليات الميدانية».
آليات التعاون
تحدثت عن آليات التعاون بين الإمارات والأمم المتحدة خلال عام 2026، مشيرة إلى أنه يعتمد تعاوننا مع دولة الإمارات على شراكة استراتيجية طويلة الأمد، وخلال عام 2026، ستواصل «أوتشا» العمل بشكل وثيق مع وزارة الخارجية والهيئات الإماراتية المعنية لتعزيز تنسيق التمويل الإنساني وضمان تخصيصه وفقاً لأولويات خطة الاستجابة العالمية.
وأفادت أن التعاون يشمل تبادل المعلومات، وتنظيم إحاطات مشتركة حول الاحتياجات، وتسهيل مشاركة الإمارات في آليات التمويل مثل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ وصناديق الاستجابة المشتركة في الدول المتأثرة، ونسعى أيضاً لتعزيز التعاون الفني في مجالات البيانات الإنسانية والإنذار المبكر، وبناء القدرات الإنسانية.