باحثون يكشفون عن اختبار سريع ينذرك بـ "السكتة الدماغية"
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
تعتبر السكتة الدماغية واحدة من الأسباب الرئيسية للوفاة والعجز في العالم، واللافت أن حوالي ثلث الحالات حاليا تحدث في أوساط الفترة العمرية بين 30 و40 عاما.
يجري التذكير بأهمية الوقاية من السكتة الدماغية والاستجابة السريعة والرعاية الطبية الممكنة في اليوم العالمي للسكتة الدماغية في 29 أكتوبر من كل عام. المناسبة ظهرت بمبادرة من المنظمة العالمية للسكتة الدماغية في عام 2006.
السكتة الدماغية تُعرف بأنها اضطراب مفاجئ في الدورة الدموية يصيب 15 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. هذا الداء يعد أيضا السبب الرئيسي الثاني للوفاة. تسبقه في المرتبة الأولى أمراض القلب التاجية.
السكتة الدماغية تتطلب عناية طبية فورية نتيجة وجود احتمالية للوفاة. إذا تم علاج الضحية في أول 4 إلى 6 ساعات، فإن احتمال البقاء على قيد الحياة واستعادة الوظائف الحيوية يزيد بشكل كبير.
على المستوى العالمي، يُصاب واحد من كل أربعة أشخاص فوق سن 25 عاما بسكتة دماغية خلال حياته. عدد حالات السكتات الدماغية عالميا بين عامي 1990 - 2021، ارتفع بنسبة 70 بالمئة، كما ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالسكتات الدماغية الحادة بنسبة 44 بالمئة.
من بين عوامل الإصابة بالسكتة الدماغية، زيادة الوزن والسمنة، وعادات الأكل غير الصحية، وقلة النشاط البدني، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري.
إضافة إلى ذلك، تزيد العوامل البيئية مثل الاحتباس الحراري وتلوث الهواء بالجسيمات، من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
يمكن الوقاية من 80 بالمئة من حالات السكتة الدماغية. يرتبط خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، أعلى من 5.5 مليمول/لتر، والتدخين، بما في ذلك التدخين السلبي، وكذلك استهلاك التبغ بأي شكل آخر، وضعف تخثر الدم وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
من جانب آخر، تحدث السكتة الدماغية في بعض الأحيان لأسباب وراثية. يزيد التاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
يقول الأطباء: الوقاية درع واق. لتجنب هذا الداء، ابدأ بتغذية متوازنة تشمل 400 غرام يوميا على الأقل من الخضار والفواكه، إلى جانب الحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والخضر والأسماك.
قلل من اللحوم الحمراء إلى أقل من 500 غرام أسبوعيا، فهي غنية بالدهون المسببة لانسدادات الأوعية. خفف من الملح والسكر لتجنب السمنة وارتفاع الضغط والسكري. تجنب أيضا الكحول التي تهدم جدران الأوعية.
لا تنسَ النشاط البدني المنتظم، فهو يقوي العضلات والأوعية ويخفف التوتر. واحرص على فحص دوري لمستويات الكوليسترول والسكر في الدم مرة في العام على الأقل.
يُوجد اختبار سريع يساعد في الكشف عن السكتة الدماغية يُسمى "F.A.S.T":
علامات في الوجه: يطلب من الشخص أن يبتسم. إذا كان يعاني من سكتة دماغية، فسيكون اتجاه إحدى زوايا فمه للأسفل.
علامات في اليدين: يطلب من المريض رفع كلتا يديه والاحتفاظ بهما لمدة 5 ثوان. في حالة السكتة الدماغية، تسقط ذراع واحدة، أو لا يستطيع الشخص السيطرة عليها على الإطلاق.
علامات في الكلام: يُطلب من المعنيين أن يقولوا عبارة بسيطة. مع وجود السكتة الدماغية، يصبح الكلام غير واضح وغير مفهوم.
علامة الوقت: إذا لوحظت أي من هذه الإشارات، يصبح الوقت كل شيء. يتوجب الاتصال بالإسعاف على الفور.
علينا أن نذكر دائما أن الوعي والوقاية والسرعة... ثلاثية يمكنها أن تنقذ الكثير من الأرواح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السكتة الدماغية الاستجابة السريعة اليوم العالمي للسكتة الدماغية الإصابة بالسکتة الدماغیة السکتة الدماغیة
إقرأ أيضاً:
صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
شهدت الساعات الأخيرة داخل معسكر بورتسودان تصاعدًا لافتًا في التوتر بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقيادات الحركة الإسلامية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، بعد تفجر خلاف علني على خلفية تصريحات البرهان التي نفى فيها وجود عناصر من الإخوان المسلمين أو كوادر الحركة ضمن قواته المنخرطة في الحرب منذ أبريل 2023.
