تكثر الروايات عن الشراكة المتنامية بين روسيا، والصين، وكوريا الشمالية. فبعد أن فرض عدد كبير من دول العالم العزلة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، ونتيجة نقص في الذخائر والإمدادات العسكرية الأخرى، طلبت روسيا المساعدة من كوريا الشمالية والصين.

تحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة تطوير قدرات عسكرية جديدة تسمح لها بالتعامل مع روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، شرط أن تكون قادرة على تحمل المقابل الذي سيتحتم دفعه.

التقت وفود رفيعة المستوى من روسيا، والصين أخيراً بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في عرض عسكري في الذكرى السبعين لوقف إطلاق النار في الحرب الكورية في 1953. وزار كيم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في فلاديفوستوك.
وجت تقارير عن شحن كوريا الشمالية قذائف مدفعية وإمدادات عسكرية أخرى إلى روسيا، وتزويد الصين روسيا بالتقنيات والمكونات ذات الاستخدام العسكري والمدني المزدوج ، واقترحت موسكو تدريبات مشتركة مع كوريا الشمالية، والصين. شراكة متنامية

وفي حين تُركز التحالفات والشراكات التي تنخرط فيها الولايات المتحدة على الأهداف الدفاعية،  يقول موقع "1945" الأمريكي إن هذه الشراكة الثلاثية الناشئة هي على طرف نقيض. ويسعى بوتين إلى ضم أوكرانيا لتحويلها إلى "جزء من الإمبراطورية الروسية الجديدة"، في حين يسعى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الهيمنة الإقليمية، إن لم تكن العالمية، بحلول 2049. ويسعى كيم إلى توحيد الكوريتين تحت سيطرة كوريا الشمالية. وباختصار، فإن الطموحات الامبريالية تداعب مخيلة الدول الثلاث.

North Korea, Russia and China: The Developing Trilateral Imperialist Partnership https://t.co/UrpgWsSWIi via @RANDCorporation

— Gabriele Iuvinale (@GabrieleIuvina1) September 14, 2023


ورغم رفض الصين وكوريا الشمالية، حتى الآن شن حرب كبرى لتحقيق أهدافهما، إلّا أنهما متورطتان في حملات إعلامية نشطة في هذا الصدد، كما اتخذت الصين تدابير اقتصادية صارمة لتوسيع نفوذها حول العالم، حيث تُظهر مبادرة الحزام والطريق، جهود بكين لتأمين النفوذ الاقتصادي. ويُمثل مستوى التجارة بين الصين، وكوريا الجنوبية، وأستراليا والعديد من الدول الأخرى مثالاً آخر على هذا التوجه.

4 مخاطر رئيسية

وأوضح بروس بينيت، كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند البحثية الأمريكية، في مقاله بـ "1945" أن هذه الشراكة الامبريالية الثلاثية المتنامية تفرض أربعة مخاطر رئيسية على الأقل.
الأول، أن المساعدات الكبيرة من كوريا الشمالية، والصين، إلى روسيا قد تؤدي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وزيادة الأضرار التي لحقت بها. علاوة على ذلك، كلما تأخر دعم الدول الغربية لاستقلال أوكرانيا، كلما استنزفت معداتها وإمداداتها العسكرية.
ثانياً، ربما تُقدم الصين وكوريا الشمالية على أكثر من مجرد إرسال المعدات والإمدادات إلى أوكرانيا، فقد ترسل الدولتان أيضاً بعض العسكريين، وحتى الخبراء الفنيين. ومن شأن ذلك تحويل أوكرانيا إلى مختبر لروسيا، والصين، وكوريا الشمالية لاختبار وتحسين الأسلحة والتكتيكات المختلفة، ما يعود عليهما بالنفع في الحرب الفعلية. ومن المرجح أن تكون النتيجة تحسين القدرات العسكرية للدول الثلاث، ما يجعلها أكثر فتكاً في صراعات المستقبل.
ثالثاً، ونظراً إلى أن الثلاثة في هذه الشراكة الامبريالية، يسعون إلى السيطرة على أراض خارج حدودهم الحالية، فقد يقررون في مرحلة ما شن الحروب في وقت واحد. وبسبب الهجوم بتلك الصورة المتزامنة، سيسلطون أقصى قدر من الضغط على القوات العسكرية لخصومهم، مثلما فعلت قوى المحور في بداية الحرب العالمية الثانية.

 

North Korea, ruZZia And China: The developing trilateral imperialist partnership.https://t.co/rdHDwF4QpQ

— Mavka Slavka ????‍♀️???? (@MavkaSlavka) September 13, 2023

وأخيراً، ونظراً لامتلاك الشركاء الثلاثة أسلحة نووية، فإن أي حرب كبرى يعتزمون شنها ستنطوي على احتمال كبير أن تقود إلى استخدام الأسلحة النووية. ورغم أن التكامل النووي التقليدي كان جزءاً كبيراً من التخطيط العسكري الأمريكي في ثمانينيات القرن العشرين، فإنها توقفت عن متابعة تطبيقه بشكل جدي منذ نهاية الحرب الباردة. وإذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لهذا النوع من الحرب، فإن تبادل الضربات النووية سيؤدي إلى كارثة نووية عالمية.

ردللولايات المتحدة وحلفائها  وبطبيعة الحال، يقول الكاتب، ليس سهلاً مواجهة تلك الشراكة المتنامية بين روسيا، والصين، وكوريا الشمالية. ففي نهاية المطاف، قد تؤدي الضربات العسكرية ضد الإمدادات العسكرية الكورية الشمالية والصينية التي تشق طريقها إلى روسيا، إلى تصعيد هذه الحرب الخطيرة بالفعل.
ومع ذلك، يضيف الكاتب، هناك خيارات يُمكن النظر فيها وخطوات عملية يجب اتخاذها. الأولى أن تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على فهم مستقبل الحرب بشكل أفضل، بما في ذلك الشكوك الهائلة المحيطة بها.
ثانياً، تحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة تطوير قدرات عسكرية جديدة تسمح لها بالتعامل مع روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، شرط أن تكون قادرة على تحمل المقابل الذي سيتحتم دفعه.
ثالثاً، على الولايات المتحدة أن تفكر في تطوير متطلبات جديدة للقوة العسكرية التي تستجيب للتهديدات الناشئة. وعلى واشنطن أن تحدد القوات الأمريكية المطلوبة للتعامل مع أي حرب تبدأها الشراكة بين روسيا، والصين، وكوريا الشمالية.
رابعاً، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تطوير عمليات اقتصادية وإعلامية لمواجهة الإمدادات الكورية الشمالية، والصينية،  إلى أوكرانيا. ويجب أن تخضع أي شركات كورية شمالية متورطة، والمؤسسات المالية التي تدعمها، لعقوبات اقتصادية.
أخيراً، قد يبدو أن روسيا والصين وكوريا الشمالية تتمتع في كثير من النواحي بأواصر تحالف طبيعية، لكن الكاتب يرى أن ثمة تصدعات في العلاقات يجب استغلالها. على سبيل المثال، أصدرت الصين أخيراً خريطة تتضمن بعض الأراضي الروسية التي تعدها  الصين جزءاً منها.
ومن ناحية أخرى، ربما تجد روسيا أن كوريا الشمالية تُبالغ في المقابل الذي تريد الحصول عليه ثمناً لقذائفها المدفعية. ومن المحتمل كذلك أن يثبت أن نوعية المدفعية الكورية الشمالية رديئة، أو أن تفشل التقنيات التي قدمتها روسيا إلى كوريا الشمالية في العمل، ومن شأن ذلك أن يُحدث صدعاً في جسد هذا التحالف.
ورغم أن أياً من هذه الإجراءات لا يمثل حلاً سحرياً لمواجهة الشراكة الثلاثية، إلا أن الكاتب يؤكد ضرورة أخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركائها التهديد المتنامي على محمل الجد ،وأن يتصدوا له خطوة بخطوة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا الصين كوريا الشمالية الصین وکوریا الشمالیة الولایات المتحدة کوریا الشمالیة بین روسیا

إقرأ أيضاً:

أمريكا وإسرائيل لا تريدان وقف الحرب.. وإذن؟

هناك بديهيات وحقائق يتجاهلها الكثيرون ظرفيا ومؤقتا لأسباب عديدة، ثم تعود الأحداث لتؤكدها، ومنها الموقف الأمريكي الحقيقي من العدوان على غزة.

