صحيفة الاتحاد:
2025-12-03@17:13:48 GMT

الفضاء.. مشروع وطني

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

آمنة الكتبي (دبي) 


خطت الإمارات طريقها إلى الفضاء بخطى واثقة ورؤية واضحة، محولة علوم الفضاء من طموح مستقبلي بعيد إلى مشروع وطني متكامل يستند إلى الاستدامة، والمعرفة، والتكنولوجيا المتقدمة.
وشهد عام 2009 إطلاق أول قمر اصطناعي إماراتي باسم «دبي سات-1»، تلته المهمة الثانية «دبي سات-2» عام 2013، ما رسخ تجربة الدولة في بناء أقمار لأغراض الرصد والمراقبة، وفي عام 2018، أطلقت الإمارات القمر «خليفة سات»، كأول قمر اصطناعي تم تصميمه وتصنيعه بالكامل في الدولة بأيادٍ إماراتية.

دخلت الإمارات التاريخ بإطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ في يوليو 2020، ووصوله بنجاح إلى مدار الكوكب الأحمر في فبراير 2021، لتصبح خامس دولة في العالم تنجح في هذه المهمة من المحاولة الأولى، حيث حققت المهمة أهدافها العلمية بدراسة الغلاف الجوي للمريخ، وتقديم بيانات غير مسبوقة لمجتمع الباحثين العالميين.
كما عززت الإمارات طموحها نحو الفضاء العميق بإعلان مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، المقرر إطلاقها عام 2028، ما يعكس انتقالها من مرحلة التشغيل إلى مرحلة القيادة والمشاركة في اكتشاف الفضاء البعيد، حيث تمتد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وستعمل الأجهزة العلمية لمركبة المستكشف محمد بن راشد على معرفة أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه، وتقدير إمكانية استخدام تلك الكويكبات كموارد لمهمات استكشاف الفضاء في المستقبل. 

أما على مستوى برامج الفضاء البشرية، فنجحت الإمارات في تأهيل رواد فضاء إماراتيين للمهام العلمية في المدار، وكان رائد الفضاء هزاع المنصوري أول إماراتي يصل إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019، في مهمة قصيرة امتدت لثمانية أيام، وتبعتها لاحقاً مهمة أطول نفذها معالي سلطان النيادي، رائد الفضاء، وزير دولة لشؤون الشباب، ضمن مهمة استمرت 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، أجرى خلالها عشرات التجارب العلمية، والمشاركة في أول مهمة سير في الفضاء الخارجي لرائد فضاء عربي.
كما واصلت الإمارات تطوير أقمارها الاصطناعية باستخدام تقنيات محلية متقدمة، وكان إطلاق القمر «محمد بن زايد سات» في يناير 2025 محطة مفصلية، كونه يعد أكثر الأقمار الاصطناعية تطوراً في المنطقة من حيث دقة التصوير، وحجم البيانات، وكفاءة معالجة الصور. كما جاء مشروع «المستكشف راشد» كأول مهمة عربية لاستكشاف سطح القمر، وقد تم إطلاق «راشد 1» في ديسمبر 2022، لكنه لم ينجح في الهبوط على سطح القمر، ومع ذلك واصلت الإمارات العمل على النسخة الثانية، وتم الانتهاء من تطوير «راشد 2» بنجاح في أكتوبر 2025، استعداداً لإطلاقه في مهمة جديدة تهدف إلى دراسة الخصائص الحرارية والتكوينية لسطح القمر، من خلال أجهزة تصوير ومستشعرات علمية متطورة تم تصميمها وتصنيعها محلياً.
ووفقاً لنتائج المسح الوطني للفضاء، ارتفع إجمالي الإنفاق الحكومي والخاص في هذا القطاع بنسبة 49%، كما شهد الاستثمار في البحث والتطوير الفضائي نمواً بلغ 9 أضعاف منذ عام 2019، ما يعكس التحول الكبير نحو التركيز على تطوير التقنيات الفضائية المتقدمة محلياً، كما أشار المسح إلى زيادة بنسبة 51% في عدد المواطنات العاملات في قطاع الفضاء خلال عام واحد فقط، وهو ما يعكس نضج البيئة التمكينية لدور المرأة الإماراتية في قطاعات المستقبل.

