لوحت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بإصدار حكم الإعدام بحق رجل الأعمال اليمني، عدنان الحرازي، المختطف داخل السجون الحوثية منذ مطلع يناير الماضي.

وعقدت المليشيات الحوثية عبر المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرتها، أولى جلسات لمحاكمة الحرازي الذي يدير شركة برودجي سيتميز. وطالبت النيابة الجزائية بإصدار حكم الإعدام بحق رجل الأعمال وحجز أرصدته المالية وحساباته البنكية.

وظل رجل الأعمال الحرازي، مخفياً قسراً داخل زنزانة انفرادية بأحد سجون الحوثي منذ اعتقاله في 11 يناير الماضي؛ وسط منع أي زيارات سواء من أفراد أسرته أو حتى السماح للمحامي الخاص به بالجلوس معه والتعرف على تفاصيل القضية أو نوعية الاتهامات الموجهة له.

و"برودجي سيتميز" شركة متخصصة في عمليات الرقابة والتقييم لسير العمليات الإغاثية والإنسانية التي تنفذها منظمات الأمم المتحدة في اليمن. وتعتمد عليها المنظمات الإغاثية في كتابة تقارير المسح حول وصول المساعدات إلى مستحقيها وآليات التوزيع وغيرها من المعلومات التي عرت حقيقة الانتهاكات الحوثية بحق المساعدات الإنسانية.

كما اقتحمت الميليشيات الحوثية أيضا مقر شركة "ميديكس كونكت" الخاصة بتقديم الخدمات الطبية، من ذات القوة، وتم مصادرة الأجهزة والأدوات الخاصة بها. وسبب الاقتحام أن المهندس عدنان الحرازي يعد أحد أبرز المساهمين فيها.

وخلال فترة الإخفاء شهدت صنعاء احتجاجات مناهضة لعملية الاحتجاز التعسفية التي تعرض لها الرجل؛ قادتها أسرته وموظفو الشركتين الذين تم تسريحهم بعد اقتحام الشركتين ونهب أجهزتهما وسيرفراتهما. 

وتركزت الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها أسرة المختطف وموظفو الشركتين أمام مقر مكتب النائب العام في صنعاء الموالي للحوثي للمطالبة بسرعة إطلاق سراح الرجل أو تقديمه للإجراءات القانونية والسماح لمحاميه بالجلوس معه.

في منتصف شهر يونيو الماضي، قادت شخصيات قبلية واجتماعية بارزة من قبائل ضوران آنس، التي ينتمي إليها "الحرازي"، اعتصاماً مفتوحاً في ميدان السبعين طالبوا فيه بسرعة الإفراج عن رجل الأعمال دون قيد أو شرط. إلا أن الميليشيات وبعد أيام من تنفيذ الاعتصام داهمت تحت جنح الليل المخيم بالمدرعات والآليات العسكرية واستخدمت القوة المفرطة لفضه.

التلويح بحكم الإعدام من قبل الحوثيين جاء رداً على الضغط الكبير الذي قادته أسرته وموظفو الشركتين بتكرار المطالبة بالكشف عن مصيره وتقديمه للجهات القضائية. فبعد 8 أشهر نجحت أعمال الضغط في الكشف عن مصير الرجل وتقديمه لأول جلسة محاكمة علنية.

وقالت أسرة الرجل إنهم وبعد الوقفات والاحتجاجات السلمية التي قاموا بها، كانوا يأملون أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، بدءاً من السماح للمحامي بالجلوس معه ومعرفة تفاصيل القضية وحيثياتها. إلا أن الصدمة كانت عقد جلسة مفاجئة وتقديم حكم الإعدام من قبل النيابة للمحكمة بعد توجيه تهم كيدية لا أساس لها من الصحة.

وقالت شريفة الحرازي، شقيقة رجل الأعمال المخطوف، إن النيابة الجزائية الحوثية طلبت إعدام شقيقها عدنان الحرازي، في أول جلسة محاكمة له، مشيرة إلى أن طلب الإعدام هو المطلب الجديد الذي طلبته النيابة الحوثية بجانب مطالبتها بحجز الأرصدة التي جمدها جهاز المخابرات الحوثية، واستولى عليها فعلا منذ 11 يناير الماضي.

