قانونيون: المملكة انتقلت من المكافحة إلى الاجتثاث.. و"نزاهة" تضبط 1388 متهمًا في 2025
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
أكد عدد من المحامين والمستشارين القانونيين أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد يمثل فرصة استراتيجية لتجديد العهد بحماية المال العام، مشددين على أن التجربة السعودية في ”اجتثاث الفساد“ تحولت إلى نموذج عالمي يُحتذى به في الحزم والشفافية.
واعتبر القانونيون أن المعركة ضد الفساد لم تعد مسؤولية الأجهزة الرقابية وحدها، بل واجب وطني يتطلب تكاتف الأفراد والمؤسسات لترسيخ قيم الأمانة والإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة تهدد مستقبل الوطن.
أخبار متعلقة رئيس نزاهة يؤكد التزام القيادة الراسخ بمكافحة الفساد ومحاسبة مرتكبيهخلال نوفمبر.. "نزاهة" توقف 113 متهمًا وتجري 371 تحقيقًا في قضايا فساد بـ 5 وزاراتعاجل: ولي العهد: المملكة مستمرة في التركيز على تنويع القاعدة الاقتصاديةوأكد العمري أن المملكة انتقلت من مرحلة المكافحة إلى مرحلة ”الاجتثاث الكامل“، مرسيةً قاعدة ذهبية قوامها أنه لا حصانة لفاسد كائناً من كان، وأن اليد التي تمتد للمال العام ستُقطع بقوة النظام.
وشدد العمري على أن الأنظمة السعودية الحديثة لم تكتفِ بالعقوبة، بل أسست لمنظومة وقائية ورقابية سدت الثغرات أمام ”لصوص التنمية“، مشيراً إلى أن استرداد الأموال المنهوبة بات نهجاً ثابتاً للدولة، مما عزز ثقة المستثمر الأجنبي في بيئة الأعمال السعودية وجعلها واحة آمنة لرؤوس الأموال النظيفة."نزاهة" بالمرصاد لقضايا الفسادمن جهته، استعرض المحامي أحمد سقطي لغة الأرقام التي تعكس حزم الدولة، كاشفاً أن هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» نفذت خلال عام 2025م وحتى نهاية نوفمبر أكثر من 45,646 جولة تفتيشية.أحمد سقطي
وأسفرت هذه الجولات الصارمة عن فتح 4,407 ملفات تحقيق جنائي وإداري، أفضت إلى توقيف 1,388 متهماً، مما يؤكد استمرارية الرصد والمحاسبة دون هوادة.
وأوضح سقطي أن المملكة حصنت المال العام بمنظومة تشريعية رادعة، شملت تخصيص محكمة جزائية في الرياض لنظر قضايا الفساد، مع إقرار عقوبات تصل للسجن عشر سنوات وغرامات مليونية.
ولفت إلى الصلاحيات الواسعة الممنوحة للجهات المختصة، بدءاً من المنع من السفر وتجميد الأصول، وصولاً إلى تتبع حركة الأموال المشبوهة بدقة متناهية.خسائر اقتصادية كبيرةوفي السياق الاقتصادي العالمي، دق المستشار الاقتصادي والقانوني هاني الجفري ناقوس الخطر، مستنداً إلى أرقام البنك الدولي التي تشير إلى خسارة العالم 2,6 تريليون دولار سنوياً بسبب الفساد.هاني الجفري
وأضاف أن الدول التي تتهاون في مؤشرات الشفافية تفقد ما يصل إلى 5% من استثماراتها الأجنبية، مشيداً بالأنظمة السعودية كنظام مكافحة الرشوة وغسل الأموال التي شكلت ”درعاً قانونياً“ ضد هذه الاستنزافات.ضربة في جسد العدالة الاجتماعيةوبدوره، حذر المحامي والمستشار القانوني الدكتور أنور علي بخرجي من أن الفساد ليس مجرد جريمة مالية، بل فيروس يضرب جسد العدالة الاجتماعية ويشعل فتيل البطالة والفقر. وأشار إلى أن التحول الرقمي، رغم تقليصه للفساد التقليدي، فتح الباب لصور مستحدثة تتطلب يقظة تقنية وتوحيداً للجهود الدولية لملاحقتها.انور بخرجي
واتفق المستشار القانوني عبدالله المدني مع هذا الطرح، مؤكداً أن الفساد يشكل نافذة خطيرة لاختراق المؤسسات الحساسة وتهديد الأمن الوطني عبر ارتباطه بالجريمة المنظمة.
