نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، حذّر فيه من تقارب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من دولة الاحتلال، واعتبر أنّ: "هذا التقارب يجب أن يثير القلق في تل أبيب".

وأوضحت الصحيفة أنّه: "من يحلم بأن نهاية الحرب ستنهي القصة مع حماس، وأنّ مبادرة النقاط العشرين التي قدّمها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لحلّ ما سماه (متلازمة غزة) ستجلب فجرا جديدا للمنطقة، يمكّنه أن يستمر في الحلم".



وأشارت معاريف إلى أنّ: "إدخال تركيا ضمن خطة حل أزمة غزة يثير مخاوف في إسرائيل"، قائلا إن "أردوغان هو بالفعل المفضل لدى ترامب، وله نفوذ كبير على حماس، لكن من وجهة نظر إسرائيل، فإن إدخال قدم تركية في غزة، على بُعد أمتار من حدود دولة إسرائيل، أمر مثير للقلق".

وأضافت أنّ: "هذا "التكامل التركي" في حلّ ما أسماه متلازمة غزة "سيعيدنا إلى أيام الغزو التركي"، في إشارة إلى الحكم العثماني لفلسطين الذي استمر 400 عام"، وأكدت أن ترسيخ وجود تركيا على حدود إسرائيل "يتطلب دق ناقوس الخطر"، مبررا ذلك بأن أنقرة معروفة بدعمها لحماس، وتحافظ على علاقات وثيقة معها منذ سنوات، حيث يقيم بعض قادتها في تركيا ويتلقون الدعم والمساندة على كافة المستويات".

ووفق ما جاء في المقال، فإن مشاركة تركيا في إعادة إعمار غزة وإدارة شؤونها "ستتيح لحماس الحفاظ على قوتها السياسية والعسكرية، ومكانتها كحاكمة مطلقة للقطاع"، ما سيؤدي إلى "تفاقم التنافس التاريخي بين تركيا ومصر، وقد يؤثر سلبا على العلاقات الإسرائيلية المصرية، خصوصا في مجالات التعاون العسكري والأمني".

ورأت الصحيفة أنّ: "تركيا، بصفتها عاملا رئيسيا في إعادة إعمار غزة وتنظيم الحياة فيها، ستستغل ذلك لتعزيز نفوذها في القطاع"، مضيفا أنّ: "هذا سيحوّل غزة في نهاية المطاف إلى منطقة نفوذ تركي، ما قد يزعزع استقرار المنطقة".

وبيّن المقال أن لأنقرة "القدرة على إعادة تأهيل غزة بسرعة وكفاءة بفضل خبراتها في الإمدادات والمساعدات الإنسانية، وشركات البناء والتطوير الضخمة التي تمتلكها، ما يمكّنها من تنفيذ مشاريع الإعمار على نطاق واسع والاستحواذ على معظمها".


كما أشار المقال إلى أنّ: "تركيا ستسعى إلى توسيع نفوذها عبر بناء مطار وميناء بحري لخدمة سكان غزة، ما سيوفر آلاف فرص العمل ويمنحها نفوذا غير مسبوق في القطاع"، مضيفا أنّ: "هذا النفوذ سيتقاطع مع الدعم القطري في غزة ضمن خطة إعادة الإعمار، الأمر الذي سيقوي حماس، ويمثل اختراقا استراتيجيا لتركيا على بعد دقائق من حدود إسرائيل".

وتساءل الكاتب في ختام مقاله في "معاريف" ما إذا كانت هذه التطورات "تلزم إسرائيل بمعارضة مشاركة تركيا في الخطة بشدة"، مشيرا إلى أنه "حتى الآن، وبعد مرور أكثر من أسبوعين على عرض ترامب للخطة، لم يُسمع أي تحفظ أو معارضة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتعاون أردوغان وتركيا، رغم أنه يعرف الحقائق المطروحة أفضل من أي أحد آخر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية أردوغان حماس غزة تركيا تركيا حماس أردوغان غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السلام أولاً… لا إعمار بلا نهاية للحرب

 

السلام أولاً… لا إعمار بلا نهاية للحرب

بقلم: صفاء الزين

في خضمّ الضجيج الذي يملأ المشهدين السياسي والإعلامي، تبرز حقيقة لا يمكن تجاوزها: لا إعمار بلا سلام، فكل حديثٍ عن مشاريع ترميم أو جهود إعادة بناء في ظل استمرار الحرب وغياب الحلّ السياسي، لا يعدو أن يكون ذرًّا للرماد في العيون، ومحاولةً لتجميل واقعٍ متصدّع لا يمكن إصلاحه بالطلاء أو البيانات المنمّقة.