وأشارت الحرازي إلى أن شقيقها محتجز بزنزانة انفرادية، منذ أشهر، وتعرض لأدوية مجهولة تصيبه بالهلوسة. ودعت الناشطين والمنظمات ووسائل الإعلام إلى الوقوف بجانب الأسرة خلال المحاكمة التي بدأت بعد أشهر طويلة من الاختطاف، لحماية رجل الأعمال من أي تعسف أو جور.

وخلال السنوات الماضية استغلت الميليشيات الحوثية سيطرتها على السلك القضائي من أجل إصدار أحكام جائرة لتصفية خصومها سواءً من النشطاء السياسيين والإعلاميين أو رجال المال والأعمال وغيرهم.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: عدنان الحرازی رجل الأعمال

إقرأ أيضاً:

"منظومة إجادة" من منظور علمي.. بين الرؤية والتأمل (1-4)

 

 

 

د. سالم بن محمد عمر العجيلي **

 

عل الكثير من الخبراء والباحثين والمفكرين في الوقت الحاضر تناولوا الحديث عن موضوع برنامج "المنظومة إجادة"، في كافة المواقع والأوساط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في السلطنة من جوانب عديدة، إلّا أنه لم يتم التطرق لجزئية الجانب العلمي من هذا المجال، ومن هذا المنطلق؛ فهي فرصة لإلقاء بعض الضوء عليها كما يلي:
ولكي نعي، يجب أن ندرك أن لكل نظام إداري متكامل داخل المؤسسة أو المنظمة، لا بُد من تطبيق استراتيجية واضحة من خلال الدقة والتخطيط المسبق، لتجنب الوقوع في المشكلات لممارسة الأعمال، حتى تضمن نجاح عملياتها وتحقق أهدافها المرجوة منها. ولكي يتم ذلك، يجب أن يتم وضع خطة استراتيجية، تشمل التكامل لها لتطوير جودة منتجاتها وخدماتها، وتشمل على رؤية مستقبلية محددة وأهداف قريبة وبعيدة المدى عند تطبيقها، وتحديد أهم المراحل والخطوات الأساسية لتحقيقها، التي تساعد على بقاء المؤسسة وفقًا لعمليات التوقع والتنبؤ. فالتخطيط الاستراتيجي أهم الأساسيات التي تُبنى عليها إدارة الجودة، وفهم الإدارة لها أهم مبادئها في عملية التطوير، ويتحقق بدعم جميع العاملين وتشجيع مشاركتهم في صنع القرارات وتنفيذها، وتأمين بيئة صحية للعمل تؤدي إلى رفع الروح المعنوية لهم، ما سينعكس على أداء الأعمال والإنتاجية في العمل والريادة.
ابتدع العلماء الكثير من النظريات في علم الإدارة، وأهمها نظام (SMART) الأهداف الذكية للمؤسسات، لجورج دوران، أحد أهم علماء الإدارة والتميز المؤسسي، وهو اختصار لتحديد أهداف محددة قابلة للقياس والتحقيق، واقعية ومحددة زمنيًا. وطالب بتقدير العملاء وخدمة مصالحهم التي تجعل الأعمال ناجحة؛ وإذا كان هناك شيءٌ غير قابل للقياس، فقياسه مستحيل، فعدد النجوم في السماء غير قابل للقياس ولا يمكننا معرفة عددها، وعدد حبات الرمل على الشاطئ غير قابل للقياس ولا يمكن إحصاؤها.
