قبل فتح الأبواب | حسين عبد البصير يكشف لـ صدى البلد : المتحف الكبير هيعرض أسرار مقبرة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في التاريخ
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
مع اقتراب لحظة الافتتاح المرتقبة، يستعد العالم لاستقبال أحد أهم الصروح الثقافية في التاريخ الحديث، المتحف المصري الكبير عند سفح الأهرامات، الذي يعد المشروع الأضخم من نوعه في القرن الحادي والعشرين.
فمنذ الإعلان عن إنشائه، تحول المتحف إلى رمز عالمي يجمع بين عراقة الماضي وروعة الحاضر، ويجسد رؤية مصر في الحفاظ على تراثها الحضاري.
يضم المتحف أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تروي قصة الإنسان المصري القديم، في تجربة فريدة تمزج بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة لتعيد وهج الحضارة المصرية إلى الواجهة.
حسين عبد البصير: المتحف المصري الكبير أيقونة تجمع عبق الماضي بروعة الحاضر ويُعيد لمصر وهجها الحضاري مع اقتراب افتتاحهقال الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن مصر تقف اليوم على أعتاب لحظة تاريخية مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير عند سفح الأهرامات، أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أنه يمثل «أيقونة تجمع عبق الماضي بروعة الحاضر»، ويجسد رؤية الدولة المصرية في تقديم حضارتها للعالم برؤية عصرية تليق بمكانتها التاريخية.
وأوضح عبد البصير أن المتحف الجديد لا يعد مجرد مبنى لعرض القطع الأثرية، بل مشروع حضاري ضخم يعيد إلى العالم وهج الحضارة المصرية القديمة في ثوب حديث، ويؤكد أن مصر قادرة دائمًا على صون ماضيها وصياغة مستقبلها.
وأضاف أن المتحف يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تروي قصة مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني، مؤكدًا أن مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون ستكون من أبرز ما سيجذب أنظار العالم، إذ تعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها.
وأشار إلى أن تصميم المتحف جاء ليقدم تجربة غير مسبوقة تربط الماضي بالحاضر وتتيح للزائرين التفاعل مع التاريخ بروح معاصرة، لافتًا إلى أن افتتاحه القريب سيكون حدثًا عالميًا يعكس مكانة مصر الثقافية والحضارية.
وفي حديثه عن أبرز القطع الأثرية المعروضة، قال عبد البصير إن تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي يزن أكثر من 80 طنًا يتصدر البهو العظيم ليستقبل الزائرين في مشهد مهيب يجسد عظمة الملك وبراعته في فن النحت الملكي.
وأضاف أن تمثال سنوسرت الثالث الواقف يُبرز ملامح القوة والحكمة في ملامح الملك الواقعية، بينما يجسد تمثال تحتمس الثالث الجالس عبقرية الملك المحارب الذي أسس أول إمبراطورية مصرية في التاريخ.
وتابع موضحًا أن عمود النصر للملك مرنبتاح يوثق انتصاراته العسكرية، في حين تُعد تماثيل الملك والملكة البطلميين المنتشلة من أعماق البحر نموذجًا فريدًا لمزج الفن المصري باليوناني، في انعكاس لازدهار الحضارة بالإسكندرية القديمة.
وأكد عبد البصير أن قناع توت عنخ آمون الذهبي يظل «القطعة الأيقونية الأشهر في العالم»، فهو مصنوع من الذهب الخالص ومرصع بالأحجار الكريمة، ويُجسد روعة الفن الجنائزي المصري، بينما يعرض المتحف أيضًا العرش الذهبي الاحتفالي للملك توت عنخ آمون الذي يُظهر مشهدًا إنسانيًا نادرًا بين الملك وزوجته عنخ إسن آمون.
وأشار إلى أن من القطع الفريدة كذلك الخنجر النيزكي لتوت عنخ آمون المصنوع من معدن مصدره نيزك سقط من السماء، وهو دليل على معرفة المصريين القدماء بالكون والمعادن السماوية، إضافة إلى العربات الحربية الاحتفالية التي تُظهر براعتهم في الصناعة واستخدامها في الموكب الملكي والحروب.
وقال إن المتحف يضم أيضًا مركبي خوفو الشمسيين اللذين اكتُشفا بجوار الهرم الأكبر، وهما من أقدم وأعظم السفن في التاريخ، صُنعا من خشب الأرز اللبناني ليرافقا الملك في رحلته الأبدية نحو الشمس.
وأوضح عبد البصير أن تمثال الكا الجرانيتي لرمسيس الثاني يجسد روح الملك الأبدية بأسلوب فني يعكس العقيدة المصرية في الخلود، كما تُعد مسلة رمسيس الثاني المعلقة تصميمًا هندسيًا فريدًا يجعل الزائر يراها وكأنها تحوم في الهواء، في حين تُعرض مقاصير توت عنخ آمون الذهبية الأربع لأول مرة مجتمعة لتُظهر روعة الطقوس الجنائزية الملكية.
وختم عبد البصير تصريحاته قائلًا:“المتحف المصري الكبير ليس فقط صرحًا أثريًا، بل تجربة إنسانية وروحية تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وتاريخه، وتؤكد أن الحضارة المصرية الخالدة لا تموت، بل تتجدد دومًا لتُلهم العالم من جديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير الحضارة المصرية القديمة سفح الأهرامات توت عنخ آمون الملك الذهبي المتحف المصری الکبیر الحضارة المصریة توت عنخ آمون فی التاریخ عبد البصیر إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدأ العد التنازلي.. 11 يوما تفصلنا عن افتتاح المتحف المصري الكبير
الاحتفالية الثقافية الأكبر ينتظرها ملايين السائحين والزوار حول العالم، افتتاح المتحف المصري الكبير، تتغني به صحف ومواقع وقنوات العالم،حلم رؤساء وملوك بزيارته فهو التجربة السياحية الأعظم.
المتحف المصري الكبير
يفصلنا عن موعد انطلاق افتتاح المتحف المصري الكبير 11 يوماً المقرر في 1 نوفمبر، أيقونة متاحف العالم ، بحضور قادة العالم ما بين ملوك ورؤساء وملكات.
نغوص سوياً نحو التاريخ وكنوز المتحف المصري الكبير، وما يحتويه من أسرار الأجداد وعظمة المصري القديم، صرحاً عملاقاً يحتوى أكثر من 100 ألف قطعة آثرية .
قاعة توت عنخ آمون
ويزين المتحف قاعة توت عنخ آمون التي تحتوي لأول مرة على المجموعة الآثرية كاملة من مقتنيات الفرعون الذهبي، أبرزها القناع الذهبي الذى يُدرس بعظمته وشموخه في كافة دول العالم.
وتمثل مجموعة توت عنخ آمون قرابة الـ 5 آلاف قطعة آثرية نادرة، أبرزها مقاصير ذهبية أسرة وعجلات حربية بالإضافة إلى لعب للأطفال.
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
وقد تم البدء في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.