آبل تخسر 200 مليار دولار في يومين بعد حظر iPhone بالصين
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
انخفضت أسهم شركة أبل بنسبة 2.9% يوم الخميس بعد تقارير تفيد بأن الصين تخطط لتوسيع الحظر على استخدام أجهزة آيفون ليشمل الوكالات والشركات المدعومة من الحكومة.
ويشعر المستثمرون بالقلق إزاء قدرة الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم على القيام بأعمال تجارية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
سجلت شركة Apple (AAPL) أكبر انخفاض يومي لها منذ أكثر من شهر يوم الأربعاء.
يمكن أن يكون الحظر علامة مشؤومة لشركة أبل.
وتعد الصين أكبر سوق خارجي لمنتجات الشركة، ومثلت المبيعات الصينية نحو خمس إجمالي إيرادات الشركة العام الماضي. لا تكشف شركة Apple عن مبيعات iPhone حسب البلد، لكن المحللين في شركة الأبحاث TechInsights يقدرون أن مبيعات iPhone في الصين كانت أكبر من مبيعات الولايات المتحدة في الربع الأخير. تنتج شركة Apple أيضًا غالبية أجهزة iPhone الخاصة بها في المصانع الصينية.
امرأة تستخدم جهاز iPhone المحمول أثناء مرورها بشعار Apple المضاء في متجر Apple في Grand Central Terminal في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة، 14 أبريل 2023.
من المتوقع أن تكشف شركة Apple النقاب عن iPhone الجديد في حدث خاص بعنوان "Wonderlust".
وكتب براندون نيسبل، المحلل في كي بانك كابيتال، يوم الأربعاء، أن شركة أبل، التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، تلعب أيضًا دورًا مهمًا في اقتصاد بكين. ولهذا السبب، "كان يُنظر إلى الشركة تاريخياً على أنها آمنة نسبياً في الصين من القيود الحكومية". وكتب أن هذا الحظر المبلغ عنه يطرح سؤالا مهما: “هل تغير الحكومة موقفها؟”
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء أن الصين حظرت استخدام أجهزة iPhone لمسؤولي الحكومة المركزية وأن المديرين كانوا يخطرون الموظفين بالحظر عبر مجموعات الدردشة أو الاجتماعات.
يوم الخميس، ذكرت بلومبرج أن هذا الحظر امتد ليشمل الشركات المدعومة من الدولة، بما في ذلك شركة الطاقة العملاقة بتروتشاينا، التي توظف ملايين العمال وتسيطر على مساحات واسعة من الاقتصاد الصيني.
كتب المحللون في Bank of America في مذكرة يوم الخميس أن الحظر المحتمل على iPhone يأتي في أعقاب هاتف ذكي جديد متطور أطلقته الشركة المصنعة الصينية Huawei. وقال المحللون إن التوقيت "مثير للاهتمام".
وقالت الحكومة الأمريكية يوم الثلاثاء إنها تحقق في الهاتف الذكي الجديد. وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة بحاجة إلى "مزيد من المعلومات حول طابعها وتكوينها على وجه التحديد" لتحديد ما إذا كانت الأطراف قد تجاوزت القيود الأمريكية على صادرات أشباه الموصلات لإنشاء الشريحة الجديدة.
وانخفضت شركات التكنولوجيا بسبب الأخبار، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنحو 0.9٪ يوم الخميس، وانخفض قطاع أشباه الموصلات بأكثر من 2٪.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: یوم الخمیس شرکة Apple
إقرأ أيضاً:
ترامب يدفع ثمن حربه التجارية مع الصين.. هكذا يحاول تقليل الأضرار
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يناقش التناقض بين وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحفيز الاقتصاد من خلال فرض تعريفات جمركية عالية وبين النتائج العملية التي تسببت في أضرار اقتصادية تطلبت تدخلاً حكوميًا لاحتوائها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب أعلن قلب التجارة العالمية في نيسان/ أبريل الماضي عندما أعلن عن فرض رسوم جمركية فيما يُعرف بـ"يوم التحرير"، متعهدًا بعودة المصانع والوظائف إلى الداخل الأمريكي وخفض الأسعار بالنسبة للأمريكيين عبر فتح الأسواق الخارجية. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو، ما اضطره إلى التحرك لمعالجة الأضرار الاقتصادية والسياسية.
ويوم الإثنين الماضي، أعلن ترامب عن حزمة إنقاذ بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين الأمريكيين المتضررين من سياساته التجارية، فيما تواصل الرسوم الجمركية في الضغط على الأسعار وتزيد القلق الشعبي بشأن تكاليف المعيشة، وأشارت الصحيفة إلى أن الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي والمنافس الرئيسي للولايات المتحدة، أكدت استمرار تحقيق فائض تجاري قياسي عالميًا رغم تراجع فائضها مع واشنطن، ما يعكس قدرتها على التكيف مع القيود الأمريكية. وفي المقابل، لم تظهر أدلة على عودة واسعة لوظائف التصنيع التي فُقدت بفعل عقود من العولمة والأتمتة.
ويصر ترامب على أن قراره بفرض أعلى رسوم منذ عام 1930 سيؤتي ثماره، ويلقي باللوم على سلفه جو بايدن في كل أزمة اقتصادية، رغم ضعف حجته مع اقتراب مرور سنة على توليه الحكم؛ ويستمر في رفض أي حديث عن ارتفاع الأسعار في متاجر البقالة، مصرًا على أنها على وشك الانخفاض، لكن التضخم ارتفع في أيلول/ سبتمبر إلى 3 بالمائة، فيما واصلت وظائف التصنيع التراجع بخسارة نحو 50 ألف وظيفة منذ بداية السنة.
وأفادت الصحيفة بأن ترامب يحاول تصوير حزمة المزارعين كدليل على النجاح، ووعد مؤخرًا باستخدام إيرادات الرسوم لمنح شيك حكومي بقيمة 2000 دولار لكل دافع ضرائب (باستثناء ذوي الدخل المرتفع)، بل وتحدث عن إلغاء ضريبة الدخل مستقبلًا.
ووفق الصحيفة فإن الأرقام لا تتماشى مع هذه التصريحات؛ فقد بلغ دخل الرسوم 250 مليار دولار هذه السنة مقابل 2.66 تريليون من ضرائب الدخل الفيدرالية. كما وعد بأن عائدات الرسوم الجمركية ستسدد الدين الوطني البالغ 38.45 تريليون دولار، وبتخفيض أسعار بعض الأدوية بنسبة "1500 بالمائة"، وهو ما أثار استغراب المشرعين.
وأكد ترامب أيضًا أنه يستخدم جزءًا من عائدات الرسوم كـ"دفعة مرحلية" لدعم المزارعين حتى تستأنف الصين شراء منتجاتهم، وهو التزام قال إنه انتزعه من الرئيس شي جين بينغ. لكنه تجاهل أن الرسوم أدت إلى مقاطعة صينية للسلع الزراعية الأمريكية، ما اضطره لتعويض المزارعين عبر برنامج وزارة الزراعة، ويبدو أن تكرار استخدام كلمة "مرحلية" من قبل الرئيس ومساعديه الاقتصاديين البارزين كان يهدف إلى إرسال رسالة إلى الأمريكيين مفادها أنه عليهم فقط الصبر، وأن الفوائد الموعودة من خطة التعريفات الجمركية ستؤتي ثمارها.
وأضافت الصحيفة أن ترامب اتهم إدارة بايدن بأنها "كرهت المزارعين"، مؤكدًا أنه "يحبهم"، مشددًا أن مشتريات فول الصويا تأتي أولًا في محادثاته مع شي. لكن اقتصاديين يرون أن أزمة المزارعين تعكس الضغط الأوسع الناتج عن الرسوم، ونقلت الصحيفة عن سكوت لينسيكوم، مدير قسم الاقتصاد العام في معهد كاتو، وهو مركز أبحاث ليبرالي معارض لسياسات ترامب الرامية إلى إرساء نظام رأسمالي توجيهي، قوله إن مشكلة المزارعين ليست من صنع الحكومة بالكامل، ولكن جزءًا كبيرًا منها يتعلق بالسياسة التجارية.
وأكد لينسيكوم أن انخفاض الأسعار يرجع إلى مقاطعة الصينيين للمنتجات الزراعية الأمريكية معظم السنة، فيما بقيت تكاليف الأسمدة والآلات مرتفعة وخاضعة للرسوم الجمركية. وهو ما أدى إلى شكوى من شركتي "كاتربيلر" و"جون دير"، وهما اثنتان من أكبر مصنعي المعدات الزراعية، وأعلن ترامب أنه سيلغي بعض المتطلبات البيئية للآلات لتبسيطها مقابل خفض أسعارها، فيما وصف لينسيكوم الرسوم بأنها خلقت "تعقيدًا غير مسبوق ومعيقًا" للأعمال، خاصة مع تخفيضه بعض الرسوم مثل لحوم البقر لتخفيف أسعار المتاجر.
وختم الموقع بأن المناورات السياسية أصبحت سمة عامة لإدارة ترامب؛ فهو يتحدث أسبوعًا عن قروض عقارية لخمسين عامًا، وفي أسبوع آخر يرفع الرسوم عن القهوة، ثم يعلن عن السماح بتصدير الرقائق إلى الصين مقابل حصة 25 بالمائة من العائدات. لكن إصلاح كل ذلك سيستغرق وقتًا، وهذا ما أكده نائب الرئيس جي دي فانس قائلًا إن إصلاح كل المشكلات خلال عشرة أشهر أمر غير واقعي.