صحيفة الاتحاد:
2025-08-01@16:23:40 GMT

د. شريف عرفة يكتب: الأنا الرقمية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

حين ظهرت شبكة الإنترنت، تعامل معها الناس كمجرد أداة توفير معلومات، ووسيلة تواصل جعلت العالم «قرية صغيرة»، كما كان يقال.. إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن يمتد تأثيرها لتغيير تكويننا النفسي كأفراد، وصياغة تصوراتنا الذاتية وصحتنا العقلية! لست هنا لأقول لك: إن تأثير الـ «سوشيال ميديا» مدمر وما إلى ذلك.. بل لها استخدامات يمكن اعتبارها إيجابية.

. فعلى سبيل المثال، زادت من قدرتنا على التحكم النسبي في صورتنا الاجتماعية.. واجهتك أمام الناس.. أصبح في إمكانك صنع ذات رقمية تشكلها بالطريقة التي تريدها.. ما تحب أن يراه الناس وما ينبغي تضخيمه أو تجاهله.. الحدث الذي تريد إبرازه والفترة التي تريد إخفاءها.. لأول مرة في تاريخ البشر، أصبح لكل واحد منا واجهة شخصية يمكنه تعديلها بالإضافة والحذف، بعد أن كان صورتنا الاجتماعية جامدة نسبياً مبعثها التفاعلات الشخصية المحدودة وكلام الناس!
أصف إلى ذلك أن الـ«سوشيال ميديا»، تجعلنا أكثر تحكماً في سردية حياتنا.. نرى ما طرأ علينا من تغييرات، وتغيير الماضي الذي لا نحبه بحذف الصور القديمة أو المنشورات التي لم نعد نتفق معها.. أصبحنا نرى - بشكل واضح لا لبس فيه - التغيرات التي تطرأ على تفكيرنا ومواقفنا، ونرصد تطور هويتنا الذاتية..
الصورة ليست وردية تماماً، فصحتنا العقلية أصبحت متصلة بالعالم الرقمي. فلو كنا صرحاء مع أنفسنا، لا يمكن إنكار تأثير التعليقات والإعجابات والمشاركات، في زيادة المشاعر الإيجابية والرضا والتقدير الذاتي.. أصبح لذلك رقم تراه في شاشة الجهاز.. وهو شيء عجيب لا ينبغي أن يكون، خصوصاً أن المنصات تجارية مصممة للحفاظ على تفاعل المستخدمين، لا صحتهم النفسية!
قديماً، رسمت لوحة كاريكاتورية لشاب حزين، تقول له حبيبته:
- «وداعاً. نحن غير متوافقين. أنت على فيسبوك وأنا على تويتر!»
وقتها كانت هذه دعابة، لكن يبدو أنها مع الزمن لم تعد كذلك. فقد ظهرت أبحاث عديدة تظهر تأثير كل منصة على أتباعها. هناك تأثير واضح يمكنك أن تشعر به عند ولوجك لأي منصة.. دخولك موقع «لينكدإن» يختلف طبعاً عن شعور الولوج لـ «سناب شات»! الإفراط في استخدام «فيسبوك» قد يشوه نظرتك للواقع بعيشك منعزلاً في فقاعتك الخاصة مع من يشبهونك.. و«إنستجرام» قد يحفز المقارنات الاجتماعية وإحساسك بأن هناك كثيراً لم تحققه بعد.. «تيكتوك» قد يدمر قدرتك الذهنية على الانتباه لفترة طويلة.. «تويتر» - أو «إكس»- قد يعزز وهم المعرفة بتغريداته القصيرة الانفعالية الخالية من الأفكار المركبة..
كثيراً ما نجد اختلافاً بين شخصية الإنسان في الواقع وفي الإنترنت.. لكن هذا لا ينفي أن ذواتنا الرقمية، قد أصبحت - فيما يبدو - جزءاً أصيلاً من تكويننا النفسي!

أخبار ذات صلة وسائل التواصل.. نوافذ معززة للإبداع د. شريف عرفة يكتب: نسبة التعاسة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا شريف عرفة الإنترنت

إقرأ أيضاً:

«Just You».. انتهاء تصوير ثالث حكايات مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»

احتفل صناع وأبطال حكاية «Just You»، إحدى حكايات مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، بانتهاء تصوير مشاهد الحكاية في أجواء ودية دافئة مليئة بالسعادة، استعدادا لعرضها خلال الفترة المقبلة.

وشهد الحفل حضور فريق العمل بالكامل، وجاء على رأسهم تارا عماد، عمرو جمال، وفاء صادق، بسمة داود، المخرج جمال خزيم، والمؤلف محمد حجاب، وعدد من المشاركين خلف الكاميرا، وحرص فريق عمل حكاية على التقاط عددا من الصور التذكارية، احتفائا بانتهاء تصوير الحلقات الـ 5 للحكاية.

انتهاء تصوير حكاية Just You

أحداث حكاية «Just You»

تدور أحداث الحكاية حول فتاة تدعى سارة «تارا عماد»، وهي صحفية طموحة ومجتهدة، تظهر للجميع كشخصية قوية، ولكن مع تتابع الأحداث يكشف أنها تعاني من هشاشة داخلية وتعقيدات نفسية تظهر تدريجيا خلال الأحداث.

أبطال وصناع «Just You»

يشارك في بطولة حكاية «Just You» بجانب تارا عماد عدد من الفنانين أبرزهم: عمرو جمال، بسمة داوود، وفاء صادق، وهي من تأليف محمد حجاب، وإخراج جمال خزيم.

انتهاء تصوير حكاية Just You

تفاصيل مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

يضم مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، 7 حكايات وتقدم كل حكاية في 5 حلقات بفريق عمل مستقل، والمسلسل من إنتاج K Media للمنتج كريم أبو ذكري، بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية.

اقرأ أيضاًموعد ومكان عزاء لطفي لبيب اليوم

إيرادات فيلم «المشروع X» بـ السينمات تصدم أبطال العمل

مقالات مشابهة

  • سفارة سودانية تحذر من انتحال اسمها وتكشف عن صفحتها الرسمية على “فيسبوك”
  • فركش Just You ثالث حكايات ما تراه ليس كما يبدو | صور
  • «Just You».. انتهاء تصوير ثالث حكايات مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»
  • منة عرفة تشارك جمهورها استمتاعها بالعطلة في المالديف
  • محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
  • بعد فيسبوك وتيك توك… يوتيوب يلتحق بالقائمة السوداء للأطفال
  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • لكن يبدو أنهم تعاملوا مع موضوع (شفشفة العربات) بنظرية أكل التمر
  • إبراهيم عثمان يكتب: اللدغات القاتلة!
  • وائل أبو عرفة.. طبيب مقدسي قلبه معلق بغزة