الإمارات تستضيف «المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية»
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تسعى رئاسة COP28 إلى إتاحة الفرصة أمام كافة الأطراف والقطاعات وشرائح المجتمعات للعمل معاً والمساهمة في الجهود الجماعية الهادفة لتحقيق الطموحات المناخية العالمية والتنمية المستدامة لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
جاء ذلك خلال إعلان رئاسة COP28 عن استضافتها «المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية» يومي 1 و2 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع قمة العمل المناخي العالمية التي تعقد على مستوى قادة الدول في بداية المؤتمر.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: «يحتاج العالم إلى تعاون الجميع وتضافر جهودهم لتغيير أساليب العمل التقليدية المعتادة، وتطوير آليات التمويل المناخي. وتلتزم رئاسة COP28 بضمان احتواء الجميع في كل جوانب العمل المناخي في COP28، ونحرص على جمع كافة المعنيين الرئيسيين للتوصل إلى الحلول المنشودة عبر العمل الجماعي. لذا، سنستضيف منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية لتعزيز قدرة القطاع الخاص ومؤسسات العمل الخيري والإنساني على التوصل إلى نتائج وحلول جذرية وفعالة خلال COP28.
وستحرص رئاسة المؤتمر على إتاحة المنصة المناسبة أمام الأعمال التجارية والخيرية لتقوم بدورها الريادي المطلوب في دعم مسارات العمل نحو الحياد المناخي والتنمية المستدامة».
ويسعى المنتدى المخصص للرؤساء التنفيذيين إلى حشد وتفعيل إسهامات قادة الأعمال التجارية والخيرية عالمياً لدعم وتعزيز الجهد الجماعي، من أجل إنجاز تقدم ملموس في العمل المناخي، بما يتماشى مع جدول أعمال رئاسة COP28، وتحقيق تقدم نحو الحياد المناخي والأهداف المتعلقة بالحفاظ على الطبيعة عبر القطاعات المختلفة.
يترأس المنتدى بدر جعفر، الممثل الخاص لـ COP28 للأعمال التجارية والخيرية، وهو العضو المنتدب لمجموعة الهلال والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، كما أنه أحد أعضاء اللجنة الاستشارية لـ COP28، ومشارك نشِط في كثير من الأنشطة والبرامج والمبادرات المتنوعة في مجالات ريادة الأعمال الاجتماعية والتنمية الدولية وتقديم المعونات الإنسانية والعمل الخيري وحوكمة الشركات.
وقال بدر جعفر: «يمتلك القطاع الخاص إمكانيات واعدة تجعله الأكثر قدرة على تسريع تحقيق أهدافنا العالمية المتعلقة بالعمل المناخي والحفاظ على الطبيعة، ولذا يحرص COP28 على ضمان وجود ممثلي الأعمال التجارية والعمل الخيري بصفتهم شركاء أساسيين في المؤتمر، وسيكون المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية منصة للعمل والتمكين وإزالة العراقيل بين القطاعات المتعددة، وجمع كافة الأطراف المعنية من مختلف أنحاء العالم للتعاون من أجل التوصل إلى نتائج ومخرجات تدعمها خطة COP28 وتحقق تقدماً جوهرياً وجذرياً ملموساً، وهذا ما نحتاجه بالفعل لإيجاد حلول تسهم في التغيير الإيجابي لحياة مليارات من البشر».
استراتيجية رائدة
يُعدّ المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية أحد أهم خطوات تطبيق استراتيجية رائدة في مؤتمرات الأطراف، تسعى إلى تفعيل مشاركة جميع الجهات المعنية بالمناخ والطبيعة، انطلاقاً من طموح دولة الإمارات في استضافة مؤتمر مناخي يحشد الدعم الكامل من كافة الأطراف والمعنيين، ويضمن احتواء ومشاركة الجميع من مختلف أنحاء العالم. ويجمع المنتدى قادة الأعمال التجارية والعمل الخيري إلى جانب صنّاع السياسات، لضمان مشاركتهم وتعاونهم في إيجاد حلول ملموسة وفعالة تحقق نتائج حاسمة.
ويأتي تنظيم منتدى المناخ للأعمال التجارية والعمل الخيري، بالتزامن مع القمة العالمية للعمل المناخي التي تجمع رؤساء الدول والحكومات، كدليل على جهود رئاسة COP28 لجمع كافة الأطراف المعنية من أجل التعاون والعمل المشترك، للمساهمة في معالجة الفجوات بين مرحلتي وضع السياسات وتطبيقها، وتسريع العمل المناخي من خلال عقد الشراكات والتعاون بين القطاعات المختلفة.
