الأب القاتل.. «فتاة الصف» قتلها والدها بسبب 5 آلاف جنيه
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
فى قرية عرب الحصار، التابعة لمركز الصف بمحافظة الجيزة، كان الليل هادئًا كعادته، والبيوت تغلق أبوابها استعدادًا لنومٍ طويل، إلا أن أحد المنازل فى أطراف القرية شهد ما لم يشهده أحد من قبل.
صرخات أنثوية تتعالى من خلف الجدران، وصوت بكاء ممزوج بالخوف والرجاء، يقطع سكون القرية التى لم تعتد مثل هذا الصخب.
كانت الضحية فتاة لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها، تنادى والدها بضعف ودموع: «والله يا بابا ما سرقت حاجة.
لكن صوتها لم يجد قلبًا يستجيب، بل وجد قسوةً تتغذى على الألم، ورجلاً فقد إنسانيته وضميره فى لحظة غضب، لم يرحم توسلات ابنته، ولم يلتفت إلى أن من أمامه قطعة من روحه.
كانت الفتاة المجنى عليها نموذجًا بسيطًا لآلاف الفتيات فى القرى المصرية، تحمل فى عينيها بريق الأمل، وتحلم بحياة أفضل، وربما بيت صغير تملكه يومًا ما، لكن هذه الأحلام لم تجد طريقها إلى الواقع، فوالدها — الذى يفترض أن يكون السند والأمان — كان سبب نهايتها المأساوية.
لم يكن الأب محبًا ولا عطوفًا، بل كان قاسيًا بطبعه، دائم الشجار مع أبنائه، يرفض الإنفاق عليهم، ويعاملهم بعنفٍ وإهانةٍ متكررة، أما الفتاة الضحية، فكانت الأكثر تعرضًا لغضبه.
لم تكن تعرف الفتاة يومًا ما معنى الحنان الأبوى، لكنها تمسكت بالأمل أن يتغير، أن يبتسم لها مرة كما تفعل بقية الآباء.
فى تلك الليلة المشئومة، كان الأب يحتفظ بمبلغ 5 آلاف جنيه داخل غرفته — مبلغ بسيط لكنه بالنسبة له أهم من دم ابنته، وحين اكتشف اختفاء النقود، اشتعل الغضب فى داخله، واتجهت شكوكه مباشرة نحو ابنته.
بدأ بسؤالها بحدة: «الفلوس راحت فين؟ إنتِ اللى خدتِها؟».. ارتجفت الفتاة، وأقسمت إنها لا تعلم شيئًا عن الأمر، لكنها لم تدرك أن قسمها لن يُنقذها، وأن والدها — الذى فقد عقله تحت وطأة الغضب — لن يصدقها.
قام الأب بتقييد ابنته بالحبال من يديها وقدميها، وعلّقها فى شباك الصالة كأنها ليست بشرًا، ثم أمسك بعصا خشبية (شومة) وبدأ يضربها بلا رحمة، وسط صرخاتها التى ملأت المكان.
كانت تستجديه بين كل ضربة وأخرى: «حرام عليك يا بابا.. والله ما سرقت».. لكن القسوة تغلبت على الدم، واستمر الأب فى ضربها حتى فقدت القدرة على الصراخ.
لم يكتفِ بذلك، بل أشعل سكينًا على البوتاجاز، وأخذ يضغط به على جسدها الصغير ليحرقها وهى تتلوى ألمًا، كانت تلك اللحظة نهاية كل شيء، لم تتحمل الفتاة الألم، وسقطت مغشيًا عليها، وفارقت الحياة قبل أن يتركها.
حين أدرك الأب أن ابنته لفظت أنفاسها، ارتبك وحاول التستر على جريمته، حملها إلى مستشفى الصف المركزى مدعيًا بسقط حائط عليها أثناء وجودها فى المنزل، لكن آثار الضرب والحروق المنتشرة بجسدها فضحت كذبه، فالتقارير الطبية أكدت أن الإصابات لا يمكن أن تكون نتيجة حادث سقوط.
وبعد دقائق من التحقيق، تضاربت أقواله وبدت عليه علامات الارتباك، ليعترف فى النهاية بالحقيقة كاملة، وقال أمام دهات التحقيق بصوتٍ متهدّج: “كنت فاكر إنها خدت الفلوس.. كنت عايز أعرف فين المبلغ.. ما كنتش أقصد أقتلها”.
لكن ما قاله لم يكن كافيًا لتبرير الجريمة، فقد ارتكب أبشع صور العنف الأسرى التى تهز الضمير الإنسانى.
تلقى رئيس مباحث مركز الصف بلاغًا من المستشفى يفيد بوصول فتاة فى حالة حرجة مصابة بحروق وسحجات وجروح متفرقة، وتوفيت أثناء محاولة إسعافها.
تحرك فريق من المباحث إلى موقع الحادث، وأجرى معاينة شاملة أثبتت وجود آثار دماء وحبال وأدوات حرق داخل المنزل، ما أكد تعرضها لتعذيب.
وبعد مواجهة الأب بالأدلة، انهار واعترف بتفاصيل جريمته، مؤكدًا أنه فقد السيطرة على أعصابه بعد أن شك فى ابنته.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطر النيابة العامة التى أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، واستكمال التحريات حول الواقعة.
رحلت الفتاة قبل أن تحقق أحلامها الصغيرة، وتركت خلفها أسئلة كثيرة عن غياب الوعى، وضياع القيم، وضعف الرقابة المجتمعية.
ويبقى السؤال الأكثر وجعًا.. هل سيتوقف نزيف الضحايا داخل البيوت قبل أن يفقد المجتمع إنسانيته؟
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الزهور يحقق 79 مليون جنيه فائضا في ميزانية 2025 لأول مرة في تاريخه
حققت ميزانية نادى الزهور عن العام المالى 2024 / 2025 فائضا بلغ 79 مليون و371 ألف جنيه تمثل زيادة الإيرادات عن المصروفات خلال العام المالى المنقضى
وبلغت أجمالى الإيرادات 375 مليون و217 ألف جنيه التى تشمل الاشتراكات والنشاط الرياضى والأنشطة والإيرادات المتنوعة، بينما تضمن بند المصروفات 295 مليون و854 ألف جنيه.
يعد المبلغ الفائض المشار إليه قد تم تحقيقه لأول مرة في تاريخ النادى منذ نشأته في ظل الجهود التي يبذلها مجلس الإدارة برئاسة الدكتور محمد الدمرادش.
كان نادي الزهور برئاسة المستشار محمد الدمرداش قد حدد الجمعة يوم 24 أكتوبر الجارى لدعوة أعضاء النادي لحضور انعقاد الجمعية العمومية العادية بمقر النادي الرئيسي بمدينة نصر.
ووجه مجلس إدارة النادي الدعوة لأعضاء النادي الذين مضت على عضويتهم العاملة سنة على الأقل والمسددين للاشتراك السنوي لآخر سنة مالية (قبل 15 يومًا على الأقل) من الموعد المحدد لانعقاد الجمعية العمومية.
وتبدأ عملية التوقيع في كشوف التسجيل من الساعة التاسعة صباحًا حتى الساعة السابعة مساءً ويكون الاجتماع صحيحًا بحضور الأعضاء الذين لهم حق حضور الجمعية العمومية وتكون قرارات الجمعية العمومية العادية صحيحة مالم يقل عدد الذين قاموا بالتصويت عليها عن ألف عضو من عدد الأعضاء الموقعين بالحضور على أن يبدأ الاجتماع في تمام الساعة الثامنة مساءً بالصالة المغطاة لمناقشة جدول الأعمال.
تلقى مجلس الإدارة إشادة واسعة من جانب أعضاء الجمعية العمومية على الانجازات المتميزة التى تحققت بالنادى بفرعيه مدينة نصر والتجمع الخامس منذ تولى مجلس الدمرداش المسئولية، وتحديدا الإجادة فى التعامل من جانب المحاسب على عادل أمين الصندوق مع الأزمة الذى استطاع التصرف بشكل محاسبى احترافى للحفاظ على استقرار كيان نادى الزهور وعدم تأثر العاملين والمدربين بالنادى بأزمة مالية مثلما حدث فى بعض الأندية الأخرى.
أثنى أعضاء الجمعية العمومية لنادى الزهور على جهود مجلس الإدارة برئاسة الدكتور محمد الدمرداش التى بذلت على مدار الفترة الماضية بعد انجاز العديد من المشروعات ضمن خطة التطوير التى حدثت على مدار العام الماضى تحت شعار " وعدتم فأوفيتم " يأتى على رأسها مجمع حمام السباحة الأولمبي بالتجمع الخامس الذى يعد حمام السباحة الأكبر فى منطقة القاهرة الجديدة ومن أهم الصروح الرياضية على مستوى الجمهورية.