جلال الدين السيوطي.. إمام التفسير وشيخ المفتين في عصره
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
جلال الدين السيوطي، واحد من أعلام الأمة الإسلامية عبر عصورها ودهورها، بما قدمه من مؤلفات تتصل بالوحي الخاتم والكتاب المبين، فكان من أبرز ما ألف تفسير الجلالين، وغيره من مؤلفات تتصل بعلوم القرآن الكريم.
ذكرى جلال الدين السيوطيوفي ذكرى السيوطي، نسلط الضوء على أحد أعلام المفسرين وهو جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي المعروف بـ جلال الدين السيوطي، نسبة لمحل ميلاده بمحافظة أسيوط والتي ولد بها في سبتمبر لعام 1445م، 849 للهجرة.
كان من أساتذة السيوطي جلال الدين المحلي والكافيجي بالإضافة إلى أمين الدين الأقصراني والشمني، الحافظ بن حجر العسقلاني، إبراهيم الفجيجي، ومن تلاميذه محمد بن عبد الرحمن العلقمي وشمس الدين الداودي بالإضافة إلى ابن إياس.
ويعود نسبه إلى همام الدين الخضيري وهو رجل من أهل التصوف، انتقل أبوه من أسيوط إلى القاهرة لطلب العلم وكان من عائلة اشتهرت بالشرف والنزاهة والتدين، وبعد دراسته للعلم أصبح عالمًا جليلًا يتوافد إليه الناس من كل مكان لتلقي العلم عنه مما ساعد السيوطي بعد ذلك في تلقي العلم من زملاء ومعارف أبيه.
تربى جلال الدين السيوطي يتيمًا بعد أن رحل والده عبد الرحمن السيوطي عنه وهو في السادسة من عمره، فسلك طريق أبيه في طلب العلم فاتجه إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو في سن الثامنة.
كما حفظ الكثير من الكتب وهو في سن مبكر مثل كتاب العمدة ومنهاج الفقه بالإضافة إلى ألفية ابن مالك، ومع حفظه لكل هذه الكتب أصبح موضع اهتمام العلماء في هذا الوقت وبالأخص من كانوا رفقاء لأبيه.
ومن أكثر العلماء اهتمامًا به الكمال بن همام الحنفي الذي كان أحد كبار الفقهاء في هذا العصر وتأثر به السيوطي تأثرًا كبيرًا، وقام برحلات علمية إلى بلاد الحجاز وبلاد المغرب الإسلامي، والشام، والهند، واليمن.
انتقل إلى دمياط والفيوم بالإضافة إلى الإسكندرية وذهب أيضاً إلى مكة للحج واستمر بقائه في مكة عام كامل.
قام بدراسة الحديث في المدرسة الشيخونية ثم تفرغ للعبادة وتأليف الكتب عندما أتم أربعين سنة.
لم يكتف السيوطي بدراسة علم واحد، ولكن توسع في العلم كثيراً حتى درس سبعة علوم، وهذه العلوم هي الفقه والتفسير والحديث بالإضافة إلى علم البيان وعلم البديع وعلم المعاني وعلم النحو أيضا، ولم يقتصر على دراسته لهذه العلوم، بل كانت عنده معرفة واسعة عن علم أصول الفقه وعلم الفرائض والإنشاء بالإضافة إلى التصرف والحساب وغيرها من العلوم.
لم يكن السيوطي أيضا مجرد باحث يدرس هذه العلوم ويستنبط منها الأحكام، بل كان مجدداً فيها ومطوراً لها، وله الكثير من المؤلفات في الفقه والحديث وعلوم القرآن بالإضافة إلى البلاغة والنحو.
كما يعتبر السيوطي من آخر الأئمة والوعاظ الكبار وكانت له مكانة عظيمة بين أقرانه، وذلك لأن الوصي عليه كان كمال الدين الذي كان من كبار علماء الحنفية في هذا العصر، وكان أيضا مقربًا من الخلفاء العباسيين وذلك بسبب والده وبعض السلاطين كالسلطان قايتباي.
ولما كثر علمه وأصبح له مؤلفات مهمة ذاع صيته وأصبح له كلمة مسموعة ومؤثراً جداً ويؤخذ بفتاويه عند السلاطين، كان يتسم بالأخلاق الرفيعة والتواضع والثقة بالنفس وكان دائما يتحدث عن نعم الله عليه.
