جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-15@16:10:16 GMT

حين نلوذ بالصمت

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

حين نلوذ بالصمت

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

نصمتُ عن الرد على أولئك الذين ينتقدوننا، ليس لأنَّ النقد يزعجنا، لكن لأنهم يفتقدون لاساسيات النقد الرصين والموضوعي والهادف، والذي يُراد منه تصويب الأخطاء إن وُجِدَت، والتحسين والإصلاح والنصح الرشيد والنوايا الطيبة والمحبة الخالصة.

وحين ينبري أحدهم للهجوم على مقال كتبته وعلى الملأ وفي مجموعة واتسابية، نقول إنه لو كان هذا محبًا ومخلصًا في نقده لذهب إلى رقم هاتفي الخاص، ودخل معي في حوار راقٍ ومُتزن، وفيه يسوق الحجج والأدلة والبراهين، ويذكر موطن العوار والخلل في المقال، ويتيح لي الفرصة حتى أذكر له رأيي ووجهة نظري أو أدافع عن نفسي، وليس بالضرورة أن اقتنع بكلامه أو أُقنعه بوجهة نظري، وهذه هي حرية الاختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر.

لكن أن ينسف المقال كاملًا بكلام مرسل عام وأن يتدخل في نوايا الكاتب، والله وحده أعلم بالنوايا وما تخفيه الصدور، فقد كان على هذا الذي ينتقد أن يذكر الدليل الذي يشير إلى معرفته بالنوايا بوضوح لا يقبل الشك!

هذا الناقد- إن صح أن أطلق عليه لقب ناقد وأترك لكم الحكم على أسلوبه في النقد- كتب في إحدى مجموعات الواتساب يُخاطبني: "مقالاتك كلام نثري فقط"، وحقيقة لا أعلم هل يتعين عليّ أن أكتب مقالات تتسم بالوزن والقافية كما الشعر؟!

ثم أضاف في رسالة أخرى: "لا توجد إحصائيات ولا أرقام ولا حقائق"، وهذا تعميم ظالم؛ فليس كل مقالاتي خالية من الإحصائيات والأرقام حسب قناعاتي بمصداقية هذه الإحصائيات، وحاجة المقال لها، خاصة وأن الإحصائيات التي يطالب بها منشورة بكثرة ويعاد نشرها دائمًا، وكان المقال يتحدث فقط عن معاناة الباحثين عن عمل. ثم إنني لا أكتبُ بحثًا علميًا يحتاج إلى توثيقه بإحصائيات وأرقام ونظريات واقتباسات ومراجع ومقدمة وخاتمة وتوصيات. ثم قال: "مقالاتك كلام وقصص"، وأضاف في رسالة أخرى "الكتابة لمجرد الكتابة" و"مطلوب مني مقال" و"حط أي كلام وخلاص"، ويلاحظ أنه استخدم كلمة "كلام" وهو يصف المقال أكثر من مرة، وتمنيتُ لو أنه أخبرني كيف أكتب بغير الكلام، فهل أكتب حروفًا أو أرقامًا أو رموزًا!! ثم ختم رسائله بقوله "ما عندنا لا صحافة ولا صحفيين". انتهى كلامه، وتداخل أحد أعضاء المجموعة مع هذا الناقد وتساءل قائلا: "لو الكاتب لم يحصل على مبلغ مُقابل المقال، هل سيكتب؟" بمعني أنني أكتب فقط من أجل الاسترزاق، وكما قال الناقد "الكتابة لمجرد الكتابة" أو لأنه طُلب مني أن أكتب، وكأنني أكتب عبثًا وبلا هدف ولا رسالة، وهذه أمور يعلمها الله ولن أخوض في تفاصيلها.

في واقع الأمر، أشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة بثقة الناس فيما أكتب وأطرح من أفكار ورؤى عبر مقالاتي في جريدة الرؤية، فلا يكاد يمر يوم إلّا وتصلني رسائل من مواطنين تطلب مني الكتابة عن قضاياهم ومشكلاتهم وهمومهم، قناعة منهم بجدوى "الكتابة" وأهميتها في تبصير الرأي العام، والأهم من ذلك أهمية رأي ووجهة نظر الكاتب، فيما يستعرضه من قضايا.