فالقياس والتحليل معياران لقياس جودة الخدمات للتوصل لأفضل أداء للعاملين، ومراعاة الدقة والتنظيم في الوقت وتقديم خدمات تتوافق مع رغبات العملاء، ومعالجة المهام التي تتطلب أعمالًا أكثر تعقيدًا، ما يُعرف بعملية تحليل المهام. فمقاييس النجاح قيم قابلة للقياس تستخدمها المؤسسات، لقياس تقدمها في تحقيق هدف أو غاية محددة، وتتبع الأداء وتحليل المقاييس، واتخاذ قرارات مبنية على البيانات ودفع عجلة النمو والابتكار. ويمكن أن تكون هذه المقاييس كمية أو نوعية، فعادةً ما تُجري المؤسسات قياس الأداء لإظهار المساءلة ودعم اتخاذ القرارات، والقياس الجيد يتم عبر تحديد الأهداف بطريقة واضحة، وأن تكون قابلة للقياس والملاحظة لتفسر الحالة، ومدى ما بها من نقاط قوة أو ضعف.
وكثيرًا ما يُقتبس بفنون الإدارة والأعمال، عبارة «ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته»، فهي العبارة الواقعية لدرجة أن هناك فرعًا كاملًا من فروع الإدارة يقوم على هذا المبدأ، وهو فن صياغة مؤشرات الأداء القياسية، وغالبًا ما يُنسب هذا الاقتباس إلى خبير الجودة إدواردز ديمينغ، المصنف من أفضل خمسة مفكرين إداريين على مر العصور، وبيتر دراكر أبرز علماء الإدارة في العصر الحديث، وخلاصته أنه إذا لم تقس تقدمك وتتبّعه فإن ما تفعله ليس سوى نوع من التخمين.
ورغم قوة المقولة، إلا أنها تُذكّر بأنه رغم أهمية القياس في عالم الإدارة، إلا أنه ينبغي تطبيقه بحكمة. فالإدارة الفعّالة تتطلب توازنًا بين الاستراتيجيات القائمة على البيانات والحدس البشري، بين قياس ما يُمكن إحصاؤه وتقدير ما لا يُمكن إحصاؤه، خلال مراقبة ومتابعة مؤشرات الأداء القياسية "Key Performance Indicators" واختصارها (KPIs)، وتُعرف بأنها المعايير الكمية والعددية، للمؤسسات والشركات المحترفة لقياس مدى تحقيقها لهدف مُحدد، وتقديم رؤى مهمة عن الأعمال والتركيز على الفرص، لتحقيق نجاح أكبر تبقيها في مقدمة عملية صنع القرار.
فهي قيمة قابلة للقياس توضح مدى نجاحها في تحقيق أهدافها الرئيسية، وتطبيقها على القطاعات أو الإدارات أو المهام الفردية، وتعديل وتطوير الجهود للظهور الدائم وتحسين الأداء وتحقيق الأهداف بنتائج واعدة، وعندما يعرفها الأفراد ويكونون مسؤولين عنها، فإن هذا يضمن أن تكون الأهداف الشاملة للمؤسسة في صدارة الاهتمامات. فمنذ العصر الحجري، عاش الإنسان حياة بسيطة، خالية من أية مؤشرات أداء رئيسية (KPIs)، فهِم الصياد الماهر أن يضع علامة على الحجر، ليوثق عدد ما اصطاده فيباهي بها من حوله.

 

مقالات مشابهة

  • "منظومة إجادة" من منظور علمي.. بين الرؤية والتأمل (1-4)
  • رابطة أمهات المختطفين تدين الأحكام الجائرة بحق الصحفي محمد المياحي والمهندس عدنان الحرازي
  • رابطة أمهات المختطفين تدين الأحكام الصادرة بحق الصحفي المياحي والمهندس الحرازي
  • رابطة أهلية يمنية تدين أحكام الحوثيين بحق الصحفي المياحي والمهندس الحرازي
  • مركز حقوقي: القرار الحوثي ضد عدنان الحرازي ابتزاز سياسي
  • محكمة حوثية تصدر حكماً بسجن "عدنان الحرازي" 15 عاماً ومصادرة أملاكه
  • ” الجزائية” تقضي بحبس عدنان الحرازي 15 عامًا وتؤيد الإعدام بحق عيسى عبدالحميد وعصابته
  • الشعبة الجزائية تقضي بحبس عدنان الحرازي 15 عامًا
  • الدقنية
  • أسباب تمنع الرجل من المشاركة في الأعمال المنزلية .. تفاصيل