غزة- تلقي تجارب التعذيب القاسية والمؤلمة التي واجهها الأسرى الفلسطينيون المحررون داخل سجون الاحتلال بظلالها على حياتهم بشكل كامل، فمنهم من فقد السمع أو البصر، ومنهم من يعاني أمراضا وتداعيات نفسية صعبة.

التقت الجزيرة نت بعدد من هؤلاء الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، وهم يترددون على المراكز الصحية العاملة في القطاع، علهم يلقون علاجا لأوجاعهم، في ظل تدهور وانهيار المنظومة الصحية في غزة.

إسرائيل اعتقلت آلاف المواطنين من قطاع غزة وعرّضتهم لأبشع صنوف التعذيب (رويترز)حرمان ممنهج

الأسير المحرر "أبو مروان"، الذي امتنع عن الظهور بصورته نتيجة تهديدات قوات الاحتلال له، ومنعه من الحديث عما تعرض له من وحشية وإجرام داخل السجن، يقول للجزيرة نت بصوته المرتجف من المرض "أعاني منذ عامين من مرض سكابيوس (الجرب) الجلدي ولم أتلقَ أي اهتمام أو رعاية صحية".

بالعكس، يقول الأسير المحرر "كانوا يزيدون من معاناتي من المرض، ويجلسوني بأماكن تزيد من تفشي العدوى، ولم يسمحوا لي بأخذ العلاج بالشكل المطلوب، وهذا الأمر زاد من مرضي الذي أعاني منه حتى الآن".

وفي جانب آخر من المعاناة، وصل أبو مروان إلى مستشفى ناصر الطبي لتلقي العلاج، لكن مع قلة الأطباء وكثرة المرضى وانهيار المنظومة الطبية لم يتمكن من ذلك.

أما الأسير المحرر الصحفي شادي أبو سيدو، فتحدث للجزيرة نت عن حرمان الأسرى من الرعاية الطبية الحقيقية بشكل ممنهج، حيث حُرم وزملاؤه من المسكّنات وتعرضوا للإذلال من أجل الحصول عليها.

وقال أبو سيدو -الذي اعتقل من مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة بتاريخ 18 مارس/آذار 2024- إن "الأسرى الفلسطينيين مختطفون، وليس لهم أي حقوق إنسانية، بل يحرمون من الغذاء والدواء ويتعرضون للاغتصاب".

الأسرى الفلسطينيون المحررون يصلون إلى خان يونس ضمن صفقة تبادل وسط ترحيب أهاليهم (رويترز)إهمال طبي متعمد

وأوضح مدير عام المستشفيات في غزة محمد زقوت أن الأسرى تعرضوا لعمليات قمع وتعذيب كبيرة في سجون الاحتلال، خاصة خلال الأيام الأربعة الأخيرة قبل الإفراج عن المئات منهم، حيث منعهم الاحتلال من الأكل والشرب والخدمة الصحية.

إعلان

وقال زقوت "هذا ما اتضح لنا وظهر على ملامحهم خلال فحصنا لهم، فهناك حالات أدُخلت فور وصولها إلى العناية المركزة، بسبب الإرهاق والتعب الشديدين وسوء التغذية الذي تعرضوا له".

وأضاف أنه خلال فترة الأسر كان الأسرى يتعرضون لفصول من المعاناة، أثرت على حياتهم بشكل كامل، حتى بعد خروجهم من السجن، وكثير منهم بترت أطرافه رغم أنه لم يكن يعاني أي أمراض سابقا، وذلك بسبب الإهمال الطبي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تطلق الرصاص على أسير فلسطيني داخل سجن عوفر

كشف نادي الأسير الفلسطيني اليوم الأحد، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص المطاطي على الأسير عزمي أبو هليل، بعد مطالبته بالعلاج من مرض الجرب "السكابيوس".

وأوضح نادي الأسير في بيان أن ّ"المعتقل المحامي عزمي نادر أبو هليل (31 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل، والمحتجز في سجن "عوفر"، والمعتقل منذ شهر كانون الأول 2024، يعاني أوضاعا صحية بالغة الصعوبة، نتيجة إصابته بمرض الجرب (السكابيوس) منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي، دون أن يتلقى العلاج اللازم حتى اليوم، رغم مرور أكثر من ستة أشهر على إصابته".

