غدر الأصدقاء.. جرائم قتل بشعة هزت الرأي العام
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
قابلت الكثير من الأعداء ولكن أسوأهم "هؤلاء الذين يدعون أنهم أصدقائي" قالها باولو كويلو، وها نحن الآن في زمن تحول فيه الصديق لأسوء عدو بعدما كان الصديق ملاذا أمن لصديقه أصبح الخطر بعينه.
جرائم قتل بشعة هزت الرأي العام مؤخرا كان بطلها أقرب صديق للمجنى عليه، آخرها القهوجي الذي أنهى حياة صديقه بطعنه في الصدر، وطالبة الثانوي التي قتلت صديقتها وقطعت جثتها وأشعلت فيها النيران.
أنهى قهوجي حياة صديقه بطعنة في الصدر بعد مشادة كلامية بينهما، تلقت غرفة عمليات النجدة بالجيزة بلاغا بنشوب مشاجرة بين قهوجي وصديقه انتهت بجريمة قتل داخل منطقة الوراق.
انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وتم العثور على جثة شاب يرتدي كامل ملابسه وبه أثار طعنة في الجسم فارق على إثرها الحياة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم الذي اعترف بارتكاب الجريمة بعد وصلة مزاح مع صديقه ونشوب مشادة بينهما انتهت بطعنه بسلاح أبيض.
قتلت صديقتها وقطعت جثتها بطنطا
دفعت "فرح.م" صاحبة 18 عامًا، حياتها ثمنًا لغدر صديقتها "أية" التى استدرجتها وقتلتها.
وكانت المجنى عليها تقيم بشقة جدتها بمفردها، بعد سجن والدتها.
وتبين أن والدى المجنى عليها منفصلين وأن والدتها مسجونه بسجن طنطا، ووالدها لم يستدل على مكانه حتى الان.
وأن المتهمة كان أقرب صديقة ليها بحسب اعترافاتها أمام النيابة وانها استدرجتها لشقتها وقتلتها وساعدها فى التخلص من الجثة شاب اخر، بعدما استدرجتها لشقتها وسددت لها عدة طعنات، وأشعلت النيران بجثة المجنى عليها، بمساعدة شاب، ثم قاما بإطفائها خشية احتراق الشقة، وقطعوا جسدها بسطور، فى محاولة منهما لإخفاء جريمتهما، والقوها بعد مول طنطا، وعثر عليها عامل النظافة وعلى الفور أبلغ الأجهزة الأمنية بطنطا.
خلافات الجيرة.. طالب يطعن صديقه فى الإسكندرية
شهدت منطقة المنتزه بالإسكندرية، جريمة اهتزت لها الأبدان بعدما أنهى طالب حياة صديقه طعنًا بالصدر ما أودى على حياته في الحال.
وكانت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، قد كشفت ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة أول المنتزه بمديرية أمن الإسكندرية من أحد المستشفيات باستقباله طالب مقيم دائرة القسم مُصاب بجرح طعني نافذ بالصدر وتوفي أثناء إسعافه.
بالانتقال وبسؤال والدته قررت بقيام طالب مقيم بذات العنوان بالتعدي على نجلها بسلاح أبيض "سكين" كان بحوزته فأحدث إصابته التي أودت بحياته وإحداث إصابته وذلك لحدوث مشاجرة بينهما لخلافات حول الجيرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اصدقائي هزت الرأي العام جرائم قتل حیاة صدیقه
إقرأ أيضاً:
«لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»
في كل مجتمع حيّ، يظل الاختلاف علامة صحة لا علامة خلاف، ودليل نضج لا دليل صدام. فالآراء المتعددة مثل الألوان، لا يكتمل الجمال إلا بتجاورها، ولا تكتمل الصورة إلا بتكاملها.
ومع ذلك، لا تزال بعض العقول – للأسف – تنظر إلى الرأي المخالف على أنه غزوٌ لفكرتها، أو تهديدٌ لهيبتها، أو مساسٌ بمكانتها، بينما الحقيقة أن الاختلاف لا يجرح إلا القلب الضيق، ولا يزعج إلا العقل المغلق، أما الصدور الواسعة فتتعامل مع التنوع باعتباره غنى للفكر ومساحة للتعلم.
إننا اليوم في حاجة إلى أن ننقل ثقافة احترام الاختلاف من كونها شعارات مثالية، إلى كونها ممارسة يومية في بيوتنا، ومساجدنا، ومؤسساتنا، ومدارسنا، ووسائل إعلامنا. لأن المجتمعات لا تُبنى بالاتفاق الكامل، وإنما تُبنى بإدارة الاختلاف إدارة راقية.