في تعقيبه على رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، قال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إن رد الحركة الفلسطينية "غير مقبول على الإطلاق، ولن يؤدي إلا إلى إعادتنا للوراء"، مشيرا إلى أن "على حماس قبول اقتراح الإطار الذي طرحناه كأساس لمحادثات التقارب"، ومؤكدا على أن هذه هي الطريقة الوحيدة (!) لإبرام اتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 60 يوما.

يعني تصريح بيتكوف ضمن ما يعنيه أن الإدارة الأمريكية معنية بشكل أساسي بإطلاق سراح أسرى الاحتلال، وأنها لا ولن تقدم أي التزام بالتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وأن الرد "الإسرائيلي" تحول تلقائيا لمقترح تقدمه لحركة حماس لقبوله كما هو وليس حتى كمنطلق للتفاوض، ما يعني في نهاية المطاف موقفا أمريكيا متماهيا مع الموقف "الإسرائيلي".

هذا التماهي في الموقف أكدته المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس حين أكدت على أن موقف الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو هو رفض استمرار حماس في الوجود، وأن استمرار الأزمة "يعود لرفض حماس نزع سلاحها".

لا يريد نتنياهو وقف الحرب، لأن الأهداف الأساسية منها القضاء التام على المقاومة وتهجير السكان وإعادة احتلال القطاع، ووقفها لن يحقق ما سبق وإنما سيفتح الباب على التقييم والحساب والتفاعلات الداخلية. ما يريده هو الحصول على الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي عليه، ثم العودة لنفس الدائرة من الضغط العسكري والقتل والحصار والتجويع والتهجير للحصول على اتفاق لاحق يحصل فيه على ما تبقى من الأسرى، دون التزام بوقف الحرب ولا حتى إدخال المساعدات
الحديث عن نزع سلاح حماس كشرط لإنهاء الأزمة ليس فقط شرطا "إسرائيليا" تعجيزيا، ولكنه كذلك غير موجود في المقترح الحالي المعروض على حماس، ما يعني أنها حتى لو وافقت على المقترح الحالي فلن ينهي ذلك الحرب، وهو ما تؤكده بنود المقترح التي تمنح "إسرائيل" فرصة العودة للحرب بأي ذريعة بعد أسبوع واحد فقط؛ هو المدة التي يفترض أن تستلم خلالها أسراها.

هذا التخوف من عودة الحرب بعد الاتفاق ليس هواجس مبالغا بها لدى الفلسطينيين، بل هو حقيقة قائمة تعضدها السابقة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم تلتزم فيه دولة الاحتلال بالبروتوكول الإنساني وإدخال المساعدات، ورفضت العودة للتفاوض واستأنفت العدوان، كما تؤكده التصريحات المباشرة لنتنياهو وأركان حكومته بأنه "سنواصل الحرب حتى بعد الاتفاق".

في الخلاصة، لا يريد نتنياهو وقف الحرب، لأن الأهداف الأساسية منها القضاء التام على المقاومة وتهجير السكان وإعادة احتلال القطاع، ووقفها لن يحقق ما سبق وإنما سيفتح الباب على التقييم والحساب والتفاعلات الداخلية. ما يريده هو الحصول على الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي عليه، ثم العودة لنفس الدائرة من الضغط العسكري والقتل والحصار والتجويع والتهجير للحصول على اتفاق لاحق يحصل فيه على ما تبقى من الأسرى، دون التزام بوقف الحرب ولا حتى إدخال المساعدات، التي تحولت في المقترح الأخير من حق إنساني وبند في الاتفاق السابق إلى مادة تفاوضية وأداة ابتزاز بيد نتنياهو.