وأشار إلى أن المملكة قطعت شوطاً كبيراً في ترسيخ مبادئ المساءلة، معتبراً أن حماية مكتسبات الدولة واجب وطني مقدس يحمي الاقتصاد من التشوهات ويعزز تكافؤ الفرص بين المواطنين.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة المكافحة نزاهة اليوم العالمي لمكافحة الفساد التجربة السعودية اجتثاث الفساد الأجيال القادمة
إقرأ أيضاً:
مواطنون ومقيمون: مقولة ولي العهد "لن ينجو فاسد" رسخت نهج العدالة والنزاهة في المملكة
يحتفي المواطنون والمقيمون في المملكة العربية السعودية باليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من ديسمبر، مؤكدين أن المملكة نجحت في تحويل مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد» إلى منهج حياة وعمل، مما أسس لمرحلة تاريخية جديدة قوامها العدالة والشفافية وحماية المقدرات الوطنية.
وأجمع المشاركون في استطلاع للرأي حول هذه المناسبة، على أن الجهود الحكومية المتصاعدة لتعزيز قيم النزاهة وتشديد أنظمة الرقابة، وتطوير التشريعات، نجحت في كبح الهدر المالي ومنع استغلال السلطة، مما رفع درجة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة إلى مستويات غير مسبوقة.
أخبار متعلقة مهرجان "الوليمة" يحتفي بتراث المطبخ السعودي بتجارب تفاعلية مبتكرةعاجل: ولي العهد: المملكة مستمرة في التركيز على تنويع القاعدة الاقتصاديةتمور وسلال غذائية ومهمات إسعافية.. السعودية تقدم مساعدات في 3 دولمكافحة الفساد ركيزة للدولة
واستهل محمد الزهراني حديثه بالتأكيد على أن مكافحة الفساد أصبحت ركيزة أساسية للدولة في عهد خادممحمد الزهرانيالحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مستشهدًا بتشديد سمو ولي العهد المتكرر على أنه لن ينجو أي متورط في قضايا الفساد كائنًا من كان.
وأشار الزهراني إلى أن الوعي المجتمعي تجاه هذه القضايا نضج بشكل كبير، خاصة مع توفر قنوات البلاغ السرية التي مكنت الجميع من رفع الملاحظات دون خوف، محذرًا من محاولات البعض تلطيف ممارسات الفساد بمسميات مثل «سعي» أو «هدية»، مشدداً على ضرورة تسميتها بمسمياتها الحقيقية كصور من صور الفساد، ومؤكداً أن القسم المهني أمانة عظمى يجب أن يستشعرها كل موظف لحماية مصالح البلاد.
المواطن "شريك" مكافحة الفساد
وفي السياق ذاته، وصف رعد العطاوي المناسبة بأنها محطة لترسيخ الجهود الوطنية، مؤكداً أن الدولةرعد العطاويبقيادتها الرشيدة قطعت شوطًا هائلاً حدت فيه من الفساد حتى بات نادرًا ويكاد لا يُذكر، بعد أن أصبح المواطن شريكاً فعالاً في كشف التجاوزات عبر الإبلاغ الفوري للجهات المختصة التي تباشر مهامها دون أي تقصير.