أخبار ذات صلة الإمارات.. ترسم مستقبل «الذكاء الاصطناعي» التعليم.. ركيزة التحوّل نحو المستقبل

3500 وظيفة 
بلغت نسبة تمويل واستثمارات القطاع الخاص في الفضاء 44.3 % ما يعزز أهمية القطاع الخاص في قطاع الفضاء، ويضم القطاع الفضائي أكثر من 180 شركة ناشئة ومركزاً للبحث والتطوير، بدعم من حاضنات تقودها الحكومة وبرنامج المناطق الاقتصادية الفضائية؛ بهدف دعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، كما تم تأسيس صندوق وطني بقيمة 3 مليارات درهم، لدعم قطاع الفضاء، ويوفر قطاع الفضاء أكثر من 3500 وظيفة مباشرة وآلاف الوظائف غير المباشرة في دعم الصناعات، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتصنيع المتقدم.

 

رؤية استراتيجية

تعد الإمارات اليوم من أبرز الدول العربية التي امتلكت منظومة فضائية متكاملة، سواء على مستوى البنية التحتية، أو الخبرات الوطنية، أو المشاريع المتقدمة التي تجاوزت حدود المدار الأرضي إلى الفضاء العميق، وجاء هذا التقدم نتيجة رؤية استراتيجية طويلة المدى، بدأت مع إطلاق أولى المبادرات الفضائية الوطنية، وتطورت لتصبح نموذجاً يحتذى به في بناء قطاع فضائي سيادي تنافسي.

«ياه سات»

بدأت الإمارات في قطاع الفضاء عندما انطلقت مشاريع اتصالات فضائية، مثل «الثريا» في أواخر التسعينيات، تبعتها «ياه سات» لتشكل نواة الاستثمارات الأولى في البنية الفضائية، وبدأ التحول الحقيقي عام 2006 تزامناً مع تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء، الذي أصبح الذراع التنفيذية للبرامج الفضائية، وقاد تطوير الأقمار الاصطناعية والاستكشافات العلمية وعمليات الإطلاق.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفضاء الإمارات قطاع الفضاء الأقمار الاصطناعية الاستدامة دبي دبي سات 1 قطاع الفضاء فی قطاع

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. إنجازات محلية لا تتوقف وأداء اقتصادي استثنائي

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الـ54، مواصلة رحلتها نحو المستقبل الزاهر بمزيد من الإنجازات المحلية والعالمية، التي ميّزت العام 2025 «عام المجتمع» في ظل قيادتها الرشيدة.

وعزّزت الإمارات حضورها الفاعل في المشهد الدولي، ورسّخت موقعها كقوة اقتصادية وازنة على مستوى المنطقة والعالم، وواصلت إسهاماتها الفارقة في مختلف ساحات العمل الإنساني، فيما برزت على المستوى المحلي العديد من الإنجازات النوعية، التي شكّلت دفعة جديدة إلى الأمام في مسيرة التنمية المستدامة.

(نمو اقتصادي)


واصل الاقتصاد الإماراتي تعزيز مكانته كأحد أسرع الاقتصادات العالمية نمواً، مدفوعاً بزخم الأداء القوي للقطاعات غير النفطية، والمبادرات الاستراتيجية الجاذبة للاستثمار، إذ توقع صندوق النقد الدولي نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 4.8% خلال العام الحالي، فيما بلغت التجارة الخارجية غير النفطية 1.7 تريليون درهم في النصف الأول، بنسبة نمو 24.5%، مقارنة مع النصف الأول من العام السابق.

وأقرّت الإمارات أكبر ميزانية اتحادية في تاريخها لعام 2026 بقيمة 92.4 مليار درهم، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 لرفع الاستثمارات الأجنبية إلى 240 مليار درهم سنوياً.

وتجاوز إجمالي الأصول المصرفية 5.199 تريليون درهم في نهاية سبتمبر 2025، وارتفع إجمالي الائتمان إلى نحو 2.478 تريليون درهم للفترة ذاتها، فيما واصلت الإمارات عملية التوسع في إبرام الشراكات الاقتصادية الشاملة مع العديد من دول العالم.

وشهد العام الجاري إطلاق برنامج «الإمارات مركز عالمي للتجارة» الذي يستهدف استقطاب 1000 شركة دولية كبرى وتوسيع أسواق الصادرات الإماراتية عبر بوابة رقمية عالمية.