وبغض النظر عما إذا كان الخلاف بين ترامب ونتنياهو مصطنعا كمناورة تكتيكية كما يرى البعض، أو كان في الهوامش والشكل وليس الجوهر والمضمون كما نعتقد، فإن الحقيقة الماثلة اليوم تقول إن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وأن ترامب لا يضغط عليه بشكل حقيقي وكافٍ لوقفها. فكيف تقف الحرب إذن؟

نعود مرة أخرى للعوامل التي من شأنها دفع الاحتلال لوقف العدوان، والتي لم تتغير بالمناسبة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023:

- العامل الميداني، بانكسار الاحتلال أو تكبده خسائر لا يستطيع احتمالها، وهو أمر غير قائم لا سيما بعد تغير عقيدته الأمنية بعد عملية طوفان الأقصى.

- العامل "الإسرائيلي" الداخلي، وقد أثبت محدوديته مرارا.

- العامل الأمريكي، الذي أثبتنا أن خلافاته مع نتنياهو وحكومته تتركز على الشكل والهوامش، مثل العامل "الإنساني" ودخول المساعدات واستلام الأسرى، وليس وقف الحرب.

- عوامل خارجية قد تساهم في تغيير الموقف الأمريكي، مثل الحرب الروسية- الأوكرانية، أو توسع المواجهة الإقليمية مجددا لتشمل إيران و/أو حزب الله، وكلاهما احتمال ضئيل وفق المعطيات الحالية، رغم تصعيد أوكرانيا الأخير.

- العالم العربي والإسلامي بشقّيه الرسمي (هو الأكثر تأثيرا) والشعبي، وملخصه أن يشعر الاحتلال أن استمرار عدوانه سيكون له ثمن مباشر أو غير مباشر عليه.

وإذا ما نظرنا في العوامل السابقة، يبقى العامل شبه الوحيد القابل للتعديل والقادر على إحداث فارق وفق المعطيات الحالية هو الأخير المرتبط بالعالم العربي والإسلامي، والذي أظهر مستويات متقدمة ومعيبة من العجز والفشل، وكأنه قد تقبل ضمنا استمرار العدوان الوحشي.

لم يعد معقولا ولا مقبولا ولا مفهوما أن تستمر حرب الإبادة لأكثر من 600 يوم، وأن يصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب حتى نهاية الشوط، بينما نرى العالم العربي والإسلامي الرسمي في حالة شلل كامل تصل لدرجة العجز عن زيارة رام الله (على هامشيتها وبعدها عن صلب الحرب) بسبب رفض الاحتلال، ونرى الشارع العربي والإسلامي قد اعتاد المشهد وتراجعت حتى وتيرة مظاهراته، وهي الحد الأدنى لإثبات الشعور بأهل غزة.

ما يمكن أن يدفع الاحتلال لإعادة النظر في حرب الإبادة هو شعوره بأنه يدفع أو يمكن أن يدفع ثمن هذا العدوان، هو أو شركاؤه. وإذا ما كانت الأنظمة الحاكمة والحكومات ما زالت بعيدة جدا عن مجرد التلويح بذلك، من خلال استمرار العلاقات التجارية والتعاون الأمني والمناورات العسكرية والجسور البرية والبحرية، فإن الشعوب والنخب ينبغي ألا تصمت وألا تعدم الوسائل
إن ما يمكن أن يدفع الاحتلال لإعادة النظر في حرب الإبادة هو شعوره بأنه يدفع أو يمكن أن يدفع ثمن هذا العدوان، هو أو شركاؤه. وإذا ما كانت الأنظمة الحاكمة والحكومات ما زالت بعيدة جدا عن مجرد التلويح بذلك، من خلال استمرار العلاقات التجارية والتعاون الأمني والمناورات العسكرية والجسور البرية والبحرية، فإن الشعوب والنخب ينبغي ألا تصمت وألا تعدم الوسائل.

أولى المسؤوليات وأكثرها إلحاحاَ وجدوى هو تحرك الضفة الغربية المحتلة، التي لن يكون حراكها مجرد دعم وإسناد لغزة وإنما حماية لها وهي تواجه الحصار والقتل والاستيطان ومشاريع التهجير و"الترانسفير". ورغم الكثير من التطورات المعروفة بخصوص الأوضاع في الضفة، إلا أن هذا الصمت وكأن شيئا لا يحدث أو كأن القضية الفلسطينية برمتها ليست في مهب الريح؛ لم يعد مفهوما ولا مقبولا.

