الهجمات الملهمة.. هاجس يرعب مؤسسات الاحتلال الأمنية والعسكرية
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
مع تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية، تتصاعد مخاوف الاحتلال عشية بدء العام الدراسي الجديد، لاسيما عقب وقوع العديد من الهجمات المتلاحقة في يوم واحد، فيما يتواصل الزجّ بمزيد من الكتائب القتالية إلى الضفة الغربية.
وذكر إليشع بن كيمون وعيناف حلافي مراسلا صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الهجمات التي وجدت طريقها للتنفيذ في يوم واحد بالضفة الغربية والقدس المحتلة، يقابلها عشرات الإجراءات المضادة، ومطاردة المقاومين الذين لم يتم القبض عليهم بعد".
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21” أن "المؤسسة الأمنية تخشى إعادة انتشار الهجمات الفردية، مع تزايد القلق بشأن الهجمات الملهمة التي تشكل تهديدًا منفردا، وتحدث بعد الهجمات الكبرى التي تخلق التوتر، مع تزايد صعوبات إحباط مثل هذه الهجمات".
وأوضح التقرير، أن "الهجمات الفلسطينية المتوقعة في الفترة القادمة يطلق عليها اسم (هجمات الإلهام)، حيث يكون هناك مهاجم واحد ليس له انتماء تنظيمي، ويقرر التحرك لعدة أسباب، بما فيها استلهام من عمليات إطلاق نار سابقة، مما يخلق جواً من الرعب بصفوف الإسرائيليين، وهذا ما حدث في العديد من حوادث إطلاق النار التي وقعت في الفترة الماضية".
وأكد التقرير، "أن تلك الهجمات دفعت قيادة الجيش والأمن لإجراء تقييم للوضع بمشاركة رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار وكبار الضباط في الجيش، فيما نفذت أجهزة الأمن في الأشهر الأخيرة العديد من العمليات لاعتقال المطلوبين ومن يدخلون إلى فلسطين المحتلة بطريقة غير قانونية".
وكشف التقرير عن "اعتقال 150 فلسطينيا منذ الأسبوع الماضي، وضبط 39 قطعة سلاح، وتدمير 7 مخارط في قرية بيتونيا، وعشرات العبوات الناسفة الموجودة شمال الضفة الغربية، ومع ذلك فلا يزال الجهاز الأمني يشعر بالقلق من الهجمات الملهمة التي قد تمتد إلى قلب دولة الاحتلال، وكان من الممكن أن ينفذ المقاومون بسهولة عمليات دهس أو طعن".
وبين التقرير أنه "بالتزامن مع العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي والشاباك، تتواصل ملاحقة المقاومين، حيث يستغرق الأمر للوصول إليهم 48 دقيقة، وأحيانا 48 ساعة، وأحيانا 48 يوما، واليوم مع افتتاح العام الدراسي باتت الفترة القادمة مليئة بالتحديات".
وأشار إلى أن درجة تأهب النظام الأمني في هذا الوقت من العام ستكون عالية جدا، لأن الجيش يخشى انتشار الهجمات الفردية التي قد تشعل انقسامات إضافية، وتخلق فوضى أمنية، وهجمات أكثر فتكا، رغم أن الهدف في الوقت الحالي هو مواصلة الإجراءات المضادة، وتحسين إجراءات الجيش لمنع نجاح هذا النوع من الهجمات".
وبالتزامن مع الإجراءات الأمنية للاحتلال لمواكبة تصاعد عمليات المقاومة، فإن دولة الاحتلال تتحمل مسؤولية تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية.
ويعتمد الاحتلال التصعيد كسياسة رسمية ، ويكرّس وقته من أجل استكمال خططه للقضاء على القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ توسعة مشاريعه الاستعمارية، وتعميق الاستيطان، وتهجير الفلسطينيين، خاصة من القدس المحتلة، واستكمال الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المقاومة الاحتلال الهجمات الضفة الغربية الضفة الغربية الاحتلال المقاومة هجمات صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة يخدم إستراتيجيتها الكبرى
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن تصاعد وتيرة العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يعكس تحولا إستراتيجيا واضحا في أسلوب المواجهة، ويخدم هدفا أكبر يتمثل في منع الاحتلال من السيطرة على الأرض.
