صقر النعيمي يطلق شركة نور الهدى للاستثمار في دبي
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
دبي – الوطن:
أُعلن الشيخ صقر النعيمي، مؤسس مجموعة صقر النعيمي، عن إطلاق شركة نور الهدى للاستثمار في دبي. تم الإعلان خلال حفل تم تنظيمه في فندق فيرمونت دبي.
في بداية الاحتفال، قدم الشيخ صقر النعيمي كلمة ترحيبية للحضور، وتضمنت إبداء سعادته وامتنانه لوجود الضيوف والموظفين، مشددًا على الأهمية الخاصة التي يحملها هذا اليوم.
في هذا السياق، أوضح الشيخ صقر النعيمي قائلاً: “كان لدي رؤية لإنشاء هيكل يغطي مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الاستثمار، وخاصة في القطاعين الصحي والعقاري. هذا يأتي في إطار التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات لتعزيز القطاع الصحي. ومن هذا المنطلق، تم تأسيس مجموعة صقر النعيمي. ونحن نتطلع في الخمس سنوات القادمة لجذب استثمارات إضافية وتطوير أنشطتنا في مجالات متعددة.”
وتابع الشيخ صقر النعيمي قائلاً: “لقد شهدت الإمارات نمواً ملحوظاً في جذب الاستثمارات العقارية، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار العقارات، وهو ما يعزز من ثقة المستثمرين ويحفزهم على الشراء والاستثمار. في هذا الإطار، نحن في مجموعة صقر النعيمي نركز أيضًا على الاستثمار في القطاع الصحي، حيث أن لدينا الآن شركة نور الهدى للاستثمار. ومن خلال هذه الشركة، تمكنا من الاستثمار في تأسيس شركة فاريس فارما، التي من المقرر افتتاحها في 15 سبتمبر المقبل.”
هذا الاهتمام المتزايد بالقطاعين العقاري والصحي يؤكد على الرؤية المتعددة الأوجه للشيخ صقر النعيمي وإلتزامه بتوفير فرص استثمارية متميزة تواكب التطورات الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات. ويعكس هذا النجاح الذي تحقق الأهداف الأساسية للمجموعة وتطلعاتها في تقديم حلول مبتكرة تخدم المجتمع والاقتصاد.
وعلى هذا الصعيد، تعتبر الإستدامة عنصر رئيسي في استراتيجية مجموعة صقر النعيمي . ويُركز الشيخ صقر النعيمي على تحقيق التميز في خلق قيمة مُضافة تُسهم في التنمية المستدامة. وبهذا، ليس فقط ستحقق المجموعة توسعاً في مجال الاستثمار، ولكن ستضيف أيضاً قيمة ملموسة للمجتمع من خلال مشروعاتها الرائدة. تأتي هذه الخطوات في إطار الرؤية الطموحة للشيخ صقر النعيمي، التي تهدف إلى جعل المجموعة رائدة في مجالاتها المختلفة ومحط اهتمام على المستوى الإقليمي والدولي.
في ختام الحفل، قام الشيخ صقر النعيمي بتكريم الموظفيين المتميزين في مجموعة صقر النعيمي، في لفتة تعبيرية عن التقدير والاحترام للجهود المبذولة. كما زُين الحفل بمسابقات متعددة وسحوبات على جوائز قيمة ومتنوعة، ما أضفى على الجو مزيداً من التشويق والإثارة.
البرنامج الفعّال للحفل لاقى استحساناً واسعاً وتفاعلًا لافتًا من الحضور، ما يُظهر مدى الالتزام الذي يُحظى به الشيخ صقر النعيمي ليس فقط نحو أعماله، بل أيضًا نحو فريقه وشركائه. هذا النوع من التقدير المعنوي يُعتبر جزءًا أساسيًا من فلسفة العمل في مجموعة صقر النعيمي، ويُمثل ترجمة عملية لرؤيتها المستقبلية التي تنصب على بناء علاقات قوية ومستدامة مع جميع الأطراف المعنية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الجامعة في مرآة التصنيف: نزاهة ضائعة أم قيمة مضافة؟
صراحة نيوز- الشاعر أحمد طناش شطناوي
رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين/إربد
هل كل صدمة تستوجب إنكارها؟ أم هل صراحة تُعد اتهامًا؟
أحيانًا تكون الجرأة في كشف العِلل هي أول أبواب العلاج، ولعلّ ما طُرح مؤخرًا حول واقع الجامعات الأردنية وعلاقتها بالتصنيفات العالمية، شكّل مادة للتأمل العميق أكثر من كونه مادة للجدل.
إنه حديثٌ عن خللٍ بنيوي صامت، يعبّر عن نفسه حينًا في مؤشرات التصنيف، وأحيانًا في تراجع الثقة بالمنظومة الأكاديمية، لكنه في جوهره أعمق من ذلك بكثير: إنه سؤالٌ فلسفي عن القيمة الحقيقية للمعرفة، وأخلاق إنتاجها، وحدود تحول الجامعة من مؤسسة تفكير إلى مؤسسة تزيين رقمي.
منذ عقود تحوّلت التصنيفات الأكاديمية إلى معيار عالمي لتقدير الجامعات، لكنها لم تُصمم لتكون غاية في ذاتها، بل وسيلة لتشخيص الأداء، غير أن هذا المعيار فقد حياديته حين دخل سوق التنافس المؤسسي، فبات يُستثمر دعائيًا، وتحوّلت الجامعات من مؤسسات لإنتاج الفكر إلى مصانع للأوراق والمنشورات.
وهنا ينشأ التوتر الأخلاقي وتبدأ التساؤلات التي تفضي إلى التشخيص الصحيح: هل نُنتج من أجل التصنيف، أم نُصنّف لأننا ننتج؟ وهل تبرر الحاجة إلى الظهور تراجعات في الجوهر؟ وهل تُقاس جودة الجامعة بعدد الأبحاث، أم بتأثيرها الحقيقي في المجتمع والإنسان والاقتصاد والهوية؟
ومن جهة أخرى، لا يمكن إغفال ما يعانيه الباحث الأكاديمي، فالموازنات المتواضعة والدعم الضئيل وغياب بيئة البحث التخصصي، كلها عوامل تضعه في دائرة ضغوط خانقة، وتدفع ببعضهم إلى اختصارات غير نزيهة في سبيل النشر، أو إلى اللجوء لمجلات ذات تصنيف ظاهري، دون تحكيم حقيقي.
وأما الإشكالية الأخرى فتكمن مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح المشهد أكثر التباسًا: فبين من يستخدم هذه الأدوات دعمًا لمنهجه، ومن يستخدمها لصياغة بحث دون جهد، تنهار الحدود بين العلم الزائف والعلم الأصيل، وتنهار معها فكرة الإبداع بوصفه ثمرة تجربة ومكابدة لا مجرد توليد تلقائي للنصوص.
ولعلّ من أبرز المفارقات في المشهد الأكاديمي الأردني، ما يُعرف بـسنة التفرغ العلمي، التي شُرّعت في الأصل كي ينعزل الباحث مؤقتًا مع مشروعه، فينضج فكرًا ويُنتج علمًا، لكنها في بعض الحالات تحوّلت إلى بوابة عمل إضافي في جامعات أخرى، وهذا بحد ذاته إفراغ للمعنى من التسمية، وإفراغ لسنة كاملة من مضمونها البحثي، وتُحول التفرغ إلى فرصة لجني المال لا إلى مخاض علمي.
هذه التحولات كلها لا تُدين فردًا أو مؤسسة، بقدر ما تكشف عن فلسفة ضائعة في تعريف الجامعة، وفي تحديد علاقتها بالمجتمع والباحث والاقتصاد والهوية الوطنية.
إن ما ينبغي أن نستعيده قبل التصنيف وأدواته، هو معيار النزاهة العلمية بوصفه أصل كل شرعية أكاديمية، فجامعة بلا نزاهة مهما بلغت من شهرة رقمية لا تصنع أجيالًا حرة، ولا تطرح أسئلة شجاعة، ولا تنهض بأمة.
