يثير خوف الأسود والمفترسات.. ما هو الصوت الأكثر رعبا للحيوانات؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
تشير الدراسات الحديثة إلى أن صوت البشر يشكل أكبر مصدر للرعب للعديد من الحيوانات البرية. فقد أظهرت الأبحاث التي نُشرت في مجلة "كرينت بيولوجي" أن حوالي 95 بالمئة من الأنواع تعاني من خوف شديد عند سماع أصوات البشر.
يعكس هذا الخوف مدى إدراك هذه الحيوانات للمخاطر التي قد تشكلها البشرية.
. مشروع مأوى"شلتر"لوقف فوضى الكلاب الضالة بقنا
في دراسة قامت بها عالمة بيئة في جامعة ويسترن، تم دراسة ردود فعل الحيوانات عند برك المياه في حديقة كروغر الوطنية الكبرى بجنوب إفريقيا، وهي موطن لأكبر تجمع من الأسود في العالم.
استخدمت الدراسة مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك المحادثات البشرية وأصوات الصيد، لمراقبة كيفية تفاعل الحيوانات.
أظهرت النتائج أن العديد من الثدييات، مثل وحيد القرن والفيلة والزرافات، كانت أكثر ميلاً لمغادرة برك المياه عند سماع الأصوات البشرية، بمعدل ضعف مقارنة بالأصوات الأخرى مثل أصوات الأسود أو نباح الكلاب.
تشير نتائج هذه الدراسات إلى أن صوت البشر يثير أعظم درجات الخوف وسط هذه الحيوانات، مما يعني أنها تعي أن البشر يمثلون تهديدًا خطيرًا أكثر من أي مفترس آخر.
آثار الخوف المستمريعتبر الخوف المستمر من وجود البشر مشكلة كبيرة للأنواع التي تعاني أصلاً من تراجع في أعدادها. فهناك أدلة تشير إلى أن هذا الخوف المتجدد قد يؤدي إلى انخفاض أعداد الحيوانات الفريسة عبر الأجيال.
إضافة إلى ذلك، فقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الاستجابة المستمرة للخطر يمكن أن تؤثر سلباً على سلوك ونمط حياة هذه الحيوانات.
لا تقتصر التهديدات التي تواجه الحيوانات البرية على فقدان المواطن الطبيعية أو تغير المناخ، بل يكفي مجرد وجود البشر في المشهد الطبيعي لإثارة استجابة قوية من قبل الحيوانات.
يُظهر البحث أن الحيوانات تظل مرعوبة من البشر أكثر بكثير من أي مفترس آخر، مما يبرز أهمية التفكير في كيفية تأثير الأنشطة البشرية على الحياة البرية.
وبحسب الخبراء، تظهر الأبحاث أن الخوف من البشر هو حالة عميقة الجذور تؤثر على سلوك الحيوانات، مما يستدعي منا التفكير بجدية في كيفية تعاملنا مع البيئة وما نتسبب به من اضطرابات. ومع استمرار الاعتداءات البشرية على المواطن الطبيعية، يتوجب العمل من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية هذه الأنواع من الخطر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الخوف من ابتسامة أسير فلسطيني!!
تَمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى المُحرَّرِين أدنى مظاهر الفرح، وتُعاقب أفراد عائلاتهم إنْ هم فعلوا، ولا تتأخر في تنفيذ ذلك لمجرد الشك في أن هذا الأسير سيفرح بخبر تحريره، أو تلك العائلة ستفرح بخبر كهذا… في ذات الوقت تطلق المقاومة سراح أسرى الاحتلال وتُشاركهم الفرحة بذلك، ويصل هؤلاء مبتهجين إلى أسرهم وأهاليهم!
في الصورة الأولى يتجلى موقف الظالم الخائف من ظلمه، غير القادر على تَحمُّل شعور المظلوم بأن الله تعالى مَنَّ عليه بالفرج، وفي الصورة الثانية يتجلى موقف المناضل لأجل قضيته الذي لا يعتبر الأسير عدوا مادام قد أعاد له حقوقه، وتوقف عن ظلمه وعن سلب أرضه، وضَغَط على حُكَّامه ليعترفوا له بحقوقه. والصورتان معا تعكسان طبيعة الصراع القائم في أرض فلسطين، من جهة محتَل لا يريد أن يرى في الأسير صاحب قضية، مُضحٍ بحياته من أجل وطنه، ومن جهة أخرى صاحب أرض لا يريد أن يرى نفسه خارج القيم الأصيلة التي تحكم سلوكه تجاه الأسرى وإن كانوا جنودا جاءوا ذات يوم ليقتلوه. والصورتان معا تعكسان مَن يتصرف كمحتل إرهابي خارج القانون ومَن يتصرف كمقاوم يمتلك حق الدفاع عن أرضه وحريته…
ولذلك تجد الإعلام الصهيوني يبني كل سرديته لتبرير تعذيب الأسرى الفلسطينيين وإهانتهم ومنع الشراب والطعام والدواء عنهم على أنهم “إرهابيون” قتلوا جنودا صهاينة “أبرياء”!!
ولا يفهم هذا الإعلام ذلك الجواب الثابت عن هذا الاتهام، والذي يكاد يكون واحدا لدى جميع الأسرى المحرَّرِين عند سؤالهم “هل أنت نادم على ما فعلت؟” بالقول: أننا في حرب مع عدو نُقتَل ونَقتل، نُؤسَر ونأسَر، ولكل حرب من الحروب ضحاياها وأسراها، وإنْ تَم إطلاق سراحنا اليوم فليس مِنّة من الاحتلال إنما هو نتيجة تضحيات جسام قدّمها إخوة لنا على أرض المعركة، ومن ثَمَّ فإن الموقف لا يستقيم معه طرح الندم من عدمه في حالنا…
وحتى لا تتجلى هذه الصور المعبِّرة بعمق عن الفرق الشاسع بين طبيعة المحتَل وطبيعة المقاوم من أجل الحرية والدفاع عن أرضه وكرامته، يخفي المحتَل باستمرار صور أسراه الذين حرَّرتهم المقاومة بعد مفاوضات عسيرة، ويمنع عنهم التصريح والظهور عبر وسائل الإعلام وتقديم شهادتهم، لأنها تُبيِّن أسلوب معاملة الأسرى وفق قيم الإسلام والحضارة الإنسانية والقانون الدولي، وتفضح أسلوب معاملة الأسرى الفلسطينيين وفق أحكام الصهيونية والاستبداد ومنطق القوة الظالم.
الخوف من ابتسامة الأسير الفلسطيني! إنها تُعبِّر عن صمود الأمل ضد اليأس
وجاءت حالة جثامين الأسرى الأموات من الطرفين تأكيدا لهذه الحقيقة! غالبية جثامين الأسرى الفلسطينيين كانت بها آثار تعذيب وحرق وشنق حتى الموت بما يدل على همجية المحتل ورفضه المستمر احترام القوانين والأعراف الدولية، أما جثامين أسرى الاحتلال فمحفوظة بكرامة بالصورة التي تركتها عليها قنابله وصواريخه. لم يثبت أن قتلت المقاومة أسيرا وهو تحت الأسر، في حين قَتَل الاحتلال عشرات الأسرى من خلال التعذيب والإهمال الطبي والقتل المتعمد…
وعليه تجد ذلك الخوف من ابتسامة الأسير الفلسطيني! إنها تُعبِّر عن صمود الأمل ضد اليأس، وتمحو في ثوانٍ معدودات سنوات من الأسر والقهر والحرمان، وكأنها تقول أن فلسطين ستبتسم ذات يوم كما ابتسمنا…
وهذا ما لا يطيقه المحتَل الذي ظن أنه كسر إرادة المقاومة، وحسم المعركة إلى الأبد، وأقنع العالم بأن مَن يأسرهم هم إرهابيون لا مقاومون من أجل الحرية والاستقلال… ولعلها من النتائج الجوهرية لمعركة طوفان الأقصى، أنْ كذّبت كل هذه الادعاءات، وجعلت كل العالم يعترف بعكس ما يُروِّج له المحتَل، ويهتف بصوت واحد أن في فلسطين مقاومة وليس إرهابا، مُردّدا في مسيراته العبارة التي أصبحت شعارا عالميا: “فلسطين حرة”..
وهكذا انتصرت ابتسامة الأسير الفلسطيني على كل جبروت آلة القتل الصهيونية…
الشروق الجزائرية