وأشار حنا في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة إلى أن مشاهد استهداف الجنود الإسرائيليين في حي الشجاعية بمدينة غزة تُظهر تنوعا في التكتيك ودقة في اختيار نوع السلاح المناسب لكل موقع، موضحا أن استخدام بندقية القنص "الغول" يعكس تكيّفا ميدانيا عاليا لدى المقاومة.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد بثت في وقت سابق من اليوم الجمعة مشاهد جديدة من عملية نفذتها في الشجاعية، ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها اسم "حجارة داود"، تضمنت قنص جندي إسرائيلي وتفجير عبوات ناسفة في قوة راجلة.
وأوضح العميد حنا أن الشجاعية تمثل جبهة قتال شديدة التعقيد، وقد شهدت منذ بدء الحرب أكثر من 45 عملية نوعية، من بينها اشتباكات مباشرة وعمليات استشهادية، الأمر الذي يؤكد أن السيطرة الإسرائيلية على هذا الحي ما زالت بعيدة المنال.
نسق تصاعدي
وتابع بأن توالي هذه العمليات وفق نسق تصاعدي يشير إلى أن المقاومة تعتمد تكتيك الاستنزاف، من خلال إجبار الجيش الإسرائيلي على خوض معارك متعددة ومتزامنة في محاور مختلفة، مما يعيق تقدمه ويرهق بنيته العسكرية.
إعلانوأكد أن المقاومة تخلت عن إستراتيجية التمركز، وباتت تعتمد على المناورة والكرّ والفرّ، بحيث تتخلى مؤقتا عن الأرض مقابل إبطاء التوغل الإسرائيلي، على أمل أن تفضي هذه المعادلة إلى فرص سياسية مواتية على المدى المتوسط.
وأضاف أن ما يجري يعكس قدرة واضحة على استخدام "منظومة سلاح" فعالة، تتنوع بين القنص، والعبوات الناسفة، والذخائر غير المنفجرة، بما يحقق أعلى درجات التأثير في صفوف الاحتلال بأقل قدر من الموارد.
ولفت إلى أن أسلوب التخطيط في هذه العمليات يتميز بالمرونة والسرعة، إذ يجري بناء الموقع، وتحديد الهدف، وتنفيذ الهجوم في وقت قياسي، مما يدل على فعالية في التقدير اللحظي واحترافية في التنفيذ.
مسارات إجبارية
وأشار إلى أن المقاومة تنجح أحيانا في فرض مسارات إجبارية لحركة قوات الاحتلال، كما حدث في خان يونس، حيث تم استدراج قوة إلى محور معين وزُرعت عبوات ناسفة مسبقا لتفجيرها في التوقيت الحرج.
وأوضح أن لكل ساحة قتال خصوصيتها، وبالتالي تختلف تكتيكات الشجاعية عنها في بيت لاهيا أو خزاعة، مما يعكس فهما ميدانيا عميقا للبيئة القتالية ومرونة تكتيكية تمنح المقاومة قدرة أعلى على الصمود.
وقال إن خطة الاحتلال تقوم على تهجير سكان الشمال وتكريس السيطرة على 75% من مساحة القطاع، وهو ما تسعى المقاومة إلى تقويضه عبر معارك استنزافية تمنع تثبيت واقع ميداني جديد في المناطق المفرغة.
وأكد أن جيش الاحتلال يتحرك وفق خطوات بطيئة، كما أشار قادته، بسبب حرصه على تجنب الخسائر المباشرة، ولهذا يلجأ أحيانا إلى استخدام آليات مدنية كما حدث مع الجرافة التي ظهرت في مشاهد العملية الأخيرة.
وأشار حنا إلى أن الاحتلال يسعى حاليا لتوسيع ما يسميه "المنطقة العازلة" في الشمال، وتحويل الغزيين إلى مجموعتين محاصرتين، إحداهما في محيط مدينة غزة، والأخرى جنوبا قرب المواصي، تمهيدا لتنفيذ خطة أوسع لتفكيك المقاومة.
إعلان