الصين تُطلق شنتشو-22 في أول مهمة طوارئ لإنقاذ طاقم محطة تيانجونج
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ برنامج الفضاء المأهول الصيني، نفّذت الصين مهمة إطلاق طارئة، بعدما أرسلت مركبة الفضاء شنتشو-22 إلى محطة تيانجونج في 25 نوفمبر 2025، لتأمين وسيلة عودة آمنة لرواد الفضاء الموجودين على متن المختبر الفضائي، بعد أن وجدوا أنفسهم لعدة أيام دون “قارب نجاة” في الفضاء.
انطلقت المركبة من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة ألكسا بمنغوليا الداخلية، في عملية حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الصينية والدولية، وأكدت جاهزية بكين للتعامل مع سيناريوهات الطوارئ بسرعة وفعالية.
بدأت الأزمة في الخامس من نوفمبر، حين كان من المخطط أن يعود طاقم مهمة شنتشو-20 إلى الأرض بمركبتهم الأصلية، بعد انتهاء مهامهم على تيانجونج. إلا أن الفحص النهائي قبل فك الارتباط كشف وجود شقوق دقيقة في نافذة المركبة، يُرجح أنها نتجت عن اصطدام بجسيمات دقيقة من الحطام الفضائي – وهو خطر متزايد في المدار الأرضي المنخفض.
وبسبب هذا الخلل، اضطرت وكالة الفضاء الصينية إلى إلغاء العودة في اللحظة الأخيرة، ليبقى الطاقم في المحطة إلى حين إيجاد حل بديل. وفي 11 نوفمبر، تمكّن فريق شنتشو-20 من العودة باستخدام مركبة شنتشو-21، تاركًا الفريق الجديد الذي كان على وشك بدء مهامه بلا مركبة صالحة للعودة عند الطوارئ.
وهكذا وجد رواد فضاء شنتشو-21 أنفسهم على متن المحطة لأكثر من عشرة أيام دون وسيلة مغادرة، وهو أمر يتعارض مع بروتوكولات الأمان العالمية الخاصة بالبعثات المأهولة، والتي تشترط دائمًا وجود مركبة عودة جاهزة في أي لحظة.
استجابةً للوضع الاستثنائي، قررت بكين التسريع في تجهيز شنتشو-22 التي كان من المفترض أن تنقل ثلاثة رواد فضاء في أبريل أو مايو 2026. إلا أن الخطة تغيّرت جذريًا:
– أُطلقت المركبة خالية من الطاقم
– مُحملة بشحنات إضافية من المؤن لتعويض النقص الناتج عن امتداد إقامة طاقم شنتشو-20
– مُجهّزة لتعمل مباشرة كمركبة عودة احتياطية لفريق شنتشو-21
ويشير محللون إلى أن هذه الخطوة لم تُظهر فقط مرونة برنامج الفضاء الصيني، بل أكدت أيضًا قدرته على التعامل مع حوادث الحطام الفضائي المتزايدة، والتي أصبحت تهديدًا عالميًا تتعامل معه كل الوكالات الفضائية — من ناسا إلى وكالة الفضاء الأوروبية.
أهمية شنتشو-22 لم تتوقف عند كونها مركبة طوارئ؛ فقد حملت أيضًا داية إمدادات حيوية للفريق الحالي، الذي استهلك كمية كبيرة من المؤن خلال فترة الانتظار غير المخطط لها. وبذلك تعمل المركبة كحل مزدوج: وسيلة عودة وطوق نجاة لوجستي.
ومن المتوقع أن تبقى شنتشو-22 مُلتحمة بالمحطة حتى العام المقبل، لتهبط بعد انتهاء فترة عمل طاقم شنتشو-21 التي تمتد إلى ستة أشهر، قبل أن تُستبدل بالمركبة التالية ضمن برنامج الصين الفضائي الطموح.
رسالة قوية من الصين للعالمتُعد هذه الواقعة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الصين على إدارة الأزمات في الفضاء. فإطلاق مهمة طارئة خلال أيام قليلة، وإعادة توازن الوضع على متن محطة تيانجونج، يعكس التقدم الكبير الذي حققته البلاد في مجال الرحلات المأهولة.
كما تُبرز الحادثة المخاطر المتزايدة للحطام الفضائي، وتؤكد أهمية تطوير أنظمة مراقبة وتدريع أكثر تقدمًا لحماية المركبات في المدار.
وبينما تستعد الصين للتوسع في برنامجها القمري وبناء منشآت فضائية إضافية، يبدو واضحًا أن شنتشو-22 لم تكن مجرد مهمة عادية، بل فصلًا جديدًا يؤكد قدرة بكين على التعامل مع الطوارئ والمحافظة على سلامة روادها في أكثر البيئات قسوة على الإطلاق.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
26 ضحية جديدة في موجة الخطف الجماعي بنيجيريا
تواصلت عمليات الخطف الجماعي في نيجيريا رغم إعلان حالة طوارئ أمنية لمواجهتها، حيث خطف مسلحون 26 شخصا في هجومين منفصلين اليوم الأحد وليل السبت.
وقال مفوض الإعلام بولاية كوجي وسط البلاد، إن كنيسة في قرية إيجبا بالولاية تعرضت، اليوم، لهجوم من قطّاع طرق خطفوا القس راعي الكنيسة و11 من المصلين.
وأضاف أن الشرطة التي وصلت إلى المنطقة بمروحية تواصل عمليات البحث.
وفي سوكوتو بشمال غربي البلاد، قال أحد سكان قرية تشاتشو لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مسلحين اقتحموا القرية وخطفوا 14 شخصا، وهم عروس و10 من وصيفاتها، وامرأتان، إحداهما معها رضيعها.
ويعاني شمال غربي نيجيريا ووسطها منذ سنوات من نشاط مجموعات من قطاع الطرق تنفذ عمليات خطف مقابل فدية وتهاجم قرى وتضرم النيران في المنازل بعد نهبها.
وأعلن الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الأربعاء الماضي، حالة طوارئ أمنية وطنية، داعيا دور العبادة في المناطق الحساسة إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية.
وسُجلت خلال الأسبوعين الماضيين عمليات خطف كبيرة شملت أكثر من 300 تلميذ من مدرسة كاثوليكية في ولاية نيجر وسط البلاد، و38 مصليا في كنيسة بولاية كوارا، وقد أفرِج عنهم لاحقا.
وجاءت موجة الخطف الجديدة عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر فيها، أن المسيحيين في نيجيريا يُقتلون على أيدي "إرهابيين"، في حين تؤكد الحكومة النيجيرية وخبراء أمنيون أن عمليات الخطف تشمل مسلمين ومسيحيين على حد سواء، ويحركها أساسا السعي للحصول على فِدى مالية.