ويجمع المنتدى عدداً من كبار قادة قطاعَي العمل الخيري والإنساني، للاستفادة من خبراتهم ومواردهم لتقديم حلول ملموسة على نطاق عالمي لتحديات المناخ والطبيعة، كما سيركز على تحقيق تقدم في الركائز ذات الأولوية لخطة عمل COP28 التي تتضمن تسريع تحقيق انتقال منظَّم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم كل هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تام.
ويشهد COP28 نتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، حيث تهدف خطة عمل المؤتمر إلى تسريع التقدم في جميع مسارات العمل المناخي الرئيسية، بما في ذلك تخفيف الانبعاثات من خلال زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات، وخفض الانبعاثات من القطاعات المختلفة، إضافةً إلى تقديم الدعم لتعزيز المرونة وجهود التكيُّف من خلال التركيز على القطاعات الرئيسية المتأثرة بتداعيات تغير المناخ، بما في ذلك الصحة، والغذاء، والمياه، والطبيعة، والنظم البيئية، والمدن، والإغاثة والتعافي.
وتماشياً مع خطة عمل COP28 يسعى المشاركون في المنتدى إلى بحث الخيارات الهادفة إلى تسريع نقل التكنولوجيا، وإزالة المخاطر في الاستثمارات الخضراء، وتمكين الاستثمار الفعّال للحفاظ على البيئية، وتطوير المبادرات الخضراء الرائدة والطموحة من أجل تحفيز العمل المناخي على نطاق واسع، وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في مجال العمل المناخي، والاستثمار في تعزيز مرونة المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، إضافة إلى عدد آخر من النتائج والمخرجات المنتظرة من القطاع الخاص.
ومن المقرر أن يشارك أكثر من 500 من الرؤساء التنفيذيين للشركات ورواد العمل الخيري من مختلف أنحاء العالم في الجلسة الرئيسية للمنتدى التي تستغرق 90 دقيقة وتقام يوم 1 ديسمبر القادم في المنطقة الزرقاء. وتركز الجلسة التي ستُعقد بعنوان: «تكاتف الأعمال التجارية والخيرية: نموذج جديد للعمل المناخي وحماية الطبيعة»، على بحث أفضل السُبل لجمع وتحفيز الخبرات والموارد في القطاع الخاص، من أجل اتخاذ إجراءات فعالة وملموسة، وتوفير مزيد من تدفقات تمويل القطاع الخاص لدول الجنوب العالمي. وينتقل المتدى بعد ذلك إلى مركز مؤتمرات المنطقة الخضراء لعقد جلسات فترة ما بعد الظهيرة من يوم 1 ديسمبر، تحت شعار «دور الأعمال التجارية والخيرية في تحقيق تقدم جوهري في العمل المناخي: تمهيد الطريق نحو العمل»، كما سيجتمع المشاركون في جلسات لمدة يوم كامل في 2 ديسمبر في مركز مؤتمرات المنطقة الخضراء لمناقشة «تشكيل مسارات النمو الأخضر».
مشاورات مفتوحة
يُعقد المنتدى في بداية برنامج الموضوعات المتخصصة لـ COP28، الممتد على مدار أسبوعين من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر القادم. وجاء إعداد برنامج المؤتمر بناءً على المشاورات المفتوحة، التي أجرتها رئاسة المؤتمر مع كافة الأطراف المعنية في أنحاء العالم واستغرقت ستة أسابيع، في نهج يُتَّبع للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف الإمارات التغير المناخي المناخ تغير المناخ سلطان الجابر والعمل الخیری العمل المناخی أنحاء العالم العمل الخیری کافة الأطراف القطاع الخاص رئاسة COP28 مع کافة من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
التغير المناخي يُفاقم أخطر أنواع البرق
من المعروف أن البرق هو السبب الرئيسي لحرائق الغابات والحرائق الموسمية، لكن ربما لا يعرف كثيرون أن هناك نوعا محددا من البرق، يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لتلك النوعية من الحرائق، وهو "البرق طويل التيّار".
هذا النوع من البرق يتميز بأن تياره الكهربائي يستمر مدة طويلة نسبيا؛ عادة أكثر من 40 ملي ثانية. أما البرق العادي، فيستمر وقتا قصيرا جدًا، من 1 إلى 10 ملي ثانية، ومن ثم فإن البرق طويل التيار أكثر قدرة على إشعال الحرائق من البرق القصير المعتاد.
وفي السنوات القليلة الماضية، بدأ العلماء في الاهتمام بهذه النوعية من البرق، ورصدت الدراسات أن البرق طويل التيار قد يكون السبب في نحو 90% من حرائق الغابات الناجمة عن البرق في الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة من 1992 إلى 2018.
يأتي ذلك على الرغم من أن هذا النوع من البرق، يشكل أقل من 10% من إجمالي البرق المعتاد.
في هذا السياق، اهتم فرانثيسكو خ. بيريث-إنفرنون، ورفاقه من معهد الفيزياء الفلكية في محافظة أندلوسيا الإسبانية، بالبحث خلف معدلات هذا النوع من البرق، ومن ثم فإن ذلك قد يعطينا إشارة عن تطور معدلات الحرائق الطبيعية في العالم.
وبحسب دراسة نشرها الفريق قبل عدة سنوات، جمعوا خلالها بيانات من الأقمار الصناعيّة لرصد البرق من نوع طويل التيار وربطه ببيانات الحرائق وكيفية اندلاعها، ظهرت علاقة واضحة بين البرق طويل التيار وتفاقم التغير المناخي.
استخدم الباحثون نماذج مناخية لتحليل الوضع خلال فترتين، الأولى في الماضي (2009-2011)، والثانية مستقبلية (2090-2095) مبنية على سيناريوهات عدة للاحترار العالمي.
وبحسب الدراسة، كانت هناك زيادة متوقعة بنسبة نحو 41% في معدل برق طويل التيار عالميًا بحلول نهاية القرن.
إعلانوكانت أكبر زيادة متوقعة في مناطق مثل أميركا الجنوبية، والساحل الغربي لأميركا الشمالية، وأميركا الوسطى، وأستراليا، وجنوب وشرقي آسيا، وأوروبا.
أما المدن القطبية الشمالية، فقد أظهرت تغييرات أقل، ويجري الأمر كذلك على المنطقة التي تشمل عالمنا العربي، ولكن على الرغم من أن البرق طويل التيار قد لا يتغيّر بشكل كبير في منطقتنا، إلا أن زيادة شدة العواصف قد ترفع احتمالات حرائق ناتجة عن البرق.
لكن، كيف يمكن للتغير المناخي أن يكون سببا في زيادة معدلات هذا النوع من البرق؟ الإجابة تتعلق بالأثر غير المباشر للاحترار العالمي، فمع ارتفاع درجات الحرارة، يرتفع الهواء الساخن الرطب في تزايد إلى طبقات الجو العليا، وهناك يبرد ويتكثف ويكون سحابا ضخما، فيه شحنات كهربائية متعاكسة (موجبة وسالبة).
وجود رطوبة شديدة وتيارات صاعدة قوية، يتسبب في مزيد من الطاقة الزائدة داخل السحب، إذ تجعل البرق أكثر قوة واستمرارية، مما يرفع من عدد ضربات البرق طويل التيار المرتبط بحرائق الغابات.
وإلى جانب ذلك، فإن تغير المناخ يؤدي إلى نشوء مزيد من العواصف الرعدية في بعض المناطق، وخاصة في الصيف، ومع وجود برق أكثر، تزيد فرص حدوث البرق طويل التيار، وعليه يزداد عدد الحرائق.
دراسة معمقةلهذه الأسباب، يهتم العلماء بفحص هذا النوع من البرق بتمعن أكبر مع تفاقم أزمة المناخ، وبحسب دراسة نشرها أخيرا الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض، فإننا بحاجة إلى طريقة جديدة لدراسة البرق طويل التيار في أنظمة محاكاة متقدمة.
يأتي ذلك في سياق أن البرق عادة يطلق كميات محددة من أكاسيد النيتروجين، ولأن التيار يدوم أطول في حالة البرق طويل التيار، فهو يساهم في إنتاج أكبر لكمية أكاسيد الكربون في الجو، مما يؤثر على نوعية الهواء، ويمكن رصده لبناء حسابات كمية أدق.
وتتفق أكثر من 90% من الأعمال البحثية في نطاق التغير المناخي على أن النشاط الإنساني يلعب دورا في الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الأرض حاليا.
ومع استخدام الوقود الأحفوري في السيارات والطائرات ومصانع الطاقة، ينفث البشر كمّا هائلا من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما رفع تركيزه بشكل لم يحدث منذ مئات الآلاف من السنين، وهو الغاز الذي يتمكن من حبس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي.
وبات واضحا للعلماء يوما بعد يوم، أن معدلات تطرف الظواهر المناخية، من أمطار غزيرة وعواصف قاسية وموجات حارة وضربات جفاف تستمر سنوات عدة، صارت تتزايد بما يكسر الأرقام القياسية عاما بعد عام، الأمر الذي يتطلب اتفاقا عالميا عاجلا، على الأقل لمنع المشكلات من التفاقم.