والنهوض بهذا المعيار يبدأ من إعادة صياغة فلسفة الحوافز، بحيث يُكافأ الإبداع لا الكمّ، ولا بد من وضع مدونات سلوك علمي تجرّم التلاعب وتُعلي من الصدق المعرفي، ثم لا بد من مراجعة شروط سنة التفرغ العلمي وربطها بمخرجات فعلية، بالإضافة إلى إدماج أخلاقيات البحث ومهارات التفكير النقدي ضمن مناهج إعداد أعضاء هيئة التدريس، وهذه المعايير يجب أن تحول إلى سياسات أكاديمية تتبناها وزارة التعليم العالي لتحسين جودة البحث العلمي.
ووسط هذه الجدليات المتشابكة حول النزاهة والتصنيفات وسنة التفرغ العلمي وأخلاقيات البحث، يظل الطالب هو المركز الغائب أو المُغَيَّب في كثير من هذه السياسات، فالجامعة في جوهرها ليست معمل أوراق بحثية ولا منصة تسويق رقمي، إنما هي الفضاء الذي يشكل وعي الطالب ويصقل شخصيته، وينمي قدراته الفكرية والإنسانية، فحين تُختزل مهمة الجامعات في اللحاق بأرقام التصنيف دون أن يُقاس أثر التعليم في الطالب، تتحول المعرفة إلى سلعة جوفاء، ويُدفع الطالب من حيث لا يدري ثمنًا باهظًا في ضياع المعنى وتشوّه الغاية، ومن هنا فإن أية مراجعة فلسفية أو بنيوية للتعليم العالي لا بد أن تضع الطالب في صميم رؤيتها كمستفيد من الجامعة وشريك أصيل في صناعة المعرفة وإنتاجها، وقبل ذلك في مساءلتها.
ولعل أبرز ما يميز التجارب التعليمية الرائدة في دول مثل فنلندا وسنغافورة هو مركزية الطالب في الرؤية الأكاديمية، حيث لا تُقاس جودة الجامعة بعدد الأوراق المنشورة فقط، بل بتأثيرها المباشر في تكوين شخصية الطالب وقدرته على التفكير النقدي والابتكار، وأما في تركيا فقد شهد التعليم العالي خلال العقدين الأخيرين تحوّلاً نوعيًا عبر توجيه البحث العلمي نحو خدمة المجتمع، وتعزيز بيئة التعلم القائمة على الكفاءة لا على الكم، إن هذه النماذج تؤكد أن الرهان على الطالب لا على التصنيف هو ما يصنع النهضة الحقيقية، وأن جودة التعليم تُقاس بعمق الإنسان لا بسطح الأرقام.
ومما لا شك فيه أن الجامعة تمثل بيت الفكر ومنبت السؤال وحارس المعنى في أي مجتمع حيّ، لكنها حين تُقايض نزاهتها العلمية بمنطق التصنيفات، وتستبدل صدق المعرفة برنين الأرقام، تُصاب الأمة في جوهر ضميرها التربوي والثقافي، إن ما نسمعه اليوم من نقد مهما بدا قاسيًا يجب أن يُقرأ كجرس إنذار لا كوصمة، وكفرصة للعودة إلى سؤالنا الأول: هل نُصنّف لأننا نُنتج؟ أم نُنتج فقط لنُصنّف؟ ففي الإجابة الصادقة عن هذا السؤال، يكمن الفرق بين جامعة تُعدّ رافعة نهضة، وأخرى تكتفي بدور الواجهة، فلتكن المراجعة التي نبدأها اليوم مراجعة في القيمة قبل الكم، في النزاهة قبل الشهرة، وفي الإنسان قبل المؤشر، فهذا وحده ما يصنع المعنى، ويمنح الجامعة شرعيتها أمام التاريخ والضمير، لأن الجامعة التي تحفظ صدقها، تحفظ صدق المجتمع كله.