ومن مؤلفاته الشهيرة كتاب الإتقان في علوم القرآن وكتاب الإكليل في استنباط التنزيل بالإضافة إلى الأشباه والنظائر في فروع الشافعية.
والإمام السيوطي في دعواه إلى التجديد والاجتهاد لم يكن متزيدًا ولا متطفلًا على هذا المقام الشريف، بل كان متحدثًا بنعمة الله تعالى عليه شاكرًا ما أفاض الله به عليه من الفنون والعلوم، وكان قائمًا طيلة حياته على خدمة العلوم على اختلافها واتساعها وتنوعها لغة وفقهًا وأصولًا وحديثًا وإفتاءً،
وبحسب مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام فإن السيوطي جمع مهمَّات فتاويه وعويصَها؛ لا الواضحَ منها ولا الجليَّ، ولم يقتصر -رحمه الله- على الفقه فقط، بل كان كتابه حاويًا لفتاوى تفسير القرآن العظيم، والسنَّة النبوية المطهَّرة، وعلمَ الأصول وعلومَ العربيَّة.
وأضاف أنه من خلال كل ذلك يتبين لنا بجلاء ذلك الاتساع الفقهي والأصولي ودقة الصناعة الإفتائية التي تدل على سَعة الاطلاع وحسن التصرف في العلوم كلها والنظر إلى الواقع ومراعاة مقاصد الشريعة التي كان عليها الإمام السيوطي -رحمه الله تعالى- في فقهه وإفتائه".
وتحتفي الطرق الصوفية حتى منتصف سبتمبر الجاري بذكرى بحر العلوم جلال الدين السيوطي حيث بدأت أسبوع احتفالات الدراويش الخميس الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بالإضافة إلى کان من
إقرأ أيضاً:
مشهد يؤكد الخيانة.. «إخواني» يرفع العلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية في تل أبيب
في تغطية استثنائية على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، عبرت الإعلامية فيروز مكي، مذيعة برنامج «مطروح للنقاش»، عن صدمتها الشديدة من مشهد لم يكن متوقعًا، حيث ظهر أحد أعضاء الحركة الإسلامية من عرب فلسطين، وينتمي للإخوان الإرهابية، ظهر في تل أبيب يحمل العلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية، متهمًا القاهرة بالمسؤولية عن الحصار الإنساني المفروض على قطاع غزة.
وقالت فيروز مكي: «في مشهد ربما لم نره من قبل ولم ننتظر في الحقيقة أن نراه، اليوم بدنا نرى فلسطينيا يحمل العلم الإسرائيلي ملوحا به أمام السفارة المصرية، المصرية التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، التي وقفت ضد تفريغ القضية الفلسطينية، التي وقفت ضد تهجير المواطن الفلسطيني من قطاع غزة».
وأضافت: «اليوم نرى فلسطينيا يحمل علم إسرائيل في تل أبيب ويتظاهر أمام السفارة المصرية محملا إياها مسؤولية الحصار الإنساني الذي يقبع تحته قطاع غزة منذ بدء الأزمة حتى الآن».
المعبر مغلق من الجانب االفلسطينيوتابعت: «مصر التي قدمت أكثر من 1200 طن المساعدات خلال أسبوعين فقط، مصر التي لم تتوقف قوافلها أمام معبر رفح لولا أن المعبر كان مغلقا من الجانب الفلسطيني والمسؤول عنه هي دولة الاحتلال الإسرائيلية».
فلسطيني لا يتظاهر ضد الحصار الإسرائيليوأوضحت المذيعة: «بدنا نرى اليوم ولأول مرة فلسطينيا لا يتظاهر في تل أبيب ضد الحصار الإنساني الذي تقوم به دولة الاحتلال على المواطن الفلسطيني، على تجويع الطفل الفلسطيني الذي توفي جائعا، على المجاعة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، بدنا نرى فلسطينيا للمرة الأولى يلوح بعلم أزرق بعلم إسرائيل في قلب تل أبيب أمام سفارتنا المصرية».
دبلوماسية مصرية دعمت الاعتراف بالدولة الفلسطينيةوواصلت حديثها قائلة: «السفارة التي دبلوماسيتها المصرية كانت سببا في اعتراف دول مؤخرا بدولة فلسطينية مستقلة والحديث عن هذا الأمر، كان آخرهم فرنسا وبعدها المملكة المتحدة التي تحدثت أيضا عن أنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية».
