سوريون يتحدثون عن خوفهم من طريق الموت بين السويداء ودمشق
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
من سريرها في المستشفى، تروي السورية لميس إصابتها في إطلاق نار طال حافلة أمس الثلاثاء على "طريق الموت" كما تصفه، بين السويداء ودمشق، في حادثة أججت مخاوف سكان المنطقة التي شهدت أعمال عنف دامية قبل أشهر.
ومنذ المواجهات الدامية في يوليو/تموز الماضي والتي أودت بحياة أكثر من ألفي شخص، لم تعد دورة الحياة إلى طبيعتها بعد بالنسبة إلى سكان السويداء ذات الغالبية الدرزية، الذين يخشون مغادرة منطقتهم وسلوك الطريق نحو العاصمة.
وفي المستشفى الواقع في مدينة السويداء، تقول لميس (32 عاما) التي فضلت عدم إعطاء اسمها كاملا "ذهبنا إلى دمشق أخي وابنتاي وأنا لكي نصدر جوازات سفر" بهدف السفر.
وتضيف أنه في طريق العودة "رأيت شخصا مسلحا على دراجة نارية.. وقف على باب الحافلة وسأل السائق عن وجهتنا، فقال له السائق: إلى السويداء.. فأشار (المسلح) بيده وانهال علينا الرصاص من كل صوب".
وتردف قائلة "أصيبت ابنتي إصابة بالغة بيدها، وأنا مصابة.. أكملت الحافلة سيرها، وواصلوا إطلاق النار علينا. بقينا ننزف طوال الطريق والحافلة ممتلئة بالدماء.. هناك من قُتل وهناك من يصرخ. كل الطريق كانت عبارة عن صراخ وموت ودماء".
وقتل شخصان، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) في حادث إطلاق النار على الحافلة التي كانت تقل مدنيين على طريق السويداء، ونسبت الوكالة الهجوم إلى "مسلحين مجهولين".
وقالت منصة السويداء 24 الإخبارية المحلية إن القتيلين هما امرأة اسمها آية سلام وشاب اسمه كمال عبد الباقي، مشيرة إلى أن الحافلة استُهدفت خلال عودتها من دمشق وفي منطقة "ضمن مناطق انتشار حواجز الأمن العام".
وتتابع لميس "يتملكني الرعب الآن طبعا أن أسلك هذا الطريق. ما حصل معنا صعب. لن نتمكن من سلوك هذا الطريق بعد اليوم.. أصبح اسمه طريق الموت".
غربة في الوطنوشهدت المحافظة بدءا من 13 يوليو/تموز ولمدة أسبوع اشتباكات بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو تحولت إلى مواجهات دامية بعد تدخل القوات الحكومية ثم مسلحين من العشائر.
إعلانورغم إعلان وقف إطلاق نار، لا تزال المحافظة تشهد توترا. وبقيت مدينة السويداء تحت سيطرة المقاتلين الدروز، بينما تسيطر القوات الحكومية على المناطق المحيطة بها.
وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت دمشق عن خارطة طريق بدعم من الولايات المتحدة والأردن لإرساء المصالحة في المحافظة، تقوم على محاسبة "كل من تلطخت يداه بالاعتداء على المدنيين".
وعينت السلطات السورية كذلك زعيما محليا درزيا قائدا للأمن الداخلي في مدينة السويداء، مركز المحافظة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقعت حوادث عدة على الطريق بين دمشق والسويداء تخللتها عمليات خطف وإطلاق نار على سيارات كانت حادثة الثلاثاء "أكثرها خطورة"، مشيرا إلى وجود حواجز لمسلحين مرتبطين بالسلطة لكن غير تابعين لقوات الأمن الرسمية.
ويقول سكان من السويداء إنهم لا يزالون يشعرون بالخوف إزاء الوضع الأمني المتوتر على الرغم من توقف أعمال العنف على نطاق واسع.
توتر الأوضاعومنذ أشهر، لم يتمكن مضر (25 عاما)، الطالب الجامعي في اللاذقية (غرب) من العودة إلى السويداء، بسبب توتر الوضع الأمني.
وقال "قصة أمس كانت من أسوأ القصص التي مرت في الفترة الأخيرة.. لم أعد أفكر في الذهاب" إلى السويداء، "إلى حين انتهاء العام الدراسي".
وتابع "هذا الأمر ينعكس على الطلاب بالمقام الأول، له أثر نفسي عظيم وصعب جدا، الشخص يشعر أنه بغربة وهو في وطنه".