وطرح العطاوي رؤية مستقبلية لتعزيز هذه المكتسبات، مقترحاً إدراج مفاهيم مكافحة الفساد وثقافة النزاهة ضمن المناهج الدراسية للجيل الجديد، لبناء مجتمع واعي يرفض بالفطرة أي ممارسات تعطل عجلة التنمية، مشيداً بتكاتف المواطنين مع الجهات الأمنية للعمل جنباً إلى جنب لحماية الوطن.
الدين يعزز الرقابة الذاتيةسليمان الدوسري
من جانبه، أوضح سليمان الدوسري أن المملكة تمضي بثبات في نهجها المحارب للفساد، معولاً على الوازع الديني الذي يعزز الرقابة الذاتية لدى الأفراد، ومشيداً بارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الفساد بفضل برامج التوعية المكثفة وسهولة استخدام منصات الإبلاغ المتعددة من الرسائل النصية إلى القنوات الرسمية لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد.
وحذر الدوسري من أساليب الرشوة غير المباشرة، مثل عرض الخدمات أو تسهيل المعاملات تحت مسميات ملتوية، معتبراً أن هذه الأفعال تسهم في تطبيع الفساد، ومشدداً على ضرورة تسمية الأمور بمسمياتها، لأن أي منفعة غير مستحقة هي فساد صريح يمس العدالة ويضر بالمجتمع بأكمله.
المجتمع خط الدفاع الأول
بدوره، أكد علي العسيري أن ما تحقق من نتائج ملموسة في مكافحة الفساد يعود للاهتمام البالغ منعلي العسيريالقيادة الرشيدة في بلد يحكم بشرع الله ويصون الحقوق، مشيراً إلى أن الجهود يجب أن تظل شاملة لكافة الجوانب مع التركيز الأكبر على الجانب المالي لكونه الأكثر تأثيراً وأثراً على الدولة.
وربط العسيري نجاح الجهود الرقابية بمقولة القيادة «لا أحد ينجو» من المحاسبة، وهو ما جعل المجتمع يشكل خط الدفاع الأول والركيزة الأساسية في دعم الدولة، حيث لا يمكن القضاء على الفساد جذرياً إلا بتعاون المواطنين وإبلاغهم عن الممارسات المشبوهة للوصول إلى بيئة عمل نقية تماماً.
لا مستقبل للفساد بالمملكة
واعتبر عياد عيسى الشمري أن الاحتفاء باليوم الدولي يتوافق مع النهج السعودي الصارم الذي أكده سمو ولي العهد بأن الفساد لن يكون له مكان في المستقبل، مشيداً بمنظومة الإبلاغ التي تتميز بالسهولة والسرية العالية، حيث يستطيع المواطن تقديم بلاغه دون كشف هويته، مما عزز الثقة في الجهات المختصة.عياد الشمري
ولفت الشمري إلى أن نشر نتائج القضايا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل لعب دوراً حاسماً في تعزيز ثقافة الإبلاغ، حيث بات المشهد اليوم يظهر مجتمعاً بكافة فئاته العمرية أكثر وعياً وحرصاً على حماية الوطن ومقدراته من أي ممارسات قد تعطل مسيرة التنمية الطموحة.المقيم ينعم بـ "النزاهة"
وعن تجربة المقيمين، قال محمد يوسف، الذي يعيش في المملكة منذ أكثر من عشر سنوات، إن جهود مكافحة الفساد باتت واضحة للعيان، حيث ارتفع مستوى الشفافية في المعاملات المالية والإدارية بشكل لافت، بفضل التحول الرقمي وتسهيل الإجراءات الحكومية التي ضيقت الخناق على التدخلات البشرية غير النظامية.محمد يوسفتسمية
وأكد يوسف أنه طوال فترة إقامته لم يصادف أي حالة فساد في نطاق عمله أو حياته، مرجعاً ذلك إلى قوة الأنظمة وسرعة المعاملات مثل الجمارك والشحن التي تدار بحزم ومرونة، واصفاً التجربة السعودية في الحوكمة بأنها نموذج عالمي يحتذى به، متمنياً تعميمها على دول أخرى لما تحققه من جودة واستقرار.