قال المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم، إن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عبر 30 دورة وليس على مدار ثلاثين عاما متتالية، نظرا لأنه توقف فترة بفعل ظروف خارجة عن الإرادة أكثر من مرة، لكن عندما يتوقف المهرجان يعود مرة أخرى ويكتسب قوته وقيمته المهمة جدا في المنطقة، باعتباره يمثل نافذة لشباب المسرحيين المصريين والعرب على المشهد المسرحي الدولي، لأن في الفترات الأولى من المهرجان كان التواصل مع التجارب المسرحية العالمية لن تأتي لأي شاب مسرحي مصري أو عربي إلا إذا سافر خارج بلده، والتعرف على نوعيات وتيارات مختلفة من المسرح، وهذا كان من الصعب توفيره لمعظم شباب المسرحيين، وبالتالي جلب المهرجان التجريبي هذه التجارب وأسهم في الانفتاح على أحدث التيارات والاتجاهات الموجودة في المسرح، وهذه كانت من أهم المميزات في بدايات المهرجان.


وأضاف عبدالمنعم، أن المهرجان واجه عدة عقبات كثيرة، لكنه تخطى هذه المعوقات منها: حرب الخليج، وثورة 25 يناير، لكنه استطاع العودة والاستمرار مرة أخرى، فالمهرجان مثله مثل أي مهرجان عتيق يحتاج دائما إلى التفكير في تطويره ووضع لمسات مغايرة عن اللمسات السائدة أو الذي استمر عليها لسنوات طويلة، وأرى أن 30 دورة مساحة جيدة لتأمل مسيرة المهرجان والعمل على تطويره، فلم أستطع تحديد ملامح أو شكل لهذا التطوير، لأنه لا بد أن يكون هناك حوار مسرحي واسع، خاصة أن التطوير هو سنة الحياة، ويعطي دفعات قوية للفعاليات الثقافية والفنية، فالمهرجان التجريبي في الحاجة دائما إلى المساءلة، والتطوير، والتجويد، والبحث عن أفضل صورة يمكن الخروج بها.

انطلقت فعاليات الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الجمعة الماضية، وتستمر حتى 8 سبتمبر الجاري، بمشاركة 19 عرضا مسرحيا من مختلف الدول العربية والأجنبية.

وكرم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في حفل افتتاح الدورة الثلاثين، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية 9 مكرمين، وهم: المخرج ناصر عبدالمنعم، وسلطان البازعي من "السعودية"، والمهندس حازم شبل من "مصر"، وأسيموي ديبوراه كاوي من "أوغندا"، وعواد علي من "العراق"، والناقد الدكتور جلال حافظ من "مصر"، جايلز فورمان من "الولايات المتحدة الأمريكية"، ومحمد العامري من الممكلة العربية المتحدة "الإمارات"، والمخرج خالد جلال من "مصر"، وذلك تقديرا لإسهاماتهم الإبداعية في التجريب المسرحي.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي التجارب 30 دورة

إقرأ أيضاً:

