تحذيرات من هيمنة إعلامية يمينية في بريطانيا مع استحواذ ديلي ميل على تلغراف
تاريخ النشر: 24th, November 2025 GMT
مع تلاشي الغبار عن معركة ملكية صحيفة تلغراف البريطانية لصالح زميلتها ديلي ميل، يعبّر كثيرون عن خشيتهم من تراجع المنافسة والتنوع، وسط قلق من توحيد المؤسسات الإعلامية اليمينية وتداعيات ذلك في ساحة الإعلام البريطاني.
وستنضم ديلي تلغراف إلى مجموعة "ديلي ميل & جينيرال ترست" (DMGT) التي تمتلك عددا من المؤسسات الإعلامية الكبرى، بما في ذلك "ديلي ميل"، وميل أون صنداي، و"ميترو" (Metro) و"آي بيبر" (i Paper) و"نيو ساينتيست" (New Scientist).
وأبرم مالك صحيفة ديلي ميل، اللورد روثرمير صفقة بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (655 مليون دولار أميركي) لشراء صحيفة تلغراف في خطوة من شأنها تعزيز قوة الإعلام اليميني في المملكة المتحدة، وفق صحيفة غارديان.
ودخلت مجموعة (DMGT) في مرحلة تفاوض حصرية مع تحالف شركتي "ريد بيرد – آي إم آي" الذي كان يبحث عن مشتر، منذ أن اضطر إلى طرح الصحيفة للبيع في الربيع الماضي، بعد أن فرضت الحكومة قواعد تحظر على الدول الأجنبية امتلاك صحف بريطانية.
ويسيطر على "آي إم آي" الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ومالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم.
عملاق صحفي يمينيوترى غارديان أن إنشاء مؤسسة إعلامية يمينية كبيرة سيثير مخاوف في صفوف حزب العمال البريطاني، في وقت تحظى فيه حركة "ريفروم يو كيه" اليمينية بشعبية كبيرة ضد الحكومة.
وقال مستشار سابق لحزب العمال ومقرب من الحكومة: "من المستحيل تقريبا المبالغة في وصف مشاعر الخوف والعداء التي تثيرها صحيفتا تلغراف وميل لدى العديد من السياسيين العماليين، بما في ذلك كبار أعضاء الحكومة".
وعبّر توم بالدوين، الذي كان مستشارا كبيرا لحزب العمال ومحررا سياسيا في صحيفة صنداي تلغراف، عن قلقه بشأن تأثير الاندماج، وحذر من ميل وسائل الإعلام البريطانية بشكل خطير إلى وجهة نظر متجانسة ويمينية وغاضبة، مؤكدا أن الاندماج بين ميل وتلغراف لن يؤدي إلا إلى تفاقم ذلك.
إعلانوقال: "هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للقلق بشأن هذا الأمر من حيث التعددية والمنافسة، ولكن قبل كل شيء، يجب على حكومة حزب العمال أن تنظر فيما إذا كان من الجيد لبريطانيا ولديمقراطيتها أن تعزز صحيفة ديلي ميل قبضتها الضارة على وسائل الإعلام البريطانية".
وأيّد وجهة نظره زعيم حزب العمال السابق لورد كينوك، الذي قال: "يجب أن يدرك الجميع أن إنشاء عملاق صحفي يميني لن يؤدي بالتأكيد إلى تحسين توازن الآراء والعرض".
آخر إنجازات تلغرافوكان من أواخر الإنجازات التي حفلت بها صحيفة التلغراف اليمينية، كشف مذكرة داخلية في شبكة "بي بي سي" أعدّها مايكل بريسكوت، مستشار خارجي سابق للجنة المعايير التحريرية في الشبكة، وأشارت إلى أن محرري برنامج بانوراما، أطول سلسلة تحقيقات تلفزيونية، ضللوا المشاهدين خلال حلقة بُثت في أكتوبر/تشرين الأول 2024 تحت عنوان "ترامب: فرصة ثانية؟".
وأدت التقارير المكثفة من الصحيفة بشأن المذكرة إلى استقالة مدير "بي بي سي" ورئيس تحريرها تيم دافي، والرئيسة التنفيذية للأخبار ديبورا تورنيس.
The front page of today's Daily Telegraph:
'Davie quits BBC over bias scandal' pic.twitter.com/hAQpo341uc
— The Telegraph (@Telegraph) November 10, 2025
ورغم أن رئيس مجلس إدارة "بي بي سي" سمير شاه قدّم اعتذارا شخصيا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن الأخير أعلن نيته مقاضاة الشبكة بتهمة التشهير ومطالبتها بتعويض قد يصل إلى 5 مليارات دولار، لكن الشبكة رفضت تهم التشهير.
