للسيطرة على الثروة.. الحوثي يحكم قبضته على القطاع الخاص في اليمن
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تعرض عدد من الشركات والمؤسسات التجارية التي تأسست منذ عقود في صنعاء لمضايقات وعمليات ابتزاز كبيرة من قبل ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، ضمن مخطط السيطرة على القطاع الخاص في مناطق سيطرتها.
عملية تجريف منظمة وممنهجة مارستها الميليشيات ضد ما تبقى من القطاع الخاص ورجال المال والأعمال؛ بهدف تقوية قطاع موازٍ تقوده قيادات حوثية بارزة بهدف التحكم بالاقتصاد الوطني.
فرض قيود وإجراءات مشددة، وصولاً إلى مضاعفة الجبايات والإتاوات تحت مسمى الضرائب والجمارك؛ ناهيك عن حوادث الحرائق والاستهداف والنهب والتقطع التي يتعرض لها التجار ورجال الأعمال. فضلا عن الاغتيالات والاختطافات وإصدار أحكام قضائية جائرة لغرض الوصول إلى أموال التجار وأرصدتهم بطرق غير قانونية.
ومع كل عام يمر يزداد تسلط ذراع إيران على القطاع الخاص لتقوية القطاع الحوثي الذي أصبح قوة مالية كبيرة تغذي الحرب وتمول الهجمات الإرهابية داخل اليمن وخارجها.
انفجارات وحرائق
وفي أحدث تلك الحوادث، انفجار مقطورة غاز داخل محطة النجاح التابعة لرجل الأعمال "المفزر" قرب جولة آية، شمال صنعاء ما أدى إلى اندلاع حريق هائل امتد إلى منزلين ومسجد وتسبب بنزوح عشرات الأسر وتعرض عدد من منازل المواطنين للسرقة.
وتضاربت المصادر حول سبب الانفجار، فبينما تقول بعضها إنه ناتج عن تماس كهربائي وقع في حوش شركة "يمن غاز"، وتسبب بنشوب حريق هائل، ما أدى إلى انفجار المقطورة، قالت اخرى إنه بفعل فاعل مجهول.
وسبق الحادثة حريق هائل في مصنع "العاقل لإنتاج الأغذية الخفيفة" وسط صنعاء، ما أدى إلى خسائر مادية فادحة تسببت بتوقف عمل المصنع، دون ان تتضح أسباب اندلاع الحريق حتى اللحظة.
جبايات مستمرة
بدأت مليشيا الحوثي حملة واسعة ضد المستشفيات الخاصة وشركات بيع الأدوية والمستلزمات الطبية بصنعاء، فرضت خلالها على الأخيرة مبلغ مليون ريال، بذريعة دعم ما تسمى فعاليات "المولد النبوي".
وتأتي هذه الجبايات الجديدة بعد أيام من حملة جبايات شنتها الميليشيات الحوثية بشكل واسع النطاق طالت التجار وأصحاب المحلات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الخاص لتمويل ذات الفعالية.
واعتادت المليشيات على استغلال احتفالاتها وفعالياتها الطائفية وتحويلها الى مورد مالي وسوط لجلد التجار ونهب المواطنين وابتزازهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
كما واصلت مليشيات الحوثي الإرهابية احتجاز ثلاجات تصدير المنتجات الزراعية وفاكهة الرمان في نقاط عسكرية تابعة لها على الطريق الرابط بين محافظة صعدة والجوف في سياق فرضها ضرائب إضافية وجبايات غير قانونية على تصدير الرمان والمنتجات الزراعية إلى السعودية واحتكار الأعمال التجارية شركات تتبع قيادات بالميليشيات.
كما تحتجز ذراع إيران المئات من شاحنات النقل الثقيل والتجارية في منفذي نهم والجوف (وهما منفذان مستحدثان)، بسبب رفض سائقيها قرارا لمصلحة الضرائب الافتراضية الخاضعة للحوثيين، الذي يقضي بزيادة رسوم الجمارك والضرائب بنسبة 100%.
وكذا احتجاز أكثر من 300 شاحنة في إحدى نقاط الجبايات التي استحدثتها جنوبي ميناء الصليف بمحافظة الحديدة.