غير أن النفي لم يمرّ مرور الكرام؛ إذ ردّت قيادات الحركة الإسلامية بسلسلة تسجيلات ومقاطع فيديو تثبت—وفق روايتهم—مشاركتهم المباشرة في العمليات الجارية، بل وتظهر أنهم "العصب الرئيسي" للقتال، بينما اعتبر بعضهم أن الجيش السوداني لا يمكنه الاستمرار دون دعمهم.
وفي أحدث ردٍّ على تصريحات البرهان، قال أحمد عباس، والي سنار الأسبق في عهد نظام البشير، إن "من يديرون الحرب الآن هم الحركة الإسلامية، وإن 75% من المقاتلين الذين يقاتلون مع البرهان هم من أفراد الحركة". وأضاف بتحدٍّ: "هل ما زال هناك من ينكر أن الحرب في السودان هي حرب الحركة الإسلامية؟"
وأكد عباس أن الحركة الإسلامية لا تعمل في الظل، بل تمارس دورها بشكل مباشر، قائلاً: "نحن من نسند الحكومة، ونحن من يجلب لها الدعم… وحتى علاقاتها الخارجية تُحلّ عبرنا". كما شدد على أن التنظيم لا يزال يسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، رغم حلّ لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
من جانبه، يواجه البرهان انتقادات متزايدة بعد إنكاره أي وجود للإخوان داخل السلطة التي يديرها حاليًا، رغم أن الواقع الميداني—وفق مراقبين—يشير إلى هيمنة واسعة لعناصر التنظيم على مفاصل الدولة العسكرية والمدنية. وهو ما أكده القيادي الإسلامي عبدالحي يوسف خلال ندوة في إسطنبول حين قال: "البرهان أعجز من أن يقضي على الإسلاميين لأنهم موجودون حتى في مكتبه".
تصريحات يوسف وعباس فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات حول حجم الشرخ بين المؤسسة العسكرية وقيادات الحركة الإسلامية التي تُعد الشريك الأبرز للجيش في الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع.
وفي تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، قال الطيب عثمان يوسف، الأمين العام للجنة تفكيك التمكين، إن حديث البرهان عن عدم سيطرة الإخوان على السلطة "يكذبه الواقع"، مقدّرًا نفوذهم بما يفوق 95% من أجهزة الدولة ومؤسساتها. وأضاف أن اللجنة تمتلك من الأدلة ما يكشف حجم الجرائم والفساد الذي مارسه التنظيم وكيفية تمكين كوادره داخل قطاعات الأمن والقضاء والاقتصاد.
ويرى محللون أن هذا الجدل العلني غير المسبوق بين طرفي التحالف الحكومي–الإسلامي لا يُعد مجرد سجال إعلامي، بل يعكس أزمة بنيوية عميقة داخل المعسكر الذي يقود الحرب. فبينما يسعى البرهان لإظهار الجيش كقوة وطنية مستقلة بلا هوية أيديولوجية، يتمسك الإسلاميون بإبراز دورهم المركزي كقوة قتالية وتنظيم سياسي يريد فرض نفسه لاعبًا رئيسيًا في مرحلة ما بعد الحرب.
ويحذر خبراء من أن هذا التوتر المتصاعد قد يكون مقدمة لتحولات أكبر في بنية التحالف القائم، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة، وتراجع الوضع الميداني في عدة جبهات.
ومع استمرار الحرب وتعقّد المشهد، تبدو العلاقة بين الجيش السوداني وحلفائه الإسلاميين مرشحة لمزيد من الانفجار، وسط مؤشرات على صراع نفوذ داخل السلطة المؤقتة. ففي وقت يسعى البرهان إلى تقديم نفسه للمجتمع الدولي كلاعب مستقل، يصر الإخوان على تذكيره بأنهم جزء أساسي من قوته على الأرض.
وبين الاتهامات المتبادلة والظهور العلني للتنظيم، يبدو أن الحرب في السودان لم تعد فقط مواجهة عسكرية، بل صراعًا داخليًا على السلطة والشرعية ومسار الدولة خلال المرحلة المقبلة.