أخبار ذات صلة قائد عام شرطة أبوظبي: عيد الاتحاد الـ54 تجديد للعهد وترسيخ لمسيرة الإنجاز «الإمارات للإفتاء الشرعي» يحتفل بعيد الاتحاد الـ 54.. ويؤكد التزامه بترسيخ مبادئ التسامح وخدمة المجتمع

(ازدهار سياحي)


وحافظ قطاع السياحة والسفر على تألقه عبر إنجازاته النوعية على مستوى الجذب والإيرادات والمشاريع، إذ بلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي 257.3 مليار درهم أي ما يمثل 13% من الاقتصاد الوطني.

واستقبلت المنشآت الفندقية في الدولة خلال النصف الأول من العام الجاري أكثر من 16.1 مليون، وسجلت إيرادات بقيمة 26.1 مليار درهم، فيما سجلت مطارات أبوظبي، ومطار دبي الدولي، ومطار الشارقة الدولي، نحو 108.59 مليون مسافر حتى نهاية سبتمبر الماضي.

وحققت الإمارات إنجازاً تاريخياً بفوز شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة 2026-2029، في حين شهد العام الجاري إطلاق مشاريع سياحية واستثمارية كبرى مثل مشروع «الطي هيلز» في الشارقة، والمرحلة الثانية من واجهة الخور المائية في أم القيوين، والإعلان عن تطوير عالم ومنتجع ديزني في أبوظبي، ومشروع «ثيرم دبي» الصحي والترفيهي.

(مشاريع تنموية)


وتسارعت وتيرة المشاريع التنموية التي تعزز جودة الحياة وتلبي متطلبات النمو الاقتصادي والعمراني في الإمارات ومنها إطلاق مشروع القطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي، والإعلان عن خطة وطنية لمشاريع طرق ونقل تتجاوز 170 مليار درهم حتى 2030، تشمل توسعة الطرق الاتحادية ورفع كفاءتها بنسبة 73%، وإنشاء الطريق الاتحادي الرابع بطاقة استيعابية تبلغ 360 ألف رحلة يومياً، ووضع حجر الأساس للخط الأزرق لمترو دبي بطول 30 كيلومتراً.

وبرز في عام 2025 الإعلان عن ترسية عقود 4 مشاريع كبرى لتطوير منظومة تصريف مياه الأمطار بتكلفة 1.439 مليار درهم ضمن مشروع «تصريف» في دبي، وتدشين محطة المطار الكهربائية في أم فنين بالشارقة، بتكلفة تجاوزت 500 مليون درهم، وبدء التشغيل التجاري الكامل لمحطة الفجيرة F3 بقدرة 2.4 جيجاواط، لتزويد أكثر من 380 ألف منزل بالكهرباء، وإطلاق مشروع تطوير «سوق دبي للسيارات» على مساحة 22 مليون قدم مربع ليكون الأكبر من نوعه عالمياً، والإعلان عن إنشاء مبنى كبار الشخصيات وحظائر للطائرات الخاصة مطار رأس الخيمة الدولي، وغيرها من المشاريع التنموية في مختلف إمارات الدولة.

 

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • هل تستحوذ الإمارات على مشروع محمد مرسي!
  • عيد الاتحاد الـ 54: الإمارات.. إنجازات محلية وتألق عالمي في الفضاء وتمكين المرأة
  • نتائج واعدة بختام أعمال "مسرعة عُمان للفضاء"
  • الطرابلسي: الهجرة تستنزف 7.2 مليارات دولار سنويا.. ونسعى لتنفيذ “مشروع وطني للترحيل”
  • حاكم الشارقة يُدشّن مشروع ميدان الاستقلال
  • الإمارات.. إنجازات محلية لا تتوقف وأداء اقتصادي استثنائي
  • الصين تُطلق شنتشو-22 في أول مهمة طوارئ لإنقاذ طاقم محطة تيانجونج
  • ترامب يطلق أكبر مشروع وطني للذكاء الاصطناعي لثورة علمية وصناعية جديدة
  • سلطان بن أحمد القاسمي: الثاني من ديسمبر يوم وطني خالص يمتزج فيه الوفاء والانتماء