قنبلة قسد الموقوتة شرق الفرات.. أين ستنفجر؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
قنبلة "قسد" الموقوتة شرق الفرات.. أين ستنفجر؟
يتعهد الانفصاليون في قسد جهود الإقصاء وسياسة التهجير والتطهير ضد العرب في المنطقة.
قسد مشروع أمريكي لا يمكن فصله عن التوجهات السياسية الأمريكية، ولعله المشروع الأمريكي الأغبى لتغذيته التوترات مع خصوم وشركاء وحلفاء معًا.
محاولات أمريكا لإعادة تشكيل المنطقة باستنزافها في صراعات عرقية وإشغالها بمشاريع انفصالية انقلبت إلى عملية استنزاف للنفوذ الأمريكي ذاته.
جولات سابقة واحتقان مستمر بين العشائر العربية وقوات قسد؛ أفضت إلى انفجار كان حتميا في دير الزور وريفها بينهما توقع البعض اتساعه ليشمل شرق الفرات بأكمله.
المشروع الانفصالي الكردي يمتد أثره إلى الأراضي التركية والإيرانية والعراقية فهو أكبر من سوريا وأكبر من أن يتحقق ما رفع كلفه على أمريكا وقلل منافعه بالمدى المتوسط والمنظور.
لا يتوقع من المشاريع الانفصالية تحقيق مكاسب لأمريكا رغم استثماراتها الكبيرة فيها وجهود تثبيته على الأرض؛ بالاستعانة بالعشائر العربية التي اشتبكت معه في معركة دموية متواصلة.
* * *
طغت أخبار الاشتباكات المسلحة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الانفصالية المدعومة أمريكيا؛ والعشائر العربية في دير الزور على أنباء الاحتجاجات في محافظة السويداء وأجزاء من الساحل السوري؛ احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
تضارب الأنباء حول القتلى وجولات القتال بين الطرفين قابله تضارب في الأنباء حول الأسباب الفعلية التي أطلقت شرارة المعارك؛ التي أرجعتها بعض المصادر لاعتقال قوات "قسد" لرئيس المجلس العسكري لدير الزور خلال اجتماعه بالزعيم الانفصالي مظلوم عبدي.
في المقابل ذهبت أنباء أخرى للإشارة إلى جولات سابقة واحتقان مستمر بين العشائر العربية والقوات الانفصالية؛ أفضت إلى انفجار كان حتميا في دير الزور وريفها بين قسد والعشائر العربية توقع البعض اتساعه ليشمل شرق الفرات بأكمله، بسبب جهود الإقصاء وسياسة التهجير والتطهير التي يتبعها الانفصاليون في قسد ضد العرب في المنطقة.
المعارك التي أسفرت عن مقتل العشرات من قوات قسد والعشائر العربية المنتفضة على الانفصاليين الذين يقودهم مظلوم عبدي، القادم من قوات حماية الشعب الكردي (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الانفصالي (PYD)، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK) الناشط ضد تركيا؛ كشفت عن حقيقة قائمة على الأرض يصعب على أمريكا إنكارها.
وهي أن مشروعها الكردي الانفصالي سينفجر في حضنها لا حضن أعدائها كونه يصطدم بعقبات كبيرة تجعل منه قنبلة موقوتة تهدد بنسف النفوذ الأمريكي في العراق وسوريا بدل نسف أعدائها في المنطقة.
قسد بأجندتها الانفصالية لا تهدد أراضي سوريا ووحدتها السياسية، فقط إذ يمتد خطرها إلى جبال قنديل في تركيا وإلى شمال شرق إيران مرورا بشمال العراق في إقليم كردستان، حيث نجا زعيم التنظيم الكردي الانفصالي مظلوم عبدي وبرفقته جنود أمريكان من استهداف مسيّرة تركية له خلال تواجده في مطار السليمانية العراقي نيسان/ أبريل الماضي.
فالوجود الأمريكي مستهدف من حلفاء واشنطن وشركائها وخصومها في المنطقة، في ما يمكن وصفة بالمشروع الأمريكي الأغرب والأعقد على الإطلاق في المنطقة الذي تصر أمريكا على التمسك به رغم عجزه وقصوره الذاتي والموضوعي.
رفض المشروع الانفصالي الذي تموله أمريكا وتدعمه شمال شرق الفرات محل إجماع غريب وفي توقيت أغرب بين النظام السوري والمعارضة؛ فالنظام الرافض للتكوين الانفصالي توافقت توجهاته المتناقضة للاستثمار في أزمة قسد ومعاركها؛ مع معارضيه في الثورة السورية الرافضين لنشاط قسد ومشروعها.
وهو ما عبّر عنه الائتلاف الوطني السوري عبر إدانته للممارسات وسياسات قوات قسد وتوجهاتها التي حرفت البوصلة عن الاحتجاجات في الشارع السوري، خاصة السويداء والساحل.
قسد مشروع أمريكي لا يمكن فصله عن التوجهات السياسية الأمريكية، ولعله المشروع الأمريكي الأقل ذكاء إن لم يكن الأغبى لتغذيته التوترات مع خصوم وشركاء وحلفاء الولايات المتحدة في الآن ذاته.
فالمشروع الانفصالي الكردي (قسد) يمتد أثره إلى الأراضي التركية والإيرانية والعراقية، فهو مشروع أكبر من سوريا وأكبر من أن يتحقق وينجح؛ ما رفع كلفه على الولايات المتحدة وحد من منافعه في المدى المتوسط إن لم يكن في المدى المنظور.