■ القرآن الكريم… مدرسة الاحترام قبل الحوار
حين نفتح كتاب الله تعالى، نجد قيمة احترام الرأي والحوار الحضاري راسخة منذ أول يوم.
يقول سبحانه وتعالى:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
لم يقل: "جادلهم بالعنف"، ولم يقل: "بالغلظة"، بل قال: بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ… أي بأفضل وأرقى ما يمكن.
وهذا دليل عظيم على أن الحوار لا بد أن يكون قائمًا على الأدب قبل الفكرة، وعلى الهدوء قبل الحدة، وعلى الفهم قبل الرد. فكيف إذا كان القرآن يأمرنا بذلك مع المخالف في العقيدة؟ فكيف بمن يخالفنا في الرأي داخل الوطن الواحد والبيت الواحد؟
والله سبحانه يعلّمنا كذلك أدب الاختلاف في قوله:
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾،
وهذا إقرار صريح بحق الآخرين في عرض ما لديهم، وحقنا في مناقشته دون تسفيه أو تجريح.
■ السنّة النبوية… قمة الأخلاق في إدارة الاختلاف
لقد قدّم النبي ﷺ نموذجًا راقيًا في احترام الرأي حتى مع أصحابه وهم في قمة الخلاف.
ولنا في موقفه يوم غزوة بدر خير شاهد، حين قال للصحابة:
"أشيروا عليّ أيها الناس"،
فأخذ برأي الحباب بن المنذر، وهو رأيٌ عسكري يخالف رأي النبي الأول، ومع ذلك قبله النبي بكل صدر رحب.
هذا هو الأدب النبوي… وهذا هو احترام العقول.
وفي حديث آخر قال ﷺ:
«رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى»،
والسماحة خلق لا يولد إلا من صدر واسع يقبل الآخر ولا يتضايق من اختلافه.
بل إن النبي ﷺ علّمنا ألا نُقصي المخالف ما دام لا يخالف الثوابت، فقال:
«إنما بُعثتم مُيسرين ولم تُبعثوا مُعسرين».
■ أدب الاختلاف… مسؤولية مجتمع كامل
إن احترام الرأي الآخر ليس وظيفة المثقفين وحدهم، ولا واجب الدعاة وحدهم، بل هو مسؤولية مجتمع بأكمله.
فالأب في بيته حين يفرض رأيه بالقوة يخسر الحوار مع أبنائه، والمعلم حين يسخر من رأي تلميذه يخسر احترامه، والمسؤول حين يضيق بالنقد يخسر ثقة الناس.
والحقيقة أن قوتنا لا تُبنى من خلال الصوت الأعلى، بل من خلال القدرة على الاستماع، ولا من خلال الإقصاء، بل من خلال الاحتواء.
فنحن أمة جعلها الله أمة وسطًا، والوسطية ليست رأيًا واحدًا جامدًا، بل فضاء واسع يتسع للجميع.
■ لماذا نخاف من الاختلاف؟
نخاف لأننا لم نتربَّ على ثقافة السؤال.
نخاف لأننا نتصور أن اختلاف الآخر يعني ضعف موقفنا.
نخاف لأننا نخلط بين الرأي والفكرة… وبين الشخص والفكرة.
بينما الحقيقة أن الفكرة التي لا تتحمل النقد هي فكرة لم تُبنَ جيدًا من البداية.
إن المجتمعات التي تتسع قلوب أفرادها للآراء المختلفة هي المجتمعات التي تطور نفسها، وتتعلم من بعضها، وتبني جسورًا لا جدرانًا.
■ فلنتسع لبعضنا… ولنربِّي في قلوبنا أدب الاختلاف
علينا أن نؤمن بأن الاستماع للآخر لا يعني التراجع، وأن قبول اختلافه لا يعني التنازل، وأن احترام رأيه لا يعني الانسحاب.
بل يعني أننا نملك وعيًا وإيمانًا بأن الحقيقة أكبر منّا جميعًا.
وفي الختام…
إن احترام الرأي الآخر ليس مجرد خُلق، بل هو مشروع حضاري يعيد للمجتمع توازنه، وللإنسان قيمته، وللنقاش روحه.
فدعونا نتسع لبعضنا، ونسمع لبعضنا، ونقترب من بعضنا…
فالوطن لا يبنيه رأي واحد… وإنما تبنيه قلوب تتسع للجميع.