إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن التهمها حريق
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
فرضت السلطات الإيرانية حظرا مؤقتا على الدخول إلى معظم مناطق الغابات، في وقت تكافح البلاد لإخماد حريق في غابة مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية أمس الأربعاء.
وتمت السيطرة على الحريق الذي اندلع شمال إيران في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بعد اشتعال النيران لبضعة أيام.
وقد طلبت إيران في 22 من الشهر الحالي -على نحو عاجل- مساعدة خارجية لإخماد الحريق الهائل الذي استعر في غابات ممتدة لنحو ألف كيلومتر على طول بحر قزوين في إيران وأذربيجان المجاورة، ويتراوح عمرها بين 25 و50 مليون عام، وتمتاز بتنوعها البيولوجي إذ تضم أكثر من 3200 نوع من النباتات.
وقد صرح قائد الوحدة المسؤولة عن حماية الغابات مجيد زكريائي -لوكالة مهر الإيرانية للأنباء- بقوله "أبلغنا المحافظات بحظر الوصول إلى مناطق الغابات خارج المناطق المحمية والحدائق العامة قبل هطول أمطار الخريف لمنع تكرار حوادث مماثلة".
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الحريق جرى احتواؤه إلى حد كبير أول أمس، لكن عمليات إخماده بالكامل مازالت مستمرة.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن الحريق "بفعل فاعل" ويُعتقد أنّ صيادين أشعلوه في منطقة إيليت الصخرية بمحافظة مازندران (شمال البلاد).
وقد اندلع الحريق في وقت تواجه إيران إحدى أسوأ موجات الجفاف منذ بدء تسجيلات الأرصاد الجوية قبل 6 عقود.
وقال مسؤول من محافظة غلستان (شمال إيران) للتلفزيون الرسمي إنه "بفضل الجهود المبذولة، يمكننا الآن إعلان السيطرة على الحرائق" في مدن المحافظة.
ومع ذلك، أفاد علي رضا رحائي المسؤول البيئي في محافظة سمنان المجاورة التي تضم أيضا أجزاء من غابات هيركاني -لوكالة الأنباء الرسمية (إرنا)- بأن الحريق امتد إلى المحافظة.
إعلانوقال أيضا "اندلع حريق واسع النطاق في غابة هيركاني الواقعة على الحدود بين محافظتي سمنان وغلستان" مضيفا أن رجال الإطفاء يعملون على احتوائه.
ولم تُصدر السلطات الإيرانية أي معلومات عن حجم الأضرار أو المساحة المحروقة.
وقد أُدرجت غابات إيران الهيركانية، نسبة إلى منطقة هيركانيا (جنوب بحر قزوين) في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2019.
وتؤكد الوكالة التابعة للأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني أن هذه الغابات تحتوي على "عدد كبير من أنواع الأشجار النادرة والمتوطنة" وأنها موطن "أنواع نباتية عديدة من بقايا النباتات المهددة بالانقراض".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
غابات الصنوبر التاريخية في لبنان تواجه أخطر موجة جفاف
في جنوب لبنان، وفي قلب غابة بكاسين الشهيرة بأشجار الصنوبر، ترسم الأزمة البيئية ملامحها بوضوح: تراجع كبير في مخزون مخاريط الصنوبر – الذي كان لسنوات مصدراً رئيسياً للعيش – بفعل الجفاف وظهور افة غريبة داخلياً وخارجياً.
على مدى سنوات، شهد مزارعو الغابة انخفاضاً مطرداً في إنتاجهم، إذ بدأوا بمنحه إلى تقلبات الطقس الموسمية، إلا أن ديناميكيات الأزمة تغيّرت في 2015 حينما تأكد خبراء الغابات من انتشار حشرة تتغذى على مخاريط الصنوبر اللبناني الثمين.
بحسب نبيل نمر، خبير صحة الغابات في جامعة الروح القدس ـ الكسليك، لا تنحصر مسألة الآفة عند تقليل الإنتاج، بل تصل إلى مرحلة تجعل أكثر من 82 % من قرون المخاريط تتحول إلى قشور فارغة، بحيث لا تجني الأشجار ما كانت تجنيه سابقاً.
وأوضحت التحليلات أن الحشرة المعروفة علمياً باسم (ليبتوجلوسوس)، والتي يُعتقد أنها نشأت في أمريكا الوسطى، يعتقد أنها وصلت إلى لبنان عبر منصّات شحن خشبية غير معالجة، ثم انتشرت لاحقاً عبر البحر المتوسط إلى تركيا ومناطق أخرى.
تضم غابة بكاسين نحو مئة ألف شجرة صنوبر مثمرة، لكن وفقاً لـ منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، فإن أعداد الأشجار التي تموت أو تصبح غير مثمرة في الغابة تتزايد بفعل الضغوط المناخية والآفات.
هذا التدهور البيئي يتقاطع مع هشاشة في البُنى المؤسسية. فبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، لم تعد هناك إدارة حكومية فعّالة للاعتناء بالغابات، وازدادت عمليات قطع الأشجار غير القانونية منذ الأزمة الاقتصادية التي بدأت عام 2019.
من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، انعكس الأمر على حياة المزارعين وسلسلة الحصاد، حيث يقول أحدهم إنه من بين ما يقارب 250 جامعاً لمخاريط الصنوبر، تقلّص عدد العاملين حالياً إلى عشرات فقط مع تراجع الموسم.
كما ارتفع سعر بيع الكيلوغرام من حبوب الصنوبر من نحو 65 دولاراً قبل خمس سنوات إلى نحو 100 دولار حالياً، ما دفع الكثير من الأسر والمطاعم اللبنانية إلى استبدالها بشرائح اللوز الأرخص ثمناً.
أما من الجانب البيئي، فيحث نمر على أن الحل لا يقتصر على الحملة الوطنية لرش المبيدات المزمع إطلاقها بين مايو وأكتوبر 2026، بل يتطلب استراتيجية شاملة تشرك المزارعين أنفسهم في رصد الآفات وإبلاغ السلطات وإدارة الغابة، ضمن برامج تدريبية يقودها الجامعة ووزارة الزراعة ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة.
وفي هذا المناخ، تبدو أشجار الصنوبر في لبنان وكأنها تقول بصمت: «نحن بحاجة إلى معالجة جاذبة ومستمرة، لا فقط رشّاً لآفة». فحين تُضعف الأشجار بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة، تفقد قدرتها الطبيعية على الدفاع عن نفسها، وتتحول إلى فريسة سهلة للآفات.