وقال مالك ديلي ميل، روثرمير: "لطالما أعجبت بصحيفة تلغراف، هي أكبر صحيفة بريطانية وأفضلها جودة، وقد نشأت وأنا أحترمها، لها تاريخ رائع ولعبت دورا حيويا في تشكيل النقاش الوطني البريطاني على مدى عقود عديدة".
وأكدت مجموعة DMGT أن فريقي تحرير ميل وتلغراف سيظلان منفصلين ومستقلين تحريريا، مع توفير الاستثمار لتحقيق هدف المجموعة في أن تصبح علامة تجارية عالمية.
وحثّ بالدوين الحكومة البريطانية إلى إحباط الصفقة قائلا "منذ اليوم الأول لهذه الحكومة، كانت تلك الصحف عازمة على الإضرار والتدمير بأي طريقة ممكنة، لن يكون هناك أي نية من قبل ميل أو تلغراف لمعاملة الحكومة بإنصاف، إنهم لا يقدمون أي خدمات لهذه الحكومة، ولا ينبغي لهذه الحكومة أن تقدم أي خدمات لهم”.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات صحیفة تلغراف دیلی میل
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد التونسي ينتعش.. وردّ أوروبي على استدعاء السفير وبراءة إعلامية بارزة
شهد الملف التونسي خلال الساعات الماضية جملة من التطورات المتسارعة، بدءًا من إعلان البنك الدولي رفع توقعات نمو الاقتصاد التونسي لعام 2025، وصولًا إلى توتر دبلوماسي مع الاتحاد الأوروبي، وانتهاءً بالإفراج عن الإعلامية والمحامية سنية الدهماني.
توقع البنك الدولي ارتفاع نسبة نمو الاقتصاد التونسي إلى 2.6% خلال 2025، مدفوعًا بتحسن قطاعات الفلاحة والبناء والسياحة والنقل، بعد نتائج إيجابية حققها الاقتصاد في النصف الأول من العام. ورفع البنك تقديراته للنمو من 1.9% إلى 2.6% بعدما سجل الاقتصاد نموًا بلغ 3.2% خلال الربع الثاني على أساس سنوي.
وأشار التقرير إلى أن إنتاج زيت الزيتون والحبوب استفاد من ظروف مناخية ملائمة ساعدت على تعافي القطاع الفلاحي من أزمة 2023، فيما عاد قطاع البناء للنشاط بعد أربع سنوات من الركود، ويتوقع أن يمثل قطاع السياحة رافعة إضافية للنمو خلال 2025.
ورغم هذه التوقعات الإيجابية، حذّر البنك من أن تراجع الطلب الخارجي، خصوصًا من السوق الأوروبية، قد يلقي بظلاله على الاقتصاد التونسي في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها التجارة العالمية. كما انخفضت القيمة المضافة للأنشطة المالية بنسبة 14% في النصف الأول من 2025، ما قد يضغط على النمو الإجمالي.
بروكسل تردّ على استدعاء السفير
وفي تطور سياسي–دبلوماسي مواكب، علّقت المفوضية الأوروبية على استدعاء الرئيس التونسي قيس سعيد لسفير الاتحاد الأوروبي في تونس، جوزيبي بيرّوني، إثر لقائه بالأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العنوني، إن التواصل مع مكونات المجتمع المدني يعد جزءًا أصيلًا من العمل الدبلوماسي، مؤكدًا أن الاتحاد أُبلغ برسالة الرئيس سعيد، ومذكّرًا بأن اتحاد الشغل حائز على جائزة نوبل للسلام لدوره في مسار الحوار الوطني.
وكان الرئيس التونسي اعتبر لقاء السفير مخالفًا للبروتوكول الدبلوماسي، واستدعى بيرّوني إلى قصر قرطاج لتبليغه احتجاجًا رسميًا.
الإفراج عن سنية الدهماني
قضائيًا، أعلن المحامي سامي بن غازي أن وزارة العدل التونسية أصدرت قرارًا بالإفراج عن المحامية والإعلامية سنية الدهماني، المحكومة سابقًا بالسجن لعامين على خلفية تصريحات تتعلق بالمهاجرين غير النظاميين.
وانتقدت رئيسة المرصد التونسي للدفاع عن الحق في الاختلاف، سلوى غريسة، ملاحقة صُنّاع المحتوى والإعلاميين، معتبرة أن النهج الزجري بات يهدد حرية التعبير. ودعت إلى تبني بدائل عقابية غير سالبة للحرية مثل الغرامات أو حجب المحتوى، محذرة من اتساع دائرة الملاحقات لتشمل إعلاميين وبرامج تُوصف بأنها "منافية للأخلاق الحميدة".