إنني أكتبُ بلغة الناس البسطاء، ولا احتاج للرجوع إلى المعجم لأستقي ألفاظي ومصطلحاتي، ولا اجتهد في البحث عن المفردات المُنمّقة، ويحدث أن أشير إلى رسائل الناس كما هي في مقالاتي وتكفيني ثقة القراء الكرام، وكل ما عدا ذلك لا يهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تزامن زيارة ترامب للشرق الأوسط مع أسبوع حافل لأردوغان.. هذه أبرز التطورات

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للصحفي إيشان ثارور، قال فيه إنّ: "زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تأتي في خضم أيام حافلة بالنشاط لتركيا، مع أنباء عن نيّة حزب العمال الكردستاني نزع سلاحه، واستعدادها لاستضافة وفود من روسيا وأوكرانيا".

وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "الرئيس دونالد ترامب  يُعدّ محور الاهتمام هذا الأسبوع في الشرق الأوسط. ففي أول جولة رئيسية له في ولايته الثانية، ترأّس يوم الثلاثاء، في الديوان الملكي بالرياض، توقيع مجموعة من الصفقات التجارية مع المملكة الغنية بالنفط".

وأضاف: "سينتقل هذا الحدث الاستثماري الضخم، الذي أثار مخاوف أخلاقية عميقة، نظرا لارتباطاته العديدة بمشاريع عائلة ترامب وعلاقاته الشخصية، إلى قطر والإمارات، حيث من المتوقع إبرام المزيد من الصفقات".

وتابع: "خلال خطابه الذي استمر ساعة أمام القادة العرب في العاصمة السعودية، بدا أن ترامب يتجاهل بعض التحديات السياسية المُستعصية في المنطقة. بالكاد ذكر إسرائيل ومحنة الفلسطينيين العالقة، وتحدّث بسخرية عن إيجاد وضع راهن سلمي جديد مع إيران".

"أومأ برأسه مبديا أمله في انضمام السعودية لاتفاقيات ابراهام، لكنه أضاف أن ذلك سيكون: "في وقتكم الخاص". وبدا وكأنه يهاجم المحافظين الجدد الأمريكيين بالقول: من يسمون ببناة الأمم، الذين دمروا دولا أكثر بكثير مما بنوها" أبرز المقال ذاته. 

وأوضح: "لعل التطور الأبرز كان إعلان ترامب عن إلغاء العقوبات الأمريكية طويلة الأمد على سوريا، للمساعدة في تعزيز عملية الانتقال السوري بعيدا عن دكتاتورية الرئيس المخلوع بشار الأسد".


ووفقا للمقال، قال ترامب: "سآمر بوقف العقوبات المفروضة على سوريا لمنحها فرصة للعظمة"، مؤكدا: "ذلك بعد أن تبيّن أنه سيلتقي أيضا بالرئيس السوري الحالي، أحمد الشرع، في العاصمة السعودية".

واسترسل: "أثار هذا الإعلان احتفالات عفوية في المدن السورية، وشجّع كبار الشخصيات العربية المجتمعة في الرياض، والذين حثّ العديد منهم الولايات المتحدة سرا على إلغاء القيود، التي كانت عائقا أمام الاستثمار وإعادة الإعمار في البلد الذي مزقته الحرب".

"وقال ترامب إنّ: هذه الخطوة ترجع جزئيا إلى طلب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. لكن البيت الأبيض تعرّض أيضا لضغوط منذ أسابيع من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي طلب في مكالمات هاتفية مختلفة مع ترامب من الولايات المتحدة تخفيف العقوبات على الحكومة السورية الجديدة" أبرز المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".

ومضى بالقول: "يتزامن توقيت زيارة ترامب مع بضعة أيام حافلة بالأحداث بالنسبة لأنقرة. ستستضيف تركيا وفودا رفيعة المستوى من روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإجراء أول محادثات مباشرة بين البلدين، منذ الأشهر الأولى للغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022".

وتابع: "قد أرسل ترامب وزير الخارجية، ماركو روبيو، لحضور الإجراءات، وسط آمال متزايدة في تحقيق اختراق دبلوماسي أمضت حكومة أردوغان سنوات في وضع الأساس له".

وأضاف: "بشكل منفصل هذا الأسبوع، أعلن حزب العمال الكردستاني، أنه سيُسلّم سلاحه ويحلّ نفسه كجزء من مبادرة سلام مع تركيا. من شأن ذلك أن يُنهي تمردا استمر أربعة عقود وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وعكّر صفو السياسة التركية، وامتدّ عبر الحدود".


وبحسب المقال: "شهدت المفاوضات مع أنقرة تقلبات حادّة على مدار ما يقرب من عقدين من حكم أردوغان، حيث حفّزت التطورات المحلية والإقليمية على طيّ صفحة الخلافات. ومن المرجح أن يُمكّن ذوبان الجليد مع حزب العمال الكردستاني وزعيمه المسجون عبد الله أوجلان من التوصل لاتفاق سياسي حديث بين الأكراد السوريين، وحكومة الشرع". 

واستدرك: "كما قد يضمن ذلك المزيد من الناخبين الأكراد في معسكر أردوغان، حيث يتطلع الزعيم التركي لإصلاحات دستورية لتمديد حكمه، وسط مخاوف متزايدة".

وتابع: "قبل أقل من شهرين، عزلت السلطات التركية، أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المنافس الأكثر مصداقية لأردوغان، وسجنته بتهم يعتبرها أنصاره ملفقة. تلت ذلك احتجاجات حاشدة واجهت قمعا عنيفا من قوات الأمن".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الزميلة الزائرة في معهد بروكينغز، أصلي أيدينتباش، قولها: "هذه عودة كبيرة لأردوغان على الساحة العالمية. قبل بضعة أشهر، وُصفت تركيا بأنها المثال الأبرز للاستبداد الانتخابي، متجهة نحو الديكتاتورية".

وتابعت بروكينغز: "الآن، في منتصف أيار/ مايو، نجد أردوغان، الذي كان معزولا لمدة أربع سنوات، في ظل الإدارة السابقة للرئيس جو بايدن، يعود كفائز في سوريا ولاعب رئيسي في الملف الأوكراني الروسي".

"مهدت عودة ترامب إلى البيت الأبيض الطريق لهذه العودة. لم يُخفِ ترامب علاقته الشخصية بأردوغان وإعجابه بالرجل القوي المفترض. كتب ألبر كوسكون، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنّ: الزعيمين شريكان في المعاملات بعقليات متقاربة" تابع المقال ذاته.

وأوضح كوسكون: "يرى أردوغان الكثير من نفسه في ترامب وسياساته. إن رغبة ترامب في هز المؤسسات الأمريكية وبيروقراطيتها الراسخة، وخطابه الاستقطابي على الساحة المحلية، ونفوره من الأجندات الليبرالية والتقدمية، تتوافق مع قواعد أردوغان، كما هو الحال مع شعور ترامب بالإلحاح في تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا".

وأبرز المقال: "يُعدّ نفوذ تركيا في جوارها الأوسع وقدرتها على أن تكون قوة استقرار في المنطقة قوة في نظر البيت الأبيض في عهد ترامب، الذي يبدو مستعدا للتغاضي عن أي احتكاك جيوسياسي آخر مع حليف الناتو".


وكتبت الزميلة البارزة في معهد الشرق الأوسط، غونول تول: "على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، دفعت التوترات بشأن إيران وسوريا وروسيا والصين الولايات المتحدة وتركيا من التحالف الاستراتيجي إلى انعدام الثقة المتبادل".

وأضافت تول: "أدّت نزاعات العقوبات، وتباين استراتيجيات الحرب، وتعميق علاقات أنقرة مع موسكو وبكين، إلى تآكل الثقة المتبادلة". لكن الآن، أضافت تول، "بعد سنوات من التباين، أصبح باب إعادة ضبط العلاقات مواربا. تركيا مستعدة للمضي قدما".

واختتم المقال بالقول: "لقد أوضح ترامب بالفعل أن السياسة الداخلية لدول مثل تركيا أوالسعودية ليست من شأنه. قالت أيدينتاسباس إنّ على المعارضة التركية المحاصرة الآن: أن تقرر ما يعنيه ذلك بالنسبة لها في ظل مناخ لا يتعامل فيه الغرب مع تركيا بقيم معيارية".

مقالات مشابهة

  • فنانون يجسدون شعار من النقش إلى الكتابة في معرض الدوحة الدولي للكتاب
  • علي جمعة: بعض الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محلا للمناقشة بدعوى الحرية
  • تزامن زيارة ترامب للشرق الأوسط مع أسبوع حافل لأردوغان.. هذه أبرز التطورات
  • «من النقش إلى الكتابة» يعزز التواصل الثقافي مع تركيا
  • كاتبة هندية: الحقيقة هي إحدى ضحايا حرب الهند وباكستان
  • محمود عبد الشكور عن تتر ظلم المصطبة: أفضل أغنية مسلسل في رمضان الماضي
  • شاهد | كلام للبيع بترليون دولار .. ترامب في السعودية
  • الروائية رشا سمير: أكتب عن حكايات لم تُروَ بعد وأستلهم من التاريخ ما يضيف روحا للأدب
  • الشاعر خميس المقيمي: لا أكتب لإرضاء الذائقة العامة.. و"وسائل التواصل" أوجدت "وَهم الشعر"
  • القاص العمراني: الكتابة القصصية الساخرة نادرة جداً وإقبال الناس على قصصي فاجأني