صحيفة البلاد:
2025-07-05@10:57:42 GMT

جسر الألفة بين الكاتب والقارئ

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

جسر الألفة بين الكاتب والقارئ

ككل الذين أحزنهم خبر رحيل شاعر السلام “كريم العراقي” شعرت بالحزن، خصوصًا وأني في وقت حاجتي للإسترخاء من خضم الحياة العملية اقرأ أو استمع لقصائده، حتى أصل للمزاج الذي أكون بحاجة للوصول إليه، لكنه رحل وككل الأدباء الذين رحلوا قبله أشعرني الأمربالألم الممزوج بالخوف، لأن رحيله خسارة للأدب والإنسانية على حد سواء، فعلاقة الكاتب بالقارئ رغم تشابكها ،إلا أنها أحيانًا تكون أعمق من صديقين، حين تبدأ بينهما منذ النصّ الأول الذي وقعت عليه عينا قارئ ويكون مفتاح ذلك كله، رغم أن الكاتب يمكنه أن يكتب القصص والقصائد دون قارئ، لكنها ستصبح دون معنى إن لم تكتشف أو تُقرأ، وبالمثل للثاني، لذلك فإن تلك العلاقة هي علاقة خاصة بينهما أوتبادل منفعة أدبية، تستمر حتى بعد وفاة الأول فإن القارئ يحيى ذكراه من خلال مؤلفاته أو شخصيات كتبه.

في الحقيقة لا يوجد شعور أجمل من إغلاق الصفحة الأخيرة من كتاب قضينا معه وقتًا ممتعاً، الأمر يشبه الانتهاء من رحلة بجانب بطل نرافقه بين الصفحات، فالكتب تغيرنا كثيرًا من خلال اكتساب أفكار وتجارب ينقلها إلينا المؤلف عبر الورق، حين نكون بحاجة لشرارة واحدة فقط تضيء لنا طريقاً كان مظلمًا بين أيامنا، أو تحفزنا لبدء حياة كنا نخاف خوضها، ولهذا على الكاتب أن يتمتع بقدرته على إعطاء الحب للقارئ من خلال منحه شيئًا يهرب إليه من معترك أيامه، أو كلمات من خلالها يشعر بالرضا عن نفسه و يقضي وقتًا ممتعًا بين السعادة والحزن أو الراحة والحماسة، فيما يتعلم وجهات نظر جديدة، لذلك يكون للكاتب مكانه خاصة ومؤثره في حياته القُراء، فالكاتب الذي يكتب بعاطفته يمكنه أن يصل لقلوبنا بسهولة، فحيث تظهر العاطفة تتألق الكلمات بصورة أعمق فنشعر وكأنها مكتوبة خصيصاً لنا وهذا أمر يمكنه أن يضفي البهجة إلينا ويخفف عنا أوجاعنا، ولهذا لا يجب الاستهانة بشعور قارئ تجاه كاتب يحبه ويدافع عنه حتى لو كان ميتًا منذ أعوام،لأن الحب هنا طبيعي مبني على عاطفة أدبية بحته وهو سبب نجاح تلك العلاقة بين شخصين لم ير أحدهما الآخر.

ولايمكن لكاتب إلا ويسقط أمرًا عن نفسه فيما يكتب، لأن الكتابة اعترافات خفية، ولهذا حين أكتب أحياناً أضع تجاربي الخاصة بين الأسطر، لأن القراءة غيرتني كثيراً ولهذا في كل مره أنشر ما أكتبه للعلن ، أختار فيه ما يشعر الآخرين بالحب أو يشعرهم بالفائدة وعلي أن أمنح القارئ شيئًا غير عادي يمكنه أن يغير فيه كما فعل الكتاب الذين أقرأ لهم.

‏‪@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: یمکنه أن

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: غزة بين أنقاض الجوع والكرامة

رغم هذا التجويع المُدبر، ورغم هذه المجاعة المصطنعة، لا تزال غزة تحمل في طياتها شيئًا يستحق العيش من أجله، يتمسك أهلها بكرامتهم وهم يبحثون عن فتات قوت يومهم.

 لا تزال المقاومة في عيونهم، ونبضًا لا ينقطع في قلوبهم.. قد تكون موائدهم خاوية، لكن أرواحهم لا تنكسر.