وأكدت مصادر تجارية، أن المليشيا رفضت السماح للشاحنات التجارية بالمرور، وفرضت على مالكيها غرامات تصل إلى 11500 ريال عن الطن الواحد، بينما يبلغ إيجار النقل 3000 ريال فقط عن الطن الواحد تحت ذريعة رسوم ما اسمتها "الميازين" والتي استحدثتها في عدة محافظات لفرض الجبايات والاتاوات غير القانونية.
ويشكو السائقون من قيام عناصر مليشيا الحوثي المنتشرة في النقاط الأمنية والمنافذ والميازين المستحدثة بابتزازهم بشكل غير مبرر، حيث يقومون باحتجازهم لأيام واسابيع طويلة، دون أي مبرر، وفرض جبايات مالية كبيرة. كما يقومون بعملية التفتيش بشكل غير قانوني، ما يعرض البضائع المحمّلة لمخاطر التلف والسرقة.
مصادرة وحظر عن المهنة
واستخدمت المليشيا سلطة القضاء الخاضع لإدارتها في حربها الشعواء على القطاع الخاص مستهدفة الشركات والمؤسسات التجارية وملاكها الذين أصبحوا تحت مطرقة المحاكم الحوثية.
شركة "بيت قاطن" أحد البيوت التجارية المعروفة بصنعاء، أصدرت محكمة خاضعة لمليشيا الحوثي حكما بمنع خمسة أشخاص من ممارسة مهنة التجارة بشكل نهائي، في الوقت الذي سطت الجماعة على شركة أسرة بيت "قاطن" التجارية.
وذكرت نسخة "سبأ" الحوثية، أن محكمة غرب الأمانة أقرت مصادرة آلات ومعدات شركة قاطن للتجارة والصناعة في أمانة العاصمة وزعمت تحويلها لـ"هيئة السرطان".
وأضافت إن القرار نص على منع "فؤاد طه قاطن، وطه أحمد قاطن، وعبد الله أحمد السعدي، وعلي أحمد قاطن، ومحمد طه قاطن"، من ممارسة التجارة إلى الأبد.
كما قضى القرار بسجن الخمسة لفترات تتراوح بين سبع سنوات وسنتين، بحجة إدانتهم بإنتاج وبيع سلع ملوثة وغير مطابقة للمواصفات - حد قولها.
السيطرة على الغرفة التجارية
استكملت الميليشيات الحوثية مخططها باستهداف القطاع الخاص عقب اقتحام مقر الغرفة التجارية الصناعية في صنعاء نهاية مايو الماضي، وأعلنت سيطرتها على الغرفة وعلى وثائقها وأختامها دون وجه حق رغم الأحكام القضائية الصادرة ببطلان التحركات الحوثية. وقامت الميليشيات بتعين مجلس وأعضاء جدد لإداراتها من نافذيها يرأسهم القيادي علي الهادي بديلا عن رجل الأعمال المعروف حسن الكبوس.
ووثقت منظمة "دي يمنت للحقوق والتنمية"، نحو 2000 انتهاك ضد القطاع الخاص في صنعاء منذ اجتياح المليشيا الارهابية لها في العام 2014 في ظل استمرار المليشيا لتلك الانتهاكات وشن حملات مستمرة ضد القطاع التجاري، داعية ملاك الشركات والمؤسسات والأموال المنهوبة إلى إنشاء كيان حقوقي لملاحقة قيادات مليشيا الحوثي داخليا ودوليا.
وحذرت المنظمة من خطورة التجريف الحوثي الممنهج للقطاع الخاص من نهب ومصادرة وملاحقات قضائية ومنع التجار من مزاولة المهنة وقتل خارج القانون.
ويرى مراقبون، أن ذراع إيران تهدف إلى تحويل صنعاء اقطاعية خاصة بها واتباعها بتمكين النفوذ التجاري لصاعدين جدد في عالم الثروة والحرب، وفق مخطط الاحلال والابدال في القطاع الخاص والبيوت التجارية العريقة لصالح تجارها الجدد، في خطة مستقبلية لضمان السيطرة والتمكين لما بعد الحرب.