وأضاف أن "حالته تفاقمت بشكل خطير، حيث انتشرت الدمامل في جسده وظهرت عليه تشققات وتقرحات واضحة خلال الزيارة الأخيرة له في سجن "عوفر"، وقد تعرض لعملية قمع، على يد وحدات السّجن خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد أن طالب مرارًا بتلقي العلاج. وقد أطلقت تلك القوات الرصاص المطاطي عليه، ما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي".

وتابع: "يعاني اليوم من حكة شديدة وتقرحات مؤلمة تمنعه من النوم، ويُحرم من تلقي أي علاج، فضلًا عن انخفاض حاد في وزنه الذي وصل إلى 49 كغم بسبب سياسة التجويع الممنهجة بحقه".

وبيّن أن المعتقل أبو هليل واحد من بين آلاف المعتقلين والأسرى، الذين أُصيبوا بمرض "السكابيوس" داخل سجون الاحتلال، وتحوّل المرض إلى أداة للتعذيب بفعل تعمّد إدارة السجون الإسرائيلية إبقاء الظروف المسببة له قائمة، من خلال: نقص مواد التنظيف والمطهرات، وحرمان الأسرى من الاستحمام المنتظم، وانعدام توفر الملابس النظيفة (إذ يمتلك معظم الأسرى غيارًا واحدًا فقط)، وإجبار الأسرى على غسل ملابسهم يدويًا، منعهم من تجفيفها في الهواء، مما يُبقيها رطبة ويُسهم في انتشار الأمراض الجلدية.



وذكر أن إدارة السجون تتجاهل مطالب الأسرى المتكررة بتوفير العلاج أو نقل المرضى إلى العيادات، ما جعل انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية أحد أبرز مظاهر الجريمة الممنهجة التي تفاقمت بعد حرب الإبادة، وأدّت إلى استشهاد عدد من الأسرى.

وأشار إلى أن المساعي القانونية التي قامت بها مؤسسات مختصة، من خلال التوجّه إلى المحكمة العليا للاحتلال لإجبار إدارة السجون على توفير العلاج، وإنهاء أسباب انتشار المرض، قوبلت باستجابة شكلية ومحدودة، إذ عاد المرض ليتفشى مجددًا في السجون المركزية مثل "النقب" و"عوفر".

وأكد نادي الأسير أن استمرار هذه السياسة يعكس نية منظومة السجون في قتل الأسرى، واستخدام الحرمان من العلاج أداة لتعذيبهم، ضمن ما يُعرف بالجرائم الطبية.

ولفت إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون كارثة صحية متصاعدة إلى جانب أشكال القمع والانتهاكات اليومية، في إطار سياسة تهدف إلى تعذيبهم وقتلهم تدريجيًا، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال لا تُخفي نواياها الإجرامية، وقد عبّر عن ذلك الوزير المتطرف "بن غفير" من خلال دعواته المتكررة لتشريع قانون إعدام الأسرى، وقنص الأسرى في رؤوسهم بدلا من اعتقالهم.

ونوه إلى أنّ التحولات الهائلة التي شهدها واقع الأسرى والمعتقلين بعد حرب الإبادة، شهد تحوّلات خطيرة وغير مسبوقة تاريخياً، جعلت منه امتدادًا مباشراً للإبادة، وواحدًا من أبرز أوجهها المستمرة حتّى اليوم.

مقالات مشابهة

  • أسرى محررون يروون للجزيرة نت شهادات العودة من الموت
  • أسرى غزة يعيشون ظروفًا مأساوية في سجون الاحتلال
  • قوات الاحتلال تطلق الرصاص على أسير فلسطيني داخل سجن عوفر
  • "مركز الدفاع عن الأسرى": 1300 معتقل من غزة يواجهون ظروفًا قاسية في سجون الاحتلال
  • السلطة تعتقل أسرى محررين ولجنة الأهالي تتهمها بخدمة أجندة الاحتلال
  • لجنة: تصاعد اعتقال المحررين بالضفة استمرار لسياسة "الباب الدوّار" بين سجون الاحتلال والسلطة
  • لماذا كل هذا الاستعراض الإعلامي الذي يرافق الأسرى الإسرائيليين؟
  • كتائب القسام تعلن العثور على جثة أحد أسرى الاحتلال خلال عمليات البحث
  • "إعلام الأسرى": أسرى غزة في "راكيفت" بسجن "الرملة" يعيشون أوضاعًا صادمة