وفي محافظة السويداء، يخشى صفوان عبيد (40 عاما) أن يفوّت موعدا له في سفارة في بيروت لإصدار تأشيرة سفر إلى إحدى الدول، لأن الطريق إلى دمشق بات معقدا.
ويقول: "الطريق لم يعد آمنا أبدا، مع استهداف حافلات النقل على طريق دمشق السويداء، الطريق غير مؤمنة أبدا، وليست هناك طريقة أصل فيها إلى دمشق وأسافر إلى بيروت".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
مدرب ونجوم الفدائي يتحدثون لـعربي21 عن مباراتهم مع السعودية ومعاناة غزة
أدلى مدرب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم ، وعدد من اللاعبين بتصريحات منفصلة لـ"عربي21" تحدثوا فيها عن الظروف التي أحاطت بالمباراة الأخيرة مع المنتخب السعودي، ضمن تصفيات "كأس العرب"، على وقع المعاناة التي تعيشها غزة في ظل موجة البرد والمنخفض الذي يضرب القطاع.
وعبّر مدرب المنتخب الفلسطيني إيهاب أبو جزر وعدد من لاعبي "الفدائي" عن مشاعر حزينة انتابتهم بالتزامن مع المباراة التي جمعتهم مع المنتخب السعودي، الخميس، على استاد لوسيل القطري ضمن منافسات بطولة كأس العرب، وذلك بسبب مشاهد غرق خيام النازحين في قطاع غزة، والمعاناة التي يعيشها النازحون هناك.
أبو جزر: شيء يدمي القلب… قريبتي توفيت يوم المباراة
المدرب الفلسطيني إيهاب أبو جزر قال في حديثه لـ"عربي21" إن اللحظات التي شاهد فيها مقاطع غرق الخيام لم تكن مجرد صور عابرة، بل "غصة في القلب"، مضيفًا: "لا توجد كلمات يمكن توجيهها لأهل غزة، فما يحدث يفوق قدرة أي إنسان على التحمّل قريبتي توفيت يوم المباراة بسبب البرد (..) وهذا وحده نموذج يلخّص حجم الكارثة".
وأكد أبو جزر أن اللاعبين خاضوا اللقاء مع الأخضر السعودي وهم يحملون همّين؛ واجبهم الرياضي، وواجبهم الوطني تجاه غزة التي "تُعاني فوق ما يتحمله البشر".
رامي حمادة: هذا شعب جبار… كنا نتمنى أن نفرحه أكثر
حارس المنتخب الفلسطيني رامي حمادة قال لـ"عربي21" إن صور الغرق والبرد زادت مشاعر المسؤولية لدى اللاعبين، مضيفًا: "هذا شعب جبار كنا نتمنى أن نفرحه أكثر في هذه البطولة، لكن قدر الله وما شاء فعل. نأمل من الله أن يهون عليهم ما هم فيه (.. ) الناس أرهقت من الظروف الصعبة".
وأشار حمادة إلى أن الفريق حاول تقديم كل ما يستطيع داخل الملعب "على أمل أن نعطي أهلنا لحظة فرح، ولو قصيرة"، إلا أن الظروف الإنسانية في غزة "أكبر من أي احتفال رياضي".
محمد صالح: أتابع الفيديوهات لحظة بلحظة.. أهلي هناك
مدافع المنتخب الفلسطيني وهو ابن قطاع غزة محمد صالح بدا متأثرًا، إذ قال لـ"عربي21" إنه يتابع باستمرار مقاطع الفيديو التي تصل حول معاناة الناس في القطاع مضيفا: "أهلي هناك، وأتابع الأخبار أولًا بأول، مشاهد المياه وهي تجرف الخيام مؤلمة للغاية… نتمنى من الله أن يفك الكرب عن غزة، وأن يجمعنا بشعبنا في القطاع على خير".
وأوضح صالح أن اللاعبين حاولوا "إخفاء أوجاعهم الشخصية من أجل التركيز داخل الملعب"، لكن ما يحدث في غزة "يظل حاضرًا في كل دقيقة".
وداع مشرف
وكان المنتخب الفلسطيني قد ودّع البطولة بعد خسارته أمام المنتخب السعودي بهدف دون مقابل جاء في الشوط الإضافي الثاني، بعد تأهله للدور ربع النهائي نتيجة فوز وتعادلين في المجموعة التي ضمت إضافة له "العنابي" القطري إضافة للمنتخبين التونسي والسوري.