ختاما.. محاولات أمريكا لإعادة تشكيل المنطقة عبر استنزافها في صراعات عرقية وإشغالها بمشاريع انفصالية انقلبت إلى عملية استنزاف للنفوذ الأمريكي ذاته، فلا يتوقع من هذا المشروع أن يحقق مكاسب كبيرة للولايات المتحدة رغم الاستثمارات الأمريكية المتعاظمة فيه والجهود المضنية لتثبيته على الأرض؛ بالاستعانة بالعشائر العربية التي اشتبكت معه في معركة دموية لا زالت متواصلة حتى اللحظة.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا سوريا قسد المعارضة النظام السوري العشائر العربية شرق الفرات فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
تحقيق: هذا هو السلاح المستخدم في استهداف مقهى على شاطئ بحر غزة
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق لها، اليوم الخميس 3 يوليو 2025، أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنبلة زنتها 500 رطل (نحو 230 كيلوغرامًا) في قصف مقهى على شاطئ البحر في قطاع غزة يوم الإثنين الماضي.
وأوضح التحقيق أن القنبلة، من طراز "إم كيه-82" وفقا للخبراء، تعد سلاحا ذا قدرة تدميرية كبيرة، يولد موجة انفجار هائلة وينشر شظايا على مساحة واسعة، ما يجعل استخدامها في مناطق مكتظة بالمدنيين عملا عشوائيا على الأرجح.
إقرأ أيضاً: تفاصيل خطة أمريكية - تبادل أسرى وجثامين على خمس مراحل خلال هدنة 60 يوما
وأشار الخبراء القانونيون الذين نقلت عنهم الصحيفة إلى أن الحفرة الكبيرة التي خلفها الانفجار دليل على استخدام هذا النوع من القنابل، محذرين من أن ذلك قد يرقى إلى جريمة حرب في حال ثبت علم الجيش الإسرائيلي بوجود أعداد كبيرة من المدنيين في الموقع، بينهم أطفال ونساء وكبار سن.
وأكد التحقيق أن بقايا وشظايا القنبلة التي انتشلت من أنقاض "مقهى الباقة" الذي كان يطل على البحر ويتكون من طابقين، تم تصويرها وتحليلها، وأظهرت أنها أجزاء من قنبلة "إم كيه-82" أو قنبلة إسرائيلية الصنع من طراز "إم بي آر 500" ذات القدرة المماثلة.
وذكر الجيش الإسرائيلي للصحيفة أن الهجوم قيد المراجعة، مؤكدا أنه اتخذ إجراءات قبل الغارة لتقليل خطر إصابة المدنيين.
وبحسب مسؤولين طبيين وشهود، أسفر القصف عن استشهاد ما بين 24 و36 فلسطينيا، وإصابة العشرات، من بينهم صانع أفلام وفنان وربة منزل عمرها 35 عاما وطفل في الرابعة من عمره، فضلا عن طفل في الرابعة عشرة وفتاة عمرها 12 عاما ضمن المصابين.
وينص القانون الدولي، بحسب اتفاقيات جنيف، على حظر أي هجوم قد يؤدي إلى "خسائر عرضية في أرواح المدنيين" تكون "مفرطة أو غير متناسبة" مع الميزة العسكرية المتوقعة. ويرى الخبراء أن قتل هذا العدد من المدنيين لا يمكن تبريره إلا إذا كان الهدف ذا أهمية عسكرية استثنائية.
وأوضح التحقيق أن المقهى المستهدف كان معروفا في غزة منذ نحو 40 عاما كوجهة ترفيهية شعبية للشباب والعائلات، يقدم مشروبات بسيطة في طابقين، بسطح مفتوح وطابق أرضي ذي نوافذ تطل على البحر، كما أن مداخله كانت واضحة للرؤية الجوية.
كما أشار إلى أن منطقة الميناء حيث يقع المقهى لم تكن مشمولة بأي أوامر إخلاء إسرائيلية تحذيرية.
وانتقد خبراء قانونيون، نقلت عنهم الصحيفة، هذا الهجوم بشدة. فقد وصفه جيري سيمبسون من "هيومن رايتس ووتش" بأنه "على الأرجح غير قانوني وغير متناسب أو عشوائي"، موضحا أن الجيش كان يعلم على الأرجح باكتظاظ المقهى وقت الضربة، وأن استخدام قنبلة بهذا الحجم كان سيقتل ويشوه العديد من المدنيين.
واعتبر أندرو فورد، أستاذ حقوق الإنسان في جامعة مدينة دبلن، أن الهجوم "صادم"، مضيفا أن "استخدام ذخائر ثقيلة في منطقة مدنية مكتظة يجعل حتى أكثر أنظمة الاستهداف تطورا عاجزة عن منع نتائج عشوائية".
أما مارك شاك، أستاذ القانون الدولي المساعد بجامعة كوبنهاغن، فقال إنه "من شبه المستحيل تبرير استخدام مثل هذه الذخائر في هذا السياق"، مشيرًا إلى أن معايير العمليات العسكرية في أماكن أخرى مثل أفغانستان والعراق كانت تضع حدودًا صارمة على عدد الضحايا المدنيين حتى عند استهداف شخصيات عالية القيمة.
وختم التحقيق بالإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يمتلك ترسانة واسعة من الذخائر، ويستخدم عادة ذخائر أصغر حجمًا في الضربات الدقيقة، بما في ذلك في عملياته الأخيرة في لبنان وإيران.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل خطة أمريكية - تبادل أسرى وجثامين على خمس مراحل خلال هدنة 60 يوما 114 شهيدا في غزة منذ فجر الأربعاء 2 يوليو 2025 - أسماء أوقاف غزة تصدر بيانا بشأن نفاد القبور في القطاع الأكثر قراءة محدث: بالأسماء: قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقال اليومية في الضفة صحيفة تكشف آخر تطوّرات وجهود مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة "ميرسك العالمية" تقطع التعامل مع شركات مرتبطة بالمستوطنات 39 مفقودا قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025