استمرار إغلاق المدارس والجامعات.. أزمة تلوث الهواء في طهران تهدد حياة السكان
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
تقدر وزارة الصحة الإيرانية أن حوالي 59 ألف إيراني يموتون سنويًا نتيجة أمراض مرتبطة بسوء جودة الهواء، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، فيما يُقدر الأثر الاقتصادي للأزمة بأكثر من 17 مليار دولار سنويًا، وهو رقم يتجاوز ميزانية الصحة الوطنية.
تواجه العاصمة الإيرانية طهران أزمة تلوث هواء حادة وصلت إلى مستويات تهدد الحياة، ما دفع نائب الرئيس الإيراني محمد جعفر غامبانة يوم الجمعة إلى التحذير من أن الضباب الدخاني "سيقتل"، في وقت أُجبرت فيه المدارس والجامعات على الإغلاق.
وأكد مسؤولو وزارة التعليم أن الإغلاقات ستستمر إذا لم تتحسن الأوضاع، فيما أفادت شركة مراقبة جودة الهواء في طهران أن المدينة ما تزال في المنطقة الحمراء، مُصدرةً تحذيرات صحية لجميع السكان. وأظهر تقرير حديث أن طهران تُصنَّف كأكثر المدن تلوثًا في العالم.
وتأتي أزمة الهواء في إيران وسط اضطرابات سياسية مستمرة، واحتجاجات شعبية متكررة، بالإضافة إلى تفاقم أزمة المياه الوطنية، ما يخلق ضغوطًا كبيرة على حكومة تواجه استياء شعبيًا واسع النطاق.
ويؤكد الخبراء أن الجمع بين مستويات الضباب الدخاني الخطرة ونقص المياه المزمن يزيد من التوترات الداخلية.
كما تحمل الأزمة انعكاسات إقليمية، إذ تؤثر التلوث ونقص المياه على المحافظات المجاورة، وأحيانًا على مناطق تتجاوز حدود إيران، ما يزيد من تعقيد الديناميات الإقليمية في وقت يشهد فيه البلد حالة عدم استقرار داخلي متصاعدة.
ارتفاع مؤشرات جودة الهواء وإجراءات الطوارئوصل مؤشر جودة الهواء في طهران إلى 200، وهو مستوى غير صحي لجميع الفئات، ما أدى إلى انخفاض الرؤية، واضطرابات في النقل العام، وإصدار تحذيرات على مستوى المدينة تدعو السكان لتقليل الخروج من المنازل.
وطُلب من ذوي الأمراض التنفسية أو القلبية أو الوعائية البقاء في الداخل، مع تحذيرات من احتمال زيادة عدد الحالات في المستشفيات إذا استمرت الأوضاع.
Related الشعاع الحديدي: الليزر الإسرائيلي يُغيّر قواعد الحرب وإيران الهدف الأولإيران تعزز أسطولها البحري وتوسّع نفوذها في المياه الدولية على ضوء التوتر الإقليميجيش خامنئي "الأمريكي" يتحرّك.. والهدف: "إنقاذ النظام الإيراني"وسجلت مدن أخرى مستويات مرتفعة من التلوث، حيث بلغت مشهد مؤشرًا قدره 160، وأصفهان 159، مع تسجيل عدة محطات رصد ارتفاعات قياسية للجسيمات الملوثة.
وفي مواجهة ضعف البنية التحتية للإنترنت، أعلنت وزارة التعليم أن "المدرسة التلفزيونية" ستحل محل التعلم عبر الإنترنت لضمان استمرار العملية التعليمية في ظل الإغلاقات.
طهران تتصدر قائمة أكثر المدن تلوثًا في العالمتسبب مزيج من الانبعاثات الصناعية، والازدحام المروري الكثيف، وتأثير الانعكاس الحراري في احتجاز الهواء الملوث قرب الأرض، مما يزيد من سوء الضباب الدخاني ويجعل طهران، التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة، أكثر المدن تلوثًا في العالم، متقدمة على بغداد ودلهي وكولكاتا.
وتقدر وزارة الصحة الإيرانية أن حوالي 59 ألف إيراني يموتون سنويًا نتيجة أمراض مرتبطة بسوء جودة الهواء، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، فيما يُقدر الأثر الاقتصادي للأزمة بأكثر من 17 مليار دولار سنويًا، وهو رقم يتجاوز ميزانية الصحة الوطنية.
ومن المتوقع أن تستمر السلطات الإيرانية في مراقبة جودة الهواء، مع احتمال تمديد إغلاق المدارس، وإصدار تحذيرات عامة، واتخاذ إجراءات طارئة إذا استمرت مستويات التلوث.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دراسة الصحة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دراسة الصحة روسيا البيئة إيران تلوث الهواء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دراسة الصحة روسيا دونالد ترامب غزة بحث علمي إيران الذكاء الاصطناعي حروب جودة الهواء الهواء فی سنوی ا تلوث ا
إقرأ أيضاً:
القارة العجوز تختنق.. تلوث الهواء يحصد أرواح 182 ألف أوروبي
تواجه القارة الأوروبية أحد أخطر تحدياتها البيئية، إذ كشف تقرير جديد للوكالة الأوروبية للبيئة أن تلوث الهواء في القارة العجوز من أشد التهديدات للصحة رغم تحسّن جودة الهواء خلال السنوات الأخيرة.
ووفق شبكة يورونيوز، التي نقلت تقرير European Environment Agency (EEA)، فإن الجسيمات الدقيقة السامة أدت إلى أكثر من 182 ألف حالة وفاة مبكرة في دول الاتحاد الأوروبي في عام 2023، ما يؤكد أن الخطر ما يزال بعيدًا عن الاحتواء الكامل.
ويشير التقرير إلى أن التعرض لجسيمات «»M2.5"، التي لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرومتر تخترق الرئتين وصولًا إلى مجرى الدم، انخفض بنسبة 57% منذ عام 2005، إلا أن هذا التحسن لم ينجح في خفض الوفيات إلى مستويات مطمئنة، إذ ما زال نحو 95% من سكان المدن الأوروبية يتنفسون هواءً يفوق بكثير الحدود التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
وتُعد الجسيمات الدقيقة من أخطر الملوثات القادرة على التسبب بأمراض تنفسية وقلبية خطيرة، فضلًا عن ارتباطها بسرطان الرئة واحتمالات الإصابة بالخرف، وفق دراسات حديثة، وتنتج هذه الملوثات عن عوادم السيارات، وحرق الوقود الصلب، وبعض العمليات الصناعية، إضافة إلى الحرائق الطبيعية التي ازدادت بسبب تغير المناخ.
ووفق تقييم الأثر الصحي الصادر عن الوكالة، كانت إيطاليا الأكثر تضررًا من التلوث في عام 2023، مسجلة أكثر من 43 ألف وفاة، ما يُعادل 100 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
كما كبدت الجسيمات السامة الإيطاليين أكثر من 407 آلاف سنة من متوسط الأعمار المتوقعة، وجاءت بولندا لاحقًا ب 25، 268 وفاة، تلتها ألمانيا ب 21، 640 وفاة، بينما تصدرت دول البلقان مثل مقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك وألبانيا قائمة التأثير النسبي المرتفع.
في المقابل، بدت بعض الدول قريبة من «النقاء البيئي»، حيث سجلت آيسلندا «صفر» وفاة مرتبطة بتلوث الهواء، فيما لم تتجاوز الوفيات في فنلندا 34 حالة فقط، كما جاءت الدول الإسكندنافية وشمال أوروبا، ومن بينها السويد وإستونيا والنرويج، ضمن الأقل تأثرًا.
وتقود هذه النتائج المثيرة للقلق إلى ضرورة تطبيق التوجيه الأوروبي الجديد لجودة الهواء، الذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر 2024.
وتؤكد مفوضة البيئة في الاتحاد الأوروبي جيسيكا روسوال، أن تلوث الهواء يؤدي بحياة ربع مليون شخص سنويًا، ويكلف الاقتصاد الأوروبي ما يصل إلى 850 مليار يورو، وتشدد على أن القواعد الجديدة تمثل «منعطفًا حاسمًا» في رحلة تحويل التلوث إلى «قضية من الماضي».
اقرأ أيضاًمايكروسوفت: نحن نستثمر في التكنولوجيا الأوروبية
مركز الحوار يشارك في ندوة دولية بفنزويلا
ماكرون: الخدمة العسكرية التطوعية ستفتح أمام من تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاما