عدن الغد:
2025-07-04@18:10:34 GMT

اليمن: من نزوح إلى آخر وشتات يمزق عائلات

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

اليمن: من نزوح إلى آخر وشتات يمزق عائلات

(عدن الغد) الأناضول:

تعصف بـاليمن عدة أزمات منها النزوح المتكرر من المناطق التي شهدت صراعاً دموياً للعام الثامن، والتي أدت إلى نزوح نحو 4 ملايين ونصف مليون، أغلبهم من الأطفال والنساء بمعدل 80%، وفقًا لتقرير أممي سابق.

وتحتل مدن ومحافظات يمنية الصدارة في أعداد النازحين جراء المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، والتي أدت إلى وجود عدد كبير من مخيمات النزوح في محافظات مثل مأرب (شرق) الغنية بالنفط، وتعز (جنوب غرب) ذات الكثافة السكانية.

بالإضافة إلى مدينة الحديدة (غرب) ذات الأهمية الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر، فضلاً عن المحافظات الجنوبية، إضافة إلى المديريات المحررة بمحافظة حجة (شمال غرب) والحدودية مع السعودية.

نكبة النازحين

وفي واحدة من المآسي الإنسانية وسط صحراء قاحلة مترامية الأطراف وأكواخ وخيام متداعية لأكثر من 150 أسرة نازحة من عزلة منطقة المخازن، إحدى ضواحي ريف مدينة ميدي الساحلية، أقصى شمال غرب محافظة حجة، يكابد الأطفال والنساء، فضلاً عن كبار السن، مرارة النزوح والتهجير للسنة الثامنة تحت ظروف بيئية واقتصادية قاسية.

يخطو محمد متنبك (38 عاماً)، مترجلاً نحو كوخه المتهالك جراء الرياح الشديدة والأمطار، علاوة على الكثبان الرملية في انتظار انفراجة وأمل في العودة لمسقط رأسه، رفقة زوجته وأبنائه السبعة، ومعه مئات النازحين، جلّهم من الأطفال.

وفي حديثه عن رحلة نزوحه، يقول متنبك، لـ"الأناضول": "قررنا المغادرة بعد أيام من الخوف والرعب بسبب القصف المدفعي، والاشتباكات الدائرة حول ميدي منتصف السنة الأولى للحرب".

وأضاف: "وسط بكاء الأطفال ودموع النساء، مترجلين على أقدامنا، والبعض منا يمتطي الدواب تحت جنح الليل، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وضواحيها، تاركين وراءنا منازلنا ومصادر رزقنا نحو المجهول".

وصف الرجل مسيرة النزوح بأنها "اللحظات الأصعب، والنكسة التي غيرت مجرى حياتي ومستقبل أطفالي".

وأوضح أنّ "ثمانية أعوام من النزوح والتنقل إلى أربع مناطق مختلفة، بدءًا من مسقط رأسي بعزلة المخازن، مرورًا بمديرية حيران، ووصولاً إلى مديرية عبس، ثم العودة لعزلة بني فايد على بعد أكثر من 10 كليومترات من ميدي".

 

أكواخ لا تصمد 6 أشهر

ويشكو النازحون، ومتنبك واحداً منهم، من تردي الأوضاع المعيشية بالإضافة إلى تهدم أكواخهم وخيامهم نتيجة العوامل الطبيعية، فضلاً عن تزايد شدة الغبار في فترة الظهيرة تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة في ضوء غياب السلطات الحكومية والمنظمات الإنسانية.

وبيّن متنبك أن "معظم النازحين يلجؤون إلى استخدام الأكواخ المبنية من القش وأغصان الأشجار، إضافة إلى الطين، رغم تهدمها وسقوطها بعد صمودها فترة زمنية تصل إلى أكثر من ستة أشهر تقريبًا، بفعل الظروف المناخية القاسية".

وأشار بيده إلى الأضرار التي لحقت بكوخه، قائلاً: "خلال الأربعة أعوام الماضية قمت ببناء خمسة أكواخ لعائلتي".

وأوضح أن كوخه الحالي "آيل إلى السقوط، وبحاجة إلى ترميم أو بناء كوخ جديد".

وعن أسباب استخدام الأكواخ من الأغصان بدلاً من الطوب، قال: "أوضاعنا الاقتصادية في تردّ، وتكاليف أدوات البناء وأجور العمال غالية جداً، علاوة على ذلك الأرض ليست أرضنا".

ويستغرق بناء الكوخ قرابة عشرة أيام، بعد تجميع القش والأغصان من مناطق غير آمنة تحتوي على مخلفات الحرب والألغام، بالإضافة إلى تأمين الحبال والطرابيل (أغطية أو سواتر)، وتصل تكاليف بنائه إلى 400 دولار.

ووفقًا للتقرير الصادر عن إدارة مخيمات النازحين (حكومي) في 7 فبراير/شباط الماضي، فإنّ أكثر من 3 ملايين نازح يتوزعون في 13 محافظة، و646 مخيمًا، و927 تجمعًا سكانياً، ويقدر عدد النازحين في محافظة حجة لوحدها بأكثر من 19 ألف نازح.

فقدوا مصادر رزقهم

من جهته، أوضح حسن جربحي، أحد أعيان مديرية ميدي، أن "عدد النازحين في المديرية بلغ أكثر من 500 أسرة نازحة، منهم قرابة 200 أسرة تعيش فقرًا مدقعًا".

وذكر جربحي، لـ"الأناضول"، أنّ "جزءًا كبيرًا من النازحين يعيشون في خيام ومساكن لا يتوافر فيها أبسط مقومات الحياة"، وأنّ "أغلبهم يكافحون لتأمين قوتهم وسد جوعهم من خلال الأعمال الشاقة وبأجرة يومية".

