انتقالي مودية يُحيي حفل تأبين أربعينية الشهيد عارف مكني الفطحاني بحضور شعبي غفير
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
مودية (عدن الغد) خاص
أحيت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية في المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية مودية م/ ابين، صباح اليوم الثلاثاء، في مدرسة جمال، برعاية القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة، حفل تأبين أربعينية الشهيد البطل عارف ناصر مكني الفطحاني، رئيس مركز انتقالي البقيرة، أحد قيادات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، الذي استشهد صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 يوليو ، إثر إنفجار عبوة ناسفة زرعتها له عناصر إرهابية خارجة عن النظام في منطقة البقيرة شرق مديرية مودية .
وافتتح حفل التأبين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني الجنوبي، ومن ثم ألقى الأستاذ حسين دحه، رئيس انتقالي مودية، كلمة، نقل في مستهلها تعازي القائد عيدروس الزُبيدي لأسرة الشهيد مكني، وتعازي الأستاذ حسن غيثان، رئيس انتقالي ابين.
وقال دحه، نتواجد اليوم في هذه المكان لتمجيد شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في ميادين الشرف والبطولة، دفاعا عن الدين والوطن ومواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة الخارجة عن النظام والقانون.
وأشار دحه إلى مناقب الشهيد مكني، كواحدا من أهم قيادات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، ممن حملوا السلاح والعتاد إبان الغزو الحوثي والتحقوا بصفوف المقاومة وأرسوا مداميكها وعززوا ثقافتها منذ وقت مبكر .
وأشاد بالصفات النضالية الذي يمتاز بها الشهيد مكني وماتميز به من اقدام وشجاعة خلال فترة تواجده بين أعضاء القيادة المحلية وماكان يتحلى به من ايثار واستعداد دائم لبذل الروح والدم في سبيل الجنوب.
كما دعى المشائخ والشخصيات الاجتماعية للوقوف صفا واحدا إلى جانب قواتنا الجنوبية وحملة مكافحة الارهاب لتطهير المنطقة من آفة الإرهاب واجتثاثه
وألقى الاستاذ احمد منصور رئيس انتقالي الوضيع، كلمة، عبّر من خلالها عن حزنه الشديد لفقدان الشهيد مكني، وعن تعزيه الحارة لأسرته الكريمة، مثمنا شجاعة الشهيد وبسالته، متمنيا له الرحمة والخلود.
كما شاركت أسرة الشهيد مكني، بكلمة، ألقاها شقيق الشهيد الشيخ محمد ناصر مكني، أكد فيها إن الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً سيئاً، بل هي خلود في حياة رائعة، فألشهيد مكني سار على خطى قوافل كثير من شهداء الجنوب، وقد كان له دور بارز في التصدي لمليشيات الحوثية ومحاربة العناصر الإرهابية، وأختتم بتقديم شكره للقيادة المحلية في انتقالي مودية على أحياء هذه الفعالية الرائعة
بدورهم ألقى عدد من رفاق الشهيد، كلمات بالمناسبة ذكروا فيها الحاضرين بنضالات الشهيد وأدواره البطولية التي خاضها في سبيل الدفاع عن الجنوب وقضيته.
وتخللت فعالية التأبين، قصائد شعرية رثت الشهيد مكني. وبحضور شعبي كبير.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
دم الشهيد حنتوس لايرثى، بل يبايع
قتلوك لأنك قلت “لا” في وجه الطغيان، ولأنك كنت تعلّم الناس كتاب الله، لا كتاب السلالة والكهنوت.
هدموا بيتك وأحرقوه، لأنه لا يشبه كهف مرّان، ولا يُرفع فيه شعار الولاية، بل يُتلى فيه القرآن ويعلًم للناس كافة، دون تمييز ولا اصطفاء.
قتلوك لأنك كنت النقيض التام لمشروعهم العنصري، ولأنك رفضت أن يكون القرآن وسيلة لتكريس الإمامة، أو غطاءً دينيًا لحكم السلالة.
ويا للمفارقة المؤلمة والمخزية! قتلوك بتهمة أنك تُعلّم القرآن الكريم، بينما هم يدّعون أنهم “حماة المسيرة القرآنية”. في الواقع، كنت أنت من يحفظ كتاب الله في صدور الناس، وهم من يقتلون أهله باسمه!
لم يكتفوا بقتلك، بل داهموا منزلك، ودمّروه وأحرقوه، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي في غزة – بينما هم يتاجرون باسم فلسطين ويدّعون نصرتها!
إن استشهادك فضح زيفهم، وأسقط قناعهم. فمن يقتل اليمنيين باسم فلسطين، لا يدافع عن فلسطين، بل يسعى لتكريس الاحتلال الإيراني لليمن، عبر رايات زائفة وشعارات مخادعة.
ندرك أنك لم تكن قائدًا لمقاومة مسلّحة، بل كنت حامل مصحف ومعلّمًا للقرآن. لكن دمك الطاهر لاشك أنه قد أطلق اشارة لمقدم مقاومة شعبية باسلة، من حيث لا تحتسب أنت ، ولا تحتسب الجماعة التي قتلتك.
لقد هزّ استشهادك وجدان أبناء ريمة، بل وجدان اليمنيين قاطبة، وأيقظ فيهم ما خفت طويلاً، فدمك لم يكن مجرد حدث، بل بعث فكرة المقاومة في ضمائر الناس، لا بوصفها خيارًا سياسيًا، بل كحاجة وجودية وواجب أخلاقي لا يمكن التراجع عنه.
تحوّلت، يا شهيد القرآن، من معلّم بسيط في حياتك، إلى رمزٍ وطني جامع، وملهمٍ لمقاومة يمنية جديدة تتخلق الآن، وقد باتت على موعد مع التاريخ، ولن تخلفه زمانًا ومكانًا بأذن الله .
لم يعد دمك حكرًا على ريمة، بل صار جزءًا من سجل الشرف الوطني في مقاومة المشروع الحوثي، ومن لحظة استشهادك تَحددت مسؤولية الجميع.
استشهادك ليس ختام سيرة، بل بداية لمسار. ومن الوفاء لدمك، أن يُحسن اليمنيون قراءة رسالتك، وأن يحوّلوا رمزيتك إلى قوة فعل مستمرة، تنمو في الميدان، وتكبر في الوعي، وتنتصر في النهاية، مهما طال ليل الظلم.
لا نرثيك، ولا نراك محلًا للرثاء، بل نراك عهدًا متجددًا، وبيعة جديدة، ألا يذهب دمك هدرًا، وألا تُنسى تضحيتك.
ذكراك ستكون محطة يُشد فيها العزم، ويُجدد فيها القسم، وتُرفع فيها رايات المقاومة في كل شبرٍ من أرض اليمن.