من الأمية للماجستير «عبدالله» تحدي الإعاقة بالعزيمة والإصرار
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
لم يستسلم للظروف التى حرمته من التعليم فى طفولته، انخرط فى تجارة الأخشاب، وظلت أفكاره رهينة لفكرة التعليم ونفض غبار الجهل، حارب بمفرده وتجاوز ما حرمته منه الظروف، بعد اتخاذه قراراً جريئاً بمحو أميته، حتى وصل بعزيمته وصبره إلى درجة الماجستير.
قبل أكثر من 15 عاماً، كسر «عبدالله مرسى»، ابن محافظة السويس، حاجز المألوف فى بيئته، بدأ مسيرته مع فصول محو الأمية وسرعان ما حقق فيها تقدماً ملحوظاً واجتاز مراحل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى العام بنجاح تام، رغم استمراره فى عمله: «لحد سن 16 سنة تقريباً لا كنت بعرف أقرأ ولا أكتب، ما دخلتش المدرسة وأنا طفل عشان عندى إعاقة حركية فقررت أسرتى بقائى فى المنزل ظناً منهم أن الإعاقة الحركية تحولُ بينى وبين التعليم»، بحسب روايته لـ«الوطن».
«واجهت صعوبة شديدة فى البداية عشان أتعود على المدارس فى سن كبير، مفيش حد من أسرتى كان مهتم بالتعليم وتعبت عشان أحقق حلمى لوحدى لأنى كان نفسى أكمل تعليمى»، قالها «عبدالله» بلهجة السوايسة، لافتاً إلى أنه انطلق لمحو أميته فى شهر يوليو عام 2005 بأحد فصول محو الأمية القريبة من منزله، وحصل على شهادة محو الأمية خلال ثلاثة أشهر فقط، والتحق بعدها بالمراحل التعليمية المختلفة، وصولاً إلى بكالوريوس التجارة من جامعة السويس.
شغف الشاب الثلاثينى لم يتوقف عند الدراسة الجامعية، فقرر نيل درجة الماجستير فى إدارة الأعمال بعد حصوله على منحة من الكلية الملكية البريطانية بالقاهرة: «قدمت على المنحة، ولما اتقبلت قررت أكمل الدراسات العليا رغم صعوبة الخطوة»، وبدعم من بعض أصدقائه نال «عبدالله» درجة الماجستير الشهر الماضى ويستعد حالياً للحصول على درجة الدكتوراه فى نفس التخصص.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العزيمة الإصرار الماجستير
إقرأ أيضاً:
خبير أسري: الأمية لم تكن عائقًا أمام نجاح النساء في بناء بيت متماسك
أكد محمد ميزار، المستشار الأسري والمحامي بالنقض، أن المرأة في الماضي نجحت في بناء أسر مستقرة وقوية رغم محدودية التعليم وانتشار الأمية، وذلك بفضل تمسكها بالقيم والعادات الأصيلة، ووعيها الفطري بمكانتها داخل الأسرة.
وأوضح ميزار، خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن نساء الماضي كنّ ينظرن إلى بيوتهن كمملكة خاصة، تُدار بالحكمة والاحتواء، وليس بالعنف أو الصراع، وهو ما ساعدهن على تجاوز الصعوبات وحفظ الاستقرار الأسري.
سلوكيات حديثة تهدد التماسك العائليوأشار إلى أن بعض المفاهيم المعاصرة، مثل "التحرر" و"الاستقلالية"، تُفهم أحيانًا بشكل خاطئ، فتدفع المرأة نحو التصادم أو الانسحاب من العلاقة الزوجية عند أول خلاف، بعكس نساء الماضي اللاتي كنّ يحرصن على الحفاظ على الأسرة مهما كانت التحديات.
التوازن العاطفي أساس النجاح الأسريوشدد ميزار على أن النجاح في الحياة الأسرية لا يرتبط بالشهادات الدراسية فقط، بل بالقدرة على التوازن العاطفي، والتمسك بالقيم، والإخلاص في إدارة العلاقات داخل البيت، مؤكدًا أن هذه السمات كانت بارزة لدى الأمهات في الأجيال السابقة.
دعوة لإحياء الوعي الأسريواختتم ميزار حديثه بالدعوة إلى ضرورة إعادة إحياء الوعي الجمعي بأهمية دور المرأة في الأسرة، باعتبارها قائدة حقيقية، قائلًا: "النجاح الشخصي لا يتعارض مع مسؤوليات المرأة الأسرية، بل يتكامل معها عندما تكون الأولويات واضحة والوعي ناضجًا".