مصر – كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومراكز أبحاث كبيرة في تل أبيب أن مصر ستكون من الخاسرين الكبار جراء “مشروع بايدن” الجديد الذي سيربط الهند بأوروبا مرورا بالخليج وإسرائيل.

ونقلت صحيفة “جلوباس” الاقتصادية الإسرائيلية، عن الدكتور يوئيل جوزانسكي، رئيس قسم السياسة الإقليمية في معهد البحث الدراسات الأمنية والإستراتيجية الإسرائيلي INSS، قوله إن مصر، التي تسيطر على قناة السويس، التي يمر عبرها 10% من إجمالي التجارة العالمية وحوالي 7% من حركة النفط ستكون أولا وقبل كل شيء أكبر الخاسرين من هذا المشروع.

وأشار المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي إلى أن قناة السويس التي قفزت إيراداتها في السنة المالية 2022/2023 إلى 9.4 مليار دولار، من 7 مليارات دولار في العام السابق، تمثل بالنسبة لدولة مثل مصر، التي تبلغ ديونها لصندوق النقد الدولي حاليا نحو 12.5 مليار دولار، بمثابة إنعاش حقيقي لاقتصادها، لكن بعد هذا المشروع الطموح فإن تقليل الاعتماد الأوروبي والهندي على قناة السويس، وحتى الطريق المختصر بينهما عبر ممر نقل جديد، يمكن أن يشكل ضربة قاتلة للقاهرة.

وأضاف أنه من المؤكد أن ربط مثل هذه البنية التحتية الإقليمية المشتركة بين الدول بمشاركة الرياض يمثل تحديًا للصين، وفي الوقت نفسه، سيؤدي ممر النقل المعين إلى تقصير سلاسل التوريد، وبالتالي تقليل اعتماد الدول على الصين.

وحول أهمية هذا المشروع بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي إن دخول السعودية في هذا المشروع مرتبط بـ”مدينة المستقبل” التي يقوم بإنشائها “نيوم”، حيث يمتد مشروع ابن سلمان الرائد على مساحة 26.5 كيلومتر مربع، وقد تصل الاستثمارات المقدرة فيه إلى 500 مليار دولار، إلا أن المدينة تقع في غرب البلاد، وبالتالي سيتطلب الأمر الكثير من التفكير حول كيفية ربطها بشبكة الإنترنت ومشروع النقل الإقليمي.

وتابع جوزانسكي إنه إذا أضيفت نيوم بالفعل إلى المشروع الطموح، فإن مدينة إيلات على الجانب الإسرائيلي قد تستفيد بشكل كبير أيضا، حيث تتاخم الحافة الشمالية الغربية لنيوم مضيق تيران، مدخل البحر الأحمر.

وحول هل إذا كان هذا مشروعا يشكل سابقة، قال جوزانسكي، إن الخطة أبعد ما تكون عن كونها غير مسبوقة، حيث اكتسب مجال نقل البضائع عن طريق البر زخما في السنوات الأخيرة، وبالفعل في 4 ديسمبر 2020، بدأت أول رحلة نقل بضائع من تركيا إلى الصين بالسكك الحديدية، وهي رحلة يبلغ طولها حوالي 8693 كيلومترًا وتستمر 12 يومًا، كما تم الترويج لمشروع مماثل من قبل روسيا وإيران في وقت مبكر من يوليو 2022، عندما أصبحت شركة RZD Logistics أول من استخدم الممر الشمالي الجنوبي، المصمم لنقل البضائع لمسافة حوالي 7200 كيلومتر من موسكو، عبر إيران إلى مومباي.

وتابع: “بحسب تقديرات المتخصصين في الهند، فإن استخدام هذا الطريق سيختصر مدة النقل من روسيا إلى الهند نحو عشرة أيام فقط، من 30 إلى 45 يومًا عبر قناة السويس”.

وأضاف: “أحد عملاء الممر الشمالي الجنوبي ليس سوى الغرب السعودي، فقبل نحو أسبوعين، عبر قطار شحن يضم نحو 36 حاوية من روسيا إلى إيران في طريقه إلى السعودية، وشقّت طريقها إلى ميناء بندر عباس في مضيق هرمز، حيث يتم شحن الحمولة على متن سفينة وجهتها جدة، متجاوزة شبه الجزيرة العربية”.

وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر مجموعة العشرين عن الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند وأوروبا والخليج وإسرائيل بوساطة مجموعة من الدول، من بينها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن.

فيما قال المحلل الإستراتيجي بالصحيفة العبرية العميد شموئيل إلمز، إنه من المتوقع أن يبدأ المشروع في ميناء بيرايوس في اليونان، ومن هناك، حسب التقديرات، ستتجه بحرا إلى ميناء حيفا الإسرئيلي الذي سيتم ربطه بعد ذلك بإسرائيل ودول الخليج بسكة حديدية، ومن المتوقع أن تنطلق من حيفا إلى الأردن، ومن هناك إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى ميناء جبل علي، وهناك، سيتم تحميل البضائع على متن السفن التي ستشق طريقها إلى مومباي في الهند.

وأضاف أنه بجانب الطريق الرئيسي، من المتوقع أن يتم بناء طرق إلى دول أخرى في المنطقة، على رأسها البحرين وسلطنة عمان.

وفيما يتعلق بتمويل المشروع، قال إلمز إن التفاصيل غير معروفة بعد، ومن المنتظر أن تصل الإجابة عن هذا السؤال خلال 60 يوما، مع نشر الخطة الكاملة.

وفيما يتعلق بفرص نجاح الخطة، قال الدكتور يوئيل جوزانسكي، إنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، حيث أثبتت إسرائيل أنها دولة تواجه صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية عندما يتعلق الأمر بمشاريع البنية التحتية، والخطة التي قدمها بايدن حاليًا هي فقط في الخطوط العريضة العامة.

وأضاف : “هناك مسألة أخرى ستؤثر على مستقبل المشروع وهي الوضع السياسي في إسرائيل، وسوف تتطلب مثل هذه الخطة استثماراً مالياً مكثفاً من الجانب الإسرائيلي أيضاً، لذا فسوف يكون لزاماً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يحصل على موافقة واسعة النطاق من الائتلاف، بل وربما حتى من المعارضة، أي بمعنى آخر، قد يجد نتنياهو نفسه عالقاً بين شركائه، مثل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جابير، والمعارضة التي تسعى إلى منع نتنياهو من تحقيق إنجاز سياسي يحسن مكانته.

وحول أهم المستفدين من هذا المشروع في إسرائيل قال جوزانسكي، إن أحد المستفيدين الرئيسيين من المشروع الطموح هو ميناء حيفا، حيث من المتوقع أن يمر ممر النقل الجديد عبر الميناء، والذي من المتوقع أن يتم اختياره فقط بسبب موقعه.

وأشار إلى أنه قبل تسعة أشهر، قامت مجموعة “أداني” الهندية بشراء ميناء حيفا مقابل 4.1 مليار شيكل، حيث تسيطر شركة “أداني” على 13 ميناءً مختلفًا في الهند، لذا فإن مثل هذا المشروع الطموح يمكن أن يفيدها بشكل كبير الميناء الذي يدار من خلال الهند ومن الشركات الأخرى التي قد تستفيد من الموضوع شركة SIPG الصينية المالكة لأحد الموانئ الخليجية.

المصدر: الإعلام الإسرائيلي

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: من المتوقع أن قناة السویس هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

خسائر غير مسبوقة في صفوف سلاح الهندسة “الإسرائيلي” بفعل تكتيكات المقاومة

#سواليف

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن #سلاح_الهندسة في #جيش_الاحتلال الإسرائيلي تعرض خلال الأشهر الأخيرة لأكبر موجة #خسائر_بشرية منذ بدء العدوان على قطاع غزة، بفعل اعتماد #المقاومة_الفلسطينية، وعلى رأسها #كتائب_القسام، تكتيكات قتالية نوعية تستهدف “العمود الفقري” للقوات البرية.

ووفقا لما أورده المراسل العسكري لموقع “واللا نيوز”، أمير بوخبوط، فإن الفترة الممتدة من استئناف #المعارك في مارس/ آذار الماضي وحتى يوليو الجاري، شهدت مقتل أكثر من 38 جنديا إسرائيليا، وإصابة نحو 98 آخرين، في كمائن محكمة وعمليات قنص دقيقة، فيما بلغ إجمالي عدد القتلى منذ مطلع عام 2024 نحو 50 قتيلًا، و118 جريحًا.

وشكل شهر يونيو/ حزيران الماضي ذروة الخسائر، حيث سُجلت أعلى حصيلة بشرية، بلغت 20 قتيلاً من الضباط والجنود، إلى جانب عشرات المصابين، بحسب تأكيدات وسائل إعلام عبرية.

