المفوض السامي لحقوق الإنسان: العالم يخون الوعد بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
قال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، إن "العالم يخون الوعد بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030".
وأضاف المفوض السامي - في كلمة افتتح بها اليوم /الاثنين/ في جنيف أعمال الدورة الرابعة والخمسين العادية لمجلس حقوق الإنسان أنه "على الرغم من الموارد المالية والإبداع التكنولوجي والأراضي الكافية لتوفير الغذاء الكافي للجميع إلا أن العالم عاد إلى مستويات الجوع التي لم يشهدها منذ عام 2005 وما يترتب على ذلك من خسائر في صفوف الأطفال الذين يعانون من التقزم وحياة مختصرة بشكل مؤلم".
وتابع أن "التقرير العالمي لمنظمة الأغذية والزراعة لعام 2023 يتوقع أن ما يقرب من 600 مليون شخص سيعانون من نقص التغذية المزمن في نهاية هذا العقد وتشمل العوامل السببية تغير المناخ وعواقب الوباء وحرب روسيا على أوكرانيا".
وأشار إلى أن "انسحاب الاتحاد الروسي من مبادرة حبوب البحر الأسود في يوليو والهجمات على منشآت الحبوب فى أوديسا وأماكن أخرى كان سببا فى ارتفاع الأسعار مرة أخرى إلى عنان السماء في العديد من البلدان النامية الأمر الذي جعل الحق فى الغذاء بعيدا عن متناول العديد من الأشخاص".
ودعا تورك، إلى تأييد نداء الأمم المتحدة لتحفيز أهداف التنمية المستدامة واعرب عن ترحيبه بالمناقشات الدولية الحالية بشأن تعزيز التعاون الضريبي الدولي، مبينا أنه عندما تقوم الشركات المتعددة الجنسيات والأفراد الأثرياء بتحويل أرباحهم وتقاريرهم المالية إلى ولايات قضائية منخفضة أو معدومة الضرائب فإن هذا يقلل من قدرة البلدان على تعبئة الإيرادات لإعمال حقوق الإنسان.
ولفت المفوض السامي إلى أن تقرير حالة العدالة الضريبية لعام 2023 يقدر أن البلدان ستخسر ما يقرب من 5 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة بسبب الملاذات الضريبية.
وأوضح أن السكان فى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيواجهون ندرة غير مسبوقة في المياه حيث يتعرض ما يقدر بنحو 83% من سكان المنطقة لإجهاد مائي مرتفع للغاية، محذرا أنه بحلول عام 2030 سينخفض متوسط نصيب الفرد من المياه المتاحة إلى ما دون عتبة الندرة المطلقة وبما سيكون له تأثير سلبي كبير على الصحة والأمن الغذائي ويؤدى إلى تفاقم الفقر بشكل كبير كما يرجح أن يؤدى إلى زيادة الصراعات وعدم الاستقرار والنزوح..
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجوع تغير المناخ المفوض السامی
إقرأ أيضاً:
في غزة.. الجوع يتكلم والمأوى حلمٌ مكسور
في شوارع قطاع غزة، لم يعد أكثر ما يُسمَع هو ضجيج الحياة، بل أنينها. كلمات بسيطة، موجعة، تتردد على ألسنة الكبار قبل الصغار: «أنا جائع.. أنا بلا مأوى». هذه العبارة، التي ربما تُقال في لحظة تعب أو ألم، باتت اليوم في غزة حالةً وجودية، تصف واقعًا قاسيًا تعيشه الغالبية الساحقة من السكان منذ شهور طويلة.
الجوع.. صوت المرحلة
الجوع في غزة ليس عارضًا، ولا أزمةً مؤقتة، بل هو الصوت الأعلى، يتحدث من بطون خاوية، ومن وجوه شاحبة، ومن نظرات الأطفال التي فقدت بريقها. مئات الآلاف باتوا لا يملكون قوت يومهم، ولا قدرة لهم على شراء ما يسدّ رمقهم. المخابز تُغلَق أو تُقصَف، والمساعدات شحيحة ومتقطعة، وأسعار المواد الغذائية – حين تتوفر- تفوق قدرة أيّ عائلة متوسطة أو فقيرة.
في زمن الحرب الممتدة، والحصار المستمر، لم يعد الجوع صدمةً طارئة، بل أصبح رفيقًا دائمًا، يجلس على موائد خاوية، لا يبرحها، ويُحدث في النفوس أثرًا لا يندمل.
المأوى.. صار حلمًا بعيدًا
الشق الثاني من العبارة لا يقلّ فداحة: «أنا بلا مأوى»، مئات آلاف النازحين في غزة فقدوا بيوتهم تحت ركام القصف. منازل تحوّلت إلى ذكريات، وأحياء بأكملها أُزيلت من الخارطة. يعيش الناس اليوم في خيام ممزقة، أو مدارس مكتظة، أو بين الجدران المحطمة، بلا خصوصية، ولا أمن، ولا أمل.
أن تكون بلا مأوى لا يعني فقط فقدان البيت، بل يعني فقدان الاستقرار، وتآكل الإحساس بالأمان، وضياع المستقبل. إنها حالة من الانكشاف الكامل أمام البرد، والحر، والخوف، والمرض، والمجهول.
كلمات تلخّص المأساة
«أنا جائع.. أنا بلا مأوى» ليست مجرد كلمات، بل شهادة حيّة على واقع إنساني كارثي. عبارة تخرج من فم الطفل كما من فم الجريح، من المرأة الثكلى كما من الشاب الذي حُرم من أبسط حقوق الحياة. إنها تلخّص أزمة مركّبة من حرب، وحصار، وفقر، ونزوح، وخذلان عالمي.
ورغم بساطتها، فإن هذه العبارة تطرق أبواب الضمير الإنساني بقوة. فهل من أحدٍ يسمع؟ هل من ضميرٍ يتحرّك؟ أم أن الاعتياد على مشاهد الألم جعل حتى الجوع والنزوح مشهدًا عاديًا؟
غزة لا تطلب المستحيل
لا تطلب غزة الكثير. تطلب فقط أن تأكل، أن تسكن، أن تعيش بكرامة. تطلب ألا يسمع العالم صراخها فحسب، بل أن يستجيب. تطلب أن تكون الطفولة طبيعية، لا معركةً من أجل البقاء. أن تكون البيوت بيوتًا، لا أهدافًا. أن يكون الخبز متوفرًا، لا أمنية.
لكن في ظل عالمٍ أصمّ، تبقى هذه العبارة تتردد كل يوم، كل لحظة:
«أنا جائع.. أنا بلا مأوى».
وتبقى غزة تنتظر… أن يسمعها من لا يريد أن يسمع.
*صحفي فلسطيني