مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي يضع المخا على خريطة النهضة الصحية
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في مدينةٍ أنهكتها الحرب لكنها تأبى الانكسار، يطلّ مشروعٌ طبيّ جديد من رحم المعاناة، ليعيد الأمل إلى آلاف الجرحى والمرضى الذين فقدوا جزءًا من حياتهم تحت ويلات الصراع. المخا، المدينة الساحلية التي عرفت تاريخيًا كبوابة للتجارة والبنّ، تشهد اليوم نهضةً من نوع آخر، عنوانها الإنسان، وتجسيدها "مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي والتأهيل" الذي يُعدّ الأكبر والأكثر تجهيزًا في اليمن.
هذا الصرح الطبي الحديث الذي يرعاه عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي الفريق الركن طارق صالح، يمثل نقلة نوعية في مسار التنمية والخدمات الصحية في الساحل الغربي، ويؤكد أنّ التنمية ليست ترفًا بل استحقاقًا وطنيًا لمن صمدوا وقدموا التضحيات في سبيل استعادة الدولة.
وخلال تفقده للمركز، اطلع الفريق طارق صالح – يرافقه محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، والنائب الأول لرئيس المكتب السياسي الشيخ ناصر باجيل – على اللمسات الأخيرة التي تسبق افتتاح المركز رسميًا، والذي يضم أحدث التجهيزات التقنية والعلاجية، ليكون الأول من نوعه في اليمن من حيث تنوع الأقسام وشمولية الخدمات التأهيلية.
استمع عضو مجلس القيادة إلى شرح مفصل من القائمين على المشروع ومدير دائرة الخدمات الطبية في المقاومة الوطنية الدكتور طارق العزاني، حول تجهيزات المركز ووحداته المتعددة، والتي تشمل تخصصات دقيقة في العظام والأعصاب والروماتيزم، وتأهيل ما بعد الجلطات وإصابات النخاع الشوكي وتبديل المفاصل، إضافة إلى وحدات خاصة لتأهيل إصابات الملاعب وعلاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويضم المركز أيضًا برامج علاجية متقدمة في التأهيل بعد عمليات الرباط الصليبي واستئصال غضروف الظهر، إلى جانب وحدة متخصصة لعلاج السلس البولي وداء الفيل، وأخرى لمرضى القلب بعد العمليات الجراحية وأمراض الجهاز الصدري. كما يحتوي على قسم متكامل لجراحات اليد الدقيقة باستخدام الميكروسكوب الطبي، ووحدات للعلاج الطبيعي للحالات المركزة، فضلاً عن غرف إقامة فندقية مجهزة بالكامل لاستقبال المرضى خلال فترات الرقود والعلاج.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المقاومة الوطنية بدعم من قائدها الفريق طارق صالح، في إطار رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتحسين مستوى الخدمات في المناطق المحررة.
ويُعدّ مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي والتأهيل خطوة جديدة نحو ترسيخ مفهوم التنمية المرتبطة بالإنسان، إذ يُتوقع أن يستفيد منه آلاف الجرحى والمرضى في مناطق الساحل الغربي ومحافظات تعز والحديدة ولحج، بعد سنوات من المعاناة وغياب المرافق المتخصصة في هذا النوع من الرعاية.
ويرى مراقبون أن هذا المشروع يعكس تحولًا نوعيًا في العمل المدني والطبي في المناطق المحررة، من مرحلة الاستجابة الطارئة إلى مرحلة إعادة الإعمار وبناء القدرات البشرية. ففي الوقت الذي تعاني فيه أغلب المحافظات من انهيار المنظومة الصحية وتدهور الخدمات، يقدّم مركز 2 ديسمبر نموذجًا مختلفًا للتنمية المتوازنة التي تضع الإنسان في صدارة الأولويات.
ويؤكد هذا التوجه – بحسب محللين – أن تحركات وخطط عضو مجلس القيادة طارق صالح تسعى إلى تحويل الساحل الغربي إلى نموذج إداري وتنموي ناجح، يجمع بين الأمن والاستقرار من جهة، والنهوض بالخدمات والبنية التحتية من جهة أخرى، بما يعزز ثقة المواطنين بالدولة ويعيد روح الحياة إلى المدن التي أنهكتها الحرب.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: للعلاج الطبیعی مرکز 2 دیسمبر طارق صالح
إقرأ أيضاً:
محافظ قنا: طفرة في الخدمات الصحية بالصعيد.. وافتتاح مستشفى قنا الجديدة قريبًا
قال الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، إن الخدمات الصحية في الصعيد تمثل أولوية للمواطنين، مشيرًا إلى أن السنوات العشر الأخيرة شهدت طفرة كبيرة في مستوى الوصول والتغطية بالخدمات الطبية داخل المحافظة.
وأوضح المحافظ، في مداخلة مع الإعلامية خلود زهران، في برنامج "أحداث الساعة"، المذاع على قناة إكسترا نيوز، أنه تم الانتهاء من إنشاء وتشغيل عدد من المستشفيات المركزية الكبرى مثل مستشفى نجع حمادي ومستشفى أبو تشت، بينما تجاوزت نسبة تنفيذ مستشفى دشنا المركزي 80%، مضيفًا أنه ناقش مع الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، خلال زيارته الأخيرة، تطورات العمل في هذه المشروعات لضمان سرعة الانتهاء منها وفق الجدول الزمني المحدد.
وأشار عبدالحليم إلى أن مستشفى قنا بمدينة قنا الجديدة وصل إلى نسبة تنفيذ تقارب 95%، وجارٍ استكمال التجهيزات الطبية تمهيدًا لافتتاحه قريبًا، موضحًا أنه سيكون صرحًا طبيًا يخدم مدينة قنا الجديدة وعاصمة المحافظة، كما أكد أنه تم تسليم أرض مستشفى قوص المركزي إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مع تخصيص تمويل كامل للمشروع بقيمة 2 مليار جنيه.
وأضاف أن المحافظة تدرس تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص لاستغلال مراكز طب الأسرة ومستشفيات التكامل التي تم تجهيزها مسبقًا ولم تدخل الخدمة بعد، مشيرًا إلى وجود خمس نقاط خدمية سيتم العمل على تشغيلها قريبًا، كما أعلن عن توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة وجامعة جنوب الوادي (جامعة قنا حاليًا) للاستعانة بأطباء كلية الطب في دعم المستشفيات العامة، خاصة في التخصصات النادرة.
وفي خبر وصفه بـ"السار"، كشف المحافظ عن تبرع أحد أبناء قنا بمبلغ 750 مليون جنيه لإنشاء مستشفى للأورام في مركز أبو تشت، مؤكدًا أن وزارة الصحة ستدعم المشروع بالتصميمات الفنية والإشراف، ليكون مؤهلاً لاحقًا للانضمام إلى منظومة التأمين الصحي الشامل.
https://www.youtube.com/watch?v=2NQwUg4ci3E