السلام ليس ترفًا، ولا شعارًا عاطفيًا، بل شرط وجودي لأي نهضةٍ حقيقية. إذ لا يمكن أن تُقام بنيةٌ تحتية على أرضٍ تهتزّ تحت أصوات المدافع، ولا أن تُبنى ثقةٌ مجتمعية في ظلّ انعدام الأمان واستمرار نزيف الدماء. إن وقف الحرب وقفًا تامًا عبر مفاوضاتٍ جادّة وشجاعة هو المدخل الوحيد لأي عملية إعمار ذات معنى، ولا بد أن تحظى تلك المفاوضات برعايةٍ دوليةٍ مسؤولة من القوى القادرة على ضمان تنفيذ الاتفاقات ومتابعة مسار السلام، لا كوسيطٍ محايد فحسب، بل كشريكٍ يتحمّل نصيبه من مسؤولية إعادة البناء.

أما ما يجري اليوم من محاولاتٍ لتجميل الواقع أو تصوير الأوضاع وكأنها تتجه نحو الاستقرار، بينما الحقيقة تقول إن النار ما زالت مشتعلة تحت الرماد، فهو شكلٌ آخر من أشكال الفساد المعلن، فكل دينارٍ يُنفق على مشاريع شكلية في ظلّ استمرار الحرب هو إهدارٌ للموارد، وتكريسٌ للوهم، ومشاركةٌ في تضليل الناس بشعاراتٍ لا تصمد أمام الحقيقة.

ولكي يكون الحديث عن الإعمار ذا معنى، فلا بد من رؤيةٍ استراتيجية تتجاوز الشعارات إلى خطة وطنية متكاملة لإعادة البناء. هذه الخطة يجب أن تبدأ من إصلاح مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، ووضع آلية للعدالة الانتقالية تضمن عدم إفلات الجناة من العقاب، وتستعيد ثقة المواطنين في القانون. كما يجب أن تقوم على توزيعٍ عادل للموارد، ومشاركة حقيقية للمجتمعات المحلية، خصوصًا في المناطق التي أنهكتها الحرب.

إن الإعمار ليس مجرد إعادة ما تهدّم من البنية التحتية، بل هو إعادة بناء الإنسان والثقة والهوية الوطنية، على أسس من الشفافية والمساءلة والمواطنة المتساوية. ومن دون هذه الرؤية الجامعة، سيظل أي حديث عن التنمية مجرّد واجهة سياسية بلا عمق.

إن مستقبل أي وطنٍ لا يُبنى بالحجارة والإسمنت فقط، بل بالثقة المتبادلة وبقرارٍ شجاع يضع نهايةً للحرب. فالإعمار الحقيقي يبدأ حين تتوقف المدافع ويُفتح باب الحوار، لأن السلام هو الطريق الوحيد نحو البناء الدائم والاستقرار الحقيقي.

الوسومإنتهاء الحرب الإعمار السلام أولاً المستقبل صفاء الزين

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تطالب بتأجيل إعادة إعمار غزة حتى نزع سلاح حماس
  • السلام أولاً… لا إعمار بلا نهاية للحرب
  • دور تركيا في اتفاق غزة يثير غضب المعارضة الإسرائيلية
  • نتنياهو: ألقينا 153 طناً من القنابل على غزة.. معاريف: إسرائيل بمواجهة عنيفة مع مصر
  • معاريف: معدات تركية في غزة وأردوغان يرسخ موطئ قدم
  • تراجع صادرات الصين من المعادن النادرة يثير مخاوف عالمية
  • عاجل | بعد تصعيد عنيف وإغلاق المعابر.. جيش الاحتلال يعلن إعادة تطبيق وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل توقف إدخال المساعدات إلى غزة حتى إشعار آخر
  • السيسي يكلف حكومته بإنشاء آلية لجمع تبرعات دعم إعادة إعمار غزة