هذا الجوع.. مهما طال لن يكون إلا فصلًا جديدًا في صمودهم.. لقد تعلم أهل غزة كيف يحولون الألم إلى قصة وحكاية تروى، والحصار إلى أمل، والركام إلى منازل جديدة.

سترتفع أصواتهم فوق جوعهم، كاشفةً عن سرقة المساعدات، وكاسرةً لحصار الصمت.

ما يحدث في غزة اليوم جريمة بكل معنى الكلمة - جريمة تشترك فيها آلة الاحتلال الوحشية، وصمت المجتمع الدولي، والأيادي التي تستغل المساعدات على حساب الجوعى.

ولن يُسجل التاريخ إلا الحقيقة: (أن شعبًا مُحاصرًا جاع، ومرض، ونام على الأرض بلا مأوى، بينما نُهبت شاحنات المساعدات أمام أعين العالم).

وغدًا، عندما تهدأ الحرب، ستبقى المجاعة جرحًا غائرًا في ذاكرة غزة.. سيتحدث العالم عن غزة كجيبٍ لم يذعن للجوع، ولم تُهزمه المساعدات المسروقة، منطقة صمدت، تُقاتل حتى آخر رغيف خبز، حتى آخر نفس.

بين صور المعاناة.. واقعًا قاسيًا - واقعًا لا يُمكن تجاهله بكلمات عابرة.. لا تُظهر الصور أطفالًا جوعي فحسب؛ بل تكشف عن استراتيجية مكشوفة تهدف إلى تحطيم روح شعب ينزف منذ أكثر من نصف قرن من الزمان.

تُشير صور سوء التغذية الحادة والأطفال الضحايا إلى انحدارٍ مُفاجئ نحو مجاعة مُطلقة، حيث يعيش نصف مليون فلسطيني تقريبا في مناطق كارثية.

وصلت مناطق مثل شمال غزة إلى مستويات "انهارت فيها المناعة الطبيعية" لدى ملايين الأشخاص، كما أظهرت صور لأشخاص يبحثون عن النباتات البرية ويشربون مياه مُنكّهة بالأعشاب لدرء الجوع.

تتأخر قوافل المساعدات لساعات، بل لأيام، عند معابر مثل كرم أبو سالم ورفح، حيث تمنع نقاط التفتيش الإسرائيلية الدخول باستمرار.

شهدت حادثة وقعت مؤخرًا في جنوب غزة لتدافع حشود للحصول على ما وُصف بسخرية بأنه "طعام إسرائيلي مؤقت" - وهو توزيع قامت به منظمةٌ جديدة مدعومةٌ من إسرائيل والولايات المتحدة (مؤسسة غزة الإنسانية).

تحول المشهد إلى عنف: أُطلقت طلقات تحذيرية وذخيرة حية على مئاتٍ من الناس الجائعين في العراء، ما أسفر عن سقوط ضحايا.

 هذا ليس مجرد جوع.. إنه سلاح جديد والصور  خير دليل.

طباعة شارك غزة دونالد ترامب الأمم المتحدة أحمد ياسر كاتب صحفي مؤسسة غزة الإنسانية

مقالات مشابهة

  • السالمي: مدرب الهلال قد يريح اللاعبين الذين اجهدوا في بطولة العالم.. فيديو
  • إسرائيل تحدد الرهائن الذين تعتبرهم أولوية بصفقة غزة المحتملة
  • بالفيديو .. الكاتب حمادة فراعنة كيف قرأ المشهد في الإقليم بعد الحرب الايرانية الإسرائيلية
  • أحمد ياسر يكتب: غزة بين أنقاض الجوع والكرامة
  • وزير الخارجية: التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنهم، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا
  • أهالي المنيا يشيعون جثامين الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعهم على يد والدهم.. شاهد
  • بينَ النصِّ والقارئِ
  • وفاة الكاتب الصحفي عادل السروجي نائب رئيس تحرير الأهرام المسائي
  • بلال قنديل يكتب : هذا المساء
  • إعلام الفيوم يستضيف الكاتب الصحفى "محمود مسلم" فى الأحتفال بثورة ٣٠ يونية