موقع 24:
2025-05-31@12:42:41 GMT

فيضانات ليبيا... لماذا تأزم الأمر إلى هذا الحد؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

فيضانات ليبيا... لماذا تأزم الأمر إلى هذا الحد؟

عندما تلتقي أزمة المناخ ودولة فاشلة، تكون النتيجة كارثة من النوع الذي تشهده درنة الليبية.

كان الاستثمار في البنية التحتية دائماً في حده الأدنى

ويقول باتريك وينتور في صحيفة "غارديان" إن أي مدينة كانت ستعاني من المستوى غير العادي للأمطار التي حملتها العاصفة "دانيال" على الساحل الشمالي لليبيا. وفي شكلها السابق الأكثر اعتدالاً، تسببت العاصفة في أضرار جسيمة في اليونان قبل عبورها البحر الأبيض المتوسط.


ومع ذلك، فإن حجم الدمار وجرف ربع المدينة إلى البحر في ما يوصف بأحداث 11 سبتمبر (أيلول) في ليبيا، يرجع أيضاً إلى السياسة الفاشلة في البلاد.

إدارتان متنافستان

منذ الإطاحة الدموية بمعمر القذافي بدعم من الغرب عام 2011، حكمت البلاد بشكل رئيسي إدارتان متنافستان، واحدة في طرابلس والأخرى في طبرق.
وفي ظل اشتراكية القذافي الزائفة في أواخر السبعينيات والثمانينيات، قام الزعيم الليبي بتفكيك القطاع الخاص الليبي الغني بالنفط من خلال إدارة الشركات المملوكة للدولة، مما أدى إلى تحطيم قاعدة القوة المستقلة للطبقات العليا.

Libya’s floods are result of climate crisis meeting a failed state https://t.co/QC97SkpSoq

— Guardian Environment (@guardianeco) September 13, 2023


ويقول ولفرام لاشر، المحرر المشارك لمجموعة من المقالات نُشرت مؤخرًا بعنوان "العنف والتحول الاجتماعي في ليبيا": "أصبحت مؤسسات الدولة شبكات رعاية".
وفي مرحلة ما بعد القذافي، أصبح الجانبان مركزيين على نحو مماثل. ورشحت الميليشيات وزراء في حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها غرب البلاد. وفي الشرق، انتهت حملة مركزية للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر إلى ظهور العديد من المسؤولين التنفيذيين المتصارعين.
دخل الفريقان في حرب شاملة حتى عام 2020. وحاصرت قوات حفتر طرابلس في حملة عسكرية استمرت لمدة عام لمحاولة الاستيلاء على العاصمة التي قُتل فيها آلاف الأشخاص. ثم في عام 2022، حاول الزعيم السابق للإدارة الشرقية فتحي باشاغا نقل حكومته إلى طرابلس قبل أن تجبره الاشتباكات بين الفرق المتنافسة على الانسحاب.

البيئة الأسوأ للاستثنار في البنى التحتية

ويعتبر باتريك وينتور إن هذا الصراع الهادر، والمنخفض الحدة في الأغلب، يتطلب من القادة تهدئة قواعدهم بالصدقات.

Libya’s floods are the result of the climate crisis meeting a failed state https://t.co/xpj7soj9p4

— Guardian World (@guardianworld) September 13, 2023


وفي درنة، المدينة التي عانت لفترة طويلة منذ سقوط القذافي، وخصوصاً  خلال وقوعها في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي كان الاستثمار في البنية التحتية دائماً في حده الأدنى. وحاول حفتر، الذي تلقى تعليمه الثانوي في المدينة، الحفاظ على سيطرته الوثيقة على سياساتها.

وكان من المقرر إجراء انتخابات المجالس البلدية هذا الشهر، مع إعداد القوائم وتسجيل الناخبين. لكن في الأسابيع الأخيرة، أحرق أعضاء من كتائب أولياء الدم ملصقات انتخابية وهددوا المرشحين بالخطف والقتل، مطالبين بإلغاء الانتخابات وتنصيب حاكم عسكري في المدينة.
وأفاد رئيس اللجنة الانتخابية أنه تعرض للتهديد. واقترح عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في برلمان شرق البلاد، تشكيل مجلس إدارة مؤقت، وهي طريقة لتأجيل الانتخابات.

كان السدان الكبيران اللذان بُنيا في الوادي الضيق فوق درنة بمثابة خطر وشيك الحدوث، خصوصاً أن المساكن سيئة البناء المبنية بالقرب من النهر أصبحت كثيفة وشاهقة بشكل متزايد. وشيّد  السدان في السبعينيات من شركة يوغوسلافية، وكان الخطر الذي يشكلانه وحالة اضمحلالهما موضوعًا لمقال أكاديمي مطول في عام 2022، حيث تم احتساب وزن الماء الذي قد يسحقهما وكيف يمكن أن ينفجر في ضوء التضاريس.

إنفاق جزء من الأموال المخصصة

ولكن رغم تخصيص الأموال للعمل على بناء السدود، تظهر المراجعة المتداولة عبر الإنترنت  أنه تم إنفاق القليل منها على ما يبدو. وبمجرد أن غمرت مياه الفيضان السد الأول، تراكمت بسرعة خلف السد الثاني، مما أدى إلى انفجاره أيضًا.
ولم يتم إصدار تعليمات بإجراء عملية إخلاء مع اقتراب العاصفة. وبدلاً من ذلك تم فرض حظر التجول، وهو الرد المعتاد في ليبيا على أي أزمة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

تخصيص 333 مليون درهم لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من فيضانات ورزازات

زنقة 20 ا الرباط

تم تعبئة ما مجموعه 333 مليون درهم في إطار برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات التي شهدتها عدة جماعات تابعة لإقليم ورزازات خلال شهري شتنبر وأكتوبر الماضيين.

ويهدف هذا البرنامج، الذي أشرف على انطلاقته، أمس الخميس، عامل إقليم ورزازات، عبد الله جاحظ، إلى تأهيل البنية التحتية وتعزيز صمود المناطق القروية في وجه الكوارث الطبيعية.

كما يروم هذا البرنامج، الذي يستهدف 16 جماعة ترابية تابعة لإقليم ورزازات على مدى ثمانية أشهر، دعم التماسك المجالي والاجتماعي من خلال تحسين ظروف عيش الساكنة وتسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية.

و أوضح مدير شركة “ورزازات للتهيئة”، إبراهيم حمو عوجة، أن هذا البرنامج الطموح، الذي يتم الإشراف عليه وتمويله من قبل وزارة الداخلية، يهدف إلى تأهيل الطرق المتضررة من أجل تعزيز الربط وتحسين البنية التحتية الأساسية، خاصة شبكات الكهرباء والماء والتطهير التي تضررت جراء الفيضانات التي عرفتها المنطقة في شهري شتنبر وأكتوبر الماضيين.

ويتضمن البرنامج تهيئة وإعادة تأهيل شبكة طرقية شاملة تمتد على 140 كيلومترا، وبناء 96 منشأة فنية، وترميم الجسور، وتأهيل شبكات الماء والتطهير السائل.

ويعكس هذا البرنامج الذي يندرج في إطار شراكة بين إقليم ورزازات والجماعات الترابية المعنية وشركة التنمية الجهوية “ورزازات للتهيئة” والمكتب الوطني للكهرباء والماء، حسب القائمين عليه، الالتزام المتواصل بالنهوض بالتنمية القروية الشاملة، وتحسين جودة حياة المواطنين في المناطق المتضررة من الفيضانات، وتجسيد نموذج تنموي قائم على التضامن والنجاعة والاستدامة.

مقالات مشابهة

  • فيضانات نيجيريا.. مصرع 88 شخصًا والأمطار تجرف عشرات المنازل
  • فيضانات نيجيريا.. ارتفاع الحصيلة إلى 115 قتيلا
  • ارتفاع جديد لعدد قتلى فيضانات نيجيريا
  • فيضانات في نيجيريا .. جرفت المنازل وقتلت العشرات
  • تخصيص 333 مليون درهم لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من فيضانات ورزازات
  • ما مصير رفع الحد الأدنى للأجور؟
  • سويسرا.. القلق يسيطر لاحتمال حدوث فيضانات بعد انهيار جبل جليدي
  • فيضانات محتملة عقب انهيار جبل جليدي في سويسرا
  • المهندس البشير: قيمة الاستثمار 7 مليارات دولار سيسهم بتوليد 5 آلاف ميغا واط الأمر الذي يسهم في زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية وينعكس إيجاباً على جميع مناحي الحياة
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