تغطية استثنائية ومشهد لا يُصدقوعبّرت فيروز مكي عن دهشتها بالقول: «في الحقيقة أن المشهد صادم يعني حتى لا يمكنني أن أعبر عنه بكلمات، لا أجد الكلمات التي من شأنها أن تعبر عن ما نشعر به أو ما يمكن أن نتناوله في هذه التغطية، هي تغطية بالتأكيد استثنائية، تغطية بالتأكيد لأول مرة نراها في شاشة القاهرة الإخبارية، ونحن مضطرون للذهاب لهذه التغطية للحديث عنها بقدر ما نحن أيضا متفاجئين بأننا بدنا نرى العلم الإسرائيلي يلوح في يد فلسطينيا أمام السفارة المصرية، ويحملها ذنب الحصار الإسرائيلي الإنساني على قطاع غزة».
مصر لم تتخلَ عن غزةوأكدت: «مصر التي حتى اليوم لم تتوانى يوما عن تقديم يد العون والمساعدة سواء في الأروقة السياسية والدبلوماسية، لم تتوانى يوما عن الدفاع عن القضية الفلسطينية».
الرئيس السيسي أول من دعا إلى قمة السلاموأضافت فيروز مكي: «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان الرئيس الأول الذي يقول على العلن لن نشارك في هذا الظلم ضد الشعب الفلسطيني، كان الرئيس الأول الذي يدعو لقمة بعد أسبوعين فقط من الأزمة في قطاع غزة ومن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد أسبوعين كان هناك قمة السلام المصرية التي دعت لها القاهرة، وحضرها أكثر من 21 قائد من دول العالم سواء الأوروبية أو العربية للوقوف ضد تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي كانت خطة معلنة من الجانب الإسرائيلي وليست سرا».
مصر واجهت مشروع ترامب الترفيهي لإعادة إعمار غزةوتابعت: «مصر وقفت مرارا وتكرارا ووقفت مرة ثانية أمام ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين تحدث عن المشروع الترفيهي الذي يتحدث عنه في إعادة إعمار غزة، بغض النظر عن حق هؤلاء في أرضهم، عن حق هؤلاء في البقاء، وعن حق هؤلاء في التواجد في أرضهم».
دعم لحكومة نتنياهو رغم الجرائم بحق غزةوأشارت إلى أن: «اليوم بدنا نرى فلسطينيا يرفع صورا ويرفع علما إسرائيلي في قلب تل أبيب مساندا للحكومة الإسرائيلية، مساندا لحكومة بنيامين نتنياهو، التي جوعت أطفال غزة، التي قتلت أطفال غزة، التي روعت أهالي قطاع غزة».
اتهامات لمصر رغم إغلاق المعبر من الجانب الآخروأضافت مكي: «فلسطينيا في تل أبيب يحمل علم إسرائيلي أمام السفارة المصرية ويتهمها بحصار قطاع غزة عن طريق إغلاق معبر رفح، بالرغم من أن يعني هناك مؤسسات مدنية، وهناك مؤسسات أممية، وهناك رؤساء دول مثل إيمانويل ماكرون، جميع هؤلاء كانوا حاضرين أمام معبر رفح، الرئيس السيسي أخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العريش ووقف أمام معبر رفح ليريه المعبر وهو مغلق من الجانب الآخر، المعبر لم يكن يوما مغلقا من الجانب المصري».
وبيّنت المذيعة: «إذا كان المعبر مغلقا من الجانب المصري فلماذا ستتوافد سيارات المساعدات على المعبر من الجانب المصري؟ إذا كانت مصر هي من أغلقت معبر رفح كما الآن يحاولون الترويج وكما يحاولون اليوم تلفيق التهم لمصر، وهو طبعا الأمر واضح وصريح، كل الأمر أن مصر وقفت بالمرصاد أمام مخططات إسرائيلية كان من شأنها أن تمرر لولا أن مصر وقفت في طريق هذه المؤامرات وفي طريق هذه الخطط، فاليوم نرى هذا المشهد الذي لم نكن نتمنى ولم نكن في الحقيقة نتخيل أن نراه في يوم من الأيام».
اقرأ أيضاًشهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس
«أطباء بلا حدود»: التجويع الإسرائيلي يفاقم سوء التغذية بين أطفال غزة
استشهاد 20 فلسطينيا بينهم 15 من منتظري المساعدات في قصف الاحتلال على غزة