ويعود المعلم عبد الله هادي، بذاكرته إلى اللحظات الأولى للنزوح، ويقول: "بعد 40 يومًا من دخول الاشتباكات إلى ميدي، غادرت جميع الأسر وبينهم أسرتي إلى المخيمات".

وأشار هادي، في حديثه لـ"الأناضول"، إلى أنه "فقدَ أصدقاء له، فضلاً عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال". وأضاف أن "النازحين فقدوا مصادر رزقهم، وأغلبهم يعمل في الزراعة ورعي الماشية، إضافة إلى تربية النحل". ولفت هادي إلى أن "نحو 350 مزرعة تحولت إلى صحراء قاحلة، ولا نستطيع الوصول لها نتيجة الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من مقذوفات غير منفجرة".

 

للعام الخامس لم ير الطفل والديه

وفي السياق، تحدثت تقارير دولية عن عدد لا يحصى من الأطفال الأشد تضررًا نتيجة النزوح وويلات الحرب على الصحة النفسية، ومن هؤلاء الطفل نايف هادي محمد.

ويعيش نايف (12 عامًا) بعيدًا عن والديه وأخواته للعام الخامس، وأوضح جده محمد أبكر، لـ"الأناضول": "يعاني حفيدي من الوحدة والاكتئاب وتدهور في صحته النفسية، علاوة عن ذلك توقفه عن التعلم للسنة الثالثة بسبب فراقه أسرته".

الجد أبكر (72 عامًا)، أفاد بأنّ المعارك "العنيفة" التي دارت بين طرفي النزاع أواخر مارس/ آذار 2019 في قرى عزلة بني حسن، شمالي حجة، أحالت أسراً نازحة إلى النزوح والتشتت مجددًا، ومنها عائلة نايف.

ومنذ ذلك الحين يمكث نايف مع جده وسط كوخ مهترئ، ويفصله الحصار وخطوط التماس عن عائلته التي تقطن أحد مخيمات مديرية عبس، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويأمل جده في انتهاء الحرب وإعادة لمّ شمل العائلة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

“لا أفكر إلا بزوجتي”.. المتهم في قضية الناشطة الكورية يواجه السجن

أصدرت محكمة تركية حكمًا بالسجن أربع سنوات بحق رجل يبلغ من العمر 71 عامًا، بعد إدانته بالتحرش اللفظي والجسدي بفتاة كورية جنوبية تُدعى هيوجيونغ بارك، المعروفة باسم “ميوتشي” على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك أثناء بث مباشر كانت تقوم به في منطقة كاديكوي بإسطنبول.

المتهم: “لم أكن أعلم أنها أجنبية.. وأفكر فقط في زوجتي”
وفي الجلسة الأولى أمام المحكمة الجنائية الابتدائية الـ54 في الأناضول، أنكر المتهم، يوسف ضياء أ.، الاتهامات الموجهة إليه، قائلاً: “كنت أراقب ما تفعله فقط، لم أكن أعلم أنها أجنبية، حدث سوء فهم وأعتذر”. وأضاف في كلماته الأخيرة أمام المحكمة: “لا أفكر في أي شيء سوى زوجتي”.

النيابة طالبت بأقصى العقوبة والمحكمة استجابت
وخلال المحاكمة، طالبت النيابة العامة بعقوبة وفق لائحة الاتهام وطلبت استمرار توقيف المتهم، مشيرة إلى وجود سوابق جنائية مماثلة له، وهو ما دفع القاضي إلى إصدار حكم بالسجن أربع سنوات بتهمة “الاعتداء الجنسي بالتحرش”، دون تطبيق أي تخفيف تقديري للعقوبة.

اقرأ أيضا

إسطنبول تشتعل! حريق غابات في سيليفري وطائرتان تدخلان…

الخميس 03 يوليو 2025

تفاصيل الحادث: تحرش مباشر وهروب الضحية
وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عن مكتب المدعي العام في الأناضول، فإن المتهم اقترب من بارك هيوجيونغ أثناء قيامها ببث مباشر على منصات التواصل، وأجرى تواصلًا جسديًا ذا طابع جنسي دون موافقتها، كما تتبعها ووجه لها كلمات مزعجة، ما دفعها للهرب من المكان.

مقالات مشابهة

  • امتحان الكيمياء للشهادة السودانية 3/7/2025: معاناة مضاعفة في ظل النزوح واللجوء
  • «الزراعة»: ضبط 58 مخالفة خلال المرور على 269 منشأة بيطرية في يونيو الماضي
  • اليمن يفقد جيله القادم.. ملايين الأطفال خارج المدارس وتحذيرات من “كارثة تعليمية”
  • الأمم المتحدة: أوامر التهجير أجبرت في يوم واحد نحو 30 ألف شخص بغزة على النزوح دون وجود مكان آمن
  • الموت أهون من النزوح.. استشهاد الحياة على شاطئ بحر غزة
  • مدير الإصلاح الزراعي يتفقد مشروعات وأنشطة وجمعيات الهيئة بالفيوم
  • وحدات رمزية في الجيش اليمني تنفذ مسيراً عسكرياً في ميدي
  • “لا أفكر إلا بزوجتي”.. المتهم في قضية الناشطة الكورية يواجه السجن
  • الأناضول: حماس تتجه نحو الموافقة على المقترح القطري المصري
  • الزراعة: التعاون مع هولندا فى إنتاج تقاوى البطاطس وتصدير الزهور لأوروبا