مقالات ذات صلة جنود إسرائيليون: حماس قادرة على إعادة تنظيم صفوفها 2025/07/11

سلاح الهندسة في مرمى النيران

وبحسب التقارير ذاتها، فإن سلاح الهندسة القتالية في جيش الاحتلال تكبد وحده أكثر من 70 قتيلا منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، بينهم 23 قتيلا سقطوا منذ مارس الماضي، إلى جانب تدمير عدد كبير من الآليات الهندسية، والجرافات، وناقلات الجنود المدرعة، في كمائن متقنة نفذتها المقاومة في مختلف محاور القتال.

ويرى المراسل بوخبوط، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن كتائب القسام نجحت في جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات القوات الإسرائيلية، وخاصة وحدات الهندسة، ما أتاح لها تنفيذ هجمات دقيقة باستخدام نيران القناصة، والقذائف المضادة للدروع، وعبوات ناسفة تعمل بأساليب متنوعة، سواء عن بُعد أو عبر التفجير السلكي، بالإضافة إلى نيران الأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون.

لماذا سلاح الهندسة بالتحديد؟

تُعد وحدات الهندسة في الجيش الإسرائيلي الركيزة الأساسية لأي عملية توغل بري، حيث تضطلع بمهام متعددة، أبرزها اكتشاف الأنفاق وتدميرها، تفكيك العبوات الناسفة، تمهيد الأرض لوحدات المشاة، وتدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية.

ويؤدي تعطيل هذه الوحدات إلى شل القدرة العملياتية للقوات البرية، وإبطاء التقدم الميداني، بل وإرباك خطط الاحتلال في المناطق التي سبق وأعلن “تطهيرها” أو “تفكيك بنيتها القتالية”، فكل آلية هندسية مدمرة تعني عمليا توقف جبهة بأكملها عن العمل.

ويقول أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام لـ”قدس برس”: “مقاتلونا في العقد القتالية الأمامية باتوا يمتلكون خبرة عالية في تمييز طبيعة القوات الإسرائيلية وتحديد مهام كل وحدة، لذلك نحرص على استهداف العناصر الأكثر حساسية، وعلى رأسها وحدات الهندسة”.

ويضيف: “اعتمدنا على تكتيكات متنوعة، أبرزها الكمائن المحكمة، وخطط الخداع والاستدراج، لتنفيذ ضربات قاتلة تُفقد القوة الإسرائيلية قدرتها على المناورة، وغالبا تكون فرص النجاة من تلك الكمائن معدومة.”

هيكل ووظائف سلاح الهندسة

يتوزع سلاح الهندسة في جيش الاحتلال إلى ثلاثة أقسام رئيسية، على النحو التالي:

الهندسة الثقيلة: تُعنى بتجريف الأراضي، وتدمير البنية التحتية، وهدم المباني.

الهندسة المدرعة: ترافق المدرعات والدبابات وتؤمن مساراتها ضد الكمائن والعبوات.

هندسة المهام الخاصة (مثل وحدة “ياحالوم”): متخصصة في كشف وتفكيك الأنفاق، والعمليات المتقدمة عالية الخطورة.

وتتركز مهام هذه الوحدات في البحث عن الأنفاق وتفجيرها، زرع أو تفكيك العبوات الناسفة، هدم المباني المفخخة، وفتح ممرات آمنة أمام القوات البرية، إضافة إلى أعمال تخريب منهجي للبنى التحتية في مناطق التوغل.

مقالات مشابهة

  • خسائر غير مسبوقة في صفوف سلاح الهندسة “الإسرائيلي” بفعل تكتيكات المقاومة
  • “أونروا” تحذر من خطط العدو الإسرائيلي لتنفيذ نزوح قسري إلى رفح
  • “قاتل واتساب” الجديد من دون إنترنت.. ابتكار جريء من مؤسس تويتر
  • شاهد بالفيديو.. أستاذ سوداني يناقش قضية نجم الإعلانات “بدر خلعة” في محاضرة وسط طلابه ويكشف سر الشهرة التي حققها مؤخراً
  • عاجل | حسّان يتفقد ميناء العقبة الجديد المكوّن من 9 أرصفة
  • الإعلام الحربي يوزع مشاهد استهداف وإغراق السفينة “ETERNITY C” في البحر الأحمر
  • شاهد | استهداف وإغراق السفينة (ETERNITY C) التي كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة
  • “مشروع “المال مقابل العمل”.. اتفاق بين محلية الخرطوم ومنظمة هيومن أبيل
  • مصرع 9 أشخاص وفقدان آخرين جراء انهيار جسر في الهند
  • “واللاه” : السعودية أفشلت مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.. ترامب يوقف المشروع