استعرضت قناة عبرية، انطباعات أول وفد تجاري إسرائيلي زار السعودية، في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية التطبيع بين الرياض وتل أبيب بواسطة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن.

ورأت قناة "I24NEWS" الإسرائيلية، أنه "لم تعد العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، التي تعتبر منذ فترة طويلة جوهرة التاج، حلما بعيد المنال، حيث أن حقبة جديدة في الشرق الأوسط قد تكون على الأبواب".



وقالت القناة إن "وفد أعمال إسرائيلي وصل السعودية مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، لحضور مؤتمر حكومي رسمي حول الأمن السيبراني"، منوهة إلى أن "البعض في إسرائيل والسعودية، يتوقون إلى إطلاق العلاقات بالفعل".


آفاق العلاقات
وقال عبد العزيز الخميس، وهو صحفي سعودي زار تل أبيب ثلاث مرات: "لدينا فرصة ذهبية، وأعني السعودية وإسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، يمكننا تطبيع علاقاتنا"، مضيفا: "يجب أن نأتي بالإسرائيليين والفلسطينيين إلى الرياض للحديث عن السلام"، وفق ما نقلته القناة.

وتابع: "توقيع اتفاقيات إبراهيم" كان حدثا مهما، ويجب أن نتذكر أن السعودية مختلفة، فهي أكبر دولة في المنطقة وفي العالم الإسلامي والعربي، بعبارة أخرى، ليست مجرد دولة أخرى تنتظر في الطابور لمصافحة الإسرائيليين"، بحسب تعبيره.

ونقلت القناة عن صحفي آخر لم يذكر اسم، "نعلم أنه بدون إسرائيل، لن يحدث الشرق الأوسط الجديد الذي اقترحه ولي العهد محمد بن سلمان"، مضيفا: "يزعجنا دائما أن نسمع الإسرائيليين يسألوننا: متى ستطبعون؟".

وأشارت إلى أن "هذا اعترف به مسؤولون حكوميون سعوديون عندما استضافوا للمرة الأولى، وفد أعمال إسرائيلي مكون من 12 شخصا، في مؤتمر رسمي عقد يومي 6 و7 أيلول/سبتمبر في الدمام، المعروفة باسم عاصمة النفط في الخليج".

ولفت إلى أن "السعودية لديها اهتمام كبير بالحصول على تقنيات دفاعية (إسرائيلية) ضد الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة، مثل تلك التي تعرضت لها الدمام عام 2019، من قبل جماعة الحوثي في اليمن".

وفي لقاء مع مجموعة رجال الأعمال الإسرائيليين الذين تمت دعوتهم إلى مؤتمر الأمن السيبراني الحكومي، وجه مسؤولون سعوديون رسالة حادة إلى تل أبيب جاء فيها: "مع كل الاحترام الواجب للإمارات والبحرين والمغرب، الموقعين على اتفاقيات إبراهيم نحن شيء آخر، لذا، التطبيع معنا إذا جاء سيكون حدثا مختلفا".

وفي أيار/ مايو الماضي، تمت دعوة الباحثة الإسرائيلية نيريت أوفير، لإلقاء محاضرة في مؤتمر "الأمن في الشرق الأوسط" الذي عقد في الرياض، وكانت هذه "على الأرجح المرة الأولى التي يلقي فيها يهودي إسرائيلي محاضرة علنية أمام جمهور من جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك من لبنان واليمن والعراق".

وقالت أوفير التي تتنقل في الخليج منذ عقد من الزمن كجزء من عملها: "تبادلنا بطاقات العمل واتفقنا على البقاء على اتصال"، معترفة أنه هناك من "تجنب التواصل معي عندما سمعوا أنني إسرائيلية".


وأوضحت القناة، أن "المفاجأة الكبرى كانت عندما تواصل مسؤولون سعوديون مع الباحثة وسيدة الأعمال الإسرائيلية، وطلبوا منها قيادة وفد تجاري إلى المؤتمر في الدمام، ولم تكن هذه هي المرة الأولى أيضا، ففي 2021، أحضرت الدكتورة أوفير فريقًا إسرائيليا إلى المملكة للتنافس في رالي داكار، ودخل جميع أعضاء الوفد السعودية بجوازات سفر إسرائيلية".

أما في هذه المرة، "دخل رجال الأعمال بجوازات سفر أجنبية، ولكن تم تعريفهم علنا في المؤتمر الذي حضره أكثر من 300 مشارك، أنهم إسرائيليون".

وقال فرانك ملول، الرئيس التنفيذي لقناة"I24NEWS" الإسرائيلية، التي تبث من الأراضي الفلسطينية المحتلة بثلاثة لغات؛ العربية، الفرنسية والإنجليزية: "هذه فرصة تاريخية، لأنه هنا في الدمام ينكشف أمام أعيننا ارتباط يشير إلى شرق أوسط جديد"، مضيفا: "السعوديون كشفوا لنا في محادثات مباشرة، أن أوجه التشابه بيننا أكثر من أوجه الاختلاف".

وخلال مؤتمر الدمام، عرضت شركات الإنترنت الإسرائيلية تقنيات مبتكرة "أثارت اهتماما كبيرا" بحسب القناة، التي أشارت إلى أن بعض المشاركين "تجاهلوا حضور مندوبي الشركات بشكل واضح، وطلب بعضهم بأقصى قدر من التكتم من نظرائهم الإسرائيليين".

وبينت الباحثة أوفير، أنه "لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، ولكن ليس هناك شك في أن شيئا ما يحدث في الاتصال بين تل أبيب والرياض".

وزعمت القناة، أنه "تمت دعوة الشركات الإسرائيلية إلى اجتماعات خاصة مع شركات من جميع أنحاء العالم العربي والخليج بشكل خاص خلال المؤتمر، والذين علموا بمشاركتهم مسبقا طلبوا التواصل، وشمل ذلك مناقشات مع شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو، ووزارة الطاقة السعودية، والشركة السعودية للكهرباء، ووزارة الغاز والنفط في البحرين".

وأوضح ممثل لشركة إسرائيلية طلب عدم الكشف عن هويته لـ"I24": "أن المحادثات التي تطورت كانت رائعة وتجاوزت إلى حد كبير المواضيع المهنية، حيث تحدثنا عن التغيير المتسارع الذي يمر به المجتمع السعودي".

وأكدت القناة أنه "لم تكن الشركات السيبرانية فقط هي المشاركة في المؤتمر، على سبيل المثال، إحدى الشركات الإسرائيلية الحاضرة، هي شركة مبتكرة في مجال التعرف على الوجه".

في السياق قال المهندس أمبار دالفي المقيم في دبي، والذي يمثل شركة "OOSTO" الإسرائيلية في الخليج: "في البلدان التي هي في الواقع أعداء لإسرائيل، تحظى تقنياتكم بتقدير كبير، ولا يخجلون من استخدامها".

من جهته زعم نائب رئيس ذات الشركة، فاديم ألوني، أن "الشركات الإسرائيلية تمتلك تقنيات مذهلة يحتاجها السوق السعودي، في عالمي الدفاع والأمن، شركتنا متخصصة في منتجات التعرف على الوجه والسلوك، وتفخر بالمشاركة في هذا الوفد، والذي يمكن أن يعزز السلام الإقليمي والعلاقة الاقتصادية بين الجانبين".

بدوره ذكر دورون يتسهار، وهو رجل أعمال إسرائيلي يزور السعودية للمرة الأولى: "وفدنا يعطي الأمل لليهود، باستعادة العلاقة القديمة من الماضي إلى مستقبل مشترك قوي وواعد"، وفق زعمه.

ونقلت القناة عن ندى المحسن، وهي سعودية حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة "كانساس سيتي": "ربما يمكننا معا بناء منطقة للشركات الناشئة، لديكم الكثير لتقدموه، من الطبيعي أن تكونوا أنتم الإسرائيليين هنا، وآمل أن يصبح الأمر طبيعيا قريبا".

وأضافت القناة أنه "في اجتماعات خاصة بين الممثلين الإسرائيليين والسعوديين، سمع أكثر من مرة، أن شركات إسرائيلية تحت علم أجنبي، تعمل بالفعل في السعودية في مجالات مثل التكنولوجيا والزراعة"، مشيرة إلى أن "العمل تحت علم أجنبي، هي ذات الاستراتيجية التي تم استخدامها في الإمارات والبحرين قبل التطبيع رسميا في 2020".

وأشارت إلى أنه "حضر المؤتمر في الدمام ممثلون عن المشروع الرائد الخاص بولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ "رؤية 2030"، وبلا شك، ابن سلمان، هو مهندس التغيير المتسارع الذي تشهده البلاد، والذي قد يصبح حاكما له في المستقبل القريب".



وقال معد التقرير في قناة "I24" "إن مشروع نيوم هو جوهرة التاج في السعودية الجديدة"، هذا ما سمعته من محمد ممثل هذا المشروع الطموح الذي كان مشاركا في المؤتمر"، زاعما أن "محمد، بحث عن الإسرائيليين أثناء استراحة تناول القهوة للدردشة في الممر".

وتابع معد التقرير أن ممثل نيوم قاله له،  "إن السعودية دولة ضخمة بحجم أوروبا الغربية، وليس من قبيل الصدفة أن قيادتنا قررت بناء "نيوم" على بعد 350 كيلومترا بالضبط من الحدود مع إسرائيل، نحن نأخذكم بعين الاعتبار، وهذه المرة للأفضل، وفي الوقت نفسه، علينا أن نتذكر أن هناك أشياء يجب أن تحدث، على سبيل المثال فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لكي نمضي قدما ونؤسس العلاقات، سيكون ذلك خيرا لنا جميعا".

ونقلت القناة عن الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس، حديثه عن رغبة سعودية في "التعاون" من دولة الاحتلال فيما يخص "نيوم"، وخاصة في مجالي "الابتكار والتقنيات الجديدة".

وختم معد التقرير بقوله: "عندما كان الوفد يستعد للسفر إلى إسرائيل عبر دبي، سألنا المضيف السعودي في الدمام عن وجهتنا النهائية، وعندما أجبنا "تل أبيب"، أجاب بابتسامة من الأذن إلى الأذن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية التطبيع محمد بن سلمان الاحتلال السعودية الاحتلال التطبيع محمد بن سلمان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الدمام تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودنا مستنزفون

#سواليف

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الدعوات السياسية والأمنية لوقف #الحرب في قطاع #غزة، وسط تحذيرات من الكلفة البشرية والعسكرية المتزايدة التي تتحملها #إسرائيل، وتلميحات إلى وجود فرصة سياسية نادرة بعد انتهاء #التصعيد مع #إيران.

وترافقت هذه الدعوات مع انتقادات واسعة لرئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو من داخل أوساط الحكومة والمعارضة، وسط إحباط في صفوف الجنود ومخاوف من فقدان السيطرة على مجريات #الحرب.

وفي هذا السياق، أشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 نير دفوري إلى تزايد الحديث في المستويين السياسي والأمني عن ضرورة استغلال اللحظة الراهنة لتحقيق تسوية، لافتا إلى ما وصفه بـ”الفرصة النادرة” التي أعقبت انتهاء المعركة مع إيران.

مقالات ذات صلة الأردن يدين اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين 2025/06/26

ونقل دفوري عن مسؤول كبير في الأجهزة الأمنية قوله “لقد قدمنا هدية للمستوى السياسي، وعليهم الآن استغلالها لتسوية سياسية، وبشكل أساسي جدا.. إنهاء مسألة غزة”.

وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11 سليمان مسودة بأن مسؤولا كبيرا على صلة وثيقة بالحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية أكد أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لم تُنشر عبثا”.

وبحسب المصدر، فإن تلك التصريحات تأتي ضمن “عملية كبرى” تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح جميع المخطوفين، وطيّ ملف محاكمة نتنياهو، وتهيئة الأرضية لخطوات إقليمية أوسع.

وأوضح المسؤول ذاته، بحسب مسودة، أن الهدف المرحلي يشمل توسيع اتفاقيات السلام، إلا أن الدول العربية المعنية تشترط إنهاء الحرب على #غزة كخطوة أولى قبل أي انخراط سياسي أوسع.


#أثمان_باهظة

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا غيورا آيلاند في حديثه للقناة 12 إن الحرب في غزة “استنفدت نفسها”، مضيفا أن “الأثمان التي ندفعها لا يستوعبها العقل”.

وأشار إلى أن عملية ” #عربات_جدعون ” انطلقت بهدف تحرير 20 مخطوفا على قيد الحياة، لكن عدد #القتلى من #الجنود منذ بدء العملية تجاوز هذا الرقم، مما يعكس إخفاقا واضحا في تحقيق أهداف العملية.

وإلى جانب الكلفة البشرية، تحدث آيلاند عن #استنزاف في صفوف القوات، لا سيما الاحتياط، فضلا عن الأعباء الاقتصادية والتداعيات الدولية، في ظل اتهامات متواصلة لإسرائيل بارتكاب #جرائم_إبادة_جماعية في غزة.

أما مقدم البرامج السياسية في قناة 14 يوتام زمري، فقد وجه رسائل مباشرة إلى نتنياهو، قائلا إن استمرار وجود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد هذه الحرب يمثل “تهديدا وجوديا” لإسرائيل، مضيفا: “إما أن نحقق نصرا حاسما أو فلتذهبوا إلى بيوتكم”.

وفي السياق، انتقد محلل سياسي في إستوديوهات القناة 12 ما وصفه بالاستنزاف الذهني والنفسي الذي أصاب الجنود، قائلا إن 19 جنديا قتلوا خلال أقل من شهر، بينما الجنود الميدانيون “مرهقون، مشتتون، ولا يعلمون ما الذي يفعلونه”.
فشل متكرر

وأمام هذه الصورة القاتمة، دعا وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهر إلى حسم مسألة غزة “سواء عبر قتال غير مسبوق أو عبر تحقيق عزيمة سياسية حاسمة”، وهو ما قوبل برفض صريح من أحد المحللين في القناة 12 الذي اتهم الحكومة بالفشل المتكرر في تحقيق أي حسم منذ عامين.

من جهته، برر الصحفي وعضو الكنيست السابق عن حركة شاس إيغال غويتا إخفاقات الحكومة بوجود “آلاف الأسباب”، في وقت رد فيه باراك سري، مستشار وزير الدفاع السابق، بغضب قائلا: “الجنود يقتلون وأنت تتحدث عن فشل في ملف المساعدات؟”.

في سياق متصل، وجّه الصحفي ومقدم البرامج في القناة 13 أمنون يافي نداء إلى رئيس الأركان، متسائلا: “ما الذي نفعله في غزة؟ على ماذا نقتل ونُقتل؟ ماذا تقول لآباء الجنود الذين دُمّرت حياتهم؟”، ودعاه إلى التوجه مباشرة للحكومة ومطالبتها بوقف هذه المعركة.

في حين أفادت مراسلة الشؤون الاجتماعية في القناة 12 يولان كوهين بأن عائلات جميع المخطوفين الإسرائيليين تعتزم الاجتماع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المقبل، في مسعى للضغط على الوسطاء الدوليين، وعلى الحكومة الإسرائيلية، من أجل تمرير صفقة تبادل شاملة.

وأوضحت أن الأهالي يعتقدون أن ترامب وحده قادر على فرض إرادة سياسية على الحكومة الإسرائيلية لتجاوز معارضة وزراء متشددين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ممن يرفضون أي اتفاق لا يتضمن “سحق حماس بالكامل”.

مقالات مشابهة

  • “ليس صفقة مع حماس ولا احتلال القطاع”.. موقع عبري يفجر مفاجأة كبرى عن سيناريو إسرائيلي مرعب يخص غزة
  • إخماد حريق في محل تجاري بالدمام
  • وزير صهيوني يطالب السعودية بدفع ثمن التطبيع: لا تنازلات ولا دولة فلسطينية
  • الموساد: أمامنا فرصة لتوسيع اتفاقيات التطبيع قد تشمل سوريا.. تفاصيل
  • عاجل. القناة 12 الإسرائيلية: إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل
  • صمت رسمي إسرائيلي يقابله اعتراف إعلامي بالخسائر
  • تقرير يكشف تفاصيل تجنيد إسرائيلي لاغتيال كاتس بأوامر إيرانية
  • إعلام إسرائيلي: للمرة الأولى.. نتنياهو يُلمّح برغبته في إنهاء حرب غزة
  • إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودنا مستنزفون
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الوقت يدهمنا ويجب إبرام صفقة شاملة