ويتعرض القطاع الخاص، لمضايقات واسعة وانتهاكات عدة من قبل مليشيا الحوثي التي أنشأت نظاما اقتصاديا موازيا للبيوت والأسر التجارية في اليمن في ظل خطة ممنهجة موازية استهدفت البنوك والقطاع المصرفي والمستوردين وجرمت الاستيراد عبر ميناء عدن ومنعت الشاحنات والبضائع من دخول المناطق الشمالية من اليمن، وألزمت التجار بالاستيراد عبر ميناء الحديدة وبواسطة شركات نقل مملوكة لقيادات حوثية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: على القطاع الخاص ملیشیا الحوثی ذراع إیران
إقرأ أيضاً:
أكثر من عشر سنوات على الانقلاب الحوثي… كيف أصبح الوضع الإنساني في اليمن؟ ( تقرير خاص)
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على الانقلاب الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014، يواجه اليمن اليومَ أزمةً إنسانية كارثيةً ومتفاقمة، طالت كافة مناحي حياة المواطنين.
فمن شعارات “إنقاذ الشعب، وإسقاط الجرعة” الزائفة التي رفعتها المليشيات عند سيطرتها على العاصمة صنعاء، إلى واقع التقسيم الممنهج للبلاد واقتصادها ومؤسساتها، يدفع اليمنيون اليوم ثمنا باهظًا لانقلابٍ أودى بحاضرهم ومستقبلهم إلى الهاوية.
مرت السنوات تباعًا والجانب الإنساني في اليمن شمالا وجنوبًا يشهد تدهورا غير مسبوق؛ فقد عمدت المليشيات إلى طريقة تقسيم العملة المحلية والتعليم والاتصالات؛ الأمر الذي أحدث شرخا كبيرا في الجانب المعيشي وجرحا في الجانب الاجتماعي والتعليمي لم يندمل حتى اللحظة.
ولم تكتفِ المليشيات بإشعال فتيل حربٍ داخليةٍ مدمرة طالت النسيج الاجتماعي والاقتصادي بشكل شامل، بل عمدت إلى فتح جبهة خارجية عبثية، مستنزفةً ما تبقى من مقدرات البلاد ومضاعفةً معاناة اليمنيين تحت ذريعة نصرة غزة، ودعم القضية الفلسطينية.
ضرباتٌ أمريكية إسرائيلية على اليمن لم تتضرر منها المليشيات الحوثية بقدر ما تضرر منها الشعب وأصبح موجوعًا في زحام طوابير الانتظار من أجل الحصول على بعض لترات من الوقود، وسط واقع معيشي مميت.
وبحسب منظمات إنسانية فإن أكثر من 90% من اليمنيين يعانون انعدام الأمن الغذائي، كما أن مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا معرضين لخطر الموت جوعاً، وأكثر من 17 مليون شخص لا يحصلون على ما يكفي من المياه لتلبية احتياجاتهم اليومية الأساسية، ناهيك عن عن حال النازحين المؤسفة، وعن غياب الخدمات الطبية وارتفاع أسعارها وتفشي الأمراض والأوبئة التي تتربص باليمنيين وتقتطف أرواحهم في كل لحظة.
وضعٌ إنساني كارثي
وعن سؤاله، كيف حولت مليشيا الحوثي الوضعَ الإنساني في اليمن، يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي” بحسب منظمات مهتمة بالشأن الإنساني فقد سجلت اليمن أرقامًا متقدمة في جانب التدهور الإنساني، ومن خلال قراءتنا لتلك الأرقام المفزعة يتضح لنا حجم المأساة الإنسانية الكبيرة التي عانى منها اليمن وما يزال يعاني؛ نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي”.
وأضاف الفاتكي لـ” يمن مونيتور” قبل انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة كان معدل الفقر في اليمن 35%، وفي عام 2022م ارتفعت هذه النسبة إلى 80%، والآن تشير تقارير إلى أن مستوى خط الفقر في اليمن تعدى نسبة الـ95%، ووفقًا للتقارير فإن 5 ملايين من اليمنيين قد وصلوا للدرجة الخامسة من الفقر، وهي درجة القرب من المجاعة المحققة والخطر، وهناك امرأتان تموتان كل ساعتين أثناء الحمل أو الولادة نتيجة انعدام الخدمات الطبية، كما أن هناك أكثر من 5 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية”.
وأردف” حالاتُ الفقر لا تقتصر فقط على الجانب الغذائي، فهناك حالات فقر متعددة الأبعاد، هناك أكثر من 20 مليون يمني تقريبا يعيشون حالة فقر متعددة الأبعاد، في الجانب الغذائي، في جانب التعليم، في جانب الصحة في جانب المياه، في الحصول على السكن فهناك أكثر من 5 ملايين نازح يعيشون في مناطق غير مؤهلة للسكن يفتقرون فيها لأبسط الخدمات”.
وتابع” هناك منظمات دقت ناقوس الخطر بالنسبة للوضع الإنساني في اليمن، ومع ذلك فإن منظمة الغذاء العالمي قلصت من إمدادات وسلاسل الغذاء التي يعتمد عليها ملايين من الشعب اليمني نتيجة قلة الموارد”.
ولفت إلى أن” الجانب الإنساني في اليمن يعيش وضعًا كارثيا فالمواطن اليمني اليوم أصبح محاصرًا من كل النواحي، فهو محاصر من الحصول على لقمة العيش، ومحاصر في الحصول على الخدمات الأساسية الضرورية”.
مزيد من العنف والخراب
وعن الضربات الأمريكية الإسرائيلية على اليمن وما أضافته من خسائر في الجانب الاقتصادي يقول الفاتكي” قاموس النصر لدى الحوثيين هو الخسائر التي تسببت بها الضربات الأمريكية الإسرائيلية على اليمن فالمليشيات الحوثية ترى أن هذه الخسائر هي نصر كبير والدليل على ذلك الاحتفالات التي يقوم بها بعض أنصار الجماعة، والصور التي يلتقطونها للدمار والخراب”.
وأكد” الحوثيون لا يلتفون لمعاناة الشعب اليمني؛ بل إنهم يغامرون ويقامرون بمستقبل الشعب اليمني وحياته، يغامرون بكرامة الشعب اليمني وبقوت يومه، وبالتالي فهم لا يتأثرون بالحالة المزرية التي وصل إليها الشعب اليمني اليوم، هم يريدون أن تستمر الحرب ليكسبوا من ورائها باستمرار سيطرتهم”.
وواصل” منذ أن انقلبت هذه المليشيات على الدولة، لم تفعل للشعب اليمني شيئا سوى مزيد من العنف والخراب والدمار، وستستمر باختبائها وراء الشعارات المزيفة، فحينما هدأت الحرب في اليمن، سرعان ما التحقت بالقضية الفلسطينية وهكذا ستستمر حتى لو خرجت إسرائيل من الحرب على غزة، فهذه المليشيات ستختلق لها طريقة أخرى تعمل من خلالها على قتل وإبادة وتجويع الشعب اليمني”.
سياسة ضد الشعب
في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، أبو فاهم، فؤاد العسكري” الحوثيون أعادوا اليمن أكثر من 100سنة للخلف؛ بسبب سياستهم الحمقاء ضد الشعب الذي أوصلوه إلى مرحلة محزنة من الفقر والجوع والغلاء والحرب الداخلية والخارجية”.
وأضاف العسكري لـ” يمن مونيتور ” الشعب اليمني يعيش اليوم مابين امتصاص الحوثي ونار الحوثي والضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على اليمن التي عملت على هدم ما تبقى من اقتصاد البلاد، وزادت من معاناة المواطن وحرمانه من الخدمات الأساسية”.
وأشار إلى أنه” بحسب مصادر رسمية موثوقة، فإن التكلفة الإجمالية لإصلاح الدمار الذي تسببت به الضربات الأمريكية الإسرائيلية تصل إلى 2.785 مليار دولار، فميناء الحديدة يحتاج 325 مليون دولار، و ميناء الصليف يحتاج 130 مليون دولار، ومطار صنعاء الدولي يحتاج 515 مليون دولار، ناهيك عن محطة رأس عيسى، ومحطتي كهرباء حزيز، ومصنع باجل وغيره من المناطق والبنى التحتية التي تضررت بفعل الضربات التي تسبب بها الحوثيون”.
وأشار إلى أن” الحوثي لا يهمه ذلك ولن يتحمل هذه الخسائر الكبيرة ولن يدفع ثمن الأضرار اللي حدثت للشعب اليمني؛ بل سيجبر الشعب على دفع الخسائر ومن يرفض فالتهمة له جاهزة ومعلوم أن الحوثي يجيد اختلاق التهم لغيره واختلاق التبريرات له”.
