مُسن السويس.. الإفتاء: التعدي على الكبير مخالفة لرسول الله
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
في مشهدٍ صادمٍ أثار استياء الرأي العام، ظهر مقطع فيديو يُوثّق لحظة اعتداء أحد الأشخاص على رجلٍ مسنّ داخل مسكنه بمحافظة السويس، حيث أقدم المعتدي على صفعه بالقلم وسط مشادة كلامية، ومنعه من دخول شقته.
التعدي على الكبير مخالفة لرسول الله
عقب الحادث، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام حثّ على توقير الكبير واحترامه، وعدَّ ذلك من مظاهر الإيمان وسمات المجتمعات المتحضرة.
واستشهدت الدار بقول النبي ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»
لتؤكد أن التعدي على الكبير أو إهانته يُعد مخالفة صريحة لهدي النبي الكريم وسلوكًا مرفوضًا شرعًا وإنسانيًا.
كما جاء في حديث آخر: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم»
أي أن احترام الكبير من تعظيم شعائر الله، لما في ذلك من اعترافٍ بفضله وتجربته في الحياة، وتقديرٍ لرحلة عمرٍ أفناها في العمل والعطاء.
رسالة وعي ومسؤولية مجتمعية
وأكدت دار الإفتاء أن احترام الكبير لا يقتصر على اللسان أو المظهر، بل هو التزام عملي وسلوك يومي يظهر في طريقة التعامل، ومراعاة ظروفهم الصحية والنفسية، وتقديم المساعدة لهم عند الحاجة، والتحدث معهم بلطفٍ وتقدير.
كما شددت على أن من واجب المجتمع والدولة حماية كبار السن من أي شكلٍ من أشكال الإيذاء، سواء الجسدي أو اللفظي أو النفسي، لأن الكرامة لا تُجزأ، والإنسان لا يفقد حقه في الاحترام بتقدّم العمر.
حادث السويس
وبعد الحادث، قامت وزارة الدخلية بتحديد هوية المُسن، وهو أب يبلغ من العمر 64 عام، وبسؤاله، أوضح المسن أنه تعرّض للاعتداء بالضرب والمنع من دخول مسكنه على يد تاجر ملابس وشقيقه، وذلك بسبب رغبتهما في طرده هو وأسرته من الشقة التي يستأجرونها من والدهما.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين، وبمواجهتهما أقرا بارتكابهما الواقعة كما ورد في التحقيقات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
كما كشفت أسرة المسن أن والدهم يعاني من أمراض مزمنة ويخضع لجلسات غسيل كلوي بانتظام، مؤكدة أن ما حدث لم يكن مجرد لحظة انفعال أو خلاف عابر، بل اعتداء مؤلم على كرامة إنسان مريض وكبير في السن، قبل أن يكون أذًى جسديًا.
في الختام، الإسلام لم يجعل توقير الكبير اختيارًا، بل واجبًا، فالرحمة لا تُقاس بكثرة العبادات، بل بحسن التعامل، كما قال النبي ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السويس مسن السويس مسن الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلم عن تعليق الدعاء على المشيئة، مستشهدًا بحديثه الشريف: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له».
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن تعليق الدعاء على المشيئة أمر مرفوض وكَرِهَه العلماء، لأن يقين المؤمن الثابت أن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويغني ويعز ويذل بمشيئته المطلقة، فلا أحد يكره الله على شيء.
حكم تعليق الدعاء على المشيئةوبيّن رئيس جامعة الأزهر أن المسلم إذا دعا الله فعليه أن يجزم في الدعاء، فلا يقول: "اللهم ارزقني إن شئت" أو "اللهم استرني إن شئت"، لأن هذا التعليق يُشعر ـ في ظاهره ـ كأن الداعي مستغنٍ عن مطلوبه أو مستغنٍ عمن يطلب منه، وهذا من العبث الذي لا وجه له، ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوقف العلماء ـ كما أوضح الدكتور سلامة داود ـ أمام حديث نبوي شريف ورد في مسند الإمام أحمد، يظهر في ظاهره أنه يعارض هذا الأصل، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره خروج ثلاثة من أهل الجنة، قال في الثالث منهم: «اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا»، فكان الخارج هو سيدنا علي رضي الله عنه، وهذا التعليق على المشيئة استدعى بحث العلماء، لأنه يبدو مخالفًا لحديث عزم المسألة.
هل تجوز الزكاة لقريبتي إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟.. الإفتاء توضح الفئات المستحقة
حكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدة
ما مقدار الزكاة على شهادة البنك بقيمة 300 ألف جنيه؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب
وفسّر العلماء ذلك بأن التعليق على المشيئة الذي نُهي عنه سببه أنه قد يُفهَم على أنه استغناء عن المطلوب أو عن فضل الله، وهذا الظن لا يرد مطلقًا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو في أعلى مراتب العبودية والخضوع لله، ولا يُتَصوَّر في حقه أدنى استغناء، ولذلك كان ذلك من خصوصياته النبوية التي لا تُقاس عليها الأمة.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن تعليق الدعاء على المشيئة جائز للنبي صلى الله عليه وسلم لارتفاع مقامه، لكنه غير جائز لغيره من المؤمنين، لأن غيره قد يقع في مظنة الاستغناء التي من أجلها نُهي الناس عن هذا الأسلوب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن مقاصد الشريعة في هذا الباب تهدف إلى ترسيخ اليقين الكامل بالله والإلحاح في الدعاء دون تردد أو تعليق.