تقلا شمعون في جرش 39: بين حرارة المسرح وبرودة الكاميرا

صراحة نيوز- اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش

على هامش فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الــ 39 أقيمت ندوة “مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة”، وقدمتها الفنانة اللبنانية تقلا شمعون.
وقدمت الندوة مدير مهرجان المونودراما الفنانة عبير عيسى التي قالت ” في قلب مهرجان يحتفي بالمسرح كنبض حيّ للثقافة والإبداع، نلتقي اليوم في محطة فكرية وفنية مميزة تحت عنوان “مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة”، لنسلط الضوء على الفروق الدقيقة، والتقاطعات العميقة، بين فن التمثيل المسرحي وفن التمثيل أمام الكاميرا”.
وباركت عيسى للفنانة شمعون تكريمها على هامش مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة، مؤكدة أن هذا التكريم مستحق نظير مسيرتها الفنية بالمسرح والدراما والتعليم أيضًا.
وقالت عيسى “لقاؤنا اليوم مع فنانة استطاعت أن تعبر بسلاسة وإتقان بين العالمين؛ بين أضواء المسرح الدافئة وعدسة الكاميرا المتطلبة. فنانة تميزت بحضورها الطاغي وصدق أدائها، سواء على خشبة المسرح أو عبر الشاشة الصغيرة والكبيرة”.
وأضافت “نرحب بـ الأستاذة الفنانة تقلا شمعون، إبنة لبنان، التي تحمل شهادات عليا في الإخراج والتمثيل، وممثلة من طراز رفيع، تحمل في رصيدها تجارب غنية ومتنوعة، جعلتها واحدة من أبرز الأسماء في الساحة العربية.
وبدأت شمعون حديثها حول عنوان الندوة بمقولة تصح للتمثيل في المسرح، والتمثيل في الشاشة مؤكدة أنهما وجهان لعملة واحدة : “الدور الأساسي للممثل هو أن ينقل أفكار وأحاسيس وانفعالات الى الجمهور، سواء كان هذا الجمهور في صالة مسرح أو في البيوت”.
وأوضحت أن الفرق بين المسرح والشاشة هو التواصل، ففي المسرح يكون هذا التواصل مباشر من خلال الممثل نحو الجمهور الموجود أمامه في الصالة، يبث انفعالاته ومشاعره وأحساسه لكل شخص موجود أمامه . أما الممثل في الدراما أو الشاشة فموجود أمام الكاميرا، ولا يأخذ هنا الجمهور بعين الاعتبار ، هو يركز مع المشهد. والوعي بالجمهور يأتي لاحقًا. وهذا المطلوب، لأنه سيؤدي ويؤثر سلبًا على اأدائه.
وقالت “الأداء المسرحي هو تحويل نص المسرحية الأدبي المكتوب إلى مشاهد تمثيلية، يؤديها الممثل على خشبة المسرح، مستخدماً التعابير اللغوية، والجسدية، أمام حشد من الجمهور، بهدف تحقيق متعة فكرية وجمالية”.
ومن خلال عرض تفاعلي مع الحضور أوضحت الفنانة شمعون كيف أن حضور الحواس الإدراكية في المسرح يكون مُسيطرًا على الجماهير؛ لأنهم يُراقبون أداء الممثلين أمامهم لحظة بلحظة؛ في حين أنه في السينما يكون الأمر مختلف ويطغى غياب الحواس وتخيل الأحداث المعروضة على الشاشة على المشاهدين.
وبينت أنه في العرض المسرحي؛ يتبين بين الحضور الجسدي الطاغي وتشغيله مع الموهبة والخبرة والتدريب في المسرح، واللعب بالتفاصيل ، الممثل بهيئته الحقيقية أمام المشاهد والمستمع دون كاميرا قريبة أو مونتاج، بينما في العرض السينمائي؛ فإن المشاهد يتعامل مع لوحة مطبوعة يتم بثها عبر الشاشة بأحجام وأبعاد غير واقعية لأن الممثل هنا لا يحضر بهيئة الجسدية الحقيقية وإنما هو هنا مجرد صورة التقطتها الكاميرا وهو يعي ذلك.
وقالت “لطالما اعتُبر المسرح والسينما مجالين منفصلين في البنية الأكاديمية، إذ يتم تدريسهما في أقسام مختلفة لا يتقاطع عملها إلا نادرًا، وكأن كل فن من هذه الفنون يتبع قوانينه الخاصة دون صلة بالآخر. لكن هذه المقاربة، كما يشير النص، تبدو عبثية في عالم باتت فيه الوسائط البصرية متداخلة، والجمهور ينتقل بسلاسة بين خشبة المسرح وشاشة العرض”.
وأضافت شمعون: إنه في العمق، يُعد التمثيل أمام الكاميرا امتدادًا للتمثيل على المسرح وليس نقيضًا له. كلاهما يعتمد على أدوات الأداء، اللغة الجسدية، الإيماءة، الصوت، الإيقاع، والمعنى. الفرق الجوهري يكمن فقط في المسافة بين الممثل والمتلقي: فبينما يخاطب الممثل المسرحي جمهورًا حاضرًا يتنفس معه اللحظة، يتعامل الممثل أمام الكاميرا مع عدسة تُعيد تشكيل الزمن والزاوية والإحساس.
ونوهت أن تجاوز الفصل بين المسرح والشاشة لا يعني إلغاء الفروق التقنية، بل يعني الاعتراف بأن جوهر الأداء الدرامي واحد، وأن الفنان الذي يمتلك أدواته ويعي كيف يصنع المعنى، يمكنه التنقل بين الخشبة والكاميرا دون أن يشعر بالغربة.
وفي ختام الندوة التي امتدت ساعتين من الزمن أجابت الفنانة تقلا شمعون على العديد من أسئلة الحضور التي تمركزت حول الحالة المسرحية العربية اليوم والرؤى والتطلعات نحوها. وأسئلة عامة حول تجربتها المسرحية الشخصية.
فيما قدمت مدير مهرجان المونودراما عبير عيسى، الشكر والتقدير للفنانة شمعون التي أثرت بثقافتها وخلفيتها الأكاديمية الندوة ، باسم إدارة مهرجان جرش والحضور.

مقالات مشابهة

  • أحمد نبيل: تكريمي بمهرجان المسرح عندي بالدنيا وحسيت إنى رجعت 30 سنة
  • محيي إسماعيل: تكريم مهرجان المسرح معجبنيش ولازم آخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار
  • 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي بدورته الثانية والعشرين
  • اعتذار محي اسماعيل عن ندوة تكريمة في مهرجان القومي للمسرح المصري
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ينعي الفنان الكبير لطفي لبيب
  • تأجيل ندوة أشرف عبد الباقي في المهرجان القومي للمسرح المصري
  • غدا.. ندوة تكريم أشرف عبد الباقي بالمهرجان القومي للمسرح
  • غدًا.. «أصحاب الأرض» على مسرح ميامي ضمن المهرجان القومي لـ المسرح
  • تقلا شمعون في جرش 39: بين حرارة المسرح وبرودة الكاميرا
  • ميمي جمال خلال ندوة تكريمها بالمهرجان القومي للمسرح: تعلمت من الفشل قبل النجاح