والأمر نفسه ينطبق على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، والذين يمكن لحراك بسيط منهم أن يغير الكثير من المعادلات كما حصل خلال معركة سيف القدس في 2021. هذا طرح لا يتجاهل الأوضاع الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون هناك عبر القوانين والممارسات الأمنية، بل على العكس هو مدفوع جزئيا بهما من حيث أنهما يكشفان المصير الذين ينتظر هذا الطيف من الشعب الفلسطيني في حال أنجز الاحتلال ما يريد في غزة.

لاحقا، ثمة ما تستطيعه الشعوب العربية وخصوصا في كل من الأردن ومصر، وهما دولتان تولي لهما "إسرائيل" ومن خلفها الولايات المتحدة أهمية كبيرة، وتقلقان من أي حراك فيهما، وعلى ذلك شواهد كثيرة، خصوصا وأن معبر رفح كان على الدوام عنوان الحصار وبوابة الفرج لأهل غزة، ويمكن أن يعود كذلك.

على مستويات أكثر تخصصا، تقع على النخب العربية والإسلامية مسؤوليات حقيقية وتاريخية في الظرف الاستثنائي الحالي، ولم يعد مقبولا الاكتفاء بالمتابعة والدعاء أو الجهد المالي والإغاثي البسيط، على أهميته. إن تحريك الوعي والجهد ورفع الفاعلية لهي من أولى مسؤوليات النخب، بعيدا عن الكلام التقليدي الدبلوماسي والفعل المجامل هنا وهناك. يمكن للنخب وفي مقدمتها العلماء والأكاديميون والإعلاميون، بل يجب عليهم، تبني خطاب مسؤول والتزام فعل مؤثر يساهمان في زيادة الضغوط على مختلف الأطراف لتحمل مسؤولياتها.

ما دون ذلك، وتحت كل بند منه العديد من الأدوات والوسائل التفصيلية متى وجدت الإرادة، سيبقى الشارع العربي والإسلامي في حالة من الترقب والعجز في انتظار معجزة لن تأتي دون إرادة وسعي.

ولعل أول ما ينبغي فعله هو الفهم الدقيق لطبيعة المعركة الحالية التي تجاوزت منذ زمن طويل حدود غزة جغرافيا وديمغرافيا، رغم الخطاب الرسمي الملتزم بهذا الخط ورغم أن أهل غزة هم حتى اللحظة للأسف ضحاياها المباشرون، بما هي حرب مفصلية سترسم وجه المنطقة ودولها وشعوبها لعقود قادمة، حيث لا يخفي الاحتلال وداعموه خططهم بـ"إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط"، وقد بدأوا بذلك فعلا في فلسطين ولبنان وسوريا ويحضّرون للباقين.

x.com/saidelhaj

مقالات مشابهة

  • الإسفين الإستراتيجي.. هل يستطيع ترامب شق الصف بين روسيا والصين؟
  • البنتاجون تخطط لضم جرينلاند إلى القيادة الشمالية لتعزيز الردع القطبي
  • أمريكا وإسرائيل لا تريدان وقف الحرب.. وإذن؟
  • أمريكا لا تمتلك القدرة على الحرب والكيان لا يمتلك قدرة التحرك منفردًا
  • كوريا الشمالية تواجه الكارثة بالهواء.. بالونات لإنقاذ مدمّرة بحرية
  • كفى تحريضا.. الصين تتهم أمريكا بإشعال فتيل الحرب في آسيا
  • كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تحذر من التحالف المتنامي بين روسيا والصين
  • أجسام غامضة على بارجة كوريا الشمالية المنكوبة ترصدها أقمار صناعية.. وخبراء يحاولون تحليل ما هي
  • تراجع صادرات سيول 1.3% بسبب الرسوم الجمركية على شحنات أميركا والصين
  • زعيم كوريا الشمالية: المسابقات الطريق المختصر لبناء جيش قوي – كيف؟