وتابع” الشعب اليمني اليوم يدفع ثمن كل تصرفات الحوثي الشيطانية، فبسبب القرصنة في البحر الأحمر، جلب البلاء على الوطن وتم تدمير مؤسسات الجمهورية حتى انهارت معظم القطاعات وهذا ما ينذر بكارثة ستحل على الشعب كارتفاع الأسعار أكثر مما هي عليه وانعدام ، البنزين، والكهرباء، بسبب نقص الإمدادات، وهذا ما سيزيد الحمل على الشعب اليمني ويضيف له بلاء فوق البلاء”.
ولفت إلى أن” الطامة الكبرى، أن تخرج قيادة الحوثي تعلن أنها انتصرت والمغفلون يصفقون ويروجون للحوثي الذي دمر اليمن من أجل أن يبني لنفسه مجدًا ويظهر على أنه أسطورة وقوة جبارة لا تقهر، وكل ذلك على حساب الوطن والمواطن”.
وواصل” اليوم الوضع الإنساني في اليمن منهار للغاية، في كل الجوانب والقطاعات، تم تشطير الوطن وتشطير الجانب المالي التعليمي والصحي والغذائي، كل شيء يخص الجانب الإنساني يعاني من الشلل الكبير بسبب أعمال الحوثي الذي تسلق على شماعة الجرعة من أجل الانقلاب”.
في نفق مظلم
بدوره يقول الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي” عقب انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014م، دخلت اليمن في نفق مظلم لم تتمكن من الخروج منه حتى اليوم، فقد شهدت البلاد انهيارًا شاملًا على مختلف الأصعدة، الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، كما تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق”.
وأضاف الجبزي لـ” يمن مونيتور” استخدمت مليشيا الحوثي شعار “إسقاط الجرعة” كأداة لتحقيق أهدافها الخاصة، والتي كانت تهدف من خلالها الوصول إلى السلطة، وتدمير المؤسسات المدنية والعسكرية للدولة، وقد أدى ذلك إلى تعطيل الحياة الاقتصادية في البلاد وتدمير كل مقومات الدولة، مما عمق من معاناة المواطنين وأدى إلى انهيار كامل في النظام الإداري والمالي”.
واردف” بعد مرور أكر من عشر سنوات على هذا الانقلاب، لم تكتفِ مليشيا الحوثي بنهب مقدرات الدولة وتدمير مؤسساتها، بل تجاوزت ذلك إلى الاستعراض بقوتها الوهمية؛ فقد سعت مؤخراً إلى عرقلة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مدعية أنها انتصرت لفلسطين، في خطوة غير محسوبة أثرت بشكل كبير على الوضع العسكري والسياسي في المنطقة وأثر بشكل كبير على الوضع الإنساني في اليمن”.
وتابع” هذه الاستفزازات تسببت في تدخل الطيران الأمريكي والإسرائيلي، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية المتبقية، بما في ذلك موانئ الحديدة ورأس عيسى، ومصانع عمران وباجل، بالإضافة إلى تدمير مطار صنعاء الدولي، وهذه الأفعال العدوانية أسفرت عن تدمير ما تبقى من الاقتصاد الوطني، وجعلت الشعب اليمني يعاني بشكل أكبر من الأوضاع الإنسانية الصعبة في الوقت الذي يتفاخر فيه الحوثيون بانتصارات وهمية”.
وواصل” إننا اليوم في هذا المنعطف التاريخي نطالب المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية باتخاذ خطوات عاجلة لتحرير الوطن من قبضة هذه المليشيات الإرهابية التي ساهمت في تدمير كل مقدرات الدولة، فلم يعد هناك مجال للمزيد من التأجيل، فقد طال الانتظار ونحن بحاجة إلى حلول حاسمة لإعادة بناء ما دمرته هذه المليشيات واستعادة سيطرة الدولة على كافة الأراضي اليمنية”.
واختتم” لا بد من أن يتحمل الجميع المسؤولية في مواجهة التهديد الحوثي الذي بات يشكل خطراً كبيراً على اليمن وأمنه واستقراره والذي أوصل اليمن واليمنيين إلى حافة المجاعة وجعل الملايين يعيشون تحت خط الفقر بينما قيادات المليشيات تنعم بالعيش الرغيد”.