دارت مناقشة مع مجموعة من الأصدقاء بشأن الزواج والطلاق والخلع وما يترتب عليها من نتائج قد تهدر أحيانا حقوق الأبناء أو أحد الزوجين، وقد أظهرت التجارب المعيشية المحيطة بنا أن كلا من طرفي العلاقة يرى نفسه مظلوما ومهدرة حقوقه!!
أحد الأصدقاء - الداعين لتجديد الخطاب الديني، وإعادة البحث فيما يتعلق بالأحكام الدينية بشأن الزواج والطلاق - أشاد بما اتجهت إليه بعض الدول الإسلامية من منع التعدد أو تقييده استنادًا إلى إعادة تدبر نصوص التعدد في القرآن الكريم وفهمها وتفسيرها، وانطلاقا من فتوى الإمام الشيخ محمد عبده - الموثقة في أعماله - بتقييد إباحة التعدد، وأن يعرض الأمر على القاضي، وبالطبع عارضه بعض الأصدقاء بحجة أن التعدد مباح للرجل دون قيود أو شروط، في حين تمسك البعض بالحيادية في إبداء الرأي فالتعدد مسموح به في ظل توافر شروط محددة وأهمها إبلاغ الزوجة أو الزوجات الأخريات.
وناقش البعض موضوع الطلاق، وسوء استخدام بعض الأزواج لحق الطلاق، والتنكيل بالزوجة خاصة في حالة الطلاق الشفهي، فالزوج يتلفظ بالطلاق، ثم يقرر منفردا رد الزوجة إلى عصمته، وأحيانا يساومها للتنازل عن حقوقها في مقابل توثيق الطلاق وإلا تركها معلقة.
وفي خضم النقاشات طرحت رأيا قد يبدو صادما، حيث أرى تقييد أمور الزواج والطلاق، فكما يتم الزواج بموافقة الطرفين أمام مأذون ويوثق بالجهات الرسمية، ينبغي أن يكون الطلاق أمام القاضي - سواء بطلب طرف من الطرفين أو باتفاقهما -لأنه مع ظروف الحياة الحالية لم يعد من الممكن الاعتماد على لفظ طلاق شفوي تلهث المرأة لإثباته في حالة تعنت الرجل.
والطلاق أمام القاضي هو نظام متبع في أغلب دول العالم، على سبيل المثال يتم الزواج في تركيا أمام كاتب العدل المفوض من البلدية وعند الرغبة في الطلاق يعرض الأمر على القاضي لضمان حقوق الطرفين والأبناء أيضا.
الموضوع شائك - خاصة في ظل رفض البعض لإعادة تفهم النصوص القرآنية خوفا من المساس بالتفسيرات الدينية المتوارثة - لكنه يستحق البحث والدراسة المتعمقة من المختصين في الدين والفتوى والتشريع والقانون وعلماء الاجتماع وغيرهم من المعنيين بالمجتمع المصري للتوصل إلى أحكام تناسب نظم المجتمعات الحالية وتعقد الحياة، وتصون استقرار الأسر المصرية، وترعي مصالح كل أفرادها، وتحفظ حقوقهم.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بسبب ارتداء ملابس مسلسل بيكي بليندرز.. طالبان توقف أربعة شبان في أفغانستان
وفقًا لمتحدث باسم طالبان، فإن الأصدقاء الأربعة كانوا "يروجون للثقافة الأجنبية" وأن الرجال خضعوا "لبرنامج إعادة تأهيل".
أصدرت "شرطة الأخلاق" الأفغانية قرارًا بتوقيف أربعة رجال، وتم تحذيرهم لارتدائهم بدلات مستوحاة من المسلسل التلفزيوني الشهير Peaky Blinders.
نشر الرجال في العشرينات من عمرهم مقاطع فيديو لأنفسهم بملابسهم (قبعات مسطحة وبدلات من ثلاث قطع) مستوحاة من المسلسل الذي يقوم ببطولته سيليان ميرفي، والذي يستند إلى منظمة إجرامية حقيقية نما نفوذها في برمنغهام بالمملكة المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
كتب المتحدث باسم طالبان، سيف الإسلام خيبر، على وسائل التواصل الاجتماعي: "كانوا يروجون للثقافة الأجنبية ويقلدون الممثلين السينمائيين في هرات"، مضيفًا أن الأصدقاء خضعوا "لبرنامج إعادة تأهيل".
وقال خيبر لبي بي سي إن الأزياء "تتعارض مع القيم الأفغانية والإسلامية".
وقال: "إن القيم الموجودة في مسلسل Peaky Blinders تتعارض مع الثقافة الأفغانية". "الملابس التي كانوا يرتدونها لا تحمل الهوية الأفغانية على الإطلاق ولا تتطابق مع ثقافتنا. ثانيًا، كانت تصرفاتهم تقليدًا لممثلين من فيلم بريطاني. فمجتمعنا مسلم، وإذا أردنا أن نتبع أو نقلد أحدًا، فعلينا أن نتبع سلفنا الصالح في الأمور الشرعية والقانونية".
وأوضح لشبكة سي بي إس نيوز أنه لم يتم اعتقال الرجال، "بل تم استدعاؤهم ونصحهم فقط وأُطلق سراحهم".
استولت حركة طالبان على السلطة في عام 2021 وتحكم من خلال تفسيرها للشريعة الإسلامية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة